مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/03/08 21:31
التعصب لآدم
كل الثورات اليمنية منذ عام 48م مروراً بسبتمبر وأكتوبر، وانتهاء بثورة فبراير لم يطف إلى سطحها , ولا اختفى في ثناياها أي نفس طائفي أو مذهبي أو مناطقي, فضلاً عن النفس السلالي المستعلي الذي ما أنزل الله به من سلطان.
ربما, حتى لا نزعم المثالية برز نفساً جهوياً هنا أو هناك لفترة قصيرة سرعان ما تجازوته الثورة اليمنية, ومضت  المناهج التعليمية تؤسس لأرضية يقف عليها اليمنيون بعيدا عن أي تعصب وعندما هبت رياح ثورة فبراير سعى أفراد في بعض الأطراف إلى إثارة الجانب الجهوي واستنفار الفرز الطائفي, غير أن الثورة والثوار كانوا أنضج وطنية وأوعى ثقافة واعمق ثورية ففشلت تلك الجهود, لأن الثوار وجدوا أنفسهم مع خلفيتهم الفكرية والثقافية التي تأسست وترسخت منذ ثورة الأحرار الدستورية والثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في خندق واحد سقطت أمامه كل المحاولات البائسة التي أرادت إثارة الفرز الطائفي غير أن هذه الإثارة سرعان ما اختفت, رغم طول فترة البقاء في الساحات.
 فما الذي يجري اليوم؟ ومن يقف وراء الرغبة بتمزيق  الشعب اليمني إلى جهات وطوائف, ومذاهب وسلالات وقناديل وزنابيل وقطل ورؤوس!!؟ من الذي يقسم اليمنيين إلى أسر كريمة وأخرى غير كريمة؟
من الذي يسعى جاهدا ليعمل للمذهب أفضلية أو للمنطقة أولوية ؟اذا كان التعصب اليوم عند البعض للنسب أو السلالة هدفا عصبوياً, فدعونا نتعصب جميعاً لآدم عليه السلام أبو البشر كلهم والذي ننتسب إليه أجمعين, فكلنا لآدم وآدم من تراب، والتكريم  والتفضيل والاصطفاء حق لله تبارك وتعالى وحده, فهو الذي يصطفي ويفضل (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) فهو يصطفي للرسالة والنبوة، أما فيما وراء ذلك فإن الله دعانا للانتساب لآدم, ومن ثم التنافس بالعمل (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
فلماذا النفخ اليوم للنفس السلالي المتعالي الذي يحول اليمنيين إلى درجة ثانية أمام أسرة أو سلالة تدعى الأفضلية.
إذا كان ولابد من التعصب للنسب والسلالة, فلنتعصب لآدميتنا (ولقد كرمنا بني آدم) مع إعطاء التقدير والاحترام لكل من يحافظ على التميز الذي هو (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
*الصحوة نت*
أضافة تعليق