مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2020/02/15 15:03
لجني ثمار التصحيح لا بد من عمر جيل

كنت من ايام أتحدث إلي سيدة أعدها إحدي الشخصيات الوطنية التي لم تورط نفسها في إنتهاز موقعها من أجل منفعية بغيظة و قد عبرت لي عن شعورها المرير فيما آلت إليه أوضاع شبيبتنا، فذكرتها بأن التغيير الجذري الذي نرنو إليه لا بد له من وقت، نتمكن فيه من تربية  جيل آخر وفق مفاهيم صحيحة سليمة و شرعية و ليس كما هو حالنا لا نكاد نعثر في زحمة الرداءة و الإنتهازية و المادية علي شباب قادرين علي فهم حجم التحديات و خطورة الموقف الذي نعيشه كدولة....

لدينا اليوم جيل من 40-30-25-سنة يعتبرون الديمقراطية تلك التي تحمل توقيع غربي صرف و يتعمدون في تجاهل أننا كمسلمين لا يمكن لنا السماح مثلا بنقد ولي الأمر علي طريقة الطعن و الإستهزاء الرخيص به أو رسم كاريكاتور مهين له، مثل هذا السلوك ينم اولا و اخيرا عن إنحطاط المدعي للديمقراطية...

هذا و شبابنا فتيات و فتيان في معظمهم لا تتوفر فيهم صفات الرصانة و الرزانة و خلق العفة و الإنضباط و يريدون من دولتهم أن توفر لهم كل شيء هكذا لمجرد أنهم طلاب في جامعاتها و هم يجهلون كل شيء عن معني النضال و ان لا شيء نحصل عليه في هذه الدنيا الزائلة لمجرد الرغبة او التمني بل علينا العمل بجد و الدفع باللتي هي احسن لنبلغ مرادنا...

أذهل أمام جيل الحاضر الذي يقدم عرائض تلو العرائض للمطالبة بحقوق ليس جدير بها...

كيف تريد التمتع بكل حقوقك و أنت لا تظهر أي علامة عن إستحقاقك لها سوي التشبث بأذيال عولمة محتضرة، لا تحسن الحديث بلغة القرآن الكريم و لا أي لغة أخري و طبعا فكرك مشوش نتيجة ذلك....

كيف تريد بلوغ مرتبة التحضر السامية و أنت لا تحافظ علي نظافة المكان الذي تعمل به و تدرس فيه أو تعيش فيه ؟

كيف تريد أن تكرم و يعتد بك و أنت بصفاتك القبيحة لا تترك مجال لأي تقييم ؟

بلا نهضة تسمو بالإنسان أخلاقيا فلا يجب أن نغالط أحد...

هل قويت أمريكا بفضل لغة القوة العسكرية أم أنها إحتلت مكانة الريادة بفضل توماس جيفرسون و بنيامين فرانكلين بفضل رجال و نساء عملوا و إجتهودا وفق منظومة قيم صارمة و بعث هتلر الروح في ألمانيا بإستنهاض همة الجرمان الأخلاقية و ضبط إيقاع حياتهم وفق ناموس الخضوع للقانون خضوع تام بحيث تعرض علي الجندي أو الضابط النازي إمرأة ساحرة و يصمد و لا تزل قدمه... اين هم هؤلاء من ذكور تعج بهم  الجزائر تقودهم أهواءهم و غرائزهم أكثر من اي شيء آخر ؟

أي قيامة تريدون لدولتكم و لوطنكم و انتم  تعتبرون انفسكم فوق اي نوع من المحاسبة ؟

اي عودة روح و انتم تنظرون لرسول الحق عليه أفضل الصلاة و السلام كشخص بدائي لا يفهم شيء في العصرنة و تشمئزون من ضوابط الدين الصارمة كونكم عبيد أهواءكم و ليس عبيد الله ؟

لا لست ابالغ....

ما رأيته من نماذج بائسة في كل المواقع، يدفعني لهذه اللهجة القاسية و إختيار هذا النوع من التحليل :

نحن في حاجة إلي تعرية عيوبنا و اخطاءنا و معاينة صادقة لم ينبغي ان يتغير فينا من فكر و سلوك و إلا سنعرف مصير الأقوام التي بادت بفعل إنحطاطها الأخلاقي....

أضافة تعليق