مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/12/20 07:20
اللغة العربية ومتطلبات الحاضر

د. فؤاد بن عبده محمد الصوفي 
تتميز اللغة العربية عن قريناتها من اللغات بأنها لغة القرآن ولغة خاتم المرسلين، وهذه كافية لتكون ذات منقبة تميزها عن غيرها. ولكن علاوة على ذلك فهي لغة ثرية ممتدة بامتداد الإسلام الذي لم توقفه حدود الأجناس والأعراق والجغرافيا ويزداد امتدادًا كل يوم. كما أن اللغات تعد وعاءً للثقافات ووسيلة للتعايش وتبادل المصالح.
 إنما العربية لغة وجدان يناجي فيها المسلم ربه ويتعبد الله بتعلمها ودراستها فهي الطريق لفهم مراد الله من نصوص الوحيين.
وأينما يممت في أفريقيا غرباً وتيمور شرقاً فإنك تجد للعربية امتداداً وأحباباً يخالط حبها شرايين وجدانهم ، ولو فتشت الكتب المؤلفة عن العربية وبالعربية في بلاد الأعاجم كغرب أفريقيا فإن علماء كبار ألفوا في ذلك وكانت تفاسيرهم وشروحهم تفوق بعض المؤلفين في منبع العربية ومصدرها.
العربية في عصر  الإعلام:
وقد كانت وسائل الإعلام الحديثة كالقنوات الفضائية عاملاً أساسياً في نشر اللغة تعليماً وممارسةً، يمكنها أن نقوم بدور بناء في نشر العربية في أي بقاع الدنيا، إنما المؤسف أن تلك القنوات صارت أبواق لنشر العامية العمياء وصار الدارس للغة من غير الناطقين بها يرى أن العربية قد انتهت من خلال عدم فهمه لما يسمع في بعض القنوات .فلم يسمع الفصحى التي درسها في الكتب على قنوات البلدان العربية. كما أن الأعجمي الذي يزور بعض البلدان العربية يتفاجأ بلغة غير اللغة التي درس قواعدها فيجد العربي لا يفهم السؤال ولا يرد الجواب حينما يتخاطب معه بالفصحى.!
العمالة ودورها في هدم اللغة:
استقدام العمالة الأعجمية الوافدة دون اشتراط تعلم اللغة العربية من أكبر عوامل هدم اللغة وإضعافها ؛فتجد الخادمة أو السائق يتحدثان بعربية جديدة مما جنى على اللغة العربية ونمت لهجة الأطفال ولغتهم بناء على لغة السائق والخادمة مما شاع لدى كثير من فئات المجتمع لغة بعيدة عن اللغة الحقيقية لتعامله مع العمالة الأجنبية. وحينما نرى العربية واللغات المنافسة لها لم تتفوق اللغات الأخرى عن العربية لا بمفرداتها ولا بمقاصد استخدامها .
ولن تستمر اللغة متألقة مالم يكن هناك اهتمام ويقظة من المراكز والمعاجم اللغوية التي بمقدورها  تحديث اللغة بما يمكنها من مواكبة العصر وأن تفي بمتطلباته من المفردات فإلى اليوم لم نر من يتصدى لتجديد اللغة وانعاشها بفكفكة القواعد المقيدة لتحديث اللغة، ونظراً لتعدد أغراض دراسة اللغة فإن الحاجة ملحة لتدريس اللغة لأغراض غير أغراض التعليم، بل لأغراض التجارة والمحادثة والمعايشة ولن يقدر على هذا سوى مجمعات اللغة ورموزها الكبار الذين همهم تقدم اللغة وتطورها.

  • رئيس مركز الوفاق الإنمائي الدولي -ماليزيا

 

أضافة تعليق