مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
مرسي والمَيْدان..هما الحل
محمود سلطان
يستفِد المِصريون ولا قوى الثورة ولا التيارات السياسية المشكِّلة له ـ أغلبية وأقلية ـ من البرلمان الحالي الذي قررت المحكمة الدستورية حله يوم أمس الأول 14/6/2012.. إذ لم يستطع تشكيل حكومة، ولا إقالة وزير في وزارة الجنزوري.. والأغرب أو ما يعتبر من غرائب الدنيا كلها، أن القوى التي تهيمن على نحو 70% من مقاعده، لا يوجد لها وزير واحد في الحكومة التي شكَّلها ’’العسكري’’!!
كان المَيْدان ـ وليس البرلمان ـ هو صاحب ’’الكلمة العليا’’ في كل التغيُّرات الكبيرة التي حدثت في مصر: فهو الذي أطاح بمبارك وعمر سليمان وشفيق.. وهو الذي جاء بحكومة عصام شرف، وهو الذي أقالها، وهو الذي جاء بمبارك من منتجَعه الأسطوري في شرم الشيخ إلى السجن في طرة.. وهو الذي أودع سرور وعزمي والشريف وعز والعادلي وحسن عبد الرحمن وأبناء مبارك السجن، وأحالهم إلى المحكمة.. وهو الذي قضى على مبارك بالسجن المؤبد.. وهو الذي أسقط وثيقة السلمي، وهو الذي حمل ’’العسكري’’ على تحديد مواعيد انتخابات الشعب والشورى.. والقائمة طويلة ، ويصعب حصرها.
الميدان هو الأهم الآن وليس البرلمان.. فثمة طريق طويل وشاق، لن نقطعه إلى أن نبلغ نهايته، إلا من خلال أداة ضغط الثورة وأيقونتها الجميلة التي استقرت في الضمير المصري، كأجمل نموذج حضاري وإنساني أعاد للمِصريين اعتبارَهم كأمة عظيمة ، لم تفقد بعدُ مَلَكات الإبداع السياسي والحضاري.. وهو ’’وهج’’ الميادين التي زلزلت عرش الطاغية ، وطردته من قصور الرئاسة، وعاملتْه برُقي ومروءة القادر والمنتصر: فحاكمتْه أمام القضاء الطبيعي رغم أنه حاكَمَ عشرات الآلاف من المصريين أمام القضاء العسكري.
البرلمان ـ قبل الحل ـ كان أكبر ’’مقلب’’ للثورة.. أفسدها، وشقَّ صفوف الثوار، وقطع ما بينهم من وشائج ورحِم.. واستُخدِم لإجهاض ’’الميدان’’ وللتغطية على جرائم رجال مبارك الذين اختطفوها من آبائها الحقيقيين.
حل البرلمان.. كان من قَبيل ـ كما يقول السلف ـ من توفيق الله في الخذلان ! ؛ إذ لم يعد للإسلاميين ولا للثوار ولا للقوى الوطنية في المجمل الآن.. لا برلمان ولا حكومة ولا أي وجود سياسي رسمي.. لم يعد أمامهم إلا ’’الرئاسة’’.. وهي معركتهم الكبيرة والأخيرة.. ولم يعد ثمة وقت للدلع و’’الدلال’’ و’’المَيَاصة’’.. والثرثرة حول الاختيار بين ’’المُر والأمَرّ منه’’.. فهو كلام فارغ وتبلُّد سياسي غير مدرِك لخطورة اللحظة الفارقة والمِفصلية في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
حل البرلمان أفرز حالة تعاطُف كبيرة مع مرشح الحرية والعدالة.. وأفضى إلى اصطفاف شعبي واسع خلفه ؛ باعتباره مرشح الثورة والخيار الوحيد لقطع الطريق على فلول مبارك ووكيله الحصري في سباق الرئاسة.
يومان فقط.. ونعلن انتصار الثورة بفوز مرسي.. وهزيمة الفلول وطي صفحة المبارك إلى الأبد.
[email protected]
*المصريون
أضافة تعليق