ما بعد المذبحة
د. محمد الأحمري
إن هذه الحادثة كبيرة ومهمة جدا، أفادت الحكومة التركية، وأفادت القضية الفلسطينية، ومن المهم الاستفادة منها في متابعة الإمساك بالجو الشعبي التركي الناقم، وعدم فتح الفرصة مرة أخرى لعودة ولاء تركي صهيوني ضد المصالح الفلسطينية والعربية، مع أن هذه الحادثة سوف تثير بعض الحكام من العاجزين العرب ضد تركيا، وسيستعينون على تركيا بالصهيونية وأمريكا، ويثيرون حماقات الانتقاد لتركيا، وسيزعمون أنها تتعاطف لأسباب إسلامية مع غزة وليست لأسباب إنسانية، وسيؤكدون أكاذيبهم بأن غزة لا تحيا عزلة ولا حصارا، وسيتفانون بأي طريق وأسلوب لتجميل الوجه القبيح للإرهاب الصهيوني..
(1)
* تركيا تواجه وعرب يوالون
قبل عام ونصف كنت في إسطنبول بعد حملة الإبادة الصهيونية على غزة، وعندما تحدثت مع بعض الأتراك وجدت منهم وعيا بالإرهاب الصهيوني المدمر في المنطقة، ووجدت حمية وعاطفة حية، حتى إن السائق استغرب لما قلت: عربي، والتفت وترك الطريق، يقول أين أنتم العرب عما يحدث في غزة، فشعرت بالذنب والإدانة، وطمأنته قائلا إننا هنا في حملة إعلامية لغزة. فأقسم لي إنه لو كان لديه مكان في بيته لاستضاف عائلة فلسطينية لينقذها من الموت والجوع.
التوجه الوطني والإسلامي والإنساني والحرية والنمو التي يعيشها الشعب التركي يصاحبها وعي بالشر ومكمنه في المنطقة، ويتوجه الناس بالفطرة لمواجهة الشر الصهيوني، وهذه الحكومة التركية بميولها وعدالتها لم يسعها أن تقف متفرجة فيما يحدث.
ولهذا، فقد تصاعد انقلاب كبير في الشارع التركي وفي الوعي العام، وراءه عقل وعاطفة وحمية ودين وكرامة مجروحة في الحادثة الأخيرة، سبقها انتهاكات جوية عسكرية للسيادة التركية، عندما ضربت إسرائيل المبنى السوري، الذي قيل إنه بداية مفاعل في الشمال من الأراضي التركية، واستعدت تركيا الآن بشبكة من الصواريخ لحماية نفسها وردع أي انتهاك تال لحدودها.
وتنبه الأتراك للكذب الذي يستمريه ويتعامل به الصهاينة مع العالم، وتنبهوا لمكينة الخداع الجبارة حول العالم وفي كل مكان.
يقابل ذلك أن أمريكا في الحقيقة تحتاج إلى علاقة قوية مع تركيا، بل الحديث في الأيام الماضية، كان يدور على أن أمريكا أوكلت بعض الملفات المهمة للسياسة التركية في المنطقة، كملفات عراقية وإيرانية، إلى جانب حديث عن تفويض لتركيا وقطر في حل الملف السوداني. ففي السياسة التركية شباب سياسي واع، وثقة وحصافة لا توجد في الكيانات العربية المترهلة والعاجزة.
إن هذه الحادثة كبيرة ومهمة جدا، أفادت الحكومة التركية، وأفادت القضية الفلسطينية، ومن المهم الاستفادة منها في متابعة الإمساك بالجو الشعبي التركي الناقم، وعدم فتح الفرصة مرة أخرى لعودة ولاء تركي صهيوني ضد المصالح الفلسطينية والعربية، مع أن هذه الحادثة سوف تثير بعض الحكام من العاجزين العرب ضد تركيا، وسيستعينون على تركيا بالصهيونية وأمريكا، ويثيرون حماقات الانتقاد لتركيا، وسيزعمون أنها تتعاطف لأسباب إسلامية مع غزة وليست لأسباب إنسانية، وسيؤكدون أكاذيبهم بأن غزة لا تحيا عزلة ولا حصارا، وسيتفانون بأي طريق وأسلوب لتجميل الوجه القبيح للإرهاب الصهيوني.
وقد تحدث بعض العرب على الجزيرة أمس، يستنكر القول بوجود حصار على غزة!! وهذا الموقف هو أمنية الإرهاب الصهيوني أن يجد من بين العرب عونا ومساعدة في محنة سمعته الدولية وما أصبح مشهورا عنه من أنه كيان عنصري وغير إنساني، ومع ذلك فسيسعى لمزيد من حشد أتباع له من العرب ضد الفلسطينيين والأتراك والانتقاد الدولي التعاطف العالمي مع قضيتهم.
وقد لاحظنا من وسائل إعلام عربية أنها تقدم الاعتذار للصهاينة، وتسوق الخبر وتؤكد على وجهة النظر الصهيونية فيما حدث، زاعمة الحياد وليس في الإعلام حياد. ومن الجريمة، مساعدة الإرهابي وتبرير دوره، أو الكذب بتوفر ضروريات الحياة في غزة ونحن نرى الفلسطينيين يحاطون بفولاذ، ويموتون في سبيل جلب اسطوانة أو أنبوب غاز، كما حدث قبل الجريمة بيوم، وقتها مات عدد من الشباب حرقا وخنقا في الأنفاق ليهربوا أنبوب غاز.
إن من خيانة الضحايا أن يجد الإرهاب الصهيوني عونا من أحد للخروج من مأزقه الإنساني أمام العالم، أو أن يظهر أي إنسان من أي مكان لكي يبرر فضاعاته ضد المسالمين في العالم الكاسرين للحصار، ومن لم يقف أكثر من الموقف التركي، فليس له أن يقل عنه حتى لا يدار مستقبل أمره من تل أبيب، عاصمة الإرهاب الدولي الدائم.
إنها فرصة لحملة دولية مركزة ومستمرة ضد هذا الإرهاب المحمي، مهما كانت شناعاته، وسنجد من عقلاء العالم من يقدر ضرورة الوقوف بوجه هذه الوحشية إن صدقنا نحن أولا في حملة تشويهه على الأقل، وإلا فسوف نجد جنودا لهذا الإرهاب خونة يخرجون من بين صفوفنا غدا لا قدر الله.
*العصر
د. محمد الأحمري
إن هذه الحادثة كبيرة ومهمة جدا، أفادت الحكومة التركية، وأفادت القضية الفلسطينية، ومن المهم الاستفادة منها في متابعة الإمساك بالجو الشعبي التركي الناقم، وعدم فتح الفرصة مرة أخرى لعودة ولاء تركي صهيوني ضد المصالح الفلسطينية والعربية، مع أن هذه الحادثة سوف تثير بعض الحكام من العاجزين العرب ضد تركيا، وسيستعينون على تركيا بالصهيونية وأمريكا، ويثيرون حماقات الانتقاد لتركيا، وسيزعمون أنها تتعاطف لأسباب إسلامية مع غزة وليست لأسباب إنسانية، وسيؤكدون أكاذيبهم بأن غزة لا تحيا عزلة ولا حصارا، وسيتفانون بأي طريق وأسلوب لتجميل الوجه القبيح للإرهاب الصهيوني..
(1)
* تركيا تواجه وعرب يوالون
قبل عام ونصف كنت في إسطنبول بعد حملة الإبادة الصهيونية على غزة، وعندما تحدثت مع بعض الأتراك وجدت منهم وعيا بالإرهاب الصهيوني المدمر في المنطقة، ووجدت حمية وعاطفة حية، حتى إن السائق استغرب لما قلت: عربي، والتفت وترك الطريق، يقول أين أنتم العرب عما يحدث في غزة، فشعرت بالذنب والإدانة، وطمأنته قائلا إننا هنا في حملة إعلامية لغزة. فأقسم لي إنه لو كان لديه مكان في بيته لاستضاف عائلة فلسطينية لينقذها من الموت والجوع.
التوجه الوطني والإسلامي والإنساني والحرية والنمو التي يعيشها الشعب التركي يصاحبها وعي بالشر ومكمنه في المنطقة، ويتوجه الناس بالفطرة لمواجهة الشر الصهيوني، وهذه الحكومة التركية بميولها وعدالتها لم يسعها أن تقف متفرجة فيما يحدث.
ولهذا، فقد تصاعد انقلاب كبير في الشارع التركي وفي الوعي العام، وراءه عقل وعاطفة وحمية ودين وكرامة مجروحة في الحادثة الأخيرة، سبقها انتهاكات جوية عسكرية للسيادة التركية، عندما ضربت إسرائيل المبنى السوري، الذي قيل إنه بداية مفاعل في الشمال من الأراضي التركية، واستعدت تركيا الآن بشبكة من الصواريخ لحماية نفسها وردع أي انتهاك تال لحدودها.
وتنبه الأتراك للكذب الذي يستمريه ويتعامل به الصهاينة مع العالم، وتنبهوا لمكينة الخداع الجبارة حول العالم وفي كل مكان.
يقابل ذلك أن أمريكا في الحقيقة تحتاج إلى علاقة قوية مع تركيا، بل الحديث في الأيام الماضية، كان يدور على أن أمريكا أوكلت بعض الملفات المهمة للسياسة التركية في المنطقة، كملفات عراقية وإيرانية، إلى جانب حديث عن تفويض لتركيا وقطر في حل الملف السوداني. ففي السياسة التركية شباب سياسي واع، وثقة وحصافة لا توجد في الكيانات العربية المترهلة والعاجزة.
إن هذه الحادثة كبيرة ومهمة جدا، أفادت الحكومة التركية، وأفادت القضية الفلسطينية، ومن المهم الاستفادة منها في متابعة الإمساك بالجو الشعبي التركي الناقم، وعدم فتح الفرصة مرة أخرى لعودة ولاء تركي صهيوني ضد المصالح الفلسطينية والعربية، مع أن هذه الحادثة سوف تثير بعض الحكام من العاجزين العرب ضد تركيا، وسيستعينون على تركيا بالصهيونية وأمريكا، ويثيرون حماقات الانتقاد لتركيا، وسيزعمون أنها تتعاطف لأسباب إسلامية مع غزة وليست لأسباب إنسانية، وسيؤكدون أكاذيبهم بأن غزة لا تحيا عزلة ولا حصارا، وسيتفانون بأي طريق وأسلوب لتجميل الوجه القبيح للإرهاب الصهيوني.
وقد تحدث بعض العرب على الجزيرة أمس، يستنكر القول بوجود حصار على غزة!! وهذا الموقف هو أمنية الإرهاب الصهيوني أن يجد من بين العرب عونا ومساعدة في محنة سمعته الدولية وما أصبح مشهورا عنه من أنه كيان عنصري وغير إنساني، ومع ذلك فسيسعى لمزيد من حشد أتباع له من العرب ضد الفلسطينيين والأتراك والانتقاد الدولي التعاطف العالمي مع قضيتهم.
وقد لاحظنا من وسائل إعلام عربية أنها تقدم الاعتذار للصهاينة، وتسوق الخبر وتؤكد على وجهة النظر الصهيونية فيما حدث، زاعمة الحياد وليس في الإعلام حياد. ومن الجريمة، مساعدة الإرهابي وتبرير دوره، أو الكذب بتوفر ضروريات الحياة في غزة ونحن نرى الفلسطينيين يحاطون بفولاذ، ويموتون في سبيل جلب اسطوانة أو أنبوب غاز، كما حدث قبل الجريمة بيوم، وقتها مات عدد من الشباب حرقا وخنقا في الأنفاق ليهربوا أنبوب غاز.
إن من خيانة الضحايا أن يجد الإرهاب الصهيوني عونا من أحد للخروج من مأزقه الإنساني أمام العالم، أو أن يظهر أي إنسان من أي مكان لكي يبرر فضاعاته ضد المسالمين في العالم الكاسرين للحصار، ومن لم يقف أكثر من الموقف التركي، فليس له أن يقل عنه حتى لا يدار مستقبل أمره من تل أبيب، عاصمة الإرهاب الدولي الدائم.
إنها فرصة لحملة دولية مركزة ومستمرة ضد هذا الإرهاب المحمي، مهما كانت شناعاته، وسنجد من عقلاء العالم من يقدر ضرورة الوقوف بوجه هذه الوحشية إن صدقنا نحن أولا في حملة تشويهه على الأقل، وإلا فسوف نجد جنودا لهذا الإرهاب خونة يخرجون من بين صفوفنا غدا لا قدر الله.
*العصر