محمود سلطان
قيادات ما يسمى بالتيار المدني حاولت يوم أمس أن تنأى بنفسها بعيدًا عن عمليات التخريب التي كانت متوقعة يوم أمس.. وأصدروا بيانات تكاد يكون مصدرها واحد، مفادها أنهم لا يوفرون الغطاء السياسي للعنف المحتمل!!
محاولات ’’غسل اليد’’ من المخازي التي حدثت، لم تعفِ تلك القيادات من مسؤولياتها إزاء ما حدث.. فالغطاء السياسي كان موجودًا منذ أسابيع بالتزامن مع الغطاء الإعلامي، بلغت حد شطر البلد إلى فسطاطين ’’الفرقة الناجية’’ وهي القوى المدنية و’’الفئة الباغية’’ وهو التيار الإسلامي.. في قسمة جعلت من ’’شرعية الدم’’ وقتال ’’الفئة الباغية’’ واجبًا دينيًا كما جاء على لسان محمود سعد على فضائية النهار.
لعل البعض لا يشعر بالتحول المدهش للقوى المدنية في استحضار خطاب ومصطلحات ’’الفتنة الكبرى’’ في التاريخ الإسلامي، لمواجهة ’’الشرعية المنتخبة’’، بلغت حد اتهام منى الشاذلي الرئيس مرسي بأنه ’’مخادع’’ مثل معاوية و’’ماكر’’ مثل عمرو بن العاص!
ومن المشاهد المسكوت عنها أن قيادات من جبهة الإنقاذ، بعد مليونية ’’الشرعية والشريعة’’ أمام جامعة القاهرة، في 1/12/ 2012 دخلت في جولات مزايدة على الشريعة.. حتى أن د. محمد البرادعي طالب المصريين برفض الدستور ’’انتصارًا للشريعة’’! .. فيما ظهرت لميس الحديدي في صورة الداعية السلفي ’’المتشدد’’ الذي يناضل من أجل حكم الشريعة.. وطالب آخرون منهم بتطبيق ’’حد الحرابة’’ على الإسلاميين الذين روعوا الإعلاميين ’’الأبرياء’’ و’’المسالمين’’ في مدينة الإنتاج الإعلامي!! وقالت ممثلات وفنانات دخلن في تلاسن إعلامي مع بعض الدعاة ـ أنهن أكثر التزامًا بأحكام الشريعة من الإسلاميين!!
المسألة هنا لا تتعلق بالمزايدة.. بقدر ما تتعلق بالتحول من ’’التكفير السياسي’’ الذي لا يعتبر الإسلاميين جزءًا من الطيف الوطني المصري.. واعتبارهم ’’خوارج’’ لا وطنية لهم.. إلى ’’التكفير الديني’’ الذي لجأت إليه القوى المدنية في واحدة من أكثر المشاهد غرابة في تاريخ صراع الأيديولوجيات في مصر.
ويبدو لي أن التيار المدني الذي خسر ’’معركة السياسة’’ مع الإسلاميين يحاول أن يستعيض خسارته، بمزاحمة التيار الإسلامي على ’’شرعيته’’ التي يستقيها من الإسلام ’’دينًا وحضارة’’.. ما يجعل الصراع على السلطة بين الطرفين يترجم إلى صراع على ’’الإسلام’’ ذاته وعلى من يتحدث باسمه.
وربما نشاهد ـ في شهر رمضان القادم ـ على الفضائيات قيادات محسوبة على التيار المدني وهم يلقون ’’دروسًا دينية’’ على الشعب المصري.. وقد يتظاهرون في الشوارع والميادين مرددين: الله غايتنا، الرسول قدوتنا، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أغلى أمانينا!!
[email protected]
قيادات ما يسمى بالتيار المدني حاولت يوم أمس أن تنأى بنفسها بعيدًا عن عمليات التخريب التي كانت متوقعة يوم أمس.. وأصدروا بيانات تكاد يكون مصدرها واحد، مفادها أنهم لا يوفرون الغطاء السياسي للعنف المحتمل!!
محاولات ’’غسل اليد’’ من المخازي التي حدثت، لم تعفِ تلك القيادات من مسؤولياتها إزاء ما حدث.. فالغطاء السياسي كان موجودًا منذ أسابيع بالتزامن مع الغطاء الإعلامي، بلغت حد شطر البلد إلى فسطاطين ’’الفرقة الناجية’’ وهي القوى المدنية و’’الفئة الباغية’’ وهو التيار الإسلامي.. في قسمة جعلت من ’’شرعية الدم’’ وقتال ’’الفئة الباغية’’ واجبًا دينيًا كما جاء على لسان محمود سعد على فضائية النهار.
لعل البعض لا يشعر بالتحول المدهش للقوى المدنية في استحضار خطاب ومصطلحات ’’الفتنة الكبرى’’ في التاريخ الإسلامي، لمواجهة ’’الشرعية المنتخبة’’، بلغت حد اتهام منى الشاذلي الرئيس مرسي بأنه ’’مخادع’’ مثل معاوية و’’ماكر’’ مثل عمرو بن العاص!
ومن المشاهد المسكوت عنها أن قيادات من جبهة الإنقاذ، بعد مليونية ’’الشرعية والشريعة’’ أمام جامعة القاهرة، في 1/12/ 2012 دخلت في جولات مزايدة على الشريعة.. حتى أن د. محمد البرادعي طالب المصريين برفض الدستور ’’انتصارًا للشريعة’’! .. فيما ظهرت لميس الحديدي في صورة الداعية السلفي ’’المتشدد’’ الذي يناضل من أجل حكم الشريعة.. وطالب آخرون منهم بتطبيق ’’حد الحرابة’’ على الإسلاميين الذين روعوا الإعلاميين ’’الأبرياء’’ و’’المسالمين’’ في مدينة الإنتاج الإعلامي!! وقالت ممثلات وفنانات دخلن في تلاسن إعلامي مع بعض الدعاة ـ أنهن أكثر التزامًا بأحكام الشريعة من الإسلاميين!!
المسألة هنا لا تتعلق بالمزايدة.. بقدر ما تتعلق بالتحول من ’’التكفير السياسي’’ الذي لا يعتبر الإسلاميين جزءًا من الطيف الوطني المصري.. واعتبارهم ’’خوارج’’ لا وطنية لهم.. إلى ’’التكفير الديني’’ الذي لجأت إليه القوى المدنية في واحدة من أكثر المشاهد غرابة في تاريخ صراع الأيديولوجيات في مصر.
ويبدو لي أن التيار المدني الذي خسر ’’معركة السياسة’’ مع الإسلاميين يحاول أن يستعيض خسارته، بمزاحمة التيار الإسلامي على ’’شرعيته’’ التي يستقيها من الإسلام ’’دينًا وحضارة’’.. ما يجعل الصراع على السلطة بين الطرفين يترجم إلى صراع على ’’الإسلام’’ ذاته وعلى من يتحدث باسمه.
وربما نشاهد ـ في شهر رمضان القادم ـ على الفضائيات قيادات محسوبة على التيار المدني وهم يلقون ’’دروسًا دينية’’ على الشعب المصري.. وقد يتظاهرون في الشوارع والميادين مرددين: الله غايتنا، الرسول قدوتنا، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أغلى أمانينا!!
[email protected]