مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/03/06 19:58
أسمعني صوت تحديك
أسمعني صوت تحديك
سميرة بيطام


 
رنة الابداع لدي ليست وليدة اليوم أو الأمس أو مشروع تمهيدي لنهضة فكري المعذب بعنفوان كبريائي ، انها مملكتي التي تعبت في تشييد صرحها صخرة صخرة و بخطوات الكد و الجد و الاستماتة ، و لم اطلب معونة من أحد ، ابداعي لم يأتي هكذا بكتابة ارتجالية أو نقل لكبار الأدباء أو العارفين بخبايا الألم و الأنين و الحرمان  و المشبع بصيحات الأمل أن الغد أفضل أكيد و مؤكد بإذن المولى سيكون كذلك ما دام العهد لله و في الله فلست أطلب تعريفا لكلمة واحدة من عالم أو عارف لأني تربيت على صقل الكلمة من عرق جبيني و صهرها في بوتقة الأحزان بدمع صبري ، تنحى جانبا حينما تريد جدالي في سر فني مع الابداع..ثم أي ابداع أردته أنا عنوانا لرسالتي على الأرض ؟ ، انه ابداع الفكر الراقي جدا و الذي لا يقبل بمناقشات عقيمة أو جدالات فارغة المحتوى و لكني قد أطلب منك أيها الساعي لكسر جسر الطموح حتى لا أمر عليه أن تسمعني صوت تحديك ، فقد  أضطر لإجابتك بالصمت و هو لغتي المفضلة في هذا العصر و قد أرد عليك بكلام مختصر جدا فيه الكثير من معاني الاتقان لأني لا أفكر إلا بالإبداع و لا أجيب إلا لأبدع ، و من هنا ستعرف جيدا مضمون رسائلي الراقية و لو أن التخصص الحقيقي بعيد جدا عن هوايتي المفضلة.
الكل يعرف أن آخر الزمان هذا فيه الكثير من مقالب المفاهيم و كثير من اضطرابات الضمير و سبات العقل السائح في الشرود ، هي حيرة و ملامة و تعليق على خسارة الروح المثلى في أن تسمو بالقيم و الأخلاق و المبادئ عسى النهضة ينجلي صوتها على مسامع الكارهين ، كارهين أي نعم و لكن الدمار لهم ،  منتقدين أي نعم و لكن الاضمحلال لجوهرة بنائهم بأيديهم ، فما الحاجة لي أن أخوض في ترهات و سفاسف تأخذ من وقتي أكثر من أن تمنحني رصيدا كافيا له ، و التجاهل في حد ذاته ابداع و لا يتقنه إلا الحكماء و المكافحين و الاتقياء خاصة ، هل بقي سؤال آخر لأجيب عنه في حضرة صمتي ؟
الى حين وجود أي تساؤل فانا مستمعة جيدة و مدللة في الاجابة على حسب ما يرضي لغة الصمت لدي...هو الابداع من يفرض علي قيود التفنن و هي التربية الجيدة من ترسم لي خطوط حمراء لا يمكنني  تجاوزها و ان حدث فأكيد تمرد رائع في القيم يعيد الصخرة الى مكانها من جبل الصمود و يزيح الغم من فقرة التحير لدي ، فلا داعي لأن أكون مستمعة في مجال لا يمت بصلة للإبداع و الروعة كل الروعة أن انسج مقام كرامتي فوق كل الظنون أن الغد افضل بكثير من قيل و قال لأشخاص تعودت ان ابتسم لطيشهم اكثر من اقف وقفة متساءل..لأني في هموم أمتي أغرق في بحر الرؤية الثاقبة أن النصر آت ..آت ..آت ، فلا مجال لوقفة لا تشبع في تأملا ثاقبا خاصة لو كان تركيب الجملة لديك لن يجعلني افهم بسهولة ملامح التهور لديك و لأمثالك ممن يسعون ليل نهار لهدم القيم..حاشانا أن أكون أنا و من يشبهني في الفكر أن نكون من قبيلة الضعف و عيب علينا أن نكتب حرفا واحدا ننتقد فيه مرضى القلوب، و ما طلبي لسماع صوتك إلا لأعرف  انه لا يزال في قرننا الحالي من يفكر تفكيرا متخلفا جدا و قد كثر الفساد في الأرض و البحر بما كسبت أيدي الناس.

أضافة تعليق