عارف أبو حاتم
[email protected]
سيطرة عناصر القاعدة على منطقة رداع، بعد محافظة أبين الجنوبية هي آخر ورقة في جعبة نظام علي صالح، وفضلاً عن كونها ورقة محروقة وغير مجدية، فهي مكشوفة، يدرك المجتمع الدولي مغزاها وفاعلها.
فالرئيس صالح يريد تنبيه المجتمع الدولي إلى أن البديل له هو الإرهاب والفلتان الأمني، في بلدٍ هو أكبر مخزن للسلاح في الجزيرة العربية: المكان الذي تتقاطع فيه مصالح الغرب مع شرايين النفط، وبالتالي فإن أي تدهور أمني سيلتهم المنطقة القابلة للاشتعال أصلاً، فضلاً عن إشراف اليمن الجغرافي على أهم ممرات النفط المائية العالمية.
يدرك المجتمع الدولي أن تلاعب نظام صالح بالورقة الأمنية لا يعني غير محاولة عرقلة وإفشال حكومة الوفاق، وكأن ذلك سيطيل في عمر النظام المزمع اجتثاث بقاياه في 21 فبراير القادم، عبر انتخابات رئاسية توافقية، وهذا التلاعب الأمني له وجه سياسي يتمثل في تصريحات مقربين من صالح، يلمحون إلى أن تدهور الأوضاع قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية في حديثه للإعلام الخارجي، ونفاه في الإعلام المحلي.
وقبيل موعد الانتخابات الرئاسية يشهر علي صالح ورقة القاعدة، مهدداً بتفجير الوضع الأمني إذا لم يتم التعجيل بمنحه الحصانة الكاملة.
احدى مشاكل الرئيس صالح أنه يتعامل مع المخابرات الأمريكية كأنه يتعامل مع حسن زيد، يراوغ، ويمعن في رقصات الخداع المكشوفة، غير مستوعب أن طائرات التجسس الأمريكية ترصد أنفاسه، وتعلم أنه ’’مستثمر’’ بارع في الإرهاب، لا يهمه غير أمرين: الأول إطالة أمد عمره في الكرسي، والآخر الاستحواذ على أكبر قدر من الأموال، سواء من موارد اليمن، أو مساعدات وقروض الآخرين.
بالأمس تحدث ’’خالد’’ شقيق ’’طارق الذهب’’ زعيم جماعة أنصار الشريعة ’’القاعدة’’ برداع، وقال لوسائل الإعلام: ’’طارق أخي استولى على المنطقة بالتنسيق مع الأمن القومي الذي يرأسه نجل شقيق الرئيس صالح’’، وفي نظام صالح لا يهم ذلك، ولو كان على حساب أرواح الناس، وجميعنا يتذكر فضيحة مبارك حين ظهر أن وزير داخليته حبيب العدلي هو مدبر تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية، عشية عيد الميلاد 2011، من أجل شغل الرأي العام، وإشعال حرب طائفية تشغل الناس عن فساد الحكومة، وتطيل عمر النظام.
وفي اليمن يعد علي صالح هو الراعي الحصري للإرهاب، فالاعتقاد السائد في مخيلته أن بقاء الإرهاب في اليمن، عاملاً مهماً لبقائه في الحكم، لذا سعى صالح لمد جسور الود والصداقة مع رموز التطرف، حتى يبقيهم على صلة به، في الوقت الذي يخوف بهم الغرب لابتزازهم سياسياً ومالياً.
علينا أن نتذكر مقابلة خالد عبد رب النبي زعيم جماعة الجهاد الإسلامي بأبين في صحيفة الوسط، حين قال إن جماعته ’’التقت الرئيس صالح بقصره بعدن وبايعته أميراً للجماعة، وولياً للأمر’’، وبعد مقتل فواز الربيعي أحد أخطر المطلوبين كشف والده أن ابنه يعمل في بوفية قصر الرئاسة ’’يقرب للرئيس العصير والشاهي، وهم من علموه يروح يقاتل’’، ومرة يرفض الأمن القومي تسلم طارق الذهب وقالوا لشقيقه خالد: ’’مش وقته الآن’’، ومرة يطلب الرئيس صالح من مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي 11 مليون دولار، مقابل موافقة اليمن على تسلم 114 يمني، معتقلين في جوانتناموا، بحجة رغبة الحكومة بإنشاء مراكز إيواء للجهاديين، وتأهيلهم قبل دمجهم في المجتمع.
وأظن أن الحوار الذي نشرته الصحافة الأمريكية مع الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس صالح قد أقنع الغرب بمدى خطورة نظام صالح على المنطقة، إذ كشف الإرياني عن حقيقة الرجل الغامض، الثري، العميد محمد رزق الصرمي، الوكيل السابق لجهاز الأمن السياسي، وقال إنه كان أبرز المتعاونين مع ’’الأفغان العرب’’، وساعد كثير منهم في الحصول على الجنسية اليمنية، وترحيل عدد آخر بوثائق سفر يمنية، مقابل أموال طائلة من الدولارات، وفي عهده تم فرار 23 متهماً، من أخطر المطلوبين أمنياً من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006، وفي المكلا فر 62 سجيناً في 21 يونيو الماضي ، وفي 12 ديسمبر الماضي فر من سجن عدن 14 متهماً، وكلها تتم بتبريرات ساذجة: ’’عبر انفاق’’، أو بالأصح ’’عبر إتفاق’’!!.
كل ذلك جعل السحر ينقلب على الساحر، وجعل الغرب ينظرون إلى علي صالح –شريكهم الرئيسي في مكافحة الإرهاب – بأنه أكثر العناصر خطورة على أمن واستقرار المنطقة، لذا فإن ’’آخر العلاج الكي’’، وعلاج علي صالح هو خلعه الإجباري من السلطة.
*الصحوة نت
[email protected]
سيطرة عناصر القاعدة على منطقة رداع، بعد محافظة أبين الجنوبية هي آخر ورقة في جعبة نظام علي صالح، وفضلاً عن كونها ورقة محروقة وغير مجدية، فهي مكشوفة، يدرك المجتمع الدولي مغزاها وفاعلها.
فالرئيس صالح يريد تنبيه المجتمع الدولي إلى أن البديل له هو الإرهاب والفلتان الأمني، في بلدٍ هو أكبر مخزن للسلاح في الجزيرة العربية: المكان الذي تتقاطع فيه مصالح الغرب مع شرايين النفط، وبالتالي فإن أي تدهور أمني سيلتهم المنطقة القابلة للاشتعال أصلاً، فضلاً عن إشراف اليمن الجغرافي على أهم ممرات النفط المائية العالمية.
يدرك المجتمع الدولي أن تلاعب نظام صالح بالورقة الأمنية لا يعني غير محاولة عرقلة وإفشال حكومة الوفاق، وكأن ذلك سيطيل في عمر النظام المزمع اجتثاث بقاياه في 21 فبراير القادم، عبر انتخابات رئاسية توافقية، وهذا التلاعب الأمني له وجه سياسي يتمثل في تصريحات مقربين من صالح، يلمحون إلى أن تدهور الأوضاع قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية في حديثه للإعلام الخارجي، ونفاه في الإعلام المحلي.
وقبيل موعد الانتخابات الرئاسية يشهر علي صالح ورقة القاعدة، مهدداً بتفجير الوضع الأمني إذا لم يتم التعجيل بمنحه الحصانة الكاملة.
احدى مشاكل الرئيس صالح أنه يتعامل مع المخابرات الأمريكية كأنه يتعامل مع حسن زيد، يراوغ، ويمعن في رقصات الخداع المكشوفة، غير مستوعب أن طائرات التجسس الأمريكية ترصد أنفاسه، وتعلم أنه ’’مستثمر’’ بارع في الإرهاب، لا يهمه غير أمرين: الأول إطالة أمد عمره في الكرسي، والآخر الاستحواذ على أكبر قدر من الأموال، سواء من موارد اليمن، أو مساعدات وقروض الآخرين.
بالأمس تحدث ’’خالد’’ شقيق ’’طارق الذهب’’ زعيم جماعة أنصار الشريعة ’’القاعدة’’ برداع، وقال لوسائل الإعلام: ’’طارق أخي استولى على المنطقة بالتنسيق مع الأمن القومي الذي يرأسه نجل شقيق الرئيس صالح’’، وفي نظام صالح لا يهم ذلك، ولو كان على حساب أرواح الناس، وجميعنا يتذكر فضيحة مبارك حين ظهر أن وزير داخليته حبيب العدلي هو مدبر تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية، عشية عيد الميلاد 2011، من أجل شغل الرأي العام، وإشعال حرب طائفية تشغل الناس عن فساد الحكومة، وتطيل عمر النظام.
وفي اليمن يعد علي صالح هو الراعي الحصري للإرهاب، فالاعتقاد السائد في مخيلته أن بقاء الإرهاب في اليمن، عاملاً مهماً لبقائه في الحكم، لذا سعى صالح لمد جسور الود والصداقة مع رموز التطرف، حتى يبقيهم على صلة به، في الوقت الذي يخوف بهم الغرب لابتزازهم سياسياً ومالياً.
علينا أن نتذكر مقابلة خالد عبد رب النبي زعيم جماعة الجهاد الإسلامي بأبين في صحيفة الوسط، حين قال إن جماعته ’’التقت الرئيس صالح بقصره بعدن وبايعته أميراً للجماعة، وولياً للأمر’’، وبعد مقتل فواز الربيعي أحد أخطر المطلوبين كشف والده أن ابنه يعمل في بوفية قصر الرئاسة ’’يقرب للرئيس العصير والشاهي، وهم من علموه يروح يقاتل’’، ومرة يرفض الأمن القومي تسلم طارق الذهب وقالوا لشقيقه خالد: ’’مش وقته الآن’’، ومرة يطلب الرئيس صالح من مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي 11 مليون دولار، مقابل موافقة اليمن على تسلم 114 يمني، معتقلين في جوانتناموا، بحجة رغبة الحكومة بإنشاء مراكز إيواء للجهاديين، وتأهيلهم قبل دمجهم في المجتمع.
وأظن أن الحوار الذي نشرته الصحافة الأمريكية مع الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس صالح قد أقنع الغرب بمدى خطورة نظام صالح على المنطقة، إذ كشف الإرياني عن حقيقة الرجل الغامض، الثري، العميد محمد رزق الصرمي، الوكيل السابق لجهاز الأمن السياسي، وقال إنه كان أبرز المتعاونين مع ’’الأفغان العرب’’، وساعد كثير منهم في الحصول على الجنسية اليمنية، وترحيل عدد آخر بوثائق سفر يمنية، مقابل أموال طائلة من الدولارات، وفي عهده تم فرار 23 متهماً، من أخطر المطلوبين أمنياً من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006، وفي المكلا فر 62 سجيناً في 21 يونيو الماضي ، وفي 12 ديسمبر الماضي فر من سجن عدن 14 متهماً، وكلها تتم بتبريرات ساذجة: ’’عبر انفاق’’، أو بالأصح ’’عبر إتفاق’’!!.
كل ذلك جعل السحر ينقلب على الساحر، وجعل الغرب ينظرون إلى علي صالح –شريكهم الرئيسي في مكافحة الإرهاب – بأنه أكثر العناصر خطورة على أمن واستقرار المنطقة، لذا فإن ’’آخر العلاج الكي’’، وعلاج علي صالح هو خلعه الإجباري من السلطة.
*الصحوة نت