الرئيسية
دراسات وبحوث
بحوث مُحكَّمة
فكر وسياسة
أدبية
قانونية
تربوية
إداري
شرعية
قرآن وعلومه
حديث وعلومه
فقه واصوله
عامة
ارشيف
رسائل جامعيه
صفحات الباحثين
حوارات
سياسية
دعوية
عامة
استشارات
إستشارات باحث
إجتماعية
تربوية
المكتبة
اتصل بنا
الرئيسية
-
القلم التربوي
أمال حملاوي
2016/04/17 22:17
أخـــــلاقنا في دفـــــــتر يومــــياتنا.....!!
قالت لي في أسى ظاهر: لماذا أخفقت بيوتنا ومدارسنا أن تنجب لنا أناسا متخلقين يحسنون التعامل فيما بين بعضهم البعض ومع الآخرين، ولماذا لا يتعاملون بالحسنى في بيوتهم؟ ومع زبائنهم؟ وأصدقائهم؟ فما السبب في ذلك؟ ثم استرسلت في القول: ذهبت إلى طبيبي المختص، حتى اطلب منه شهادة تثبت أني أعاني من مرض مزمن، حتى أرفعها إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي، فلما قصدته وأردت أن اشرح له قضيتي، اتجه إلى سكرتيرة مكتبه وقال لها باستهزاء:" أهذه واحدة من زبائني؟ فردت عليه نعم دكتور...فدلف إلى مكتبه ثم خرج منه بعد حين ودفع الى السكرتيرة الورقة المطلوبة دون أن يوجه لي كلمة واحدة... وقد كان في ذهني أنه سيستقبلني في مكتبه لأشرح له قضية الضمان الاجتماعي، ليعطيني الملف المطلوب بكل احترام...وذلك وفقا لتصوري للشخص المثقف... قلت لها لعل ألمّ به أمر، قالت لست أدري لما أحسست اليوم بإهانته أكثر...ثم أضافت قائلة: في مرة من المرات كنت جالسة مع صديقات لي وكانت معنا محامية، وإذا بها تتلفظ ببعض الكلمات والله لو كانت امرأة غير متعلمة ولا مثقفة لعذرناها، ولقلنا عنها مسكينة إنها أمية لا تدري ما تقول... قالت لي:" إن الظاهرة عامة، ولكني صدقا ما انتبهت لها إلا اليوم فقط، وعلمت بأن المتعلم صاحب الشهادات العليا، الذي لم أتصوره ابدا عديم الأخلاق ...يمكن أن يكون كذلك ...فقلت لها: الظاهرة كبيرة ولكن لا تعممي...واسترسلنا في الحديث، فقلت لها إن الأخلاق في الإسلام ليست مقصورة على هؤلاء المثقفين والمتعلمين، ولا يتجرد منها البسطاء من الناس، ولا حتى الأمي الذي لا يعرف من الكلمة حرفا، ولا تقوم على مصالح فردية، ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لتقلبات الأيام، وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان، يشع نورها داخل النفس وخارجها، فليست الأخلاق فضائل منفصلة، وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة، عقيدة المسلم، أخلاقه، ما يحثه عليه إسلامه وشريعته، بل هو جوهر الإسلام ولبه وهي التي تضبط لنا أساليب التعامل فيما بين بعضنا البعض... بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق. فالرسول صلى الله وسلم يقول:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " [ رواه أحمد في مسنده ] . وسئل صلى الله عليه وسلم : أيكذب المؤمن ؟ قال: (لا) ثم تلا قوله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105). فالأخلاق دليل الإسلام وترجمته العملية، وكلما كان الإيمان قوياً أثمر خلقا كريما. إذن الأمر كله يعود إلى البيئة الاجتماعية ومدى تشبعها بالروح الديني والقيم الأخلاقية الفاضلة، التي نشأ فيها هذا الطبيب، أو ذاك المهندس، أو تلك المحامية أو ذلك الأمي، فالإسلام أعطى مبادئه وأسسه وقيمه... فقيمنا وأخلاقنا المستمدة من شريعتنا، إذا حرصنا على توظيفها في البيت والمدرسة والمؤسسة الثقافية كانت كالشجرة المثمرة التي تعهدها صاحبها بالرعاية والعناية والاهتمام، فأتت أكلها وأنتجت له أزكى الثمار وأطيبها ... أما السلوكيات السيئة، والتصرفات غير اللائقة، التي نصادفها عند هذا أو ذاك، فهي وإن آذتنا إلا أنها تنبهنا إلى أهمية حسن التعامل، وكريم الأخلاق... ورحم الله سلفنا الصالح من رجال ونساء الذين كانوا يحرصون على اكتساب أولادهم للخلق الجميل أكثر من حرصهم على اكتسابهم المعارف والعلوم، وهذه العالية بنت شريك أم الإمام مالك، حينما وجهت ولدها الإمام مالك رحمه الله إلى الإمام ربيعة الرأي، قالت له: يا بني سر إلى ربيعة الرأي وخذ عنه أدبه قبل علمه ...لأنهم أدركوا أن التعامل بين الناس في الحياة تضبطه الأخلاق قبل المعارف والعلوم... ورحم الله الشاعر الذي قال: لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخــــــلاق
مقالات اخرى
إلى قاصدي مكة هل يُذهـب الشوق المشقة؟
محاسبة النفس
فكــر العافيـــة
أضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
كود التأكيد
مقالات سابقة للكاتب
الحقيقة والهدف
حتى نجنب أبناءنا آفة الجــهـــل المــــركب
رسالة المرأة المسلمة في العصر الحاضر...
أهمية النضج الفكري العاطفي عند المرأة و الرجل
الزواج على مقياس "الفضائيات"
ألا إن التربية تسبق التعليم و تتقدمه...
من إرشيف الوفاق
دعوة للإبداع والابتكار
حُسْنُ الخاتمة!"مكافأة نهاية الخدمة"
التكتل الوطني بارقة أمل في زمن التحولات..
زلزال في حياته وزلزال في مماته.. أسطورة السنوار
السيرة الذاتية لمدير الموقع
اهداف المركز
قالوا عن الوفاق
اتصل بنا
لوحة تحكم الباحث