المرأة المحمدية والعمل الدعوي
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وصفوته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين... أما بعد :
فقد شكلت المرأة إلى جانب الرجل الركيزة الأساسية التي بنا عليها الإسلام مشروع الاستخلاف في الأرض، وحظيت بمكانة رفيعة لم تكن قد شهدتها من قبل على مر العصور، وازدادت هذه المكانة مع ازدهار الحضارة الإسلامية ولم يتناول موضوع المرأة كموضوع مستقل عن الرجل إلى في المسائل التي تفرض طبيعتها ذلك.
إننا اليوم لنتحصر على هذا الازدهار الذي أصبح مفخرة تاريخية أكثر منه حقيقة واقعية، ولعل أكثر من عانى من هذا الواقع المرأة المسلمة التي وجدت نفسها تائهة بين التقاليد الجامدة والأفكار الوافدة، وبين النظرية الغربية ذات الفلسفة المادية المحضة، والتي ظاهرها الحرية والأحلام الوردية التي تتمناها كل امرأة، والنظرية الإسلامية ذات الفلسفة الروحانية والتي تعاني من حالة جمود مرضية تستدعي تدخلا من أطباء الروح والعقل من فقهاء الأمة.
وتزخر القواميس الغربية بكل المغريات التي تستهوي المرأة من مصطلحات براقة كالتحرر والمساواة والاستقلال المادي والعاطفي والاجتماعي، إضافة إلى مصطلح جديد يضاف إلى القائمة وهو مصطلح التمكين الذي ساد في المحافل الدولية والعربية والإسلامية شعاره: نصرة المرأة بـ:إلغاء التبعية، ووقف العنف، وتحقيق الحرية الكاملة، وفرض المساواة.
هذا المصطلح لاقى رواجا معتبرا بين الأوساط النسائية في المجتمعات الإسلامية، وما ذاك إلا بسبب العادات والمعتقدات البعيدة كل البعد عن الإسلام من جهة، ومن جهة أخرى التفسير الخاطئ والقاصر للنصوص، والجهل بأن الفقه والتفسير والمقاصد، وعلوم القرآن والحديث والنسخ، والترجيح، وغيرها.....علوم مكملة لبعضها لا يمكن أن ينفرد أحدها بتسير شؤون المسلمين ما لم تسانده باقي العلوم.
وإضافة إلى هذه الأسباب تظهر المرأة كسبب رئيس وراء هذا الوضع؛ ذلك أنها ما زالت تعاني من أوهام ومفاهيم خاطئة صارت ثقافة متوارثة أباً عن جد، وغدت نفسها تروج لها، رغم ما حققته من تقدم وتحرر على كافة الأصعدة الاجتماعية والثقافية والسياسية.
أولا: العمل الدعوي ومتطلباته
من أهم المجالات التي يمكن للمرأة أن تبدع فيها وتساهم في نشر الرسالة المحمدية داخل المجتمعات المسلمة وخارجها مجال الدعوة إلى الله، ولها أن تقتدي بالصحابيات الجليلات في كيفية تعاملهن مع هذا الدين الجديد، وما تطلبه ذلك من تضحية بالمال والولد والجهد وحتى النفس:
- في بذل المال:
تتصدر قائمة النساء اللواتي بذلن كل غال في سبيل الدعوة الإسلامية أول أمهات المؤمنين السيدة خديجة، أول من أعانت الرسول صلى الله عليه وسلم على التحنث في غار حراء، وأول من آمنت بالله ورسوله من النساء والرجال، وأول من صلت معه من الرجال والنساء، وأول من شدت على يده، وأول من ناصرته بالمال والجهد، وسهرت على تذليل العقبات التي تعترض دعوته، وهيأت له ظروف التمكين، فكانت أما رحوما وزوجة عطوفا، وصديقة وفية، وعرف عام وفاتها بعام الحزن، فأي فضل تستجديه المرأة المسلمة بعد هذا الفضل العظيم الذي كرمها الله به في شخص السيدة خديجة أمنا جميعا.
وتأتي بعد خديجة صحابيات كثيرات في بذل المال في سبيل الله، وتذكر عائشة رضي الله عنها مثالا على ذلك فتقول:" أم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله"([1]).
- في الصبر والاحتساب:
ولعل أهم ما يمكن أن يدلل به لهذا المقام مسألة هجرة الصحابيات، فقد كن سباقات في المجال الدعوي ككلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط التي فرت بدينها وهي عذراء من مكة إلى المدينة فكانت أول امرأة قرشية هاجرت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة([2])،ثم توالت بعد ذلك هجرة النساء حتى فاق عدد المهاجرات المائة منهن من هاجرت إلى الحبشة الهجرتين الأولى والثانية ثم هاجرت إلى المدينة، حيث عاد المسلمون من المدينة إلى الحبشة، ومن هن من هاجرت إلى الحبشة فقط، أو هاجرت رأسا من مكة إلى المدينة، وكان لهن أدوار بارزة في تلك المحنة التي عاشها المسلمون في مرحلة التمكين، ولاقين من العذاب والجزع والجوع والتعب والنصب ما لاقاه الرجال بدون تفريق ولا تمييز مع تفوق الرجال عليهن جسديا وقدرة
على التحمل، بل كانت سببا في هجرته كما فعلت أم قيس التي رفضت الزواج من رجل تقدم لخطبتها حتى يهاجر فأصبح يسمى مهاجر أم قيس([3]).
- في الحكمة والمشورة:
كان للمرأة المسلمة في المدرسة المحمدية دورا بارزا لا يقل أهمية عن شقيقها الرجل، ولم يقتصر دورها على ما يحاول قاصري الفهم من أمتنا حصره في أعمال بيتية وتربية للأولاد على عظم هذه الأعمال وعظم قدرها، لكن كانت إضافة إلى ذلك موضع مشورة للرسول صلى الله عليه وسلم وكانت مؤثرة في قراره السياسي، وقد وفق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بمشورة أم المؤمنين أم سلمة في صلح الحديبة لما رفض الصحابة التحلل بحلق رؤوسهم والنحر حزنا على منع قريش لهم من العمرة، وأشارت عليه رضي الله عنها بأن يخرج إليهم فيبادر بحلق رأسه ونحر بدنه قائلة:" يا نبي الله أتحب ذلك أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك"، وكان لفعله صلى الله عليه وسلم أثره على نفوس الصحابة، فبادروا إلى التحلل من الإحرام([4]).
- في الأخذ بيد الأهل والمقربين:
لم تكن المرأة في العصر النبوي حبيسة الجدران مجرد وعاء للمتعة والإنجاب، بل كانت تزاحم الرجل في صناعة التاريخ وتغيير مساره كما فعلت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث التي كان لها فضل عظيم على قومها لما كانت السبب في إسلامهم وعتقهم فتحولوا بفضل امرأة من عبيد إلى أحرار، ومن كفار إلى مسلمين، بل أصبحوا من سادة القوم؛ لأنهم أصهار رسول الله، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجها، وسمع الناس بذلك أعتقوا من كان تحتهم من قومها قائلين: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول عنها السيدة عائشة: " فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها"([5])، وكما فعلت أم سليم بن ملحان (أم أنس بن مالك) عندما اشترطت مهرها إسلام زوجها أبو طلحة الأنصاري، وشهد لها الرسول صلى الله بالجنة([6]).
- في سد حاجة الأمة حالة السلم والحرب:
وقفت المرأة جنبا إلى جنب تدافع عن الدين الجديد وتبذل الغالي والرخيص من أجله، وتتعلم ما يلزم من مهارات تحقق النصر والتمكين، وتزخر المصادر التاريخية والدينية بما يعضض ذلك ومن أمثلته: أن السيدة فاطمة كانت تضمد جراح الرسول صلى الله عليه وسلم بعين تدمع وقلب حزين على الأذى الذي كان يتعرض له أبوها، ويذكر الواقدي أن هذا كان شأن جميع أمهات المؤمنين، فيقول:" قال كعب بن مالك: رأيت أم سليم بن ملحان وعائشة على ظهورهما القرب يحملانها يوم أحد، وكانت حمنة بنت جحش تسقي العطشى وتداوي الجرحى"([7])، وأن إمرأة عاصم بن عدي أنجبت ابنتهما سهلة وهي تشارك الرسول غزوة خيبر، ولاشك أن هذا من أروع الأمثلة على كون المرأة في صدر الإسلام مثالا يحتذى به لكل امرأة تنشد العدل مسلمة كانت أو كافرة؛ لأنه يتحدث عن إمرأة معذروة شرعا بسسب حملها واقتراب وقت الوضع إلا أن شخصيتها المتلهفة لنصرة الله ورسوله دفعتها إلى المشاركة ولم يردها زوجها أو رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينكرا عليها ذلك.
كما تعتبر نسيبة بنت كعب النجارية من الصحابيات التي سطرت بطولاتها في التاريخ بماء من ذهب، والتي استماتت في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد عندما تشتت المقاتلون من حوله وتعددت جروحها بين طعنة رمح وضربة سيف، ثم أنها شهدت اليمامة ضد مسيلمة الكذاب وطعنت في المعركة اثنا عشر مرة وقطعت يدها([8]).
- في تولي المهام الصعبة:
يضرب لنا الواقدي وغيره مثلا غاية في القوة عن تولي المرأة في عهد الرسول مهاما قد لا يستطيع الرجال تحملها الآن فيذكر كيف أن هند بنت عمرو بن حرام الخزرجية شاركت مع زوجها عمرو بن الجموح، وأخيها عبد الله وابنها خلاد غزوة أحد وكانوا قد استشهدوا جميعا في أرض المعركة فحملتهم جميعا على بعير وذهبت لتدفنهم فلقيت عائشة أم المؤمنين، فسألتها عن الخبر فقالت:" خيرا أما رسول الله فصالح، وكل مصيبة بعده جلل، واتخذ الله من المؤمنين شهداء، ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله عزيزا قويا([9])، إن هذا النص لهو الرد الدامغ على من يريد أن يحاصر المرأة بالفهم المغلوط للنصوص، فهند ما كانت لتكون بهذه الشجاعة وهذه القدرة النفسية على التحمل بل والمساعدة عندما حملت رجالها الثلاثة دون جزع أو هلع، بل كان في جوابها على سؤال عائشة ما يفيد أنها على استعداد لمزيد من البذل، لو كانت كما يريد الذين يريدون من المرأة أن تقصر دائرة اهتماماتها على البيت وأهله فقط، إن مثل هذه الحالة الفريدة من الجرأة لا يتأتى إلا في بيئة تساعد على الاستقلال النفسي، وتجعل الشخص ذو هدف نبيل في الحياة، وذو رأي مسموع مؤثر، ولا يتأتي ذلك في البيئة التي تعامل المرأة على أنها عورة كاملة يجب حجبها.
ومثلها في الشجاعة والجرأة السيدة صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم التي قتلت اليهودي الذي تسلق الحصن الذي رفع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أزواجه وكانت معهن في حين رفض حسان بن ثابت قتله([10]).
ثانيا: الاستفادة من هدي الصحابة في فهمهم المقاصدي للمسائل المستجدة حول المرأة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
لم تختلف المكانة التي كانت عليها المرأة في عهد الخلافة الراشدة عن تلك التي كانت عليها في العهد النبوي، إن لم نقل أنها ازدادت بازدهار الدولة الإسلامية واتساعها، وكان للمرأة أدوار مهمة في تلك الفترة الذهبية، وشاركت إلى جانب الرجل في جميع مجالات الحياة، وكانت في كثير من الأحيان صاحبة الكلمة المسموعة والقرار النافذ في وقائع حفظها التاريخ:
- في الحياة الساسية:
يذكر العلماء مثالين عن الإجماع السكوتي على دخول المرأة المسلمة مجال السياسة وعدم اعتراض الصحابة على ذلك، ويمثلوا لذلك بمثالين في غاية الدقة:
الأول: مجادلة المرأة لعمر رضي الله عنه في المهور حيث خطب في المسلمين يطالبهم بعدم المغالاة في المهور، وحدد أعلاه بمهر الرسول صلى الله عليه سلم وأن من تعداه أخذت الزيادة إلى بيت المال، فقامت امرأة من الحضور تقول: "ما ذاك لك"، قال: ولم، قالت: إن الله تعالى قال: ﴿وإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ﴾، ( النساء20)، فرجع عمر عن قوله، وقال: "فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب "، وفي رواية أخرى قال: "أخطأ رجل وأصابت امرأة " ([11]).
الثاني: خروج عائشة للمطالبة بدم عثمان يوم الجمل، ولا يخفى معنى ذلك بغض النظر عن كونها فتنة كبرى، فعائشة ما كان لها أن تخرج لو لم تكن متأولة صحة ذلك، وما كان الصحابة ليكونوا في جيشها ما لم يكونوا متأولين صحة ذلك، ولا يكون ذلك إلا إذا كانوا اعتادوا مثل تلك الأمور في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان للأم المؤمنين صفية بنت حي دور واضح في نصرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان في حصاره لما كانت تنقل له الطعام والماء على معبر خشب من منزلها إلى منزله، في وقت لا تذكر المصادر أن الصحابة رضوان الله عليهم نصروا عثمان كما نصرته صفية.
كما تبرز شخصية الشفاء بنت عبد الله كشخصية مؤثرة في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب، حيث تذكر المصادر أنه كان يقدمها في الرأي، ويرعاها ويفضلها، وربما ولاها شيئا من أمور السوق.([12])
ومثلها زينب بنت علي ابن أبي طالب عندما قتل الحسين شهيدا، عندما وقفت في وجه يزيد، وتميزت بمواقفها التي دافعت فيها عن الإسلام، ولها شعر في رثاء أخيها المغدور، ولها خطب وردود فعل قوية أفحمت فيها يزيد بن معاوية،([13]) ومثلهما في الشجاعة أسماء بنت يزيد بن السكن التي قتلت بعمود خيمتها تسعة من الروم في معركة اليرموك سنة13هـ([14]).
- في حفظ القرآن والسنة النبوية:
كانت المرأة في عهد الراشدي مرجعا مهما يعتد به في رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أكثرهن رواية للحديث السيدة عائشة التي بقيت قرابة نصف قرن بعد الحبيب المصطفى تروي أحاديثه وتنقيها من المكذوب والضعيف، فقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفين ومائتين وعشرة أحاديث، يقول فيها أبو موسى:" ما أشكل علينا أصحاب محمد حديثا قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما"([15]).
وقد وقع تعمد الكذب في الحديث عن الرسول صلى الله عليه من الكثير من الرجال الذين حصرتهم كتب الجرح والتعديل، بينما لم يقع ذلك من النساء على كثرتهن بشهادة إمام الجرح والتعديل شمس الدين الذهبي:" وما علمت من النساء- أي من اتهمت بالكذب- ولا من تركوها"([16]).
وكذلك روت أم سلمة رضي الله عنها ثلائمائة وثمانية وسبعين حديثا، وكذلك فعلت السيدة حفصة وأم حبيبة، وغيرهن من أمهات المؤمنين، وغيرهن من الصحابيات، وقد أحصاهن الذهبي بأربعمائة وإحدى عشر راوية حديث .([17])
أما بالنسبة لحفظ القرآن الكريم فكان شرف ذلك من نصيب أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، فهي صاحبة النسخة الورقية للقرآن التي استنسخ منها سيدنا عثمان النسخ التي وزعت على الأمصار، وقد تعلمت حفصة الكتابة على يد الشفاء بنت عبد الله بحرص منه صلى الله عليه وسلم، فقد روي عن الشفاء بنت عبد الله قالت: "دخل علي النبي وأنا عند حفصة فقال لي: "ألا تعّلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة"، والمقصود برقية النملة تحسين الخط وتزيينه([18]).
الخاتمة:
بعد هذا العرض المختصر للمنهج النبوي في التعامل مع المرأة يحق للمرأة المسلمة بأن تفتخر بكونها امتداد للمرأة الصحابية زوجة الرسول وابنته وعمته، وامتداد لشقيقة الصحابي وأمه وزوجته وابنته، وأن تكون على يقين بأن ديننا الحنيف كرمها وأعزها، فليست مضطرة لاستجداء الكرامة من أحد، ويكفيها فخرا أنها كانت حاضرة بقوة في آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع.
النتائج:
1- لقد كان للمرأة دور لا يُغفل قدره في المدرسة المحمدية وفي رسالته العالمية، فكانت المساندة والراعية له كزوجة، وكانت محط رحمته وحنانه كابنة، ومحل تقديره واحترامه ومشورته وحمل رسالته ونشرها كعالمة وفقيهة ومجاهدة وراوية للحديث، ومربية للأجيال، ولنا أن نفتخر بكتب السير التي خلدت صحابيات كن مصدر عزة للإسلام في فترات التمكين الصعبة حيث سطرت الصحابيات إلى جانب الصحابة ملاحم بطولية خالدة، وحفظن حديث الرسول وكن مرجعا لا يمكن تجاهله في ذلك.
2- إن كون المرأة أضعف من الرجل حقيقة علمية لا ينكرها إلا مكابر، لكن ذلك لا ينفي أبدا أن المرأة أذكى وأحذق من الرجل في كثير من الأعمال التي تتطلب جسدا كجسدها وصبرا كصبرها.
3- يزيد الجهل بحقيقة تكريم الإسلام للمرأة كلما ابتعدنا عن عصر الرسالة والخلافة الراشدة، واقتربنا من عصور التطور العلمي والتدهور الخلقي والفكري.
التوصيات:
- إن ما سبق ذكره يفرض على مفكروا الأمة وعلمائها أن ينبروا لتنقية الإسلام من الشوائب التي لا تمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد، والتي جعلت من الفهم القاصر والعقيم للنصوص الشرعية مستندها وسلطتها التنفيذية على العقول والقلوب، وتصحيح النظرة الخاطئة والتصدي لحملات التشويه المزدوجة من الغرب ومن مدعي العلم بالإسلام.
([1]) الطبقات الكبرى، ابن سعد: محمد بن منيع، دار التحرير للطبع والنشر، القاهرة، 1967م/ 1970م: (8/110).
([2]) الطبقات الكبرى، ابن سعد: (8/167).
([3]) محمد صلى الله عليه وسلم والمرأة، سامية منيسي، المكتبة الأكاديمية، القاهرة، ط(1)، 1996م، ص:54، وينظر: أسد الغابة، ابن الأثير: عز الدين أبي الحسن، تحـ: محمد إبراهيم ومحمد عاشور، دار الشعب، القاهرة،1970م: (7/380).
([4]) البداية والنهاية، ابن كثير: عماد الدين، مكتبة المعارف، القاهرة، دت: (4/176)، البخاري، صحيح البخاري، كتاب المغازي، دار الشعب، القاهرة دت.
([5]) تاريخ الملوك والرسل، الطبري، تحـ: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، ط4، 1977:(2/610).
([6]) الطبقات الكبرى، ابن سعد:(8/310).
([7]) المغازي، الواقدي، محمد بن عمر، تحـ: مارسدن جونس، عالم الكتب بيروت، 1984م :(1/249).
([8]) المغازي، الواقدي:(1/268).
([9]) المغازي، الواقدي :(1/264).
([10]) الطبقات الكبرى، ابن سعد:(8/27).
([11]) قال الهيثمي: في سنده مجالد بن سعيد وفيه ضعف، ينظر: مجمع الزوائد، الهيتمي، علي بن أبي بكر، دار الريان للتراث، دار الكتاب العربي، القاهرة، بيروت، 1407هـ: (4/284).
([12]) الإصابة في تمييز الصحابة، العسقلاني: ابن حجر، المطبعة الشرقية، دط، دت:(5/ 333).
([13]) محمد صلى الله عليه وسلم والمرأة، سامية منيسي، ص:110.
([14]) الطبقات الكبرى، ابن سعد:(8/233).
([15])طبقات الحفاظ، السيوطي، جلال الدين، تحـ: محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة، 1973م، ص:8 .
([16]) إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، الألباني، المكتب الإسلامي ، بيروت، ط (2)،1405هـ، 1985م: (2/256).
([17]) الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، الذهبي: شمس الدين محمد بن أحمد، تحـ: عزة علي عبيد موسى محمد الوشي، دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1972: (3/468- 483).
([18]) أخرجه أبو داوود في سننه، كتاب الطب، باب ما جاء في الرقي، برقم3887، وصححه الألباني، ينظر: سنن أبي داوود، دار الفكر، بيروت، لبنان :(3/393)، الألباني، صحيح سنن أبي داوود، مكتبة المعارف- الرياض، ط (2)، 1421هـ:(2/468).