محمود سلطان
أمضيْت أيامًا في العاصمة التركيّة ’’اسطنبول’’.. استمعت خلالها من كبار المثقفين الأتراك، عن دور رجال الأعمال الإسلاميّين في النهوض بالمجتمع التركي، وإعداد جيل من الشباب والكوادر والنخب، التي باتت تتبوّأ مواقع صوغ الرأي العام وصناعة القرارات السياسيّة في البلاد.. من خلال الاستثمار في ’’الإعلام’’ وفي ’’التربية’’. رجل أعمال واحد وهو من محبّي فتح الله كولن، الذي يعتبر الأب الروحي للنّقلة التاريخيّة الكبيرة في التصوّف التركي وتحوّله من الصوفيّة التقليديّة ’’صوفيّة الزاوايا’’، إلى ’’الصوفيّة المجتمعيّة’’.. استطاع أن يبني العشرات من المدارس الخاصّة والحديثة، على أرقى وأحدث أساليب التعليم في العالم، وعلى نحو شجّع العائلات التركيّة على التخلّي عن تحفّظها حيال تلك المدارس التي كانت تراها ’’ضدّ’’ التعليم الديني وزاوايا وكتاتيب الفرق الصوفيّة.. لتلحق بها أبناءها.. بعضها ـ مثل مدرسة الـ (9) فلل أو قصور ـ الموجودة في منطقة ’’تل العرائس’’ بالقسم الآسيوي من اسطنبول، تُعدّ الآن واحدة من أفضل المدارس على مستوى تركيا، والتي باتت حلمًا يتوق إليه كل أب يرغب في أن يجعل من أبنائه قيمة حضاريّة مضافة لمشروع النهضة التركيّة الجديد. المدارس رأيتها بنفسي، وهي تحفة جماليّة خلاّقة، واطّلعت على نظام التعليم فيها، وهي بالمناسبة، كانت عبارة عن (9) قصور، بناها رجل أعمال تركي له ولبناته وأولاده، غير أنه أهداها لإحدى المدارس التي أغلقت ولم تجد مقرًا لها لفقرها الشديد.. ولم يحصل منها على مليم واحد!! ثمنها اليوم نحو (150) مليون دولار أمريكي.. أهداها الرجل للأتراك احتسابًا لله تعالى بناءً على نصيحة من فتح الله كولن.. وعندما سألت عن ’’مصاريف’’ الدراسة بها، قالوا إنها (12) ألف دولار سنويًا للطالب الواحد. وعلمت بعد ذلك أن رجل الأعمال التركي، الذي ساهم بأمواله في نهضة الجانب التربوي في تركيا.. هاجر إلى جنوب إفريقية، ليقيم فيها أيضًا المدارس الكبيرة والحديثة، وهو الآن بصدد إنشاء مدرسة تركية في تلك المنطقة الإفريقية على مساحة (130) ألف متر. لتركيا ـ اليوم ـ مدارس وجامعات عملاقة، في أكثر من (160) دولة.. واللافت أن مؤسسة علميّة واحدة في تركيا، لها (20) مدرسة في رومانيا لتعليم أولاد النخبة غير التركيّة، و(15) مدرسة في نيجيريا، و(4) في اثيوبيا، (10) في جنوب إفريقية، و(22) مدرسة في العراق.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر.. ولتركيا اليوم، مدارس راقية في مصر، وتقدم تعليمًا حديثًا على أكثرالمناهج العلميّة تطوّرًا. واليوم.. يتّجه رجال الأعمال الأتراك لتعمير مصر.. وليساهموا في بناء مليون وحدة سكنيّة للمصريّين .. إنها تركيا الناهضة والتي بدأت تعود كأمة كبيرة.. ليس بالتوسّع العدواني، ولكن بالعطاء الحضاري والإنساني العابر للحدود عبر أجنحة إسلاميّة لا تخطئها عيون المراقبين. ** هذه المقالة كتبتها يوم 22/10/2011 [email protected]
أمضيْت أيامًا في العاصمة التركيّة ’’اسطنبول’’.. استمعت خلالها من كبار المثقفين الأتراك، عن دور رجال الأعمال الإسلاميّين في النهوض بالمجتمع التركي، وإعداد جيل من الشباب والكوادر والنخب، التي باتت تتبوّأ مواقع صوغ الرأي العام وصناعة القرارات السياسيّة في البلاد.. من خلال الاستثمار في ’’الإعلام’’ وفي ’’التربية’’. رجل أعمال واحد وهو من محبّي فتح الله كولن، الذي يعتبر الأب الروحي للنّقلة التاريخيّة الكبيرة في التصوّف التركي وتحوّله من الصوفيّة التقليديّة ’’صوفيّة الزاوايا’’، إلى ’’الصوفيّة المجتمعيّة’’.. استطاع أن يبني العشرات من المدارس الخاصّة والحديثة، على أرقى وأحدث أساليب التعليم في العالم، وعلى نحو شجّع العائلات التركيّة على التخلّي عن تحفّظها حيال تلك المدارس التي كانت تراها ’’ضدّ’’ التعليم الديني وزاوايا وكتاتيب الفرق الصوفيّة.. لتلحق بها أبناءها.. بعضها ـ مثل مدرسة الـ (9) فلل أو قصور ـ الموجودة في منطقة ’’تل العرائس’’ بالقسم الآسيوي من اسطنبول، تُعدّ الآن واحدة من أفضل المدارس على مستوى تركيا، والتي باتت حلمًا يتوق إليه كل أب يرغب في أن يجعل من أبنائه قيمة حضاريّة مضافة لمشروع النهضة التركيّة الجديد. المدارس رأيتها بنفسي، وهي تحفة جماليّة خلاّقة، واطّلعت على نظام التعليم فيها، وهي بالمناسبة، كانت عبارة عن (9) قصور، بناها رجل أعمال تركي له ولبناته وأولاده، غير أنه أهداها لإحدى المدارس التي أغلقت ولم تجد مقرًا لها لفقرها الشديد.. ولم يحصل منها على مليم واحد!! ثمنها اليوم نحو (150) مليون دولار أمريكي.. أهداها الرجل للأتراك احتسابًا لله تعالى بناءً على نصيحة من فتح الله كولن.. وعندما سألت عن ’’مصاريف’’ الدراسة بها، قالوا إنها (12) ألف دولار سنويًا للطالب الواحد. وعلمت بعد ذلك أن رجل الأعمال التركي، الذي ساهم بأمواله في نهضة الجانب التربوي في تركيا.. هاجر إلى جنوب إفريقية، ليقيم فيها أيضًا المدارس الكبيرة والحديثة، وهو الآن بصدد إنشاء مدرسة تركية في تلك المنطقة الإفريقية على مساحة (130) ألف متر. لتركيا ـ اليوم ـ مدارس وجامعات عملاقة، في أكثر من (160) دولة.. واللافت أن مؤسسة علميّة واحدة في تركيا، لها (20) مدرسة في رومانيا لتعليم أولاد النخبة غير التركيّة، و(15) مدرسة في نيجيريا، و(4) في اثيوبيا، (10) في جنوب إفريقية، و(22) مدرسة في العراق.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر.. ولتركيا اليوم، مدارس راقية في مصر، وتقدم تعليمًا حديثًا على أكثرالمناهج العلميّة تطوّرًا. واليوم.. يتّجه رجال الأعمال الأتراك لتعمير مصر.. وليساهموا في بناء مليون وحدة سكنيّة للمصريّين .. إنها تركيا الناهضة والتي بدأت تعود كأمة كبيرة.. ليس بالتوسّع العدواني، ولكن بالعطاء الحضاري والإنساني العابر للحدود عبر أجنحة إسلاميّة لا تخطئها عيون المراقبين. ** هذه المقالة كتبتها يوم 22/10/2011 [email protected]