د.محمدالأحمري
من الموضوعات التي شغلت الناس في العالم العربي: الحديثُ عن الثورات، فاخترتُ التعريف الموجز بثلاثة كتب متوفرة تلقي ضوءا على الموضوع. أحدها كتبه مؤرخ مهتم بـ’’تشريح الثورة’’، وآخر كتبه ثائر من الميدان في روسيا ’’عشرة أيام هزت العالم’’، والثالث ’’من الديكتاتورية إلى الديمقراطية’’، كتبه باحث معاصر مهتم بمفهوم الثورات السلمية، وهي نصوص مهمة لمن يحب أن يعرف عن هذه الظاهرة..
* كرين برينتن (1): تشريح الثورة.
الفارابي وكلمة، في أبو ظبي، 1430هـ-2009م
* جون ريد، عشرة أيام هزت العالم.
الفارابي، بيروت، 1988م، ’’مطبوع بالعربية وموجود للتحميل من الشبكة’’، وله أكثر من طبعة.
* جين شارب: من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
الدار العربية للعلوم، بيروت، 1430 هـ - 2009م
من الموضوعات التي شغلت الناس في العالم العربي: الحديثُ عن الثورات، فاخترتُ التعريف الموجز بثلاثة كتب متوفرة تلقي ضوءا على الموضوع.
أحدها كتبه مؤرخ مهتم بـ’’تشريح الثورة’’، وآخر كتبه ثائر من الميدان في روسيا ’’عشرة أيام هزت العالم’’، والثالث ’’من الديكتاتورية إلى الديمقراطية’’، كتبه باحث معاصر مهتم بمفهوم الثورات السلمية، وهي نصوص مهمة لمن يحب أن يعرف عن هذه الظاهرة.
الكتاب الأول: على الرغم من أن كتاب برنتن سبق نشره بالعربية منذ أكثر من ثلاثين سنة، ثم زعم الناشر أن هذه هي الطبعة العربية الأولى [ربما للتسويق على ’’مشروع كلمة’’، أو لأن النشرة الأولى غير مرخصة أو لسبب غير ذلك]، وهو من الكتب التاريخية التي حاولت أن تتفهم أسباب وظروف الثورات الكبرى، وخاصة الثورات العظمى كالأمريكية والفرنسية والروسية وما بينهما من ثورات، وهو مؤرخ ضليع وبخاصة في تاريخ أوروبا وفرنسا واجتهد أن يعطي قوانين لهذه الأحداث، وهذه الرغبة منه كانت سببا في قوة الكتاب وفي ضعفه في الآن نفسه، عند من يرى أن للتاريخ قوانين ومن ينفي هذه القوانين والأهداف للتاريخ، وكتابه هذا كان مقررا علينا في مادة الثورات بجانب نصوص أخرى.
والذي ينقص هذا الكتاب هو ما جرى بعده من أحداث منذ الستينيات إلى اليوم، وهي أحداث كبيرة ليس أهمها ثورة إيران – وقد أُلف عنها مؤلفات عديدة – وثورات العالم العربي الجارية التي هي في طريقها للفلاح أو السرقة أو الانكسار، وإن كان النص مهما ومساعدا على الفهم إلا أنه يُعطي جانبا من الصورة المطلوبة عن الثورات.
الكتاب الثاني: لجون ريد شيوعي أمريكي شهد أيام الثورة الروسية، وكتب كتابا لم يزل من أحسن اليوميات المكتوبة عن الثورة، سيّما في الغرب، لكونه موجزا ومُحررا من طرف شاهد عيان محب.
وقد ذهب إلى المكسيك إبان ثورتها، ولم يخل كتابه ’’عشرة أيام’’ من الغرق في تفصيلات وولع بما حدث، وميزته الكبرى عن غيره تلك الشهادة اليومية إذ تقرأ الكتاب وكأنك ترى الأحداث تجري أمامك. وأذكر أن الأستاذ الذي كان يُدرّسنا بالغ في قيمة هذا الكتاب وأهميته لدراسة أي ثورة من الداخل ونفسيات أهلها وطريقة عملهم ومشاعرهم، ولكنه يمجد ثورة كانت الأعنف والأكثر دموية في التاريخ البشري فيما بعد تلك الأيام التي أرخ لها جون ريد.
أما الكتاب الثالث: فيهتم بموضوع الانتقال السلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، وهو كتيب أو نص قصير أشبه ما يكون بدليل عملي يدوي لكيفية تنفيذ هذه الثورات، وقد انتهز بعضهم الأحداث في مصر وكتب أحدهم في جريدة ’’نيويورك تايمز’’ مقالا طويلا عن جهود شارب وربط نصوصه بما يحدث في العالم العربي، وكان ربطا مفتعلا، فلم يفكر البوعزيزي وهو يحرق نفسه في كتاب شارب، ولكن بعض الغربيين يحبون ربط ما يحدث في العالم بتوجيهاتهم.
والذين عرفوا ثقافة الثورات، يجدون أن الكتاب عبارة عن جمع وتلخيص ومحاولة للبحث في طرق تنفيذ الثورات السلمية دون دماء، وكتاباته سابقة إلى حد كبير لرسوخ لثقافة وانتشار التقنيات الحديثة.
والمؤلف متفرغ منذ عشرات السنين للموضوع، يؤلف وينشر ويسافر ويتابع ما يحدث بهذا الخصوص (في أواسط عقده التاسع في حي فقير في بوسطن)، وكان أول أعماله الشهيرة كتابه عن غاندي، وقد كتب مقدمة كتابه ألبرت أينشتين، وسمى بيته معهد أينشتين وخصصه لهذا النوع من الدراسات. والكتاب مثقل بأخطاء لغوية وأحيانا في الترجمة.
وهذه الكتب أشرت إليها بسبب سبق قراءتها وتوفرها في الشبكة والأسواق ومعارض الكتب هذه الأيام.
(1) هكذا كتب اسمه بالعربية مع أنه ينطق بألف ممالة في ’’كران’’ كما في الألف الأولى من: ’’جازان’’، وفي الآية ’’مجراها’’. والاسم الأخير بكسرة بعد الراء من دون ياء في برنتن لا كما كتب المترجم، فالأصل أن يكتب هكذا ’’كران برنتن’’، ولعل المترجمين لاحظوا أن الإمالة نسيها المعاصرون من العرب، فأصبحت تكتب ياء خلاصا من قراءتها ألفاً.
العصر
من الموضوعات التي شغلت الناس في العالم العربي: الحديثُ عن الثورات، فاخترتُ التعريف الموجز بثلاثة كتب متوفرة تلقي ضوءا على الموضوع. أحدها كتبه مؤرخ مهتم بـ’’تشريح الثورة’’، وآخر كتبه ثائر من الميدان في روسيا ’’عشرة أيام هزت العالم’’، والثالث ’’من الديكتاتورية إلى الديمقراطية’’، كتبه باحث معاصر مهتم بمفهوم الثورات السلمية، وهي نصوص مهمة لمن يحب أن يعرف عن هذه الظاهرة..
* كرين برينتن (1): تشريح الثورة.
الفارابي وكلمة، في أبو ظبي، 1430هـ-2009م
* جون ريد، عشرة أيام هزت العالم.
الفارابي، بيروت، 1988م، ’’مطبوع بالعربية وموجود للتحميل من الشبكة’’، وله أكثر من طبعة.
* جين شارب: من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
الدار العربية للعلوم، بيروت، 1430 هـ - 2009م
من الموضوعات التي شغلت الناس في العالم العربي: الحديثُ عن الثورات، فاخترتُ التعريف الموجز بثلاثة كتب متوفرة تلقي ضوءا على الموضوع.
أحدها كتبه مؤرخ مهتم بـ’’تشريح الثورة’’، وآخر كتبه ثائر من الميدان في روسيا ’’عشرة أيام هزت العالم’’، والثالث ’’من الديكتاتورية إلى الديمقراطية’’، كتبه باحث معاصر مهتم بمفهوم الثورات السلمية، وهي نصوص مهمة لمن يحب أن يعرف عن هذه الظاهرة.
الكتاب الأول: على الرغم من أن كتاب برنتن سبق نشره بالعربية منذ أكثر من ثلاثين سنة، ثم زعم الناشر أن هذه هي الطبعة العربية الأولى [ربما للتسويق على ’’مشروع كلمة’’، أو لأن النشرة الأولى غير مرخصة أو لسبب غير ذلك]، وهو من الكتب التاريخية التي حاولت أن تتفهم أسباب وظروف الثورات الكبرى، وخاصة الثورات العظمى كالأمريكية والفرنسية والروسية وما بينهما من ثورات، وهو مؤرخ ضليع وبخاصة في تاريخ أوروبا وفرنسا واجتهد أن يعطي قوانين لهذه الأحداث، وهذه الرغبة منه كانت سببا في قوة الكتاب وفي ضعفه في الآن نفسه، عند من يرى أن للتاريخ قوانين ومن ينفي هذه القوانين والأهداف للتاريخ، وكتابه هذا كان مقررا علينا في مادة الثورات بجانب نصوص أخرى.
والذي ينقص هذا الكتاب هو ما جرى بعده من أحداث منذ الستينيات إلى اليوم، وهي أحداث كبيرة ليس أهمها ثورة إيران – وقد أُلف عنها مؤلفات عديدة – وثورات العالم العربي الجارية التي هي في طريقها للفلاح أو السرقة أو الانكسار، وإن كان النص مهما ومساعدا على الفهم إلا أنه يُعطي جانبا من الصورة المطلوبة عن الثورات.
الكتاب الثاني: لجون ريد شيوعي أمريكي شهد أيام الثورة الروسية، وكتب كتابا لم يزل من أحسن اليوميات المكتوبة عن الثورة، سيّما في الغرب، لكونه موجزا ومُحررا من طرف شاهد عيان محب.
وقد ذهب إلى المكسيك إبان ثورتها، ولم يخل كتابه ’’عشرة أيام’’ من الغرق في تفصيلات وولع بما حدث، وميزته الكبرى عن غيره تلك الشهادة اليومية إذ تقرأ الكتاب وكأنك ترى الأحداث تجري أمامك. وأذكر أن الأستاذ الذي كان يُدرّسنا بالغ في قيمة هذا الكتاب وأهميته لدراسة أي ثورة من الداخل ونفسيات أهلها وطريقة عملهم ومشاعرهم، ولكنه يمجد ثورة كانت الأعنف والأكثر دموية في التاريخ البشري فيما بعد تلك الأيام التي أرخ لها جون ريد.
أما الكتاب الثالث: فيهتم بموضوع الانتقال السلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، وهو كتيب أو نص قصير أشبه ما يكون بدليل عملي يدوي لكيفية تنفيذ هذه الثورات، وقد انتهز بعضهم الأحداث في مصر وكتب أحدهم في جريدة ’’نيويورك تايمز’’ مقالا طويلا عن جهود شارب وربط نصوصه بما يحدث في العالم العربي، وكان ربطا مفتعلا، فلم يفكر البوعزيزي وهو يحرق نفسه في كتاب شارب، ولكن بعض الغربيين يحبون ربط ما يحدث في العالم بتوجيهاتهم.
والذين عرفوا ثقافة الثورات، يجدون أن الكتاب عبارة عن جمع وتلخيص ومحاولة للبحث في طرق تنفيذ الثورات السلمية دون دماء، وكتاباته سابقة إلى حد كبير لرسوخ لثقافة وانتشار التقنيات الحديثة.
والمؤلف متفرغ منذ عشرات السنين للموضوع، يؤلف وينشر ويسافر ويتابع ما يحدث بهذا الخصوص (في أواسط عقده التاسع في حي فقير في بوسطن)، وكان أول أعماله الشهيرة كتابه عن غاندي، وقد كتب مقدمة كتابه ألبرت أينشتين، وسمى بيته معهد أينشتين وخصصه لهذا النوع من الدراسات. والكتاب مثقل بأخطاء لغوية وأحيانا في الترجمة.
وهذه الكتب أشرت إليها بسبب سبق قراءتها وتوفرها في الشبكة والأسواق ومعارض الكتب هذه الأيام.
(1) هكذا كتب اسمه بالعربية مع أنه ينطق بألف ممالة في ’’كران’’ كما في الألف الأولى من: ’’جازان’’، وفي الآية ’’مجراها’’. والاسم الأخير بكسرة بعد الراء من دون ياء في برنتن لا كما كتب المترجم، فالأصل أن يكتب هكذا ’’كران برنتن’’، ولعل المترجمين لاحظوا أن الإمالة نسيها المعاصرون من العرب، فأصبحت تكتب ياء خلاصا من قراءتها ألفاً.
العصر