-مها المحمدي-خاص بالوفاق
من الظواهر التي تبعث الأسى في مجتمعنا الإسلامي نشاط المتخيل الجمعي المذهبي في تشكيل صور نمطية تحمل عناصر الضدية للآخر فتفرض ذاتها على الذاكرة الجمعية بثقل الشغف لاتهتم فيها إن كانت صائبة أو خاطئة فتحل الصورة محل الواقع وتندرج ضمن سياق الصراع على المواقع والمصالح والرموز، وهو صراع يحركه رجال يدعون الدين وينفذه جنود وإعلام دعائي تهويلي مكرور ، أو يحركه ويحرسه بهلوان الساسة من أجل تلك المصالح فتتمدد رموز وشخصيات من الماضي البعيد أو الحاضر المرهون للماضي بالصور المضادة للحقيقة على الاختلافات والمتناقضات تؤكد مشاعر النفور والاستبعاد ومن ثم اللجوء للعنف !
والتمذهب ظاهرة في كل الأديان سماوية أو غير سماوية ، ولكنه عادة يبدأ متأخراً وبعيداً عن مرحلة التأسيس حيث تكون البنية الاعتقادية موحدة وبسيطة بعيدة عن الانقسامات والاختلافات الفرعية ، حتى إذا ما أثبت الدين المُوحد وجوده واتخذ كيانه في تماس جغرافي واجتماعي مع الأديان الأخرى ظهرت هذه الانقسامات داخل الدين الواحد والجماعة التي طالما حافظت على وحدتها الوجدانية والتشريعية ، وتختلف وجوه التمذهب قتامة بين الحين والآخر حسب ما يُغذيها من ظروف وخاصة السياسية ، ويحاول كل منها أن يثبت أنه تمثيل لحقيقة الدين القويم ضمن البنية الاعتقادية الموحدة والجامعة وهنا تظهر العلاقة الجدلية بين فهم الأتباع ونصوص الدين إذ أن مستوى الإدراك الجمعي للأتباع والظروف الاجتماعية والسياسية تُلقي بظلالها في تلقي النص الشرعي بل إنها تُلقي بنصوص مُدعَاة على أنها شرعية صحيحة لضمان الغلبة على المذاهب الأخرى والحفاظ على الوجود ! فتنشط المخيلة ويتحرك الوهم بعيداً عن النظر العقلي الهادئ والموضوعي ، والأسوأ هو غلو بعض المعتدل منها تأثراً بغيرها فتتوحش وتخطو في الكفر والانحلال خطوات بعيدة بل وتنقسم على نفسها في انشطار نووي مدوي يهلك من النفوس والقيم ويحدث من التجزئة ما تضعف عنه القنابل الفتاكة ! فتمالئ العدو للدين بل وتدخله البلاد وتقف في وجه كل محاولة للتوحد والانطلاق وكأنها قد امتلكت مطلق الزمان ومطلق المكان منطلقة من أحقيتها في التمايز داخل البنية العقدية الجامعة وقدرتها المطلقة لحراسة الدين القويم الأول
كارثة العصور الإسلامية منذ أن أفرزت أحداث التاريخ ظاهرة التمذهب كظاهرة تاريخية تمتد الآن وتتمدد لتقتل وتدمر في أجزاء صميمة من العالم الإسلامي في العراق واليمن والشام .
يُنعش السرد التاريخي المذهبية والتمذهب بنتاجه الخطر ذاكرة البعض ويلهب حماسه إما إلى مكافحته وإلجائه إلى أنفاقه التي خرج منها وهؤلاء هم عقلاء الأمة مهما كانت انتماءاتهم العقدية أو يحدث العكس حيث يجنح الخيال بالبعض فيصور له أن انتصار مذهبه هو الواجب والممكن فتتلاشى عناصر الإيجابية الفاعلة ، إنها تعرف كيف تمارس ضديتها ومنافستها فَتُسقط الجانب المظلم على غيرها ولكنها لا تعرف كيف تصوغ عقلية أتباعها لخدمة الصالح العام للأمة في تعبئة عامة عميقة .
إشكالية هذه الأمة أنها لا تستفيد من تاريخها وما هو منها ببعيد! فلاشيء يعلو على شواهد التاريخ .
من الظواهر التي تبعث الأسى في مجتمعنا الإسلامي نشاط المتخيل الجمعي المذهبي في تشكيل صور نمطية تحمل عناصر الضدية للآخر فتفرض ذاتها على الذاكرة الجمعية بثقل الشغف لاتهتم فيها إن كانت صائبة أو خاطئة فتحل الصورة محل الواقع وتندرج ضمن سياق الصراع على المواقع والمصالح والرموز، وهو صراع يحركه رجال يدعون الدين وينفذه جنود وإعلام دعائي تهويلي مكرور ، أو يحركه ويحرسه بهلوان الساسة من أجل تلك المصالح فتتمدد رموز وشخصيات من الماضي البعيد أو الحاضر المرهون للماضي بالصور المضادة للحقيقة على الاختلافات والمتناقضات تؤكد مشاعر النفور والاستبعاد ومن ثم اللجوء للعنف !
والتمذهب ظاهرة في كل الأديان سماوية أو غير سماوية ، ولكنه عادة يبدأ متأخراً وبعيداً عن مرحلة التأسيس حيث تكون البنية الاعتقادية موحدة وبسيطة بعيدة عن الانقسامات والاختلافات الفرعية ، حتى إذا ما أثبت الدين المُوحد وجوده واتخذ كيانه في تماس جغرافي واجتماعي مع الأديان الأخرى ظهرت هذه الانقسامات داخل الدين الواحد والجماعة التي طالما حافظت على وحدتها الوجدانية والتشريعية ، وتختلف وجوه التمذهب قتامة بين الحين والآخر حسب ما يُغذيها من ظروف وخاصة السياسية ، ويحاول كل منها أن يثبت أنه تمثيل لحقيقة الدين القويم ضمن البنية الاعتقادية الموحدة والجامعة وهنا تظهر العلاقة الجدلية بين فهم الأتباع ونصوص الدين إذ أن مستوى الإدراك الجمعي للأتباع والظروف الاجتماعية والسياسية تُلقي بظلالها في تلقي النص الشرعي بل إنها تُلقي بنصوص مُدعَاة على أنها شرعية صحيحة لضمان الغلبة على المذاهب الأخرى والحفاظ على الوجود ! فتنشط المخيلة ويتحرك الوهم بعيداً عن النظر العقلي الهادئ والموضوعي ، والأسوأ هو غلو بعض المعتدل منها تأثراً بغيرها فتتوحش وتخطو في الكفر والانحلال خطوات بعيدة بل وتنقسم على نفسها في انشطار نووي مدوي يهلك من النفوس والقيم ويحدث من التجزئة ما تضعف عنه القنابل الفتاكة ! فتمالئ العدو للدين بل وتدخله البلاد وتقف في وجه كل محاولة للتوحد والانطلاق وكأنها قد امتلكت مطلق الزمان ومطلق المكان منطلقة من أحقيتها في التمايز داخل البنية العقدية الجامعة وقدرتها المطلقة لحراسة الدين القويم الأول
كارثة العصور الإسلامية منذ أن أفرزت أحداث التاريخ ظاهرة التمذهب كظاهرة تاريخية تمتد الآن وتتمدد لتقتل وتدمر في أجزاء صميمة من العالم الإسلامي في العراق واليمن والشام .
يُنعش السرد التاريخي المذهبية والتمذهب بنتاجه الخطر ذاكرة البعض ويلهب حماسه إما إلى مكافحته وإلجائه إلى أنفاقه التي خرج منها وهؤلاء هم عقلاء الأمة مهما كانت انتماءاتهم العقدية أو يحدث العكس حيث يجنح الخيال بالبعض فيصور له أن انتصار مذهبه هو الواجب والممكن فتتلاشى عناصر الإيجابية الفاعلة ، إنها تعرف كيف تمارس ضديتها ومنافستها فَتُسقط الجانب المظلم على غيرها ولكنها لا تعرف كيف تصوغ عقلية أتباعها لخدمة الصالح العام للأمة في تعبئة عامة عميقة .
إشكالية هذه الأمة أنها لا تستفيد من تاريخها وما هو منها ببعيد! فلاشيء يعلو على شواهد التاريخ .