عبد العزيز كحيل
كلّما حلّت ذكرى استشهاده في 12 – 2 – 1949 تجاهلتها الحكومات العربية الدكتاتورية ، ولم يُلقِ لها الإعلام الموبوء بأمراض العلمانية المتطرّفة تماما مثل الأوساط ’’ الاسلامية ’’ التي غلبت عليها الدروشة والخرافة والتعصّب الأعمى ، لكنّ ملايين المسلمين المحبّين لدينهم المهمومين بحال أمّتهم لا تفوتهم ذكرى ذلك الشابّ الرباني الذي أسّس جماعة ليست كالجماعات ، أعادت للمسلمين الثقة في دينهم وأنفسهم وسلكت بالدعوة طرقا موصلة إلى القلوب ، كلّها محبة واعتدال ونفَس طويل ، لا تقبل بأقلّ من عودة مجد الإسلام وعزّة الأمة التي ضيّعتها أحقاب الغياب الحضاري وسياسات الأنظمة غير الشرعية التي نصّبها الاستعمار قبل رحيله ومؤامرات غلاة العلمانيّين الذين لا دين لهم سوى النموذج الغربي.
لم يمت حسن البنا حتى بنى فأحسن البناء وأقام صرح جماعة ربانية المرجعية والمنهج تستعصي على الإفناء مهما كاد لها الكائدون ، لأنها تحمل رسالة إيمانية تفهم حقيقة التدافع الاجتماعي والحضاري ، يتحسّن أداؤها بمكابدة الواقع على جميع المستويات وبالآلام التي ما فتئت تصاحب مسيرتها تماشيا مع سنن الله في عباده الصالحين ، وهي اليوم تحمل مشعل الدعوة والتغيير والإصلاح في مشارق الأرض ومغاربها ، تنشئ كعادتها الإنسان الصالح والبيت الصالح والمجتمع الصالح استنادا إلى قوة الايمان والعقيدة وقوّة الأخوّة والوحدة وقوّة الساعد والسلاح في وجه الصهاينة والاستعمار ، وهي اليوم مثل يومها الأول ربانية عالمية ، يرميها من يرميها بالحجر فتهديه أطايب الثمر ، تهتمّ بتزكية النفوس وتطهير القلوب واستقامة السلوك كشروط أساسية لخوض معركة التدافع ، فإذا خاضت غمار العمل السياسي خاضته بأصحاب الأيادي المتوضئة الذين يحرصون على سلامة الوسيلة حرصهم على قدسية الغاية ، لذلك كانت محلّ ثقة الجماهير العربية كلما أتيح لها أن تعبّر عن اختيارها الحرّ ، حدث ذلك في الأردن والمغرب وتونس وفلسطين وليبيا ومصر وغيرها ، ومؤسساتها هي الأقوى حضورا ونشاطا في الأوساط الاسلامية بين الجاليات الاسلامية في وأوروبا وأمريكا وغيرهما ، بفضل اعتمادها الدائم للمنهج الوسطي المعتدل وثباتها على المبادئ وتحرّيها مواطن الاخلاص والعمل الدؤوب وتسلّحها بالصبر واليقين في كلّ الظروف ، مازالت دعوتها غضّة طرية تؤسّس للحضور الفاعل في ميادين السياسة والاقتصاد والتربية والتوجيه والإحياء الحضاري.
إنّ الامام الشهيد حسن البنا رحمه الله ترك جماعة ’’ لا حلّ لها ’’ كما أثبتت الأيام ، لن تزيدها التجارب والمحن سوى رسوخ وثبات على منهجها ، ولن تزيد الجماهير المؤمنة سوى إعجاب بها وإقبال على دعوتها لخدمة دين الله ورعاية مصالح الأمة حتى تتبوّأ منصب الشهود الحضاري ، فهل يظنّ الواهمون حقّا أن المعتقلات والتقتيل ستصيبها بالوهن ؟ وهل يظنّ العلمانيّون اللادينيّون أنّ عداوتهم لها ستجلب لهم أصوات الناخبين أو أن الغرب سيرضى عنهم أكثر كلّما لجّوا في عداوتها وتآمرت عليها وحاربوها بأخسّ الأساليب وأقذرها؟
إن حسن البنا ليس مغامرا كما انّ دعوته أبعد ما تكون عن نهج المغامرين بل هي قدَر الله ، ينصر بها المشروع الاسلامي ويردع أعداء الدين والأمة بالاستثمار القويّ في الدعوة المسالمة المتسامحة الصابرة المحتسبة التي تحسن الفعل لا ردّ الفعل لأنها تملك تصوّرا شاملا متكاملا لاستراتيجية الاصلاح والتغيير وفق سنن الله في الاجتماع البشري .
و حسن البنا لم ينشأ الجماعة لتكون رقما ضعيفا في سلسلة دينية كثيرة العدد قليلة الجدوى وإنما أراد لها أن تكون رمزا لانبعاث الاسلام من جديد لاستعادة مجده على أيدي رجال ونساء ربانيّين يجمعون بين الأصالة والحداثة ، وبين رقّة القلب واتّقاد الذهن ، وبين همّ الدنيا وهمّ الآخرة ، وكذلك هي اليوم وغدا ودائما بإذن الله ، وما تكالبَ عليها المتكالبون إلاّ لهذا السبب بينما يتغاضون عن الدراويش والذين يراوحون مكانهم على هامش الحياة ويتركون الخلق للخالق والملك للمالك كما يقولون ، أمّا العراقيل التي تعترض المسيرة فهي من صميم سنن الحياة ، والذين ينجحون هم الذين يكافحون ويبرعون في تحويل النقم إلى نعم والضربات الموجعة إلى منبّهات ثمينة ، فقد اغتيل الإمام الشهيد فلم تمتْ دعوته بل ازدادت الجماعة قوّة ، وقتل الطواغيت رؤوسا كبيرة قيادية بأعلى هرمها لإنهاكها ومحوها من الوجود فقام عشرات غيرهم في مثل كفاءتهم وأخلاقهم واصلوا السير الحثيث ، ومن البنا إلى بديع يبقى الإخوان بناء شامخا متجدّدا معطاء حتى تقوم دولة الحرية والعدل والحق التي تُسعد الناس بشرع الله تعالى.
كلّما حلّت ذكرى استشهاده في 12 – 2 – 1949 تجاهلتها الحكومات العربية الدكتاتورية ، ولم يُلقِ لها الإعلام الموبوء بأمراض العلمانية المتطرّفة تماما مثل الأوساط ’’ الاسلامية ’’ التي غلبت عليها الدروشة والخرافة والتعصّب الأعمى ، لكنّ ملايين المسلمين المحبّين لدينهم المهمومين بحال أمّتهم لا تفوتهم ذكرى ذلك الشابّ الرباني الذي أسّس جماعة ليست كالجماعات ، أعادت للمسلمين الثقة في دينهم وأنفسهم وسلكت بالدعوة طرقا موصلة إلى القلوب ، كلّها محبة واعتدال ونفَس طويل ، لا تقبل بأقلّ من عودة مجد الإسلام وعزّة الأمة التي ضيّعتها أحقاب الغياب الحضاري وسياسات الأنظمة غير الشرعية التي نصّبها الاستعمار قبل رحيله ومؤامرات غلاة العلمانيّين الذين لا دين لهم سوى النموذج الغربي.
لم يمت حسن البنا حتى بنى فأحسن البناء وأقام صرح جماعة ربانية المرجعية والمنهج تستعصي على الإفناء مهما كاد لها الكائدون ، لأنها تحمل رسالة إيمانية تفهم حقيقة التدافع الاجتماعي والحضاري ، يتحسّن أداؤها بمكابدة الواقع على جميع المستويات وبالآلام التي ما فتئت تصاحب مسيرتها تماشيا مع سنن الله في عباده الصالحين ، وهي اليوم تحمل مشعل الدعوة والتغيير والإصلاح في مشارق الأرض ومغاربها ، تنشئ كعادتها الإنسان الصالح والبيت الصالح والمجتمع الصالح استنادا إلى قوة الايمان والعقيدة وقوّة الأخوّة والوحدة وقوّة الساعد والسلاح في وجه الصهاينة والاستعمار ، وهي اليوم مثل يومها الأول ربانية عالمية ، يرميها من يرميها بالحجر فتهديه أطايب الثمر ، تهتمّ بتزكية النفوس وتطهير القلوب واستقامة السلوك كشروط أساسية لخوض معركة التدافع ، فإذا خاضت غمار العمل السياسي خاضته بأصحاب الأيادي المتوضئة الذين يحرصون على سلامة الوسيلة حرصهم على قدسية الغاية ، لذلك كانت محلّ ثقة الجماهير العربية كلما أتيح لها أن تعبّر عن اختيارها الحرّ ، حدث ذلك في الأردن والمغرب وتونس وفلسطين وليبيا ومصر وغيرها ، ومؤسساتها هي الأقوى حضورا ونشاطا في الأوساط الاسلامية بين الجاليات الاسلامية في وأوروبا وأمريكا وغيرهما ، بفضل اعتمادها الدائم للمنهج الوسطي المعتدل وثباتها على المبادئ وتحرّيها مواطن الاخلاص والعمل الدؤوب وتسلّحها بالصبر واليقين في كلّ الظروف ، مازالت دعوتها غضّة طرية تؤسّس للحضور الفاعل في ميادين السياسة والاقتصاد والتربية والتوجيه والإحياء الحضاري.
إنّ الامام الشهيد حسن البنا رحمه الله ترك جماعة ’’ لا حلّ لها ’’ كما أثبتت الأيام ، لن تزيدها التجارب والمحن سوى رسوخ وثبات على منهجها ، ولن تزيد الجماهير المؤمنة سوى إعجاب بها وإقبال على دعوتها لخدمة دين الله ورعاية مصالح الأمة حتى تتبوّأ منصب الشهود الحضاري ، فهل يظنّ الواهمون حقّا أن المعتقلات والتقتيل ستصيبها بالوهن ؟ وهل يظنّ العلمانيّون اللادينيّون أنّ عداوتهم لها ستجلب لهم أصوات الناخبين أو أن الغرب سيرضى عنهم أكثر كلّما لجّوا في عداوتها وتآمرت عليها وحاربوها بأخسّ الأساليب وأقذرها؟
إن حسن البنا ليس مغامرا كما انّ دعوته أبعد ما تكون عن نهج المغامرين بل هي قدَر الله ، ينصر بها المشروع الاسلامي ويردع أعداء الدين والأمة بالاستثمار القويّ في الدعوة المسالمة المتسامحة الصابرة المحتسبة التي تحسن الفعل لا ردّ الفعل لأنها تملك تصوّرا شاملا متكاملا لاستراتيجية الاصلاح والتغيير وفق سنن الله في الاجتماع البشري .
و حسن البنا لم ينشأ الجماعة لتكون رقما ضعيفا في سلسلة دينية كثيرة العدد قليلة الجدوى وإنما أراد لها أن تكون رمزا لانبعاث الاسلام من جديد لاستعادة مجده على أيدي رجال ونساء ربانيّين يجمعون بين الأصالة والحداثة ، وبين رقّة القلب واتّقاد الذهن ، وبين همّ الدنيا وهمّ الآخرة ، وكذلك هي اليوم وغدا ودائما بإذن الله ، وما تكالبَ عليها المتكالبون إلاّ لهذا السبب بينما يتغاضون عن الدراويش والذين يراوحون مكانهم على هامش الحياة ويتركون الخلق للخالق والملك للمالك كما يقولون ، أمّا العراقيل التي تعترض المسيرة فهي من صميم سنن الحياة ، والذين ينجحون هم الذين يكافحون ويبرعون في تحويل النقم إلى نعم والضربات الموجعة إلى منبّهات ثمينة ، فقد اغتيل الإمام الشهيد فلم تمتْ دعوته بل ازدادت الجماعة قوّة ، وقتل الطواغيت رؤوسا كبيرة قيادية بأعلى هرمها لإنهاكها ومحوها من الوجود فقام عشرات غيرهم في مثل كفاءتهم وأخلاقهم واصلوا السير الحثيث ، ومن البنا إلى بديع يبقى الإخوان بناء شامخا متجدّدا معطاء حتى تقوم دولة الحرية والعدل والحق التي تُسعد الناس بشرع الله تعالى.