مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
وكل من لا يسوس الملك يخلعه
مهاالمحمدي -خاص الوفاق
وكل من لا يسوس الملك يخلعه

يضعنا شطر البيت السابق والمصّدر بـ
رزقتُ ملكاً فلم أحسن سياسته ... وكل من لا يسوس الملك يخلعه
بين مضمون .. ؟ متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ؟ .... وانطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون .
شواهد وتاريخ وأمم وملوك وأدواء وحسم ونهايات جليلة وتظل إدارة المُلك قدرة شخصية للبشر ورغبة ورهبة فيحسنون ويسيئون !
أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – في كلمة ألقاها على رعيته المحّملة بإرث الخلافة الراشدة وحلمها العميق في إسقاطها على كل أزمنة الأمة فصل الأمر تصعيداً لأماني الرعية فقال :
أيها الناس لست بخيركم ولكني خير لكم !! هذا هو المِفصل في العلاقة .. خير الرعية الذي لا تتطلع إلى غيره وإن تأمر عليها من تراه ليس بخيرها !
سياسة شؤون الدولة الداخلية والخارجية لتحقيق مصلحة الرعية في شتى مناحي الحياة وبسلطة مطلقة مقيدة تحددها بدايات استفسار إلى ما لا نهاية ..
ماذا ؟ .. كيف ؟ .. متى ولمن .. ؟
وإلى متى ... ؟؟
لذا قيل إن السياسة فن إدارة السلطة والأكثر فن إدارة الصراع داخل الدولة أو مع الخارج
والواقع أن هناك نزعة شكية بشكل عام بين السلطة ’’ الساسة ’’ والرعية في مختلف القرارات وعلى جميع الأصعدة يقطع شُبهاتها واقع الحياة المجرب
على هذا فإنه يطيب للرعية حين الحساب مع الراعي أن تبدأ معه من الصفر في معركة حامية غير طبيعية وغير معقولة في جمع قوي للكلمة والعزيمة مرتكزة في تصفية هذا الحساب على الشبهة قبل الحقيقة الصريحة وعلى الظن مقدماً على اليقين في استئصال جذري في حين تتملك السلطة ’’ الراعي ’’ رغبة جنونية في عناد محموم ورعب سياسي وعسكري لإظهار المهابة والشوكة حتى في النهايات المحسومة فنعم المرضعة بئست الفاطمة هي .. !
ذو القرنين ملك صالح تُهيئه رؤية صريحة لواقع أمته الضعيف إلى أن يمتلك قرني الشمس مشرقها ومغربها فيقوي ضعفها ويدفعها إلى الأمام والقيادة بل والإصلاح لأحوال الأمم المقهورة .
سليمان عليه السلام مُلك النبوة المدعوم بأسباب إلهية ذروة الحق والحقيقة المطلقة في صلاح تام كامل توحدت فيه خلائق وأكوان .


النمرود بن كنعان مع الخليل إبراهيم عليه السلام وتَمثل النزعة النمرودية ( أنا أحيي وأميت ) وفرعون مصر مع الكليم موسى بن عمران عليه السلام وطغيان النزعة الفرعونية
( ما علمت لكم من إله غيري ) تحدي سافر للقدرة الإلهية بل وإدعاء لها جنح بالرعية بعبودية عقلية ونفسية لغير الحق تعالى فهل كانوا خيراُ لها وإن لم يكونوا خيرها ؟
يتبدل الزمان ويتقدم الإنسان في اختلاف ظاهري وتظل دعوات الخيال للراعي تغلبه نوازع نمرودية فرعونية يدركها تماماً ويطبقها يقيناً ولكن الصورة لا تكتمل في ذهنه .. ؟ ذلك الجزء المفقود الذي نسيه أو تناساه ولم يجد من يذكره به أو أصم أذنيه وأعمى قلبه ووأد فِكر مذكره .. أن كل من لا يسوس الملك يخلعه .
أضافة تعليق