مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2019/12/01 12:13
التغيير آت ما نحتاجه حكمة صبر يقظة و عمل حثيث

سمحت لنفسي بأن اكتب هذه السطور بالنظر إلي الظروف الإستثنائية التي تمر بها بلادنا الجزائر.

أولا علينا أن نفهم و أوجه حديثي هذا إلي المتظاهرين في شوارعنا منذ شهور :

أنكم حققتم مكاسب و لله الحمد إلا أن المطلوب منا جميعا شعبا معارضة و سلطات أن نفهم بأن سنة التدافع بين الخير و الشر تقضي بأن لا شيء يحصل هكذا لمجرد التمني أو الخروج سلميا إلي الشارع...

بعض المطالب التي رفعها المتظاهرون و لا يزالون تحققت و البعض الآخر تثبت بأنهم يجهلون تركيبة الفساد السياسي في الدولة و طبيعة أخطبوط الفساد الملتصق بمفاصل دولتنا و هذا من قبل 1962، لهذا علينا أن نتذكر هذه الحقيقة المرة :

أن الأشرار في مؤسسات الدولة لن يترددوا في محق أي حي إن علموا بأنهم مهددين في وجودهم، للمتظاهرين أقول لكم :

عليكم بالصبر و مواصلة مواجهة الفساد كل في موقعه و بأن تستقيموا كما أمركم الرب تعالي. الذهاب إلي الإنتخابات* وقع إقراره و قد فضلته علي الفترة الإنتقالية لأن البلاد حاليا لا تحتمل فترة إنتقالية و كنت اود أن أري مترشحين نزهاء لم يعملوا أبدا في دولتنا منذ 1962، لكن للأسف وقع إختيار مترشحين سبق لهم و ان تعاملوا مع نظامنا السياسي الفاسد لكن هذا لا يمنع ان نترك للمواطنين كل بحسب فهمه و رأيه أن يختار بين المقاطعة و بين الإنتخاب.

أقولها و أكررها : لا أحد من أفراد الشعب يعرف دهاليز و كواليس الحكم كي يجزم بأن خروجه للشارع وحده سيقلب الطاولة علي الفاسدين.

هذا و قادة الجيش الشعبي الوطني الجزائري هم بشر خطاؤون مثل كل البشر فيهم الصالح و الطالح، إنما نحفظ لهؤلاء القادة أنهم أمنوا الحراك الوطني منذ إنطلاقه في 22 فبراير 2019 و أنا لدي قناعة لن تعجب الكثيرين جيشنا الشعبي الوطني خط أحمر، فهو حصن البلاد و أما بعض مسؤوليه الفاسدين فالله يتولاهم. أما ما يجري من إعتقالات فإلي حد الساعة لا أعلم ما هي التهم الموجهة للمعتقلين و من المؤكد أنهم يعرفونها و محاميهم و ندعو الله أن تنتهي محنتهم و صراحة أؤيد سجن كل من رفع قطعة قماش مسماة "الراية الأمازيغية". فما يجهله أو يتعمد في تجاهله حاملها ان الراية الأمازيغية تبنتها "الأكاديمية البربرية" و الذي أسسها جزائري حركي بمعية يهودي فرنسي جاك بيني، لا بد من معاملة صارمة مع من يحملون قطعة قماش تدعي أن الجزائر وقع إحتلالها من عرب و أن الأمازيغ قوم وقع ظلمهم و إضطهادهم علي مدي 1400 سنة.

كلنا كجزائريين غيورين علي سيادتنا، علي أرضنا كلنا نحب بلادنا الجميلة، كلنا نحلم بالعيش في دولة عادلة و المطلوب بكل صدق أن نكون في مستوي التحدي و نستقيم كلنا لنقطع الطريق علي الفاسدين هكذا لا يمكنهم رشوة أحد و لا إفساد أحد.

من لا يقاسمنا الرأي لا نخونه بل نحترم رأيه، لهذا من يريد الإنتخاب فلينتخب و من يرفض فله ذلك و لنتفق جميعا علي هذه القاعدة :

علينا بمواصلة النضال سلميا من أجل محاربة الفساد و ممارسة حقوقنا كمواطنين و القيام بواجبات المواطنة و وضع دائما في بالنا ان ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، هذا و العدو الصهيوني يتربص بنا الدوائر و العدو القديم الجديد فرنسا لن يهنأ له بال ما دام لم يحكم هيمنته علي البلاد و التي تدوم منذ قبل 1962.

نحتاج إلي كثير من الصبر و الشجاعة و الحكمة و حسن التبصر و التدبير و لنتوكل علي الله و نفخر بما حققة الشعب الجزائري إلي حد اليوم و الله اكبر و نشهد بلا إله إلا الله محمد رسول الله

 

توقيع عفاف عنيبة

 

*قرار تنظيم الإنتخابات الرئاسية كأنه للكثيرين قرار تعسفي لكن علي الجميع أن

ينتبهوا إلي هذه المعطيات :

لا تستطيع أن تبقي الجزائر بدون رئيس لمدة أطول

هناك إستحقاقات داخلية و دولية تقتضي وجود رئيس جزائري في قصر المرادية

هذا و لا بد من رئيس ليستطيع ان يرسم خارطة طريق يحترمها الجميع تبين لنا كيفية مواجهة الفساد و كيفية معاقبة الفاسدين و المفسدين

لا بد من رئيس لإعادة النظر في المواد القانونية الحالية الغير الرادعة ناحية أخطبوط الفساد

لا بد من رئيس لرسم معالم خطة للخروج من سيطرة العصابات علي مصير شعب

بأكمله و لعلمكم في الجزائر ليس هناك عصابة واحدة بل عدة عصابات لها ولاءات

مختلفة و إمتدادات كثيرة و عميقة في كل الدولة و المجتمع و داخل و خارج الجزائر

لا بد من رئيس لحل البرلمان و تنظيم إنتخابات تشريعية جديدة

لا بد لنا من رئيس إذن 

و ما يهمنا أن يكون الرئيس القادم تحت مجهر يقظة الشعب و أن يكون أقل شرا و

أقدر علي الذهاب في الإتجاه الصحيح و لا بد من الحفاظ علي تماسكنا جميعا

لنتمكن من الضغط علي الرئيس الجديد لكي لا يحيد عن الصراط المستقيم و الله

المستعان

أضافة تعليق