مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
بين اغتيال سفير وتصفية ملك
تصاعد التوتر الذي خلفه تراشق الاتهامات بين واشنطن وطهران، هكذا فجأة ومن دون مقدمات، بعد ’’مزاعم’’ أطلقها الأمريكيون عن ضلوع ’’فيلق القدس’’ التابع للحرس الثوري الإيراني في التخطيط لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير بواسطة المتفجرات، يثير الحيرة والشكوك.
والأغرب من كل هذا، أن محاولات القذافي لاغتيال الملك عبدالله لم يعقبها كل هذا الضجيج والصخب الذي نراه اليوم في محاولة مزعومة لاغتيال سفير المملكة في مطعم؟؟ ربما لصرف الأنظار وتحويل الطائرات الحربية إلى أهداف جديدة، ’’غيرة’’ على دم ’’غالِ وثمين’’، حاول ’’العدو الفارسي الحقود’’ سفكه في بلد مأزوم جريح لا يهدأ إلا بضخ أموال في شرايينه و’’مؤامرات’’ يحقق فيها الكيان الصهيوني مكاسب بعدما خسر أوراقا إستراتيجية بفعل الثورات العربية
لماذا الآن؟ وقد زعموا أن المؤامرة معلومة منذ أشهر، واطلع عليها الرئيس أوباما في يونيو، وأطلع عليها الملك عبد الله في منتصف سبتمبر الماضي! وهناك أسئلة كثيرة أخرى محيرة ومعلقة أثارتها هذه القصة الغريبة.

والأغرب من كل هذا، أن محاولات القذافي لاغتيال الملك عبدالله لم يعقبها كل هذا الضجيج والصخب كالذي نراه اليوم، وهز العالم، بفعل قضة مزعومة لاغتيال سفير المملكة في مطعم؟؟
وفي حين نفت إيران تورطها في المخطط، أثارت التفاصيل التي نشرت في لائحة اتهام الثلاثاء ضد إيرانيين اثنين يقيمان في الولايات المتحدة، دهشة الخبراء والمعلقين المتابعين لعمل الأجهزة الاستخبارية الإيرانية، فمثل هذه القصة لا يتورط في تفاصيلها الحرس الثوري الإيراني، وقدراته، على عدوانيتها وشراستها في بعض المناطق العربية، للأسف، التي اكتوت بإجرامه كالعراق وسوريا ولبنان، تفوق، خبرة ودهاء، غباء ما تم الإعلان عنه إلى الآن، ولا تصلح إلا لأفلام هوليود، بينما ذهبت مصادر إعلامية إلى ربط هذا المخطط بالرد على ضلوع إسرائيل باغتيال علماء إيرانيين كما حدث في أغسطس الماضي.

وحسب المصادر نفسها، تنظر إيران إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها مشاركة في جهود استخباراتية غربية إسرائيلية ’’لتخريب’’ البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، إذ تعتقد الأوساط الإيرانية النافذة أن السعودية لعبت دورا رئيسا في انشقاق العالم النووي الإيراني شهرام أميري ورحيله إلى الولايات المتحدة في عام 2009، رغم عودته إلى بلاده بعد عام من ذلك.

وفيما اعتبر مخطط اغتيال السفير السعودي الذي كشف عنه وزير العدل الأمريكي، ’’ارك هولدر’’، الثلاثاء ردة فعل إيرانية إستراتيجية لاستفزاز الولايات المتحدة، يذهب مهندسو ’’القصة’’ إلى اعتبارها رسالة قوية عن قوة الردع الإيرانية، وأن طهران لا تتردد في فتح جبهات أخرى في جميع أنحاء العالم، بما فيها الولايات المتحدة وتهديد مصالحها الحيوية في المنطقة.

هذا في الوقت الذي صور فيه معسكر المحافظين الجدد في واشنطن والموالون لإسرائيل، البيت السعودي، أنه أحد ’’ضحايا’’ محور الشر الإيراني، ونشط إعلامه في تغذية عقدة الصراع بين محوري الرياض وطهران.

ويعتقد محللون أمريكيون أن المهم في تداعيات المخطط الذي كشف عنه قبل تنفيذه، هو القرار الأمريكي الإيراني بتصعيد الموقف باتجاه مواجهة مباشرة وسط توقعات بشرارة أخرى لتفجير العلاقات الأمريكية الإيرانية عبر حوادث متوقعة في الخليج تحديدا. ولعله يراد لإيران أن تُجر إلى مقصلة محور واشنطن / الرياض، بفعل القصة ’’الغريبة العجيبة’’ التي كشف عنها وزير العدل الأمريكي.

لكن ماذا وراء هذا التصعيد والتخويف من إيران، وصناعة الأشرار والضحايا؟ ربما لصرف الأنظار وتحويل الطائرات الحربية إلى أهداف جديدة، ’’غيرة’’ على دم ’’غالي وثمين’’ حاول العدو الفارسي الحقود سفكه في بلد مأزوم جريح لا يهدأ إلا بضخ أموال في شرايينه و’’مؤامرات’’ يحقق فيها الكيان الصهيوني مكاسب ويبحث له عن بدائل بعدما خسر أوراقا إستراتيجية وفقد أوفياء بفعل الثورات العربية.
*مجلة العصر
أضافة تعليق