مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2019/06/05 20:12
موقفي من الحراك الشعبي الجزائري
بعد خمسة أشهر من إنطلاق الحراك الشعبي الجزائري في 22 فبراير 2019، و بعد صمت مطبق مني قررت اليوم في 2 شوال المبارك ثاني أيام العيد الفطر التعبير عن رأي كمواطنة جزائرية. "علي الجميع في الجزائر أن يدركوا أن التغيير الصحيح يتطلب حكمة، وقت، صبر و شجاعة." تابعت الحراك منذ يومه الأول لكنني كنت أتابع بحذر، و اتخذت مسافة كعادتي ناحية كل ما يجري في ساحتنا المحلية. لعل علمتني السنين و معرفتي المتواضعة بشروط النهضة أن حلمنا في العيش أحرارا آمنين و مزدهرين في أرضنا حلم لا يزال بعيد المنال لغياب الأسباب الموجدة له. لهذا أقول : علينا جميعا أن نفهم بأن المطالب لا تتحقق بين عشية و ضحاها و أن الأشرار في دولتنا و خارجها في جعبتهم الكثير لإحباط كل محاولات تصحيح المسيرة و انه يتوجب علينا أن نكون فائقي الذكاء في التعامل مع هؤلاء الأشرار و علينا بالأخذ في عين الإعتبار ان شعار "يرحلوا جميعا" شعار أقرب لليوتوبيا منه للواقع لأنه يغيب هذه الحقيقة : في دولتنا الصالح و الطالح، الطيب و الشرير و الشرير بالذات لن ينسحب بمليء إرادته. هذا و ما لاحظته علي الجميع بدون إستثناء أنهم يشيطنون السلطة الجزائرية الحالية و إعتبارها غير قابلة للثقة و يستحيل الحوار معها، و هذا خطأ بالنسبة لي، فما هو مطلوب منا ضبط النفس، التعاطي الموضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة و تغليب منطق المصلحة العامة علي منطق تصفية الحسابات بيننا و بين من هم في مناصب المسؤولية لنتمكن من إجتياز المرلحة الآنية الصعبة و الدقيقة في آن. و أري من وجهة نظري طبعا، أننا عوض أن نتكبر و نكابر رافضين في المطلق الحوار مع مسؤولي الدولة الحالية علينا أن نذهب إلي حل وسط و نكف من شيطنة بعضنا البعض و نتفق علي حد ادني نوفره لضمان الذهاب إلي إنتخابات رئاسية، نحن لسنا في حاجة إلي مرحلة إنتقالية بل إلي حوار مباشر يعين فيه النزهاء ليقوموا بالإشراف علي الإنتخابات نحن لسنا في حاجة إلي مرحلة إنتقالية بل إلي حوار مباشر يعين فيه النزهاء ليقوموا بالإشراف علي الإنتخابات و علي هؤلاء النزهاء تقع علي كاهلهم مسؤولية القبول بترشح المترشحين الشرفاء الذين لم يتبوأوا أبدا مناصب مسؤولية في دولتنا منذ 1962 إلي يومنا هذا و علي المترشحين للرئاسيات أن تتوفر فيهم  صفات الصلاح و الإستقامة الأخلاقية و إلا  نحن أمام خطر إستمرار حكم الفاسدين. 

هذا و الأشرار المبثوثين في دولتنا لعلمكم لن يتنازلوا بمحض إرادتهم عن مناصبهم، إذا ما فعلها الرئيس بوتفليقة تلبية لمطالب الشعب و بضغط من الجيش، لا تعولوا علي مسؤول آخر أن يفعلها، لهذا يتعين علي الشعب الجزائري أن يدرك بأن الأشرار اليوم يعرفون أنهم تحت المجهر. هذا و نحن في حاجة إلي حالة يقظة قصوي و لا بد لنا من التمييز بين شرير و شرير و بين فاسد و آخر، فالشر درجات، و هناك أشرار قابلين للإحتواء و آخرين لا. هذا و العناصر الطيبة في دولتنا يتوقعون منا وعي شديد و إستعداد كامل لمساندتهم، هكذا نعينهم علي تحييد العناصر الشريرة، فتغيير المسيرة في الإتجاه الصحيح تتطلب الكثير و الكثير و وقت اطول لأن حجم الدمار و الفساد ضخم و ليس في وسعنا أن نكون سوبرمان و علي كل الأطراف في الجزائر أن يدركوا بأن قطع الطريق علي اشرار الداخل لا بد منه كي يفهم الأشرار خارج الجزائر المتربصين بنا الدوائر أن تدخلهم المباشر لن يكون فاعلا بعد اليوم. فالوضع كما هو لا يقبل تأجيل أو مماطلة أو مراوغة، نحن أي كان موقعنا نريد التغيير الجذري في الممارسات و السلوكات و ليس فقط من هم في السطلة من هم مطالبون بالتغيير، نحن بسطاء الشعب معنيون أيضا و لا بد أن ندرك بأنه لا مفر من وضع جانبا كل ما من شأنه أن يفرقنا لنعمل سويا من أجل العيش المشترك و المصير الواحد. هذا و لعلم الجميع خاصة أولئك في الحراك الشعبي الجزائري أن الطريق طويل جدا و لا يجب أن نيأس بسبب ذلك و أحذر يا شعب الجزائر هناك ممن يتظاهر معك كل جمعة هم فاسدون فمن المضحك المبكي أن يطالب بعض الفاسدين من المتظاهرين من مفسدي السلطة ان يستقيموا...................................
أضافة تعليق