لا يزال الحزب الديمقراطي بعيد كل البعد عن خطه الأخلاقي الرصين، و عوض أن يتفق الجميع علي دعم المرشح الأكثر مصداقية "بيرني ساندرز" ها أننا أمام نائب رئيس سابق لم يعرف عنه حنكة سياسية بل كان وراء خطة تقسيم العراق غداة إعلان الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
من يومين، صرح المرشح الديمقراطي السيد بايدن بأنه سيحافظ علي سفارة امريكا في القدس، أي لا تراجع عن قرار الرئيس ترامب في نقل السفارة الأمريكية من تل-أبيب إلي القدس و هكذا نفهم إصرار المعسكرالأمريكي المحافظ جدا علي التخندق إلي جنب الكيان الغاصب...
و علي خلاف الرئيس ترامب سيتبع السيد جو بايدن سياسة خارجية تضع حدا للإنعزالية التي دشنها بفاعلية صاحب البيت الأبيض الحالي، فنتوقع مزيد من التدخل السياسي و العسكري لأمريكا في نزاعات و أزمات دولية و هذا حقا ليس في صالح أحد...
يعتقد جو بايدن بأنه يتوجب الحفاظ علي الريادة الأمريكية بدعم الحلفاء و الأصدقاء و ليس بالتخلي عنهم و في رأيه دائما لا تنفع الحروب التجارية التي خاضها دونالد ترامب و التي لم تميز بين صديق و عدو. فما لم يفهمه جو بايدن علي ما يبدو أن ريادة أمريكية مع إنهيار داخلي علي كل الجبهات لا فائدة منها بل مضرة.
وعد بتخصيص غلاف مالي بقيمة 4 مليارات دولار لتطوير العلاقة الإقتصادية الأمريكية-أمريكا الوسطي و أنه سيدعم سياسة تشجيع للاجئين السياسيين و الحرص علي كرامة المهاجرين بعدم فصل الأبناء المولودين في أمريكا عن أباءهم...بينما المشكلة الأساسية في امريكا تكمن في هجرة غير شرعية و إستغلال غير شرعي لقوانين الهجرة الأمريكية و إختراق الحدود الجنوبية الأمريكية من تجار السلاح و المخدرات و الجنس و البشر و الإجرام...
برنامج المرشح جو بايدن قائم علي إعطاء دور أكبر للريادة الديمقراطية لبلاده بترشيد السياسة الخارجية، تشجيع محاربة الفساد المالي و الإداري و ترقية حقوق الإنسان، طبعا كالعادة مثل هذه الرؤية إنتقائية فما تفعله الصين و الهند و برمانيا ناحية الأقليات يندد به بينما معاملة السكان الأصليين لفلسطين اللاإنسانية و الإجرامية يلفها صمت مطبق...
و قد صرح في معرض الحديث عن السياسة الدفاعية لأمريكا " لن أتردد في إستعمال القوة للدفاع عن شعبي إذا ما إقتضت الضرورة" و هذه جملة فضفاضة و كما أشار إلي ذلك وزير الدفاع الأمريكي السابق السيد شاك هاغيل " مصالح الشعب الأمريكي تتمدد داخليا و خارجيا و تمتد إلي جميع المصالح الحيوية" فيا تري هل بداعي حمايتها سنشهد حروب جديدة يقودها مرشح الديمقراطيين جو بايدن ؟
بينما سياسة الرئيس دونالد ترامب تتلخص في سطر واحد "تدخل أقل خارج الحدود، أمن أكبر داخل حدودنا".
الشيء الإيجابي، تجديد عزم المرشح الديمقراطي لإحترام المقاييس الدولية و إتفاق باريس حول البيئة و طمئن الحلفاء التقليديين لأمريكا بتأييدهم الغير المشروط، إذن بالمختصر المفيد ليس هناك ما يدعو للإفراط في التفاؤل مع فوز مرشح ديمقراطي برئاسة امريكا..........