كم تضررت بلادنا من إقحام الإيديولوجيا في العمل و كل نشاط إنساني...
نصبح و نمسي علي خلافات لا بداية و لا نهاية لها و هذا بسبب ماذا ؟
عدم نضج الفرد و الجماعة علي السواء....
في مرة من المرات كان علي إدارة نقاش فحذرتني أخت من أن الموضوع ملغم و سيثير زوابع و عند نهاية الجلسة المطولة لاحظت السيدة "حقا معجزة لا أحد غادر القاعة و لم تكسر الكراسي و لم تعلو اصوات غاضبة معلنة الحرب الكلامية..."
هل يعقل أن نقحم قناعاتنا السياسية في العمل ؟ ماذا كسبنا سوي التنافر و التنابز بالألقاب و خسر الجميع...و أولهم الشعب...
الإنطلاق من القيم المؤسسة لدولتنا يجنبنا الخوض في مناكفات و حلبات النقاش ...لماذا إذن تحتد الأصوات و يصبح هم الواحد منا الإنتصار لمنطقه بأي ثمن حتي و إن أدي الأمر إلي فتنة ؟
متي نفهم ضرورة إعتماد مواد الدستور الجزائري كي لا نقع في مطبة الأدلجة السلبية ؟
متي نبتعد عن لغة حشر الآخر في الزاوية لمجرد خلاف سياسي أو إختلاف في الرؤية ؟ متي ندرك قيمة الإجماع و التوافق علي حد ادني من القواسم المشتركة أما منطق الكل أو لا شيء فهذا عواقبه الوخيمة نلمسها في يومياتنا و يا للأسف...
متي نقر بأن الوضع كما هو لا يحتمل تخندق كل أحد خلف قناعاته و المطلوب قليل من الروية و الكثير من التسامح و قدر أكبر من الصبر و نفاذ البصيرة لعلنا نخرج بأخف الأضرار ؟
لا أدري و رجاءنا كبير في تحكيم العقل و المصلحة العامة قبل كل شيء ...