لنكف من تعليق آمال عريضة علي ساكن البيت الأبيض كان جمهوريا أو ديمقراطيا...
لنكف من شراء الذمم في واشنطن و موسكو لنحارب بعضنا البعض...فالقوي العظمي لها أجندة خاصة تخدم بها مصالح شعوبها أولا و أخيرا و لا يهمها إن مات خمسة ملايين يمني فلسطيني سوري و لنراجع تصريحات السيدة جولي لندرك لعبة الأمم في مجلس الأمن آخر ما يفكرون فيه أمننا و مصالحنا بل هم يتبارون علي الوجاهة لا اكثر و لا أقل هذا و النزعة في أمريكا يوم بعد يوم تزداد إنعزالية...
لنكف من إستجداء اسباب وجودنا ممن حالفوا بنو صهيون في فلسطين و غير فلسطين...
لنكف من إعتبار انفسنا ضحايا نظام عالمي غير عادل، نحن من نفرض معادلتنا علي الآخرين و ليس العكس...
أي كان من سيحتل البيت الأبيض نحن نقرر مصيرنا بعقولنا افئدتنا و ايدينا، و لا مناص من التكتل مع من يحمل قيمنا حتي و إن كان خارج دائرة العروبة....فالنظام العربي كما هو الآن نظام التجزئة أي نفسي و بعدي الطوفان...فما يسمي بالوحدة العربية مجرد وهم عشش في اذهان الحالمين و بسببه ضاعت دولنا و عمت الحروب الأهلية منطقتنا و العدو يتفرج من خلف اسوار القدس و تل أبيب...
كما سبق و أن ذكرت في إحدي مقالاتي المنشورة في مجلة "العصر" الإلكترونية و التي لفتت إنتباه وكالة الإستخبارات الأمريكية و هذا ما جاء في فقرة من فقراتها "إن واقعنا في حاجة إلى تغيير عميق، إن وتيرة تحرك الأعداء فى غير صالحنا، و إن قضايانا ليست في حاجة إلى تدويل بقدر ما ينقصها التحرك المحلي الفاعل."
إن لم نغير علي المستوي الذاتي، إم لم نتحرك إيجابيا في محيطنا المباشر إن لم نكون فاعلين في دائرتنا الواسعة فلا تغيير و لا تحسن لظروف المعيشية. لهذا نحن نعول علي أنفسنا أولا و أخيرا...نحن المعنيين بمصيرنا فلا موسكو و لا واشنطن و لا لندن و لا باريس و لا أي عاصمة أخري بإمكانهم التأثير سلبا او إيجابا علي مجريات الأحداث في بلداننا، فالحصانة ضد الثورات و الفوضي = إدارة شؤوننا وفق مباديء العدل و التقوي.
و المطلوب اليوم قبل أي وقت مضي إخلاص النية و لم الشمل و تظافر الجهود كلها في سبيل خلاصنا و نهضة أمتنا.