هناك حقيقة معروفة للجميع حتى يكون الإنسان فعالاً و منتجاً في عمله، هو في حاجة إلى وقت للراحة. و هذه الحقيقة تنطبق على العاملين في كل المجالات، على السواء الرجل و المرأة، فالكل يتعب و له الحق في أخذ قسط من الراحة، فكيف بالأم، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار التحديات العاطفية و الجسدية، التي تبدأ بفترة الحمل، فالولادة و تربية الرضيع، و هي لا تتوقف عند ذلك، بل تستمر إلى أن يصبح وليدها شابا أو شابة، بل إن مسؤوليتها مستمرة و لا تنقطع أبدا حتى بعد زواجهما... فالأم تحتاج إلى فترة عطلة و راحة وتجديد، لكي تكون فعالة في عملها، و لا يكون كل شيء لديها روتيني، متعب، أو تشعر أنها مجبرة على القيام بوظائف مُتعبة و مُرهقة فوق تعبها الذي تكابده، إذن عليها أن تخصص لنفسها هذا الوقت من حين لآخر. الأم التي تعتقد أن عملها الرئيسي و الأساسي، هو رعاية أطفالها على أتم وجه، ليست ملزمة بذلك إلى حد رفض التفكير في الاعتناء بنفسها أو الترفيه عنها من حين لآخر. و أنت لست ملزمة بأن تفني نفسك حتى تكوني أماً جيدة، كما أنك لست ملزمة بأن تهلك نفسك حتى تكوني أماً مثالية ، فالأم المثالية، هي التي تكون مرتاحة و مقتنعة بعملها بشكل مقبول، و تنجزه و هي تشعر بالسعادة، و التي تخصص لنفسها وقتاً حتى تهتم بنفسها، الكثيرات من الأمهات لا يعطين لهذه النقطة أهمية، فهن يعملن و ينجزن بكآبة و حزن و ملل، و لا يعرفن أبدا أن هذا قد يجعلهن لا يستطعن القيام بواجباتهن في المستقبل على أتم وجه.. و أعلمي أن من المهم جدا أن تشعري أطفالك باعتنائك بنفسك، إلى جانب اهتمامك بهم. بالطبع، إن تخصيص الوقت اللازم لك، خلال يوم حافل بالأعمال المنزلية - و ما أكثرها - ليس بالأمر السهل. لذا، عندما تجد الأم هذا الوقت فلا داعي أن تفرط فيه بسهولة تامة، و لا بد أن تستخدمه بشكل جيد. عليك أن تعرفي فقط ما تريدينه، فالكل منا له طريقته في استرخائه بعض الوقت، يوجد من يفضل الخروج للنزهة ، أو التبضع في المتاجر، أو قراءة كتاب قيم، فلتحاول الأم أن تعتني بنفسها مثل ما تعتني بطفلها، و اهتمي بها كما تهتمين بالمسؤوليات الأخرى الملقاة على عاتقك. و لا تشعري بالذنب لأنك أمضيت بعض الوقت في الاهتمام بنفسك، فأنت تستحقين ذلك، و ستكونين أما أفضل عندما تباشرين اعتناءك ببيتك و أطفالك...فهنا سوف تشعرين بأنك قد جددت نشاطك و أضفت قوة إلى قوتك، و أن باستطاعتك القيام بواجباتك كأم مثالية...