زغلول عبد الحليم
ينبع فكر العلمانية من الثورة العلمية على تعاليم الكنيسة الغربية ولا علاقة لتعاليم الإسلام بها عن قرب أو بعد ويؤرخ الغرب إن ظهور العلمانية قد بدأ مع بداية التنوير الذي أتى به القرن ال 17 مع اكتشاف كوبر نيكس لدوران الأرض والكواكب حول الشمس. والعلمانية كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية (سايكليوم) وهي تعني في لاتينية القرون الوسطى ’’العالم’’ أو ’’الدنيا’’ في مقابل الكنيسة وملخص الفكر العلماني في البنود الآتية: الأول: إن الإنسان حيوان طبيعي / اجتماعي جزء من الطبيعة. الثاني: على الإنسان حصر اهتماماته بقضايا العالم والطبيعة لا العالم الآخر وما وراء الطبيعة. الثالث: تبني الدين الطبيعي الذي اخترعه العقل لا الدين السماوي ورد الشعور الديني إلى الخوف الخرافي. الرابع: تحرير العقل من سلطان الدين ليكون سلطانه مطلقا. الخامس: إحلال العلم محل الميتافيزيقيا وإحلال التجربة الحسية محل المعرفة النقلية والوجدانية. السادس: اعتبار الفكر وظيفة الدماغ، فالمادة مصدر الفكر وليس هناك نفس للإنسان. السابع: جعل الإنسان هو المطلق بدلا من الله والدين. الثامن: استنباط الأخلاق من الطبيعة الإنسانية لا من الدين وجعل السعاة واللذة وليس الفضائل الروحية هي معيارها. التاسع: إحلال الاجتماعية محل الدينية سبيل للسعادة الدنيوية. العاشر: رد القوانين إلى أصول فيزيقية وتاريخية لا إلى الشريعة الدينية وتحرير الإنسان من السنن الإلهية. ترهات عقلية وعبث وانحطاط عقلي ! إننا في حاجة إلى العقل … وإلى كل العقل … حتى نرى حقيقة هذا الوجود وشكل المصير الآتي ! لسنا بصدد قضية صدام بين الحضارات … كما أننا لسنا بصدد قضية صراع أيدلوجيات بل بصدد قضية وجود الإنسان ذاته ومصيره هو لسنا بصدد عبث كوني تحاول الأيدلوجيات فرضه على العقل بل نحن بصدد إله حق هو الله جل وعلا خلق إنسانا من أجل تحقيق غايات بعينها … لسنا في حاجة إلى البلادة العقلية بلادة ’’نيتشه و ’’سارتر’’ ! نحن في حاجة إلى أعمال العقل والنظر والتأمل في الكون. للتعرف على الخالق سبحانه وتعالى ثم تحقيق الغايات التي يريدها منا الخالق تعاظم وارتفع قبل المغادرة إلى اليقين المطلق والوقوف أمام الحقيقة المطلقة. ويعلو صوت الدكتور مهندس محمد الحسيني إسماعيل: ’’وتبقي كلمة أخيرة أطلقها من أعماقي لـ راعي القطيع في الديانات الوثنية فلولا إطلاق معنى القضية الدينية وليس نسبيتها، ما كان هناك معنى لان أنبه رجل الدين بأنه لن يكون بابا من أبواب الجنة … كما يمكن أن يكون بابا من أبواب الجحيم لذا ينبغي له أن يتعامل مع القضية الدينية بمفهوم أعمل وأشمل من الفكر الدنيوي الزائل … ومن منطلق رحيله … التي قد تحملها اللحظة التالية فالمسئولية عليه جسام … ولا عذر لجاهل فليس عليه أوزاره فحسب، بل عليه أوزار من أظلم ومن يضلهم … بعلم وبغير علم وليس معنى هذا إعفاء القطيع من المسئولية فالكل سواء والكل مسئول والكل شركاء في الإثم والكل لم يحقق غايات الله من خلقه’’ انتهى هذا ما يقدمه كتابه الأخاذ (الإسلام والعلم وقصور الفكر البشري) من منشورات مكتبة وهبه. كتاب جدير بالقراءة. والكتاب يتحرك علميا على حل لغز الوجود … الذي يتلخص في البرهنة المطلقة على وجود الخالق المطلق وعلى وجود القضية الدينية المطلقة وعلى وجود الغايات من خلق الإنسان وحتمية تحقيق الإنسان لهذه الغايات ولسنا متفرجين في مسرحية كونية ننصرف بعدها لنتمطى ونتثاءب … بل نحن أبطال المسرحية ذاتها وسيدل الستار عن مأساة حقيقته ما لم نجيد فهم أدوارنا. فهل فهم أدعياء العلمانية وغيرها من الوثنيات حقيقة أدواهم ؟ إن الحرب القائمة الآن بخصوص إزاحة الدين من القلوب والنفوس وأبعاده عن حكم الحياة وتوجيه حركتها نحو خالقها بالطاعة - وهي الغاية العظمى من الوجود - بنذر بكارثة كطوفان سيدنا نوح عليه السلام فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا وإن انتهاء الإسلام من الأرض يعني انتهاء الحياة فعلا. نحن أمة لها خصائصها الذاتية المستمدة من قرآنها المجيد وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وإن الانحراف عن خط التوحيد قومته الشريعة الخاتمة لأنها المهيمنة والمصدقة على ما سبقها من شرائع كما علمنا علماء الأمة الكبار من طبقة العلامة ’’محمد عبد الله دارز’’ وغيره. ليس أمام الأمة وقت تضيعه فقد تكون اللحظة هي الخاتمة ! إن لحظة المغادرة إلى الحق المطلق والوقوف أمام الحقيقة المطلقة تأتي فجأة والكل يعلم هذا الأمر علم اليقين ولكنه التسويف والفكر الإرجائي الذي قضم ظهر الأمة وأهلك الناس طول الأمد ! ولا حول ولا قوة إلا بالله. لن تكون لنا خارطة إلا بتفعيل خصائصنا الذاتية ورفض الخصائص التي تخالفها لقد بح صوت العلماء الكبار من أمثال الطاهر بن عاشور، محمد الغزالي، عماد الدين خليل، جابر العلواني وغيرهم، بح صوتهم ولا حياة ! لا تزال المفاهيم الضالة تتخذ شكل الحقائق ويعمقها الإعلام ليل نهار ! من ير حم عقول الناس ؟ عقيدتنا البسيطة المفهومة الواضحة هي التي تشكل مفاهيمنا لا غير.
المصريون
ينبع فكر العلمانية من الثورة العلمية على تعاليم الكنيسة الغربية ولا علاقة لتعاليم الإسلام بها عن قرب أو بعد ويؤرخ الغرب إن ظهور العلمانية قد بدأ مع بداية التنوير الذي أتى به القرن ال 17 مع اكتشاف كوبر نيكس لدوران الأرض والكواكب حول الشمس. والعلمانية كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية (سايكليوم) وهي تعني في لاتينية القرون الوسطى ’’العالم’’ أو ’’الدنيا’’ في مقابل الكنيسة وملخص الفكر العلماني في البنود الآتية: الأول: إن الإنسان حيوان طبيعي / اجتماعي جزء من الطبيعة. الثاني: على الإنسان حصر اهتماماته بقضايا العالم والطبيعة لا العالم الآخر وما وراء الطبيعة. الثالث: تبني الدين الطبيعي الذي اخترعه العقل لا الدين السماوي ورد الشعور الديني إلى الخوف الخرافي. الرابع: تحرير العقل من سلطان الدين ليكون سلطانه مطلقا. الخامس: إحلال العلم محل الميتافيزيقيا وإحلال التجربة الحسية محل المعرفة النقلية والوجدانية. السادس: اعتبار الفكر وظيفة الدماغ، فالمادة مصدر الفكر وليس هناك نفس للإنسان. السابع: جعل الإنسان هو المطلق بدلا من الله والدين. الثامن: استنباط الأخلاق من الطبيعة الإنسانية لا من الدين وجعل السعاة واللذة وليس الفضائل الروحية هي معيارها. التاسع: إحلال الاجتماعية محل الدينية سبيل للسعادة الدنيوية. العاشر: رد القوانين إلى أصول فيزيقية وتاريخية لا إلى الشريعة الدينية وتحرير الإنسان من السنن الإلهية. ترهات عقلية وعبث وانحطاط عقلي ! إننا في حاجة إلى العقل … وإلى كل العقل … حتى نرى حقيقة هذا الوجود وشكل المصير الآتي ! لسنا بصدد قضية صدام بين الحضارات … كما أننا لسنا بصدد قضية صراع أيدلوجيات بل بصدد قضية وجود الإنسان ذاته ومصيره هو لسنا بصدد عبث كوني تحاول الأيدلوجيات فرضه على العقل بل نحن بصدد إله حق هو الله جل وعلا خلق إنسانا من أجل تحقيق غايات بعينها … لسنا في حاجة إلى البلادة العقلية بلادة ’’نيتشه و ’’سارتر’’ ! نحن في حاجة إلى أعمال العقل والنظر والتأمل في الكون. للتعرف على الخالق سبحانه وتعالى ثم تحقيق الغايات التي يريدها منا الخالق تعاظم وارتفع قبل المغادرة إلى اليقين المطلق والوقوف أمام الحقيقة المطلقة. ويعلو صوت الدكتور مهندس محمد الحسيني إسماعيل: ’’وتبقي كلمة أخيرة أطلقها من أعماقي لـ راعي القطيع في الديانات الوثنية فلولا إطلاق معنى القضية الدينية وليس نسبيتها، ما كان هناك معنى لان أنبه رجل الدين بأنه لن يكون بابا من أبواب الجنة … كما يمكن أن يكون بابا من أبواب الجحيم لذا ينبغي له أن يتعامل مع القضية الدينية بمفهوم أعمل وأشمل من الفكر الدنيوي الزائل … ومن منطلق رحيله … التي قد تحملها اللحظة التالية فالمسئولية عليه جسام … ولا عذر لجاهل فليس عليه أوزاره فحسب، بل عليه أوزار من أظلم ومن يضلهم … بعلم وبغير علم وليس معنى هذا إعفاء القطيع من المسئولية فالكل سواء والكل مسئول والكل شركاء في الإثم والكل لم يحقق غايات الله من خلقه’’ انتهى هذا ما يقدمه كتابه الأخاذ (الإسلام والعلم وقصور الفكر البشري) من منشورات مكتبة وهبه. كتاب جدير بالقراءة. والكتاب يتحرك علميا على حل لغز الوجود … الذي يتلخص في البرهنة المطلقة على وجود الخالق المطلق وعلى وجود القضية الدينية المطلقة وعلى وجود الغايات من خلق الإنسان وحتمية تحقيق الإنسان لهذه الغايات ولسنا متفرجين في مسرحية كونية ننصرف بعدها لنتمطى ونتثاءب … بل نحن أبطال المسرحية ذاتها وسيدل الستار عن مأساة حقيقته ما لم نجيد فهم أدوارنا. فهل فهم أدعياء العلمانية وغيرها من الوثنيات حقيقة أدواهم ؟ إن الحرب القائمة الآن بخصوص إزاحة الدين من القلوب والنفوس وأبعاده عن حكم الحياة وتوجيه حركتها نحو خالقها بالطاعة - وهي الغاية العظمى من الوجود - بنذر بكارثة كطوفان سيدنا نوح عليه السلام فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا وإن انتهاء الإسلام من الأرض يعني انتهاء الحياة فعلا. نحن أمة لها خصائصها الذاتية المستمدة من قرآنها المجيد وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وإن الانحراف عن خط التوحيد قومته الشريعة الخاتمة لأنها المهيمنة والمصدقة على ما سبقها من شرائع كما علمنا علماء الأمة الكبار من طبقة العلامة ’’محمد عبد الله دارز’’ وغيره. ليس أمام الأمة وقت تضيعه فقد تكون اللحظة هي الخاتمة ! إن لحظة المغادرة إلى الحق المطلق والوقوف أمام الحقيقة المطلقة تأتي فجأة والكل يعلم هذا الأمر علم اليقين ولكنه التسويف والفكر الإرجائي الذي قضم ظهر الأمة وأهلك الناس طول الأمد ! ولا حول ولا قوة إلا بالله. لن تكون لنا خارطة إلا بتفعيل خصائصنا الذاتية ورفض الخصائص التي تخالفها لقد بح صوت العلماء الكبار من أمثال الطاهر بن عاشور، محمد الغزالي، عماد الدين خليل، جابر العلواني وغيرهم، بح صوتهم ولا حياة ! لا تزال المفاهيم الضالة تتخذ شكل الحقائق ويعمقها الإعلام ليل نهار ! من ير حم عقول الناس ؟ عقيدتنا البسيطة المفهومة الواضحة هي التي تشكل مفاهيمنا لا غير.
المصريون