مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/02/24 12:25
عندما تختلط الأدوار علي المسلمة

أعتقد بأننا نعيش عصر إختلاط الأدوار في كيان الأسرة و الذي شوش كثيرا علي المرأة المسلمة.  هل عليها أن تكون أم و زوجة أم عليها أن تنهض بأعباء القوامة و التي أسندت بنص قرآني واضح إلي الرجل ؟ من سنين عدة كنت أتحدث مع سيدة ربطتني بها علاقة مهنية، قالت لي ما يلي :

"عندما تزوجت إشترط علي زوجي أن أبقي في البيت مع أنني طبيبة و تقبلت الأمر علي مضض لكن بعد ولادة إبني الوحيد، قررت العودة إلي العمل و أفهمت زوجي بأنه لا بد لي من العمل.

- و ما هو السبب في رجوعك إلي العمل ؟ سألتها.

- ينبغي علي توفير حياة مرفهة لإبني.

-كم عمر إبنك الآن ؟

- 11 شهر.

- و من تقوم علي شؤونه.

-مربية.

-لكن في ديننا سيدتي، أولي بالمرأة أن تكون أم صالحة لإبنها، فهو ماذا سيفعل بالمستوي المادي المرفه عندما يبلغ السابعة و الثامنة من العمر و هو لا يعرفك، بل سيكن كل الحب و الإحترام للمربية التي إحتضنته و قبلته و عطفت عليه و كانت إلي جنبه عندما مرض...

قاطعتني السيدة، منزعجة :

-أنا من حملته و أنا من وضعته، فكيف سيتنكر لي؟؟ إنك تبالغين عفاف.

إبتسمت لها :

-طيب، هل درست واجبات الزوجة و الأم في الإسلام قبل زواجك ؟

-لا، لم أدرس! أجابتني، ثم إنني أعيش زمني هذا، لم أدرس و لم أعمل كطبيبة لسنوات قبل زواجي لأبقي جليسة البيت بعد زواجي، ثم كما قلت لك أريد أن أضمن لإبني أفضل الفرص في الدراسة و علي بتوفير له كل الماديات التي يحلم بها أي طفل.

-هذا واجب والده الكريم، قلت لها،  فواجب الإنفاق يقع علي الأب القوام علي زوجته و أبناءه و أما أنت فواجبك أن تربيه علي قيم الإسلام ليكون خير عضو في أمة الإسلام.

فنظرت لي السيدة نظرة حادة:

-لن نتفاهم في هذا الموضوع، أنت تتكلمين من وجهة نظر الدين و أنا لا يلعب الدين دور كبير في حياتي، لنطوي الصفحة من فضلك و نخوض في موضوع آخر.

هل فهم القاريء الكريم ما وددت إيصاله لهذه السيدة ؟ المشكلة الرئيسية التي نحن بصددها في عالمنا اليوم أن المسلمة تنظر إلي الدين علي أنه طقوس و تجهل كل شيء عن فلسفة ديننا في رسم معالم مجتمع مسلم يحترم فطرة الرجل و المرأة علي السواء. متي سنفهم بأن الأهواء من تتحكم فينا و ليس إيماننا و متي سنفهم بأن النظام الإقتصادي المفروض علينا من قوي العولمة لا يتلاءم و واقعنا و قيمنا و قد قولب هذا النظام الإقتصادي أفهام الناس و ذهنياتهم و أصبحت نظرتهم للدين أنه لا يصلح إلا للصلاة و الصوم، و لا دخل له في ضبط العلاقة بين الزوج و الزوجة، بين الأب و الإبن و بين الحاكم و الرعية و بين المسؤول و المواطن و بين الإعلامي و المواطن و بين العبد و خالقه ؟

أضافة تعليق