(زيد الشامي)
[email protected]
الثورة اليمنية منتصرة- بعون الله- لأنها تحمل قضية عادلة، ولأن الثوار يتفوقون أخلاقياً، ولأن المتشبثين بأهداب النظام يظهرون كل يوم انحداراً إنسانياً مريعاً، يجعل استمرارهم في الحكم خطراً عظيماً على أنفسهم وعلى الحياة البشرية، وتناقضاً مع السنن الإلهية التي تجعل النصر والتمكين حليفاً للمظلومين، لذلك دعا الإسلام أن تأخذ الأمة على يد الظالم، وأن تأطره على الحق أطراً، وإلا عمّتهم العقوبة، فكيف إذا كان الناس قد خرجوا بأنفسهم وأموالهم مطالبين بالتغيير؟
أحد المعتصمين في ساحة التغيير تلقى رسالة تهديد بقتل ابنته إن لم يتراجع عن معاداة الرئيس، لم يكترث فما علاقة ابنته بمواقفه؟ ولايمكن أن يصل اليمني إلى هذا الانحدار واللؤم، لكن لم تمض سوى ساعات حتى كانت امرأتان ترتديان ثياب الممرضات يطرقن باب بيت ابنته وتزعمان أن والدها أصيب بحادث مروري وأنه يطلب سرعة وصولها معهما إلى المستشفى، وصدّقت البنت وخرجت معهما حيث كانت سيارة صالون سوداء معكسة تنتظرهن مع السائق وآخر معه، صعدت البنت السيارة فربطوا عينيها وأشبعوها ضرباً وأخذوا هاتفها وما معها من حلي، وذهبوا بها إلى منطقة نائية وقذفوها هناك ورحلوا، صدمت البنت نفسياً وانعقد لسانها من هول الصدمة، فهل كان أحدنا يتصور أن يصل الانحطاط إلى هذه السفالة؟! ولأن ذلك يحدث نجزم بأن الثورة منتصرة، وأن لهذا الليل آخر.
حوادث اختطاف شباب الثورة وتعذيبهم والإساءة لكرامتهم دليل آخر على أن هذا الصبر العظيم هو طريق الانتصار.
سيل الأكاذيب والاتهامات ضد شباب الثورة والمعارضة، حتى وصل الأمر حدود الهذيان، دليل على إفلاس النظام وآليته الإعلامية، وإيذانٌ بقرب زوال الظالمين والمفترين.
قتل الأطفال والرضع، وإطلاق قذائف الأسلحة الثقيلة على المتظاهرين السلميين، وقنص المارة، وإطلاق قذائف المدفعية وغيرها على المنازل الآمنة، كل ذلك يشير إلى حالة التخبط واليأس الذي وصل إليه النظام، وأن ساعة خلاص الشعب من جلاديه قد باتت قاب قوسين أو أدنى.
إحدى الأمهات اتصلت تطلب إقناع ابنها الذي ضاق ذرعاً وهو يرى زملاءه يُقتلون في المظاهرات السلمية، ويريد أن يحمل السلاح لينتقم لهم، وبصعوبة اقتنع أن يستمر بالاحتجاج السلمي. ترى لو وجد هذا الشاب وأمثاله من يدفعهم للعنف والانتقام، كيف سيكون المشهد على الأرض، ولو وجد هؤلاء أمثال أولئك المتهورين الذين يفتون بوجوب قتل المخالفين لهم بالرأي ماذا سيفعلون؟ لكن صبر الثوار وحكمتهم مازالت تحافظ على السلام والأمن، وهذا أحد مؤشرات النصر المرتبط بالصبر والمصابرة.
إن الذين يديرون المعركة العسكرية ويفجرون الموقف في المدن وبعض المناطق مستمتعين بنزيف الدماء، لايدركون أن الثورة منتصرة في نهاية المطاف، وأن التغيير قادم لا محالة، فالجنون والجموح، والصلف والاستكبار، والتعالي على الشعب لايمكن أن يخضع الناس لهم، حتى وإن توهموا أن لهم أنصاراً، فإن كل الطغاة يجدون من يجاملهم حتى آخر لحظة، وقد روي بأن كسرى (يزدجرد) حين فر من إيوانه كان يتبعه مائة من حملة المباخر. وفي كل حوادث التاريخ لم يحدث أن انتصر الحاكم على الشعب، أو قهر فرد أمة، لقد غير الناس ما في نفوسهم، وخرجوا صابرين محتسبين باذلين أنفسهم وأموالهم، وتلك مقدمات النصر والتمكين..
الإعلامي المتألق عبدالوهاب الذاري في رحمة الله
انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ عبدالوهاب الذاري بعد حياة حافلة بالعطاء فقد كان أحد المتألقين في إذاعة صنعاء الذين اشتهروا بالبرامج الثقافية والاجتماعية إلا أنه عاش في الظل متواضعاً وكان شديد الصلة بأهله وأرحامه وهو الأكبر من أولاد العلامة المشهور محمد بن يحيى الذاري وخاله أبو الأحرار محمد محمود الزبيري رحمهما الله، كان عفيفاً طاهر اليد لذلك مات ولم يتمكن من بناء منزل لأولاده وفي مرض موته لم تلتفت الدولة لعلاجه لأنها أصلاً لا تلتفت لأمثاله ممن لا يجيد المديح ولم يتعود على الملق.
رحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر السلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
*الصحوةنت
[email protected]
الثورة اليمنية منتصرة- بعون الله- لأنها تحمل قضية عادلة، ولأن الثوار يتفوقون أخلاقياً، ولأن المتشبثين بأهداب النظام يظهرون كل يوم انحداراً إنسانياً مريعاً، يجعل استمرارهم في الحكم خطراً عظيماً على أنفسهم وعلى الحياة البشرية، وتناقضاً مع السنن الإلهية التي تجعل النصر والتمكين حليفاً للمظلومين، لذلك دعا الإسلام أن تأخذ الأمة على يد الظالم، وأن تأطره على الحق أطراً، وإلا عمّتهم العقوبة، فكيف إذا كان الناس قد خرجوا بأنفسهم وأموالهم مطالبين بالتغيير؟
أحد المعتصمين في ساحة التغيير تلقى رسالة تهديد بقتل ابنته إن لم يتراجع عن معاداة الرئيس، لم يكترث فما علاقة ابنته بمواقفه؟ ولايمكن أن يصل اليمني إلى هذا الانحدار واللؤم، لكن لم تمض سوى ساعات حتى كانت امرأتان ترتديان ثياب الممرضات يطرقن باب بيت ابنته وتزعمان أن والدها أصيب بحادث مروري وأنه يطلب سرعة وصولها معهما إلى المستشفى، وصدّقت البنت وخرجت معهما حيث كانت سيارة صالون سوداء معكسة تنتظرهن مع السائق وآخر معه، صعدت البنت السيارة فربطوا عينيها وأشبعوها ضرباً وأخذوا هاتفها وما معها من حلي، وذهبوا بها إلى منطقة نائية وقذفوها هناك ورحلوا، صدمت البنت نفسياً وانعقد لسانها من هول الصدمة، فهل كان أحدنا يتصور أن يصل الانحطاط إلى هذه السفالة؟! ولأن ذلك يحدث نجزم بأن الثورة منتصرة، وأن لهذا الليل آخر.
حوادث اختطاف شباب الثورة وتعذيبهم والإساءة لكرامتهم دليل آخر على أن هذا الصبر العظيم هو طريق الانتصار.
سيل الأكاذيب والاتهامات ضد شباب الثورة والمعارضة، حتى وصل الأمر حدود الهذيان، دليل على إفلاس النظام وآليته الإعلامية، وإيذانٌ بقرب زوال الظالمين والمفترين.
قتل الأطفال والرضع، وإطلاق قذائف الأسلحة الثقيلة على المتظاهرين السلميين، وقنص المارة، وإطلاق قذائف المدفعية وغيرها على المنازل الآمنة، كل ذلك يشير إلى حالة التخبط واليأس الذي وصل إليه النظام، وأن ساعة خلاص الشعب من جلاديه قد باتت قاب قوسين أو أدنى.
إحدى الأمهات اتصلت تطلب إقناع ابنها الذي ضاق ذرعاً وهو يرى زملاءه يُقتلون في المظاهرات السلمية، ويريد أن يحمل السلاح لينتقم لهم، وبصعوبة اقتنع أن يستمر بالاحتجاج السلمي. ترى لو وجد هذا الشاب وأمثاله من يدفعهم للعنف والانتقام، كيف سيكون المشهد على الأرض، ولو وجد هؤلاء أمثال أولئك المتهورين الذين يفتون بوجوب قتل المخالفين لهم بالرأي ماذا سيفعلون؟ لكن صبر الثوار وحكمتهم مازالت تحافظ على السلام والأمن، وهذا أحد مؤشرات النصر المرتبط بالصبر والمصابرة.
إن الذين يديرون المعركة العسكرية ويفجرون الموقف في المدن وبعض المناطق مستمتعين بنزيف الدماء، لايدركون أن الثورة منتصرة في نهاية المطاف، وأن التغيير قادم لا محالة، فالجنون والجموح، والصلف والاستكبار، والتعالي على الشعب لايمكن أن يخضع الناس لهم، حتى وإن توهموا أن لهم أنصاراً، فإن كل الطغاة يجدون من يجاملهم حتى آخر لحظة، وقد روي بأن كسرى (يزدجرد) حين فر من إيوانه كان يتبعه مائة من حملة المباخر. وفي كل حوادث التاريخ لم يحدث أن انتصر الحاكم على الشعب، أو قهر فرد أمة، لقد غير الناس ما في نفوسهم، وخرجوا صابرين محتسبين باذلين أنفسهم وأموالهم، وتلك مقدمات النصر والتمكين..
الإعلامي المتألق عبدالوهاب الذاري في رحمة الله
انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ عبدالوهاب الذاري بعد حياة حافلة بالعطاء فقد كان أحد المتألقين في إذاعة صنعاء الذين اشتهروا بالبرامج الثقافية والاجتماعية إلا أنه عاش في الظل متواضعاً وكان شديد الصلة بأهله وأرحامه وهو الأكبر من أولاد العلامة المشهور محمد بن يحيى الذاري وخاله أبو الأحرار محمد محمود الزبيري رحمهما الله، كان عفيفاً طاهر اليد لذلك مات ولم يتمكن من بناء منزل لأولاده وفي مرض موته لم تلتفت الدولة لعلاجه لأنها أصلاً لا تلتفت لأمثاله ممن لا يجيد المديح ولم يتعود على الملق.
رحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر السلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
*الصحوةنت