اسقاط صنعاء – القصة الكاملة .. هكذا رتبوا للانقلاب
المشهد كان صادما لكافة المتابعين لما يجري في العاصمة صنعاء من تداعيات جراء زحف المليشيات الحوثية لإسقاطها , سواء من داخلها أو خارجها , بل وصلت الصدمة إلى كبار الساسة الذين كانوا بالقرب من مطبخ صناعة القرار وموجهات الدولة سواء في التجمع اليمني للإصلاح أو قيادات المؤتمر الشعبي العام من جناح الشرفاء , ومن سايرهم من لفيف المكونات السياسية التي احتضنتهم المبادرة الخليجية .
صنعاء سلمت أم سقطت :
في ظل صمت هادي وتحركات وزير دفاعه المريبة جعلت الكل يتساءل مالذي يجري ؟ ولماذا هذا التهاوي المروع لمؤسسات الجيش اليمني ؟.
لم يكن أحدُ يعلم أن ثمة سيناريو مرعب كانت تفاصيله لدى المخرج الرئيسي والقائم بدور البطولة في هذا الفلم الانقلابي الهوليودي وهما الرئيس هادي ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد , إضافة إلى الغرف المظلمة في كل من ريمة حميد بسنحان وكهوف مران , ناهيك عن الرعاة الدوليون العشرة المبشرون بجنة الإطاحة بالإخوان المسلمين في اليمن.
لا توجد مدنية أو عاصمة في العالم سقطت خلال 11 ساعة كما سقطت العاصمة صنعاء , ولاتوجد عاصمة في العالم تعرضت لزحف الأعداء أو من يهدد سلمها وأمنها القومي مهما كانت قوة ذلك العدو وفتكه أن تقابل بذلك الكم من الخيانات وصلت إلى فتح مؤسسات الدولة لذلك الغازي كما فعل وزير الدفاع والرئيس الفخري كما بات يطلق عليه البعض .
الشركاء الدوليون في الإنقلاب في اليمن :
حاولت الخلية التي تقوم بإدارة أزمة الربيع العربي في أبو ظبي مرارا وتكرارا في طرح سيناريو مصر في اليمن والإطاحة بهادي عبر انقلاب عسكري, لكن كافة القيادات العسكرية التي زارت أبو ظبي والتقت برموزها وفي مقدمتهم محمد بن زايد وأحمد علي كونه عضوا فيها , كان رد الجميع أن سيناريو الانقلاب العسكري لن ينفع في اليمن نظرا لتواجد الإسلاميين الكبير داخل مؤسسة الجيش , إضافة إلى قوة القبيلة المسلحة عسكرياً خاصة وهي توالي الثورة الشبابية ولن تسمح بحدوث أي انقلاب عسكري يطيح بهادي ويعود برموز النظام السابق إلى الواجهة باعتبار ذلك مهددا لمستقبل اليمن .
بعد سلسلة من اللقاءات الدورية لرموز وهوامير المخابرات والمتخصصين والخبراء التابعين لخلية " أبو ظبي " التي تحارب ثورات الربيع العربي ((من شخصياتها المعلن عنها " أحمد شفيق ومحمد دحلان ))وبعد أكوام من التقارير الأستخباراتية والأمنية عن اليمن وخاصة عقب الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي تقرر وبالإجماع أن يكون الحوثيون هم أداة الانقلاب لضرب الأخوان المسلمين في اليمن .
ووضعت عدة سيناريوهات وخطط بديلة تمثلت في مجملها في جر حزب "التجمع اليمني للإصلاح "إلى ميدان الحرب والسلاح " وإخراجه من مربع السياسة إلى مربع الحرب يهدف إدراجه ضمن الجماعات الإرهابية وتجميد اصوله ومنع قيادات من السفر وتصفية ما أمكن من قيادته .
إضافة إلى أنه سيتم حينها تحميل كل التداعيات والجرائم التي ستعصف باليمن أو في العاصمة تحديدا حزب الإٌصلاح , عندها ستنهال الفؤوس القاتلة محليا وإقليميا في ضرب الأخوان عبر مواجهات مسلحة وسيتم تحويلهم إلى داعش حسب المسمى الذي أطلقة عبدالملك الحوثي عليهم مسبقا, وهو مسمى لم يكن اعتباطيا وإنما في سياق الترويج الإعلامي للمسمى وربطة بجرائم داعش التي تتم حاليا في العراق والشام , وعندها ستنقض الدول العشر على داعش اليمن , كما يحصل حاليا في العراق وسوريا ضمن التحالف الدولي لحرب داعش .
وبدأ المخطط الذي نفذ بدقة عالية في وضع سلسة من الحروب كطعم يهدف إلى جر حزب الإصلاح إلى مواجهات مسلحة بدأت في عمران .
كما مثلت مرحلة مطارق الضغط النفسي والتصفيات التي تعرض لها رموز ومؤسسات التجمع اليمني للإصلاح في كل من عمران وهمدان وعيال سريح وبني مطر , عبارة عن فخوخ في جر الإصلاح إلى مربع الحرب والعنف والدماء.
ولا ننسى أن بعض العناصر القبلية الموالية لحزب الإصلاح سقطت في ذلك الفخ وتفاعلت بقوة مع ذلك الطعم , وبات حديث الدفاع عن النفس , والانخراط مع الجيش في القتال لمنع توغل الحوثيين من الوصول إلى صنعاء هو هاجس تلك القوى القبلية, لكن حزب الإصلاح وعقب بيان مجلس الأمن تنبه سريعا لذلك الفخ فقرر سحب كافة أنصاره وموالية القبليين بعد وصفهم بمليشيات تابعة لحزب الإصلاح , ووصل طغيان المؤامرة الدولية في تقديم زحف الحوثي الذي يلتهم الدولة اليمنية على أنه مواجهات بين حزب الإصلاح والحوثيين فقط حتى عبر التصريحات الرسمية لوزير الدفاع.
وفي هذه الجزئية على العالم الحر أن يعلم خبث النوايا التي كان يحملها الرئيس هادي ضد التجمع اليمني للإصلاح واللواء علي محسن الأحمر ., وتمثلت تلك المؤامرة في محافظة عمران.
وهنا يجب أن يعلم الجميع أن كل المجاميع التي حشدها حزب الإصلاح للقتال مع الجيش في نفس المواقع والمتارس كانت بأوامر وتوجيهات الرئيس هادي , وهو من طلب شخصيا من حزب الإصلاح واللواء على محسن في حشد القبائل لمساعدة الجيش , وهو شخصيا من طلب من مجلس الأمن وصف تلك اللجان الشعبية التي شكلت بأمر شخص منه لدفاع مع الجيش , بوصفها مليشيات مسلحة تابعة لحزب اٌلإصلاح , متناسيا أن اللجان الشعبية هي من بنيات فكر هادي ووزير الدفاع حيث أعترف بها رسميا في الجنوب وصرفت لها الرواتب والميزانيات العملاقة , ومنحوا حق التوظيف داخل المؤسسة العسكرية لكن كل ذلك لأنها تحارب القاعدة , لكن عندما كانت هذه المليشيات تقاتل الحوثيين بأمر هادي كان الموقف متناقضا لأنه يندرج في سياق المؤامرة الانقلابية التي باركها الجميع من رعاة المبادرة الخليجية .
هادي يحول الحوثيين من جماعة متمردة إلى جماعة تقود ثورة شعبيه :
كان المخطط القادم من غرف أبو ظبي يقضي بنقل الحركة الحوثية من جماعة متمردة , ضالعة في قتل أكثر من ألآلاف الجنود حسب اعتراف أحد ناطقي الحوثيين , إلى حركة ثورية تقود الشارع اليمني وتتبنى الدفاع عن حقوق الشعب اليمني وتلميع صورتها إعلاميا .
ورسم السيناريو بضرورة أن تكون مطالب الحركة الحوثية محل إتفاق شعبي واسع كي تحضي بأكبر قدر من المؤيدين لمطالبها وكان موضوع الجرعة السعرية هو الشماعة التي ستنطلق منها لتنفيذ الانقلاب .
معالم مؤامرة هادي ضد ثورة الشباب :
عقب سقوط عمران كان الحوثي يبحث عن مبرر أمام الرأي العام محليا وخارجيا , لزحف نحو العاصمة صنعاء , خاصة وقد استهلكت مطالبة في إسقاط عمران وتحديدا بعد تصفية القشيبي والإطاحة بدماج محافظ عمران , وهنا كانت فكرة الجرعة السعرية التي ستلهب ظهور الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه .
وهنا يحضروني أن أنبه إلى معلومتين في غاية الأهمية :
السر الأول : وهو أن الرئيس بعد أربع سنوات من صمته على تدمير البٌنى التحتية وخاصة الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط وإيصال الدولة اليمنية إلى مرحلة ألإفلاس ووصول الدولة إلى مرحلة الانهيار الكلي أجتمع هادي بكل القوى السياسة وطرح عليهم واقع الدولة اليمنية , وأعلن لهم أنه بصدد إعلان انهيار الحكومة اليمنية بسبب إفلاسها وعدم قدرتها على صرف رواتب الموظفين , وهو ما يعني انهيار أحلام ثورة الشباب وتبخر أحلامهم , وهو ما مثل صعقة قوية خاصة لدى قيادة التجمع اليمني للاصلاح , خاصة وهم على قرب بأرقام ومؤشرات الوضع المالي للبلد كون وزير المالية هو أحد الشخصيات التي دفعت بهم ثورة الشباب إلى ذلك المنصب وتصديقهم للإرقام والإحصائيات التي كان يقدمها هادي .
وفي تلك اللحظة الحرجة من تاريخ اليمن يعلن هادي لحزب الإصلاح وكافة القوى السياسة أن الدولة منهارة وأنه لا يوجد سوى حل وحيد لإنقاذ الثورة الشبابية وحكومة الوفاق وهو الإعلان عن جرعة سعريه ورفع الدعم عن المشتقات النفطية .
لحظتها وضع هادي حزب التجمع اليمني للإصلاح خاصة وهو الحزب الذي عرقل الجرعة طيلة السنوات الأربع الماضية في حكومة الوفاق وهدد بالانسحاب منها في وقت سابق أو القيام بثورة أخرى ضد هادي لو فكر في رفع الجرعة , لكن في تلك اللحظة العصيبة , كان لتجمع اليمني للإصلاح رؤية أخرى وهدف أخر وهو الحفاظ على مكتسبات ثورة الشباب , لحظتها إستشعر هادي مدى تقبل حزب الإصلاح للجرعة السعرية عندها طالبهم في حال إقرارها بعدم أي تصعيد شعبي .
وقد ألتزمت الأحزاب الكبيرة وفي مقدمتها حزب المؤتمر وحزب الإصلاح وبقة أحزاب المشترك والتحالف الوطني بعدم أي تصعيد شعبيا حفاظا على بقايا هذه الدولة التي هي على وشك الإنهيار, وهنا نجح هادي في تحييد كل القوى وفتح الساحات والشوارع للحركة الحوثية التي ستتبنى هم الشعب وتطالب بإسقاط الحكومة وتخفيض الجرعة.
السر الثاني : وهي أن الدراسات التي قدمت للرئيس هادي من قبل وزارة حكومية واستشارات من قبل البنك الدولي والأحزاب كلها أوصت برفع جزئي للمشتقات النفطية أي بواقع خمسمائة إلى ألف ريال لكن هادي فاجئ الجميع برفع الدعم الكلي للمشتقات وأضاف عليها تكلفة النقل الدولي أيضا مما ضاعف المعاناة للشارع اليمني , وتحولت مطالب الحوثي الثورية إلى مطالب شعبية لدى العامة من الناس في كافة المحافظات وحظيت في أيامها بزخم واسع في الشارع اليمني .
الحوثي يزحف تحت رايات إنقاذ الشعب:
تحركت مليشيات الحوثي تزحف نحو العاصمة وهي تحمل رايات إنقاذ الشعب من لهيب الجرع وإسقاط الفاسدين في حكومة الوفاق الوطني , حتى وصلت إلى مشارف العاصمة وهناك نصبت مخيماتها "للمعتصمين " حد وصفهم , لكنهم كانت معسكرات مسلحة تستقبل التعزيزات العسكرية القادمة من عمران وصعدة وبقية المناطق التي تم إسقاطها .
كما نصبت مخيمات في قلب العاصمة صنعاء وفي قبالة عدة وزارات سيادية وخدمية , ومنعوا العمل فيها بالقوة تحت مبرر الإضرابات .
وزير الدفاع يفتح أبواب المؤسسة العسكرية للحوثيين :
دخل الحوثيون العاصمة صنعاء من عدة جبهات , وبدأ الزحف الحوثي الذي كان يقابل بسحب مواقع الجيش من طريقهم , ومنع أي قائد عسكري يعترض مسيرتهم , حتى وصلوا إلى عتبات شارع الستين من جهة شارع الثلاثين .
بعدها تطور المشهد العسكري للمؤسسة العسكرية سلبيا ودخلت مرحلة تآمر مع الحوثيين في إسقاط صنعاء بيد تلك المليشيات , وقام وزير الدفاع بزيارة عدة ألوية عسكرية ومواقع هامة لإيصال رسالة مفادها ممنوع وبالأمر العسكري اعتراض الحوثيين أو ألاشتباك معهم , وعمل على تسهيل مهماتهم , ووصلت الدناءة العسكرية في طلبه من حراسات القيادة العليا للقوات المسلحة في فتح البوابات للحوثيين , وعدم اعتراضهم في حال قاموا بنهب أو سرقة الترسانة العسكرية فيها .
أقوى المشاهد الدرامية وبطولات الأكشن للرئيس هادي في إسقاط صنعاء
تمادي هادي في تقمص دور البطل أو القائد الحر الذي يناضل من أجل بلدة ووطنه , وبات يتواصل مع قيادات الإصلاح لإقناعهم أن الجيش سيخوض معركة الكرامة وتحرير كافة التراب اليمني من المليشيات الحوثية الموالية لإيران كما يقول .
المشهد الأول
قبل أجتاح صنعاء من قبل مليشيات الحوثي , أستدعي الرئيس هادي هيئة ألأصطفاف الوطني وقادة الأحزاب وكبار الدول , وبدأ يتحدث بقوة الرئيس الثائر بعدم سكوته على تمرد جماعة الحوثيين , وقال أن المؤسسة العسكرية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تم الاعتداء على هيبة الدولة ومؤسساتها , وأعلن أنه سيقوم بتشكيل لجان شعبية لدفاع عن العاصمة صنعاء ((وهنا نجد حقارة القائد عندما يبيع شعبة ووطنه ويمارس التضليل والكذب على شعبة ))لحظتها كان الحوثيون قد اسقطوا قرابة نصف العاصمة من الناحية الشمالية وبدأت تلك المليشيات تدك بالأسلحة الثقيلة مؤسسات الدولة وفي مقدمها مقار القنوات الرسمية التي تعبر عن الدولة وهوية الشعب – لحظتها كان هادي يتحدث بصيغة فعل المستقبل سوف يقوم بتجهيز - أي أنه لم يعمل شيء حتى تلك اللحظة سوى الإيغال في مشهد المؤامرة لبيع عاصمة اليمن.
المشهد الثاني :
من المشهد الدرامي للرئيس هادي هو استدعائه لكبار قيادة الإصلاح وطلبه منهم إعلان الجهاد في سبيل الله ضد الحوثيين , مؤكدا قيامه بتمويل ودعم اللجان الشعبية التي يقودها اليدومي ماليا وعسكريا , فكان رد رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي للرئيس هادي " نحن حزب سياسي وهذه مهمة الجيش , ولا يمكن أن نتحول إلى مليشيات مسلحة لأنها تناقض أهداف ورؤى التجمع اليمني للإصلاح الذي يمارس عمله في مجال السياسة وليس في مجال الحرب والمليشات .
وأضاف اليدومي مخاطبا هادي "في حال أعلن الجيش الحرب على الحوثيين وأعلن الرئيس هادي النفير في الشعب اليمني لدعم الجيش سيكون الإصلاح ضمن مكونات هذا الشعب في دعم الجيش وتحرير العاصمة صنعاء .
إلى هنا ينتهي المشهد الناعم لأول رئيس في العالم يشارك في الإنقلاب على شعبة وبيع عاصمة الدولة لدولة أخرى مقابل الانتقام من طرف سياسي .. وللحديث بقية كيف سقط هادي في الفخ الذي حفره لحزب الإصلاح وكيف إنقلب السحر على الساحر ....
*مأرب برس
صنعاء سلمت أم سقطت :
في ظل صمت هادي وتحركات وزير دفاعه المريبة جعلت الكل يتساءل مالذي يجري ؟ ولماذا هذا التهاوي المروع لمؤسسات الجيش اليمني ؟.
لم يكن أحدُ يعلم أن ثمة سيناريو مرعب كانت تفاصيله لدى المخرج الرئيسي والقائم بدور البطولة في هذا الفلم الانقلابي الهوليودي وهما الرئيس هادي ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد , إضافة إلى الغرف المظلمة في كل من ريمة حميد بسنحان وكهوف مران , ناهيك عن الرعاة الدوليون العشرة المبشرون بجنة الإطاحة بالإخوان المسلمين في اليمن.
لا توجد مدنية أو عاصمة في العالم سقطت خلال 11 ساعة كما سقطت العاصمة صنعاء , ولاتوجد عاصمة في العالم تعرضت لزحف الأعداء أو من يهدد سلمها وأمنها القومي مهما كانت قوة ذلك العدو وفتكه أن تقابل بذلك الكم من الخيانات وصلت إلى فتح مؤسسات الدولة لذلك الغازي كما فعل وزير الدفاع والرئيس الفخري كما بات يطلق عليه البعض .
الشركاء الدوليون في الإنقلاب في اليمن :
حاولت الخلية التي تقوم بإدارة أزمة الربيع العربي في أبو ظبي مرارا وتكرارا في طرح سيناريو مصر في اليمن والإطاحة بهادي عبر انقلاب عسكري, لكن كافة القيادات العسكرية التي زارت أبو ظبي والتقت برموزها وفي مقدمتهم محمد بن زايد وأحمد علي كونه عضوا فيها , كان رد الجميع أن سيناريو الانقلاب العسكري لن ينفع في اليمن نظرا لتواجد الإسلاميين الكبير داخل مؤسسة الجيش , إضافة إلى قوة القبيلة المسلحة عسكرياً خاصة وهي توالي الثورة الشبابية ولن تسمح بحدوث أي انقلاب عسكري يطيح بهادي ويعود برموز النظام السابق إلى الواجهة باعتبار ذلك مهددا لمستقبل اليمن .
بعد سلسلة من اللقاءات الدورية لرموز وهوامير المخابرات والمتخصصين والخبراء التابعين لخلية " أبو ظبي " التي تحارب ثورات الربيع العربي ((من شخصياتها المعلن عنها " أحمد شفيق ومحمد دحلان ))وبعد أكوام من التقارير الأستخباراتية والأمنية عن اليمن وخاصة عقب الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي تقرر وبالإجماع أن يكون الحوثيون هم أداة الانقلاب لضرب الأخوان المسلمين في اليمن .
ووضعت عدة سيناريوهات وخطط بديلة تمثلت في مجملها في جر حزب "التجمع اليمني للإصلاح "إلى ميدان الحرب والسلاح " وإخراجه من مربع السياسة إلى مربع الحرب يهدف إدراجه ضمن الجماعات الإرهابية وتجميد اصوله ومنع قيادات من السفر وتصفية ما أمكن من قيادته .
إضافة إلى أنه سيتم حينها تحميل كل التداعيات والجرائم التي ستعصف باليمن أو في العاصمة تحديدا حزب الإٌصلاح , عندها ستنهال الفؤوس القاتلة محليا وإقليميا في ضرب الأخوان عبر مواجهات مسلحة وسيتم تحويلهم إلى داعش حسب المسمى الذي أطلقة عبدالملك الحوثي عليهم مسبقا, وهو مسمى لم يكن اعتباطيا وإنما في سياق الترويج الإعلامي للمسمى وربطة بجرائم داعش التي تتم حاليا في العراق والشام , وعندها ستنقض الدول العشر على داعش اليمن , كما يحصل حاليا في العراق وسوريا ضمن التحالف الدولي لحرب داعش .
وبدأ المخطط الذي نفذ بدقة عالية في وضع سلسة من الحروب كطعم يهدف إلى جر حزب الإصلاح إلى مواجهات مسلحة بدأت في عمران .
كما مثلت مرحلة مطارق الضغط النفسي والتصفيات التي تعرض لها رموز ومؤسسات التجمع اليمني للإصلاح في كل من عمران وهمدان وعيال سريح وبني مطر , عبارة عن فخوخ في جر الإصلاح إلى مربع الحرب والعنف والدماء.
ولا ننسى أن بعض العناصر القبلية الموالية لحزب الإصلاح سقطت في ذلك الفخ وتفاعلت بقوة مع ذلك الطعم , وبات حديث الدفاع عن النفس , والانخراط مع الجيش في القتال لمنع توغل الحوثيين من الوصول إلى صنعاء هو هاجس تلك القوى القبلية, لكن حزب الإصلاح وعقب بيان مجلس الأمن تنبه سريعا لذلك الفخ فقرر سحب كافة أنصاره وموالية القبليين بعد وصفهم بمليشيات تابعة لحزب الإصلاح , ووصل طغيان المؤامرة الدولية في تقديم زحف الحوثي الذي يلتهم الدولة اليمنية على أنه مواجهات بين حزب الإصلاح والحوثيين فقط حتى عبر التصريحات الرسمية لوزير الدفاع.
وفي هذه الجزئية على العالم الحر أن يعلم خبث النوايا التي كان يحملها الرئيس هادي ضد التجمع اليمني للإصلاح واللواء علي محسن الأحمر ., وتمثلت تلك المؤامرة في محافظة عمران.
وهنا يجب أن يعلم الجميع أن كل المجاميع التي حشدها حزب الإصلاح للقتال مع الجيش في نفس المواقع والمتارس كانت بأوامر وتوجيهات الرئيس هادي , وهو من طلب شخصيا من حزب الإصلاح واللواء على محسن في حشد القبائل لمساعدة الجيش , وهو شخصيا من طلب من مجلس الأمن وصف تلك اللجان الشعبية التي شكلت بأمر شخص منه لدفاع مع الجيش , بوصفها مليشيات مسلحة تابعة لحزب اٌلإصلاح , متناسيا أن اللجان الشعبية هي من بنيات فكر هادي ووزير الدفاع حيث أعترف بها رسميا في الجنوب وصرفت لها الرواتب والميزانيات العملاقة , ومنحوا حق التوظيف داخل المؤسسة العسكرية لكن كل ذلك لأنها تحارب القاعدة , لكن عندما كانت هذه المليشيات تقاتل الحوثيين بأمر هادي كان الموقف متناقضا لأنه يندرج في سياق المؤامرة الانقلابية التي باركها الجميع من رعاة المبادرة الخليجية .
هادي يحول الحوثيين من جماعة متمردة إلى جماعة تقود ثورة شعبيه :
كان المخطط القادم من غرف أبو ظبي يقضي بنقل الحركة الحوثية من جماعة متمردة , ضالعة في قتل أكثر من ألآلاف الجنود حسب اعتراف أحد ناطقي الحوثيين , إلى حركة ثورية تقود الشارع اليمني وتتبنى الدفاع عن حقوق الشعب اليمني وتلميع صورتها إعلاميا .
ورسم السيناريو بضرورة أن تكون مطالب الحركة الحوثية محل إتفاق شعبي واسع كي تحضي بأكبر قدر من المؤيدين لمطالبها وكان موضوع الجرعة السعرية هو الشماعة التي ستنطلق منها لتنفيذ الانقلاب .
معالم مؤامرة هادي ضد ثورة الشباب :
عقب سقوط عمران كان الحوثي يبحث عن مبرر أمام الرأي العام محليا وخارجيا , لزحف نحو العاصمة صنعاء , خاصة وقد استهلكت مطالبة في إسقاط عمران وتحديدا بعد تصفية القشيبي والإطاحة بدماج محافظ عمران , وهنا كانت فكرة الجرعة السعرية التي ستلهب ظهور الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه .
وهنا يحضروني أن أنبه إلى معلومتين في غاية الأهمية :
السر الأول : وهو أن الرئيس بعد أربع سنوات من صمته على تدمير البٌنى التحتية وخاصة الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط وإيصال الدولة اليمنية إلى مرحلة ألإفلاس ووصول الدولة إلى مرحلة الانهيار الكلي أجتمع هادي بكل القوى السياسة وطرح عليهم واقع الدولة اليمنية , وأعلن لهم أنه بصدد إعلان انهيار الحكومة اليمنية بسبب إفلاسها وعدم قدرتها على صرف رواتب الموظفين , وهو ما يعني انهيار أحلام ثورة الشباب وتبخر أحلامهم , وهو ما مثل صعقة قوية خاصة لدى قيادة التجمع اليمني للاصلاح , خاصة وهم على قرب بأرقام ومؤشرات الوضع المالي للبلد كون وزير المالية هو أحد الشخصيات التي دفعت بهم ثورة الشباب إلى ذلك المنصب وتصديقهم للإرقام والإحصائيات التي كان يقدمها هادي .
وفي تلك اللحظة الحرجة من تاريخ اليمن يعلن هادي لحزب الإصلاح وكافة القوى السياسة أن الدولة منهارة وأنه لا يوجد سوى حل وحيد لإنقاذ الثورة الشبابية وحكومة الوفاق وهو الإعلان عن جرعة سعريه ورفع الدعم عن المشتقات النفطية .
لحظتها وضع هادي حزب التجمع اليمني للإصلاح خاصة وهو الحزب الذي عرقل الجرعة طيلة السنوات الأربع الماضية في حكومة الوفاق وهدد بالانسحاب منها في وقت سابق أو القيام بثورة أخرى ضد هادي لو فكر في رفع الجرعة , لكن في تلك اللحظة العصيبة , كان لتجمع اليمني للإصلاح رؤية أخرى وهدف أخر وهو الحفاظ على مكتسبات ثورة الشباب , لحظتها إستشعر هادي مدى تقبل حزب الإصلاح للجرعة السعرية عندها طالبهم في حال إقرارها بعدم أي تصعيد شعبي .
وقد ألتزمت الأحزاب الكبيرة وفي مقدمتها حزب المؤتمر وحزب الإصلاح وبقة أحزاب المشترك والتحالف الوطني بعدم أي تصعيد شعبيا حفاظا على بقايا هذه الدولة التي هي على وشك الإنهيار, وهنا نجح هادي في تحييد كل القوى وفتح الساحات والشوارع للحركة الحوثية التي ستتبنى هم الشعب وتطالب بإسقاط الحكومة وتخفيض الجرعة.
السر الثاني : وهي أن الدراسات التي قدمت للرئيس هادي من قبل وزارة حكومية واستشارات من قبل البنك الدولي والأحزاب كلها أوصت برفع جزئي للمشتقات النفطية أي بواقع خمسمائة إلى ألف ريال لكن هادي فاجئ الجميع برفع الدعم الكلي للمشتقات وأضاف عليها تكلفة النقل الدولي أيضا مما ضاعف المعاناة للشارع اليمني , وتحولت مطالب الحوثي الثورية إلى مطالب شعبية لدى العامة من الناس في كافة المحافظات وحظيت في أيامها بزخم واسع في الشارع اليمني .
الحوثي يزحف تحت رايات إنقاذ الشعب:
تحركت مليشيات الحوثي تزحف نحو العاصمة وهي تحمل رايات إنقاذ الشعب من لهيب الجرع وإسقاط الفاسدين في حكومة الوفاق الوطني , حتى وصلت إلى مشارف العاصمة وهناك نصبت مخيماتها "للمعتصمين " حد وصفهم , لكنهم كانت معسكرات مسلحة تستقبل التعزيزات العسكرية القادمة من عمران وصعدة وبقية المناطق التي تم إسقاطها .
كما نصبت مخيمات في قلب العاصمة صنعاء وفي قبالة عدة وزارات سيادية وخدمية , ومنعوا العمل فيها بالقوة تحت مبرر الإضرابات .
وزير الدفاع يفتح أبواب المؤسسة العسكرية للحوثيين :
دخل الحوثيون العاصمة صنعاء من عدة جبهات , وبدأ الزحف الحوثي الذي كان يقابل بسحب مواقع الجيش من طريقهم , ومنع أي قائد عسكري يعترض مسيرتهم , حتى وصلوا إلى عتبات شارع الستين من جهة شارع الثلاثين .
بعدها تطور المشهد العسكري للمؤسسة العسكرية سلبيا ودخلت مرحلة تآمر مع الحوثيين في إسقاط صنعاء بيد تلك المليشيات , وقام وزير الدفاع بزيارة عدة ألوية عسكرية ومواقع هامة لإيصال رسالة مفادها ممنوع وبالأمر العسكري اعتراض الحوثيين أو ألاشتباك معهم , وعمل على تسهيل مهماتهم , ووصلت الدناءة العسكرية في طلبه من حراسات القيادة العليا للقوات المسلحة في فتح البوابات للحوثيين , وعدم اعتراضهم في حال قاموا بنهب أو سرقة الترسانة العسكرية فيها .
أقوى المشاهد الدرامية وبطولات الأكشن للرئيس هادي في إسقاط صنعاء
تمادي هادي في تقمص دور البطل أو القائد الحر الذي يناضل من أجل بلدة ووطنه , وبات يتواصل مع قيادات الإصلاح لإقناعهم أن الجيش سيخوض معركة الكرامة وتحرير كافة التراب اليمني من المليشيات الحوثية الموالية لإيران كما يقول .
المشهد الأول
قبل أجتاح صنعاء من قبل مليشيات الحوثي , أستدعي الرئيس هادي هيئة ألأصطفاف الوطني وقادة الأحزاب وكبار الدول , وبدأ يتحدث بقوة الرئيس الثائر بعدم سكوته على تمرد جماعة الحوثيين , وقال أن المؤسسة العسكرية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تم الاعتداء على هيبة الدولة ومؤسساتها , وأعلن أنه سيقوم بتشكيل لجان شعبية لدفاع عن العاصمة صنعاء ((وهنا نجد حقارة القائد عندما يبيع شعبة ووطنه ويمارس التضليل والكذب على شعبة ))لحظتها كان الحوثيون قد اسقطوا قرابة نصف العاصمة من الناحية الشمالية وبدأت تلك المليشيات تدك بالأسلحة الثقيلة مؤسسات الدولة وفي مقدمها مقار القنوات الرسمية التي تعبر عن الدولة وهوية الشعب – لحظتها كان هادي يتحدث بصيغة فعل المستقبل سوف يقوم بتجهيز - أي أنه لم يعمل شيء حتى تلك اللحظة سوى الإيغال في مشهد المؤامرة لبيع عاصمة اليمن.
المشهد الثاني :
من المشهد الدرامي للرئيس هادي هو استدعائه لكبار قيادة الإصلاح وطلبه منهم إعلان الجهاد في سبيل الله ضد الحوثيين , مؤكدا قيامه بتمويل ودعم اللجان الشعبية التي يقودها اليدومي ماليا وعسكريا , فكان رد رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي للرئيس هادي " نحن حزب سياسي وهذه مهمة الجيش , ولا يمكن أن نتحول إلى مليشيات مسلحة لأنها تناقض أهداف ورؤى التجمع اليمني للإصلاح الذي يمارس عمله في مجال السياسة وليس في مجال الحرب والمليشات .
وأضاف اليدومي مخاطبا هادي "في حال أعلن الجيش الحرب على الحوثيين وأعلن الرئيس هادي النفير في الشعب اليمني لدعم الجيش سيكون الإصلاح ضمن مكونات هذا الشعب في دعم الجيش وتحرير العاصمة صنعاء .
إلى هنا ينتهي المشهد الناعم لأول رئيس في العالم يشارك في الإنقلاب على شعبة وبيع عاصمة الدولة لدولة أخرى مقابل الانتقام من طرف سياسي .. وللحديث بقية كيف سقط هادي في الفخ الذي حفره لحزب الإصلاح وكيف إنقلب السحر على الساحر ....
*مأرب برس