فلتكنْ حربا إقليمية أو حتى عالمية، لن نخسر فيها إلا القيود التي تكبّلنا والمخاوف التي تسكننا والأنظمة المتصهينة العميلة التي أنهكت قوانا وجعلتنا نرتكس في التخلف والعجز والهوان...نفرح لِما يصيب العدو ونصفق لمن يضربه مهما اختلفنا معه، وهذا هو قدَرُنا: أمة مغلوبة تتفرج، تحزن، تفرح، تصفق، تبكي...متى نقوم ونفعل ونصيب العدو في العمق؟ حتى المشاعر التي تغمرنا اليوم بعد الهجوم الإيراني سوف تتبدد عند أول مباراة كرة قدم.
نحن أمام سؤال جوهري تتضاءل معه الأسئلة الأخرى: على من سيأتي الدور بعد غزة ولبنان؟ لأنه آت لا محالة كما تدل كل المعطيات...حقا نعيش أياما عصيبة، وحال الأمة لا يحتمل مزيدا من التلاوم وجلد الذات وتعداد مظاهر الضعف والهوان، فكل هذا معروف لدينا جميعا، والتركيز عليه يؤصل روح الانهزامية ويوهم المسلمين أن الأمر قد حسم لصالح العدو، فهذا ليس سوى جزء من الصراع الفكري والحرب النفسية التي يتقنها أعداؤنا، لا ينكر عاقل أننا وصلنا إلى هذا الحد من الهوان لأننا في أوطان أصبحت كل أمجادها في حنجرة مطر ب وخاصرة راقصة وقدم لاعب، أما العلم وعوامل القوة والمنعة فهي آخر الاهتمامات...وأما الاستناد إلى مرجعيتنا الدينية فهو تخلف أو إرهاب...رغم كل هذا نحن مجبرون على البقاء على أقدامنا بشعلة متقدة في قلوبنا لنواصل المعركة ولنحمي أنفسنا، لنبقي قضايانا حية ملتهبة، فهذه حتمية دينية وواقعية، وهذا يقتضي أن نتعامل مع الحقائق كما هي، بعيدا عن التهويل والتهوين، وبعيدا عن لغة الخشب وحسن الظن في غير محله...إن غزة ميزت أهل الحق من أهل الباطل وأعطت كل طرف قيمته الحقيقية، فلا يجوز الانخداع بالوهم الكبير الذي تسوقه الأنظمة المطبعة تحت اسم "الدولة الفلسطينية"، فهذه الدولة المزعومة ليست سوى تسمية جديدة للسلطة الفلسطينية بنفس الصلاحيات، أي حماية الكيان الصهيوني وقمع الشعب الفلسطيني نيابة عن العدو، هذا ما تسعى إليه هذه الأنظمة كتعويض عن خذلانها لغزة ولبنان، تبشر به كأنه مكسب ضخم يدعمه "المجتمع الدولي"، وما هو إلا بيع ثان لقضية فلسطين مقابل بقاء هذه الأنظمة في السلطة تحت رحمة الكيان الصهيوني وأمريكا، لتنشط حينئذ في مطاردة الأحرار تحت غطاء مكافحة الإرهاب، فلا بد أن تبقى ثوابتنا ومنطلقاتنا أننا مع المقاومة، حماس هي القائد، نفرح لفرحها ونحزن لحزنها، يستحيل أن نكون في صف الصهاينة بأي شكل من الأشكال...لسنا أغبياء ولا مغفّلين لكننا نعرف حساسية الظرف ونعمل بفقه الواقع، نكثّر الأصدقاء لا الأعداء، مقياسنا التعامل مع إي طرف يؤيد قضيتنا هو المصالح قبل العقائد كما هو مقرر شرعا، فإيانا أن ننسى غزة...الفرصة سانحة لنساهم في الجهاد ونحن في بيوتنا ، وذلك بالعطاء الكبير والبذل السخي، فقد حيل بيننا وبين الدعم الميداني، وأتيح ذلك للشعب اليمني فدكّ عمق الكيان بشكل غير مسبوق، وها هو شمال فلسطين المحتلة تحت ضربات اللبنانيين الموجعة – وهذا ما عجزت عن فعله الجيوش العربية المدججة بأنواع الأسلحة - فلا أقل من أن نجمع الأموال ونحرك الناس ليستعيد الدعم المالي والإغاثي عنفوانه.
إن خسران معركة لا يعني خسارة الحرب، وان استشهاد قادة لا يعني نهاية القضية، الخطر ليس هنا وإنما في مشهد مرتقب من داخلنا، فبعد هذه الأحداث الكبيرة سيزداد المهرولون نحو التطبيع هرولة، سيزداد المنبطحون انبطاحا، ستزداد الأنظمة غير الشرعية خوفا على عروشها، ستركع للعدو أكثر فأكثر، بل ستتخذه إلهًا لأنه في نظرها لا يُقهر، سيزداد علماء السوء تحريفا للآيات والأحاديث لإضلال أتباعهم...لكن كل هذا سيزيد المؤمنين ثقة بربهم وبأنفسهم: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"...إنه الزمان الذي تنبأ به عبد الوهاب المسيري حين قال: " يأتي زمانٌ يخرجُ فيه قومٌ يـهود؛ وهم في الأصل ليسوا كذلك، إنما مسلمون يلعبون دور اليـهود، يمثِلون إسرائيل خير تمثيل".، فالحذر الحذرمن الزيغ والفتن والأنبياء الكذبة، حتى إنه لينطبق على واقعنا قول الله تعالى "﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾- سورة البقرة 421.
ولتثبيت من زلزلتهم الأحدث نعطي الكلمة للأرقام: في الحرب العالمية الثانية استسلمت لألمانيا دول بجيوشها واقتصدها وترسانتها العسكرية كأنها مجرد أوراق، فاستسلمت الدانمارك في ست ساعات، ولوكسنبوغ في يوم واحد، وهولندا بعد خمسة أيام من غزوها، وفرنسا (وهي قوة كبرى) في غضون ستة وأربعين يوما، وبلجيكا بعد ثمانية عشر يوما، والنرويج بعد اثنين وستين يوما، وبولونيا بعد خمسة وثلاثين يوما...أما غزة فهي تجاهد القوى الغربية كلها منذ عام كامل ولم تستسلم ولن تستسلم بإذن الله تنتصر، ولقد وقد علمتنا غزة العزة أن الحل هو الاستثمار في الإنسان المؤمن القوي المتعلم المتمسك بالحق، الذي يؤثر الجد على اللهو والآخرة على الدنيا.
وفي هذه الأيام التي تغطرس فيها العدو لا بدّ أن نجدد الثقة بالله وبأنفسنا وبالمقاومة، هذه المقاومة التي تتوالى ضرباتها للعدو في العمق في غزة وشمال فلسطين المحتلة وتل أبيب، ولا يخفى أن الكيان الصهيوني يخفي خسائره، ومهما كانت الإكراهات نعلم أن النصر آت بإذن الله.
نحن أمام سؤال جوهري تتضاءل معه الأسئلة الأخرى: على من سيأتي الدور بعد غزة ولبنان؟ لأنه آت لا محالة كما تدل كل المعطيات...حقا نعيش أياما عصيبة، وحال الأمة لا يحتمل مزيدا من التلاوم وجلد الذات وتعداد مظاهر الضعف والهوان، فكل هذا معروف لدينا جميعا، والتركيز عليه يؤصل روح الانهزامية ويوهم المسلمين أن الأمر قد حسم لصالح العدو، فهذا ليس سوى جزء من الصراع الفكري والحرب النفسية التي يتقنها أعداؤنا، لا ينكر عاقل أننا وصلنا إلى هذا الحد من الهوان لأننا في أوطان أصبحت كل أمجادها في حنجرة مطر ب وخاصرة راقصة وقدم لاعب، أما العلم وعوامل القوة والمنعة فهي آخر الاهتمامات...وأما الاستناد إلى مرجعيتنا الدينية فهو تخلف أو إرهاب...رغم كل هذا نحن مجبرون على البقاء على أقدامنا بشعلة متقدة في قلوبنا لنواصل المعركة ولنحمي أنفسنا، لنبقي قضايانا حية ملتهبة، فهذه حتمية دينية وواقعية، وهذا يقتضي أن نتعامل مع الحقائق كما هي، بعيدا عن التهويل والتهوين، وبعيدا عن لغة الخشب وحسن الظن في غير محله...إن غزة ميزت أهل الحق من أهل الباطل وأعطت كل طرف قيمته الحقيقية، فلا يجوز الانخداع بالوهم الكبير الذي تسوقه الأنظمة المطبعة تحت اسم "الدولة الفلسطينية"، فهذه الدولة المزعومة ليست سوى تسمية جديدة للسلطة الفلسطينية بنفس الصلاحيات، أي حماية الكيان الصهيوني وقمع الشعب الفلسطيني نيابة عن العدو، هذا ما تسعى إليه هذه الأنظمة كتعويض عن خذلانها لغزة ولبنان، تبشر به كأنه مكسب ضخم يدعمه "المجتمع الدولي"، وما هو إلا بيع ثان لقضية فلسطين مقابل بقاء هذه الأنظمة في السلطة تحت رحمة الكيان الصهيوني وأمريكا، لتنشط حينئذ في مطاردة الأحرار تحت غطاء مكافحة الإرهاب، فلا بد أن تبقى ثوابتنا ومنطلقاتنا أننا مع المقاومة، حماس هي القائد، نفرح لفرحها ونحزن لحزنها، يستحيل أن نكون في صف الصهاينة بأي شكل من الأشكال...لسنا أغبياء ولا مغفّلين لكننا نعرف حساسية الظرف ونعمل بفقه الواقع، نكثّر الأصدقاء لا الأعداء، مقياسنا التعامل مع إي طرف يؤيد قضيتنا هو المصالح قبل العقائد كما هو مقرر شرعا، فإيانا أن ننسى غزة...الفرصة سانحة لنساهم في الجهاد ونحن في بيوتنا ، وذلك بالعطاء الكبير والبذل السخي، فقد حيل بيننا وبين الدعم الميداني، وأتيح ذلك للشعب اليمني فدكّ عمق الكيان بشكل غير مسبوق، وها هو شمال فلسطين المحتلة تحت ضربات اللبنانيين الموجعة – وهذا ما عجزت عن فعله الجيوش العربية المدججة بأنواع الأسلحة - فلا أقل من أن نجمع الأموال ونحرك الناس ليستعيد الدعم المالي والإغاثي عنفوانه.
إن خسران معركة لا يعني خسارة الحرب، وان استشهاد قادة لا يعني نهاية القضية، الخطر ليس هنا وإنما في مشهد مرتقب من داخلنا، فبعد هذه الأحداث الكبيرة سيزداد المهرولون نحو التطبيع هرولة، سيزداد المنبطحون انبطاحا، ستزداد الأنظمة غير الشرعية خوفا على عروشها، ستركع للعدو أكثر فأكثر، بل ستتخذه إلهًا لأنه في نظرها لا يُقهر، سيزداد علماء السوء تحريفا للآيات والأحاديث لإضلال أتباعهم...لكن كل هذا سيزيد المؤمنين ثقة بربهم وبأنفسهم: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"...إنه الزمان الذي تنبأ به عبد الوهاب المسيري حين قال: " يأتي زمانٌ يخرجُ فيه قومٌ يـهود؛ وهم في الأصل ليسوا كذلك، إنما مسلمون يلعبون دور اليـهود، يمثِلون إسرائيل خير تمثيل".، فالحذر الحذرمن الزيغ والفتن والأنبياء الكذبة، حتى إنه لينطبق على واقعنا قول الله تعالى "﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾- سورة البقرة 421.
ولتثبيت من زلزلتهم الأحدث نعطي الكلمة للأرقام: في الحرب العالمية الثانية استسلمت لألمانيا دول بجيوشها واقتصدها وترسانتها العسكرية كأنها مجرد أوراق، فاستسلمت الدانمارك في ست ساعات، ولوكسنبوغ في يوم واحد، وهولندا بعد خمسة أيام من غزوها، وفرنسا (وهي قوة كبرى) في غضون ستة وأربعين يوما، وبلجيكا بعد ثمانية عشر يوما، والنرويج بعد اثنين وستين يوما، وبولونيا بعد خمسة وثلاثين يوما...أما غزة فهي تجاهد القوى الغربية كلها منذ عام كامل ولم تستسلم ولن تستسلم بإذن الله تنتصر، ولقد وقد علمتنا غزة العزة أن الحل هو الاستثمار في الإنسان المؤمن القوي المتعلم المتمسك بالحق، الذي يؤثر الجد على اللهو والآخرة على الدنيا.
وفي هذه الأيام التي تغطرس فيها العدو لا بدّ أن نجدد الثقة بالله وبأنفسنا وبالمقاومة، هذه المقاومة التي تتوالى ضرباتها للعدو في العمق في غزة وشمال فلسطين المحتلة وتل أبيب، ولا يخفى أن الكيان الصهيوني يخفي خسائره، ومهما كانت الإكراهات نعلم أن النصر آت بإذن الله.