أحمد عبد الملك المقرمي
إن الطغاة وإن تعاظم بطشهم
فلديهم عند الشعوب حساب
بداية لا بد من وقفة إجلال للشعب التونسي الذي أنزل هزيمة مدوية بالديكتاتورية والاستبداد، وتحية للقنوات الفضائية وبالأخص قناة الجزيرة التي هزمت هي الأخرى -رغم الصعاب- الحصار الإعلامي لأنظمة الاستبداد، ومن ينسى -كذلك- الراحل الكبير «أبو القاسم الشابي» الذي أجبر الوطن العربي كله أن يردد مع التونسيين:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
لقد أراد «بن علي» أن يتملك تونس مدى الحياة، كان كلما قاربت فترة رئاسته على الانتهاء دفع بأدواته في البرلمان لطلب التمديد له من جديد، وخلع العداد، لكن الشعب التونسي البطل رفض -هذه المرة- الخضوع للتزييف والتزوير لخلع العداد، وبدلا عن ذلك خلع الرئيس بالكلية.
يبدو أن «بن علي» لم يستسغ أن يقال له يوما وباحترام «الرئيس السابق»، لكنه أجبر على أن يقبل لقب «الرئيس المخلوع».
ظن الرجل أنه قد ملك تونس فذهب يقسمها إقطاعيات للأنساب والأصهار والأقارب والمحسوبين والمتسولين على مائدته من المتزلفين، لكنه خرج منها مذموما مطاردا لا يلوي على أحد منهم، ولا يسألون عنه.
ترى ماذا كان يدور بخلده وطائرته تحوم به في الأجواء تبحث له عن عاصم يعصمه من غضبة الشعب؟ فيستعطف هذه الدولة أو تلك لتقبله لاجئا على أرضها، فيتنكر له الحلفاء والأصدقاء؟ لا أظن غير الحسرة والندامة ولات حين مندم.
كان الرجل خادما مطيعا -ومزدوجا- لفرنسا وأمريكا، أما فرنسا فقد أدارت له ظهرها وأمرت أقاربه بمغادرتها وأما الأمريكان فأوباما أشاد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي ووزيرة خارجيته قالت: إن زعماء المنطقة فشلوا في بناء مستقبل يجعل شعوبهم تؤمن به وتدافع عنه.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية البريطانية أن بريطانيا «ترحب بالتغيير وتؤكد أنها دائما كانت تنتقد النظام وتطالب بالإصلاح».
إذن فالعداد المخلوع أو الرئيس المخلوع لم يتعظ بمصير الشاة فهل سيتعظ الآخرون بمصير «بن علي»؟ هل ستنحاز الزعامات العربية إلى شعوبها وإلى العدالة والحرية وترك الديكتاتورية أم ستظل مرمية في أحضان الغرب بدلا من أحضان الشعب الذي هو من يتخذ قرارات الحسم فيطرد الاستبداد والمستبد إلى حيث لا يجد حتى أسياده يقبلونه في أراضيهم.
إن مثل مقولة «اضربوا أنتم وسنقول إنها قنابلنا لا قنابلكم» يزري بها المصير الذي وصل إليه زين العابدين بن علي.
تحية للشعب التونسي وهو يخلع العداد ويردد: إذا الشعب يوما..
وتحية للشعب اليمني يوم أن يهتف ضد الفساد والاستبداد ويردد مع الشهيد الزبيري:
لم يبق للظالمين اليوم من وَزَرٍ
إلا أنوف ذليلات ستنحطم.
*الأهالي نت
إن الطغاة وإن تعاظم بطشهم
فلديهم عند الشعوب حساب
بداية لا بد من وقفة إجلال للشعب التونسي الذي أنزل هزيمة مدوية بالديكتاتورية والاستبداد، وتحية للقنوات الفضائية وبالأخص قناة الجزيرة التي هزمت هي الأخرى -رغم الصعاب- الحصار الإعلامي لأنظمة الاستبداد، ومن ينسى -كذلك- الراحل الكبير «أبو القاسم الشابي» الذي أجبر الوطن العربي كله أن يردد مع التونسيين:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
لقد أراد «بن علي» أن يتملك تونس مدى الحياة، كان كلما قاربت فترة رئاسته على الانتهاء دفع بأدواته في البرلمان لطلب التمديد له من جديد، وخلع العداد، لكن الشعب التونسي البطل رفض -هذه المرة- الخضوع للتزييف والتزوير لخلع العداد، وبدلا عن ذلك خلع الرئيس بالكلية.
يبدو أن «بن علي» لم يستسغ أن يقال له يوما وباحترام «الرئيس السابق»، لكنه أجبر على أن يقبل لقب «الرئيس المخلوع».
ظن الرجل أنه قد ملك تونس فذهب يقسمها إقطاعيات للأنساب والأصهار والأقارب والمحسوبين والمتسولين على مائدته من المتزلفين، لكنه خرج منها مذموما مطاردا لا يلوي على أحد منهم، ولا يسألون عنه.
ترى ماذا كان يدور بخلده وطائرته تحوم به في الأجواء تبحث له عن عاصم يعصمه من غضبة الشعب؟ فيستعطف هذه الدولة أو تلك لتقبله لاجئا على أرضها، فيتنكر له الحلفاء والأصدقاء؟ لا أظن غير الحسرة والندامة ولات حين مندم.
كان الرجل خادما مطيعا -ومزدوجا- لفرنسا وأمريكا، أما فرنسا فقد أدارت له ظهرها وأمرت أقاربه بمغادرتها وأما الأمريكان فأوباما أشاد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي ووزيرة خارجيته قالت: إن زعماء المنطقة فشلوا في بناء مستقبل يجعل شعوبهم تؤمن به وتدافع عنه.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية البريطانية أن بريطانيا «ترحب بالتغيير وتؤكد أنها دائما كانت تنتقد النظام وتطالب بالإصلاح».
إذن فالعداد المخلوع أو الرئيس المخلوع لم يتعظ بمصير الشاة فهل سيتعظ الآخرون بمصير «بن علي»؟ هل ستنحاز الزعامات العربية إلى شعوبها وإلى العدالة والحرية وترك الديكتاتورية أم ستظل مرمية في أحضان الغرب بدلا من أحضان الشعب الذي هو من يتخذ قرارات الحسم فيطرد الاستبداد والمستبد إلى حيث لا يجد حتى أسياده يقبلونه في أراضيهم.
إن مثل مقولة «اضربوا أنتم وسنقول إنها قنابلنا لا قنابلكم» يزري بها المصير الذي وصل إليه زين العابدين بن علي.
تحية للشعب التونسي وهو يخلع العداد ويردد: إذا الشعب يوما..
وتحية للشعب اليمني يوم أن يهتف ضد الفساد والاستبداد ويردد مع الشهيد الزبيري:
لم يبق للظالمين اليوم من وَزَرٍ
إلا أنوف ذليلات ستنحطم.
*الأهالي نت