أحمد عبد الملك المقرمي
عبر العصور لا يزن الطغاة الأمور إلا بموازينهم المتعالية والمتعجرفة ، في معركة بدر بين المسلمين ومشركي قريش رفض أبو جهل أي صوت للعقل الداعي لتحاشي الدخول في مصادمة مع المسلمين حتى ذلك الصوت الذي جاء من قواعده وصفوفه .
جاءته رسالة من أبي سفيان الذي فر بالقافلة يخبره أنه قد نجا بها من الوقوع بأيدي المسلمين ويدعوه برسالة إلى العودة إلى مكة حذراً من أن تكون نتائج المعركة لصالح المسلمين فينعكس ذلك سلباً على سمعة قريش ومكانتها بين العرب مما يؤثر على مستقبل حياته بشكل دائم ، لكن غرور الطغيان ممثلاً بأبي جهل ومن كان على شاكلته رفض هذه الدعوة من أبي سفيان بترك القتال .
وتحرك قائد آخر من قيادات قريش عتبة بن أبي ربيعة متوجس هو الآخر من نتائج المعركة التي قد تحمل مفاجأة غير سارة لهم وتصب في صالح المسلمين، ودعا إلى العودة إلى مكة بدون الدخول مع محمد صلى الله عليه وسلم في قتال. فرفض أبو جهل بصلف وغرور هذا الطلب أيضاً مسفّهاً رأي من يتبنى هذا القول، بل راح يبرر طغيانه بأنه لابد أن يصل بدراً فيقيم فيها ثلاثة أيام يطعم ويشرب ويمرح ويلهو حتى تسمع بهم العرب قاطبة فتظل تهابهم أبد الدهر.
وكانت معركة بدر وانتصر الحق والخير والنور، وانهزم الباطل والشر والجهل، وكانت بدر فاتحة كل الفتوحات التي تدفقت تباعاً بعدها.
وفيما عادت قريش تجر أذيال الهزيمة راح مناصروها ويؤيدوها في المدينة المنورة من جبهة اليهود والمنافقين يظهرون سخطهم (غر هؤلاء دينهم)، إلى ما راح يردده اليهود بحقد (يا محمد لا يغرنك أنك لاقيت قوماً لا علم لهم بالحرب، أما أنك لو نازلتنا لعلمت أنا نحن الناس).
إن كل انتصار يؤدي بالطغاة يبعث زعانفهم وأذيالهم الذين ينتشرون في الأوساط كالطاعون يبثون الشكوك والتشكيك ويثيرون الفتن والخصومات ويحاولون شق الصفوف، لكن هذه المحاولات سرعان ما تتبدد وتتلاشى إذا ما واجهت صفاً متراصاً وإرادة قوية صلبة.
ما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه المبلبلين اليوم الذين ينفثون إشاعاتهم وأمراضهم هنا وهناك ، دون أن يتعظوا بما آل إليه أمر سابقيهم عبر العصور والتاريخ وهم كأسيادهم الطغاة الذين لم يعتبروا أيضاً بمصائر الطغاة السابقين. ذلك أن لله نقمة لابد أن ينزلها في الطغاة وفي أذنابهم كذلك.
*الصحوة نت
عبر العصور لا يزن الطغاة الأمور إلا بموازينهم المتعالية والمتعجرفة ، في معركة بدر بين المسلمين ومشركي قريش رفض أبو جهل أي صوت للعقل الداعي لتحاشي الدخول في مصادمة مع المسلمين حتى ذلك الصوت الذي جاء من قواعده وصفوفه .
جاءته رسالة من أبي سفيان الذي فر بالقافلة يخبره أنه قد نجا بها من الوقوع بأيدي المسلمين ويدعوه برسالة إلى العودة إلى مكة حذراً من أن تكون نتائج المعركة لصالح المسلمين فينعكس ذلك سلباً على سمعة قريش ومكانتها بين العرب مما يؤثر على مستقبل حياته بشكل دائم ، لكن غرور الطغيان ممثلاً بأبي جهل ومن كان على شاكلته رفض هذه الدعوة من أبي سفيان بترك القتال .
وتحرك قائد آخر من قيادات قريش عتبة بن أبي ربيعة متوجس هو الآخر من نتائج المعركة التي قد تحمل مفاجأة غير سارة لهم وتصب في صالح المسلمين، ودعا إلى العودة إلى مكة بدون الدخول مع محمد صلى الله عليه وسلم في قتال. فرفض أبو جهل بصلف وغرور هذا الطلب أيضاً مسفّهاً رأي من يتبنى هذا القول، بل راح يبرر طغيانه بأنه لابد أن يصل بدراً فيقيم فيها ثلاثة أيام يطعم ويشرب ويمرح ويلهو حتى تسمع بهم العرب قاطبة فتظل تهابهم أبد الدهر.
وكانت معركة بدر وانتصر الحق والخير والنور، وانهزم الباطل والشر والجهل، وكانت بدر فاتحة كل الفتوحات التي تدفقت تباعاً بعدها.
وفيما عادت قريش تجر أذيال الهزيمة راح مناصروها ويؤيدوها في المدينة المنورة من جبهة اليهود والمنافقين يظهرون سخطهم (غر هؤلاء دينهم)، إلى ما راح يردده اليهود بحقد (يا محمد لا يغرنك أنك لاقيت قوماً لا علم لهم بالحرب، أما أنك لو نازلتنا لعلمت أنا نحن الناس).
إن كل انتصار يؤدي بالطغاة يبعث زعانفهم وأذيالهم الذين ينتشرون في الأوساط كالطاعون يبثون الشكوك والتشكيك ويثيرون الفتن والخصومات ويحاولون شق الصفوف، لكن هذه المحاولات سرعان ما تتبدد وتتلاشى إذا ما واجهت صفاً متراصاً وإرادة قوية صلبة.
ما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه المبلبلين اليوم الذين ينفثون إشاعاتهم وأمراضهم هنا وهناك ، دون أن يتعظوا بما آل إليه أمر سابقيهم عبر العصور والتاريخ وهم كأسيادهم الطغاة الذين لم يعتبروا أيضاً بمصائر الطغاة السابقين. ذلك أن لله نقمة لابد أن ينزلها في الطغاة وفي أذنابهم كذلك.
*الصحوة نت