مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
لماذا اكتسح الإسلاميون صناديق الاقتراع؟!
منتدى العصر
في دول الربيع العربي، يكتسح الإسلاميون صناديق الاقتراع، مؤكدين مقولة ’’بيننا وبينهم صناديق الاقتراع’’.. أكتب هذه الأسطر ونتائج الاقتراع في المرحلة الأولى في مصر يتصدرها الإخوان المسلمون والسلفيون.

وكما تفوقوا في تونس، والمغرب، وليبيا ’’ وإن كان التوجه واضحاً قبل الانتخابات ’’ والحبل على الجرار إن شاء الله في اليمن وسوريا والبقية على الطريق..

وإن كانت الدوائر الغربية على تنوع عداواتها ودراساتها وخططها تقف على أصابع أقدامها متحفزة مشدودة الأعصاب تنتظر النتائج، وتبحث في طرق الاستيعاب، وتغيير المسار إن أمكنها ذلك فإن الربيع العربي ينطلق هادراً كالبحر، فوّاحاً كأزهاره ورياحينه، لا يبالي بكل العقبات، وكل المعوقات، فقد شبَّ عن الطوّق، ومن الصعب إيقافه، مهما وضعوا من قيود، وكتبوا من وثائق، وأسّسوا من دراسات ومعاهد ولجان، وبذلوا من أموال، واشتروا من ضمائر.

ولعلهم يعلمون ذلك، بأنّ سر هذا المد المتعاظم يكمن في القوة الذاتية لهذا الدين، قوة الحجة والإقناع، وعندما تتاح له الفرصة ويُخلّى بينه وبين الشعوب، وتتُرك له الحرّية لينشر نُوره ويبدّد ظلام العصبيات والأحقاد والعنصرية، ويكسر قيود الظّلمَة والطغاة والمستبدين.

ولعلنا في هذه العُجالة نحدّد النقاط الرئيسية في أسباب هذا الصعود الإسلامي المبين:

1. مساحة العالم الإسلامي تربة خصبة للإسلام، فقد رواها أبناؤه بدمائهم ودموعهم.. دماء الشهداء ودموع الأتقياء وفُتحت ثلاثة أرباع هذه المساحة بالدعوة قبل أن تفتح بالسيف وكان المسلمون الفاتحين الرحماء.. الذين استقبلهم أهلها بكل فرح وسرور وقالوا لهم: أنتم أفضل من أهلنا الذين يحكموننا.

2. أبناء هذه الأرض على مختلف مشاربهم، وتأثراتهم الحضارية وردود أفعالهم تجاه بعض الأخطاء، وما غُرس في نفوسهم خلال عقود من الانهزامية والخطط المبرمجة أقول: يَسري في عروقهم نبعُ الإسلام وحلاوة الإيمان، فالله أكبر لهجت بها شفاههم، ويخفق بها نبض قلوبهم، وعندما يقتربون من الشهادة تنطلق حناجرهم بالشهادتين وتردّد ألسنتهم عبارات الذكر والاستغفار.

3. جميع توجهات شبابنا العربي المسلم غير السليمة، عندما توضع على المحك، وتجد المحاور اللبق، والمُحاجج العاقل، وتذهب هباء الرياح، وتصبح صيحة في واد ليس له قرار. فهي أفكار عارضة، وأهواء مؤقتة يتبعها ندم وألم ترجع في النهاية إلى مسارها الحقيقي، كما قال أحد أقربائي الذي جاء حاجاً إلى بيت الله بعد سنين من التمرغ في أوحال الجاهلية والحزبية ’’جئت لأتطهر’’.

4_ إنّ ما عاناه الإسلاميون خلال عقود طويلة على أيدي الطغاة والظلمة وما شعر به الآخرون من ظلمهم وقتلهم والافتئات عليهم وحرمانهم من نور الحرية.. فسح لهم المجال لتتسع مجالات شعبيتهم وإنصاف الناس لهم والتأكيد على أنّ لهم الحق أن يعيشوا كالآخرين.. ينتخبون ويُنتخبون.. وأنهم الفئة المظلومة والمفترى عليها خلال سنين طويلة..

5- أنّ العالم العربي والإسلامي جرّب المبادئ العلمانية والأفكار القومية.. والحياة الغربية.. فلم يجدها صالحة لحياته.. ولا مناسبة لأفكاره وعقيدته.. واعتَرف الآن بأنه يتخبط ويبحث عن طوق النجاة.. فلم يجده إلا بهذا الإسلام العظيم.. وما تمثله أحزابه وجماعاته..

6- إنّ ما أثبتته ثورات الربيع العربي على قصر مدتها وحديث عهدها من حكمة ومرونة وإنطلاقة متفتحة تأخذ بأبسط قواعد السهولة والإنفتاح والعلاقات الخيرة.. والأفكار الصادقة بعيداً عن التشنج والتعقيد والخوف والحقد.. جعلها ملفتة للنظر ومثيرة للجدل ومبهرة للعقول ومدهشة للنفوس.. أن تكون من المثال الذي يقتدي والأسوة التي تحتذى والأنموذج المفقود الذي عاد إلى الوجود من جديد.

7- إن الجميع الآن يستشعر أنّ مؤامرة كبيرة كانت تحاك منذ أبي لؤلؤة إلى يومنا هذا لتصد البشرية عن توجهها الصحيح.. ومسارها الصادق وما تبحث عنه من حرية وأمن وسعادة وهناء.

8- إنّ ما تقوم به حكومات الطغاة والظلمة من قتل وتشريد وسفك للدماء واعتداء على الأطفال والنساء هو بعض مما عانته الحركات الإسلامية على امتداد العالم الإسلامي من سجن وتشريد وإعدام واعتداء على الإعراض.. فقد بلغ نهايته ووصل أوجه، وأنّ هذه الحركات كانت صادقة في توجهاتها عندما عانت مما نعاني منه اليوم من مظاهر هذا الإجرام.

9- إنّ مصير الطغاة آيل إلى زوال، وظلمهم حائل إلى محال.. وفي وجودهم في الزنازين ووراء القضبان وملاحقتهم من قبل الثوار عبرة لمن يعتبر وعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..

10- ثبت أن الإسلاميين يملكون من الكفاءات القادرة على إدارة المؤسسات وتكوين الإدارات الفاعلة من أطباء وأساتذة جامعات ومهندسين ومدرسين وذوي خبرات نادرة وما أسسوا من جمعيات خيرية ومشاريع ناجحة، جلبت النفع لبلدهم ومجتمعهم ما يجعل ثقة الناس بهم تزداد قوة وتؤهلهم لهذا الفوز الكاسح.

11- إنّ صفات أفراد الحركة الإسلامية من صدق وأمانة وعفة ونزاهة، جعلهم محل ثقة عالية بهذه العناصر فأعطوهم أصواتهم وقدموهم على غيرهم من أصحاب الحركات الأخرى..

12- إنّ مواقف الحركات الإسلامية من قضايا الأمة الكبيرة كقضية فلسطين.. وقضايا الظلم في العالم أعطاها مصداقية، فنالت ما نالت من دعم وتأييد..

وأخيراً نقول: إن شمس الإسلام قد سطعت مجددا، وأضاءت بعد خفوت.. وأنّ العصر القادم هو عصر الإسلام، وأننا نعتقد بذلك رغم كل المعوقات والغشاوات والمنازعات والاختلافات.

وإن هذا التنوع في المواقف الإسلامية.. لن يؤثر في معدنها جوهرها ومصداقيتها.. فساحة العمل واسعة تضم كل الأطياف والتوجهات.. وأن نتائج البذل والتضحية بدأت تؤتي ثمارها وقد آن حصادها.. ونحن أصحابها بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز..لكل ذلك نقول للمترددين والمتريثين والمتشككين إن شعلة الإسلام قد انطلقت ولن تنطفئ.

ولهذه الأسباب مجتمعة اكتسح الإسلاميون صناديق الاقتراع.. وانتشر عبق الربيع العربي ليملأ الدنيا حرية وخيراً وبركة.. وصدق الله: ’’يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم..’’.
*منتدى العصر
أضافة تعليق