مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/03/08 00:07
ماء عذب على هامش العطش
ماء عذب على هامش العطش
سميرة بيطام
 
كم سنك و أنت تحبو على قدميك متعاليا على كل من لم يسعفك في الوقوف على قدميك ؟..صرت تحلم كثيرا في أن تغدو ماشيا و القوم من حولك يرقبون شعلة المستقبل القريب و هي أنت  ..كيانك ، شخصيتك ،صوت الضجيج منك ، هي الحياة من طلبت منك أن تقف و هي الروح من ساهمت معك في  أن تروي عطشك و لو لم تقف بعد ، في ليلي يحلو لي الكتابة عن حكايا الطفولة و هي تسمو لأن تغدو كبيرة في أقرب وقت ، ما أحلاها من أمنية و دفتر الدروس لم يفتح بعد ، و ما أجملها من رغبة و عطشك لم يروى بعد ، لكني معجبة بمحاولاتك المتعددة لأنك مصمم على الوقوف و من التصميم ما بلغ أمما نحو الريادة وهي بعد لم تكتمل لديها ملامحها الجغرافية تامة كاملة ، فالعبرة بالأمنية و الحلم و ليس بالتمني ، فما كان أمنية تجسد فكرة و نقلته ارادة و جسدته همة و ما كان تمنيا اكتفى بالتفكير من غير مشروع رغبة ، أحيانا ينطلق سهمك نحو التجريب من غير أن تدري الى أين يتجه و قد تصيب و قد لا تصيب و أحايين أخرى ينطلق منك بتصويب دقيق لكنه لا يصيب ، لما يا ترى ؟.
هو العطش من جفف فيك حلقك و منع ريقك من استيعاب جملة التحديات فرحت تتخبط في الفوز و كفى و ما هكذا تنال الرتب و لا تتحقق الأمنيات ، لكن لو اتبعت مشورة الكبار من شربوا من منبع التحدي لقالوا لك أسلك طريقا وعرا و لا تسلكه سهلا لألا تتعب في نيل العلا..
لا تقل لي أنها رغبتي و لكنها حقيقة الأحلام حينما تتحقق بالجد و التعب و تكرار المحاولة مرارا و تكرارا لأنه من الفشل ما كان أول باب يفتح لك و فيما بعد تستمر الأبواب الأخرى في الانفتاح أمام عينيك..
يصعب علينا كمضحين أن نقول تعبنا ، و يأخذ منا وقت طويل لو بدأنا في شرح مسيرة عمر بللها العرق على  أرض جهادنا فرحنا نغتال الضعف قهرا و قوة لألا يسمع أنين المقاومة منا ، كنا نقول في الحاضر أنه ثقيل بمتطلباته و نواقضه و صرنا نقول عن المستقبل أنه غامض جدا في ظل معطيات ليست سهلة لا للحياة و لا لمد الحياة لمن يحب الحياة بالعطاء و التعامل بالأخلاق و تبادل الأفكار ، لكن واديا على ضفة أنهارنا كان منبعا صافيا لكل عطشان لاذ فرارا ليشبع من ظمأ الدنيا القاتل فصعب مع الشرب استلذاذ الطعم و لكن كفانا شر الركض خلف السراب حتى لا نقع فريسة الموت البطيىء و الحمد لله أن ارتويت من نهر كان رقراقا و اكتفيت بسد الظمأ و لو لفترة زمن تكون قد انتعشت من عطش الفقر و الحرمان و التعب..فرد الجميل بجميل أفضل منه و لا تكتف بأن تقول ارتويت و لم يعد لك بال و لا اهتمام بمن حولك من هم في حيرة من استدراك قطرات الندى اللامعة بالقرب من قصرك..لأنك ارتويت لكنهم لم يتذوقوا الطعم بعد، فهلا دعوتهم لأن يشربوا من الماء العذب على هامش العطش الذي ربى فيهم عدم التسويف في القيم و عودهم على احترام المنبع و الأصل لألا يصبح وبالا عليهم في لقطة خذلان ؟ .
فان كان الماء حياة لكل شيء فالارتواء هو كفاية لكل عطش و بالأخص عطش الروح و القلب معا.

أضافة تعليق