زيد الشامي
[email protected]
عندما تتغوّل السياسة، ويستبد الطغيان، وحين تصبح السلطة التنفيذية آمرة وموجهة للقضاء، تضيع الحقوق، وتهدر الدماء، وتسود الفوضى؛ يبحث المظلوم عن العدالة فلا يجدها، يشعر بالقهر، فتستعر نزعات الثأر، ويتغلب قانون القوة، وتعلو شريعة الغاب!!
صباح الثلاثاء الماضي صُدم شعبنا اليمني بنبأ إعدام الشيخين خالد نهشل وعبده نهشل، وهما من مشايخ خيران محافظة حجة، اللذين دفعا- مع أسرتهم - ضريبة الحرية والكرامة واستقلال الرأي وعدم الانصياع لرغبة النظام، حيث صوتا مع قبيلتهما عام 2006م للمرشح الرئاسي المهندس فيصل بن شملان، فقرر النظام معاقبتهم ليكونوا عبرة لغيرهم، وحتى لايجرؤ أحد مستقبلاً أن يقول: لا، أويفكر بالتحرر من أسْر التبعية والاستبداد!!
ولم تكن حادثة مقتل مدير المديرية حينها - وبالملابسات التي اطلع عليها الجميع - إلا المبرر للانتقام من هذه الأسرة الحرة الكريمة، ورغم أن آل نهشل أرادوا وأد الفتنة، فسلموا أنفسهم طواعية كرهائن حتى تتم معرفة الحقيقة، لكن النظام حوّلهم إلى متهمين، مع أنه وفي حالات مماثلة كثيرة لا يتبين فيها مصدر القتل يتم تسويتها بالتصالح، وغالباً ما تتدخل الدولة لإطفاء نيران العدواة، وإرضاء جميع الأطراف، وتقديم التعويضات، لكنها في هذه القضية لم تقم بذلك، رغم أن دوافع القتل لم تكن موجودة، والتنافس الانتخابي مشروع ولا غبار عليه!
قضية بيت نهشل صدر فيها حكم الإعدام قبل أن تبدأ المحاكمة، ولم تمض إجراءات التقاضي بشكل طبيعي، فنقلت القضية من إطارها المكاني في محافظة حجة إلى محافظة الحديدة، وإيغالاً في التعنت نقلت مرة أخرى إلى صنعاء، ومُنع الشهود من الإدلاء بشهاداتهم، وتعرض بعض أعضاء المحكمة للإعتداء، وهكذا تحققت رغبة الانتقام السياسي بإعدام الشهيدين خالد نهشل وعبده نهشل، ليصبحا شاهدين على مرحلة مظلمة من عهد الاستكبار والطغيان، وخاتمة غير موفقة لنظام خرج الشعب يطالب برحيله، وتأكيداً على ضرورة إعادة صياغة نظامنا السياسي على أساس العدالة والمواطنة المتساوية، وعدم الانتقائية في التعامل مع القضايا والأشخاص والمحافظات، ومن ثم ضرورة استقلال القضاء وتحرره من التبعية للسلطة التنفيذية.
من المحزن أن كل المناشدات التي جاءت من مشايخ وأبناء المحافظة ومن المنظمات الحقوقية لم تجد أذاناً صاغية، ولاشك أن تنفيذ الإعدام في هذه الظروف يضع عقبات أمام الانتقال السلمي للسلطة، ويعكر الأجواء، ويدفع فئات كثيرة من الشعب لعدم التحمس للانتخابات الرئاسية، وقد كنت عازماً أن أكتب حول أهمية الانتخابات هذا الأسبوع، لكن المصاب الجلل الذي حل بأحرار حجة - وفي مقدمتهم آل نهشل وقبيلة خيران - ومن ورائهم كل أبناء الشعب اليمني الحر جعلني أشاركهم أحزانهم وآلامهم في هذا الظلم الفادح !!
لقد قرر اليمنيون أن يطووا صفحة عهد الأحقاد والضغائن والتحريش والانتقام السياسي، ليمضوا جميعا نحو التغيير، نحو الحرية والكرامة، وتحقيق العدل والمساواة، ونرجو أن تكون دماء خالد نهشل وعبده نهشل آخر الدماء التي تراق من أجل التغيير والانعتاق من براثن الظلم والطغيان، ولانشك أن عدالة السماء ستأخذ للمظلوم من الظالم ولو بعد حين ..إنا لله وإنا إليه راجعون.
*الصحوة نت
[email protected]
عندما تتغوّل السياسة، ويستبد الطغيان، وحين تصبح السلطة التنفيذية آمرة وموجهة للقضاء، تضيع الحقوق، وتهدر الدماء، وتسود الفوضى؛ يبحث المظلوم عن العدالة فلا يجدها، يشعر بالقهر، فتستعر نزعات الثأر، ويتغلب قانون القوة، وتعلو شريعة الغاب!!
صباح الثلاثاء الماضي صُدم شعبنا اليمني بنبأ إعدام الشيخين خالد نهشل وعبده نهشل، وهما من مشايخ خيران محافظة حجة، اللذين دفعا- مع أسرتهم - ضريبة الحرية والكرامة واستقلال الرأي وعدم الانصياع لرغبة النظام، حيث صوتا مع قبيلتهما عام 2006م للمرشح الرئاسي المهندس فيصل بن شملان، فقرر النظام معاقبتهم ليكونوا عبرة لغيرهم، وحتى لايجرؤ أحد مستقبلاً أن يقول: لا، أويفكر بالتحرر من أسْر التبعية والاستبداد!!
ولم تكن حادثة مقتل مدير المديرية حينها - وبالملابسات التي اطلع عليها الجميع - إلا المبرر للانتقام من هذه الأسرة الحرة الكريمة، ورغم أن آل نهشل أرادوا وأد الفتنة، فسلموا أنفسهم طواعية كرهائن حتى تتم معرفة الحقيقة، لكن النظام حوّلهم إلى متهمين، مع أنه وفي حالات مماثلة كثيرة لا يتبين فيها مصدر القتل يتم تسويتها بالتصالح، وغالباً ما تتدخل الدولة لإطفاء نيران العدواة، وإرضاء جميع الأطراف، وتقديم التعويضات، لكنها في هذه القضية لم تقم بذلك، رغم أن دوافع القتل لم تكن موجودة، والتنافس الانتخابي مشروع ولا غبار عليه!
قضية بيت نهشل صدر فيها حكم الإعدام قبل أن تبدأ المحاكمة، ولم تمض إجراءات التقاضي بشكل طبيعي، فنقلت القضية من إطارها المكاني في محافظة حجة إلى محافظة الحديدة، وإيغالاً في التعنت نقلت مرة أخرى إلى صنعاء، ومُنع الشهود من الإدلاء بشهاداتهم، وتعرض بعض أعضاء المحكمة للإعتداء، وهكذا تحققت رغبة الانتقام السياسي بإعدام الشهيدين خالد نهشل وعبده نهشل، ليصبحا شاهدين على مرحلة مظلمة من عهد الاستكبار والطغيان، وخاتمة غير موفقة لنظام خرج الشعب يطالب برحيله، وتأكيداً على ضرورة إعادة صياغة نظامنا السياسي على أساس العدالة والمواطنة المتساوية، وعدم الانتقائية في التعامل مع القضايا والأشخاص والمحافظات، ومن ثم ضرورة استقلال القضاء وتحرره من التبعية للسلطة التنفيذية.
من المحزن أن كل المناشدات التي جاءت من مشايخ وأبناء المحافظة ومن المنظمات الحقوقية لم تجد أذاناً صاغية، ولاشك أن تنفيذ الإعدام في هذه الظروف يضع عقبات أمام الانتقال السلمي للسلطة، ويعكر الأجواء، ويدفع فئات كثيرة من الشعب لعدم التحمس للانتخابات الرئاسية، وقد كنت عازماً أن أكتب حول أهمية الانتخابات هذا الأسبوع، لكن المصاب الجلل الذي حل بأحرار حجة - وفي مقدمتهم آل نهشل وقبيلة خيران - ومن ورائهم كل أبناء الشعب اليمني الحر جعلني أشاركهم أحزانهم وآلامهم في هذا الظلم الفادح !!
لقد قرر اليمنيون أن يطووا صفحة عهد الأحقاد والضغائن والتحريش والانتقام السياسي، ليمضوا جميعا نحو التغيير، نحو الحرية والكرامة، وتحقيق العدل والمساواة، ونرجو أن تكون دماء خالد نهشل وعبده نهشل آخر الدماء التي تراق من أجل التغيير والانعتاق من براثن الظلم والطغيان، ولانشك أن عدالة السماء ستأخذ للمظلوم من الظالم ولو بعد حين ..إنا لله وإنا إليه راجعون.
*الصحوة نت