جماعة الإخوان المسلمين في مصر هي الجماعة الإسلامية السادسة التي ظهرت في العالم الإسلامي على يد مؤسسها الشيخ حسن بن أحمد البنا – رحمه الله – في عام (1347هـ-1928م). وكان والده يُعرف بالساعاتي لاحترافه مهنة إصلاح الساعات، وهو صاحب كتاب (الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد الشيباني). وفي عام (1367هـ-1948م) خاض الإخوان المسلمون الحرب مع الجيوش العربية في كتائب متطوعة عبر الجبهة الغربية من مصر، والشرقية من سوريا. اُغتيل - رحمه الله – في عام (1368هـ-1949م).
منهج جماعة الإخوان في العقيدة :
في رسالة للشيخ البنا بعنوان (العقائد) جاء فيها :
1. أول واجب على المكلف :
قال الشيخ البنا : (اعلم أن الناس أمام العقائد الدينية أقسام :
[1] منهم من تلقاها تلقيناً واعتقدها عادة ...
[2] ومنهم من نظر وفكر فازداد إيماناً، وقوي يقينه ...
[3] ومنهم من أدام النظر وأعمل الفكر...).
إلى أن قال : (وإنما ضربنا لك هذا المثل لترقى بنفسك عن مواطن التقليد في التوحيد، وتُعمِل الفكر في تفهم عقيدتك .. فرأى بنور بصيرته ما أكمل إيمانه وأتم يقينه، وثبت فؤاده (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) [سورة محمد : 17]) ا.هـ. [1]
يعتقد الشيخ حسن البنا أن أول واجب على المكلف هو إدامة النظر وعمل الفكر وهذا مخالف لمنهج السلف الصالح، فالرسل جميعاً عندما جاؤوا إلى أقوامهم كان التوحيد أول أمر دعوا إليه كما قال الله - تعالى - : (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [سورة الأعراف، الآيات : 59، 65، 73، 85]. وأما الدعوة إلى التفكير وعمل العقل فقد جاء بعد إعراض الكفار عن التوحيد كما قال – تعالى - : (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) [سورة يونس : 101] : (أي قل يا محمد للكفار تفكروا واعتبروا بما في السموات والأرض من المصنوعات الدالة على الصانع ووحدته وكمال قدرته ... ثم ذكر سبحانه أن التفكر والتدبر في هذه الدلائل لا ينفع في حق من استحكمت شقاوته)[2].
2. أقسام التوحيد :
قال الشيخ البنا في صفات الله – تعالى - في صفحة 417 : (أنت إذا نظرت إلى هذا الكون وما فيه من بدائع الحِكم ... لخرجت من كل ذلك ... أن لهذا الكون خالقاً صانعاً موجداً، وأن هذا الصانع لابد أن يكون عظيماً... قادراً ... حياً ... وأنه مستغنٍ ... عليم ... خالقها) ا.هـ.
هذه بعض أفعال وصفات الله – تعالى - (توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات)، والإيمان بها لا ينفع صاحبها في الدنيا، ولا ينجو من النار يوم القيامة إلا إذا حقق توحيد الألوهية (توحيد العبادة) أي إفراد الله بأفعال العباد مثل الدعاء والركوع والسجود والذبح والنذر فيجب إفراد الله بهذه الأفعال.
منهج جماعة الإخوان في الشريعة :
من خلال الجهود التي قام بها الشيخ البنا في توضيح بعض مفاهيم الدين الإسلامي اتضحت عدة أمور :
1. أصول الإصلاح الاجتماعي :
قال الشيخ البنا في رسالة ، عنوانها : بين الأمس واليوم : (أصول الإصلاح الاجتماعي الكامل : (أ)الربانية، (ب)التسامي بالنفس الإنسانية، (ج)تقرير عقيدة الجزاء، (د)إعلان الأخوة بين الناس، (هـ)النهوض بالرجل والمرأة جميعاً ...، (و)تأمين المجتمع ...، (ز)ضبط الغريزتين ...، (ح)الشدة في محاربة الجرائم الأصلية، (ط)تأكيد وحدة الأمة، (ي)إلزام الأمة بالجهاد ...، (ك)اعتبار الدولة ممثلة للفكرة...) ا.هـ. وقال أيضاً : (على قواعد هذا النظام الاجتماعي القرآني الفاضل قامت الدولة الإسلامية الأولى) ا.هـ.
أين الدليل من القرآن أو من السنة على أن هذه القواعد قامت عليها الدولة الإسلامية الأولى؟ وأين موقع التوحيد الذي جاء به الأنبياء من عند الله؟
2. أهداف جماعة الإخوان :
قال الشيخ البنا عن الأهداف التي يسعى لها الإخوان المسلمون في صفحة 98 : (أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وأن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة) ا.هـ.
إن الدعوة إلى توحيد الألوهية (توحيد العبادة) وإزالة معالم الشرك من قباب وأضرحة في البلد التي يعيش فيها الداعية، أهم وأعظم من الآمال العريضة والأماني البعيدة من تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي؛ لأن الله – تعالى - يؤاخذ الداعية على ما حوله من الشركيات، هل حقق الدعوة إلى توحيد الألوهية؟ ولن يؤاخذ الله الداعية على دخول السلطان الأجنبي إلى بلدان العالم الإسلامي إلا إذا كان سبباً في ذلك.
3. الموقف من الأحزاب والحكومة :
قال الشيخ البنا في صفحة 131-132 : (الإخوان المسلمون يعتقدون أن الأحزاب السياسية المصرية جميعاً قد وجدت في ظروف خاصة، ولدواعٍ أكثرها شخصي لا مصلحي ... ولا خير في بقاء هذه الأحزاب، [وأن الإخوان المسلمين] يعتقدون في قرارة نفوسهم أن مصر لا يصلحها ولا ينقذها إلا أن تنحل هذه الأحزاب كلها) ا.هـ.
هذا التعميم من الشيخ حسن البنا يتنافى مع قوله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة : 2]. فيجب على الداعية أن يتعاون على البر والتقوى مع التجمعات المحلية في بلده من أهمها : توضيح حقيقة التوحيد الخالص ونبذ الشرك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال الشيخ البنا في صفحة 150 : (أما وسيلتنا العامة، فالإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حتى يفقهها الرأي العام). وقال أيضاً : (فأما موقفنا من الحكومات المصرية على اختلاف ألوانها فهو موقف الناصح الشفيق، الذي يتمنى لها السداد والتوفيق، وأن يصلح الله بها هذا الفساد) ا.هـ.
هذا منهج يتفق مع منهج السلف الصالح في الدعوة بالرفق والتسامح.
منهج جماعة الإخوان في الأخلاق :
يلاحظ من خلال القراءة المتأنية لرسائل الشيخ البنا أنها كُتبت في أوقات متفاوتة لأكثر من خمسة عشر عاماً تقريباً، وكان معظم محتوياتها ردود أفعال لتساؤلات الناس حول هذه الدعوة.
وتبرز الأخلاق والتعامل بين جماعة الإخوان والمجتمع من حولهم في عدة جوانب :
1. الغموض في الدعوة :
الدعوة التي دعا إليها الشيخ البنا لم تكن واضحة في البداية فتارة قال في صفحة 19 : (نحن ندعو الناس إلى (مبدأ) .. مبدأ واضح محدود مسلم به ... مبدأ أثبتت التجربة وحكم التاريخ صلاحيته للخلود) ا.هـ.
ثم قال في صفحة 21 : (نعتقد أن الإسلام معنى شامل ينتظم شؤون الحياة جميعاً) ا.هـ.
كما ذكر صفات الدعوة التي يدعو إليها الإخوان المسلمون بقوله في صفحة 27 : (دعوة عامة دعوة بيضاء دعوة نقية غير ملونة بلون، وهي مع الحق أينما كان، تحب الإجماع وتكره الشذوذ) ا.هـ.
ثم قال في صفحة 35 : (قد تتحدث إلى كثير من الناس في موضوعات مختلفة، فتعتقد أنك قد أوضحت كل الإيضاح وأبنت كل الإبانة ... وما أشد دهشتك بعد قليل حين ينكشف لك أن القوم لم يفهموا عنك ولم يدركوا قولك) ا.هـ.
وبعد عشر سنوات من بداية دعوته عرَّف الإسلام في رسالة المؤتمر الخامس كما في صفحة 108 بقوله : (فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف) ا.هـ.
ثم طالب الناس بالانضمام إليها كما في صفحة 59 : (أنت الآن أمام دعوة جديدة، وقوم ناشئين يدعونك إلى العمل معهم والانضمام إليهم) ا.هـ.
هذا هو مفهوم الدعوة عند الشيخ حسن البنا – رحمه الله - فعندما تتعدد الأولويات وتتضارب الاهتمامات لدى الداعية، فإن الغموض صفة لازمة لا تنفك عنها، لذا يجب على الداعية الاهتمام بالتوحيد الخالص، ثم إصلاح الأوضاع القائمة كما فعل أنبياء الله جميعاً.
2. تجنب الصدام مع الجاهلية المعاصرة :
الصدام مع الجاهلية المعاصرة من المآخذ التي تُؤخذ على الكثير من الجماعات الإسلامية، لذا يجب الدعوة بالرفق والتسامح والحجة والبرهان، وعدم البدء بالقتال والصدام مع الخصوم والمتربصين، وفي نفس الوقت الحرص على العوامل التي تناصر الدعوة وتحميها بإذن الله – تعالى -، كدعوة الأعيان والأحزاب.
قال الشيخ البنا في صفحة 322 : (لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على أساس الإسلام، ولا يستمد منه، ولا نعترف بهذه الأحزاب السياسية ... وسنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامي بكل مظاهره) ا.هـ.
إن هذا مخالف لقوله – تعالى - : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) [سورة آل عمران، الآية : 64]. ومخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عقد المعاهدات مع القوى المحيطة به في الداخل والخارج.
3. مفهوم عوامل النصر :
قال الشيخ البنا في صفحة 170 : (عجيب أن تجد الشيوعية دولة تهتف بها ... أن تجد الفاشستية والنازية أمماً تقدسها ... وأن تجد المذاهب الاجتماعية والسياسية المختلفة أنصاراً أقوياء ... ولا نجد حكومة إسلامية تقوم بواجب الدعوة إلى الإسلام) ا.هـ.
هؤلاء أخذوا بعوامل النصر من تحقيق العدل الداخلي وبأسباب القوة المادية، فحقق الله لهم النصر في الدنيا، لأن الدنيا؛ لا تساوي عند الله جناح بعوضة، أما المسلمون فإن عوامل النصر لا تقتصر على القوى المادية، فهي مسخرة من عند الله، ولكن بتحقيق التوحيد الخالص. ولهذا تخلى المسلمون عن مهمتهم الرئيسة، كما أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًّا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [3].
تقويم العمل الدعوي
يُعد التقويم المستمر للعمل الإسلامي من الإيجابيات التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين خلال مسيرتها الدعوية في عام (1402هـ - 1982م)، حتى عام (1414هـ - 1994م)، ولكن لا يزال هناك بعض الملاحظات، ومن أهمها [4] :
1. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (2)، تحقيق الأغراض، فقرة أ. ما نصه : (تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس كافة وإلى المسلمين خاصة، وشرحها شرحًا دقيقًا يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها، ويدفع عنها الأباطيل والشبهات) ا.هـ. هذا الفقرة عامة وغامضة وتتفق مع الغموض الذي أشار إليه الشيخ حسن البنا في دعوته. وبسبب وجود أكثر من ستة آلاف ضريح في مصر تقدم لها الشعائر التعبدية، وبلغ عدد الزوار لأحد الأضرحة أكثر من ثمانية مليون زائر في العام الماضي،ٍ بسبب هذا أرجو من شيوخ الجماعة أن تتسع صدورهم لهذا النقد، وأن يغيروا العبارة السابقة إلى العبارة التالية : (توضيح حقيقة التوحيد كما جاء به الأنبياء من عند الله، والمتمثل في توحيد الألوهية المتضمن لتوحيدي الربوبية والأسماء والصفات).
2. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (2)، تحقيق الأغراض، فقرة هـ. ما نصه : (تحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامي، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان، والسعي إلى تجميع المسلمين حتى يصيروا أمة واحدة). هذه الفقرة لا تتفق مع قوله - تعالى - : (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً .. ) [سورة الأنفال : 66]. فعلى سبيل المثال : في أي بلد من بلدان العالم الإسلامي تنتشر فيه الأضرحة والمزارات الشركية، وإذا كان الدعاة في هذا البلد لم يجعلوا حقيقة التوحيد أهم الأولويات، فتحرير هذا البلد - بالمفهوم الإسلامي الحقيقي - أمر مستحيل. وأنصح شيوخ الجماعة أن يغيروا هذه الفقرة إلى : (نشر حقيقة التوحيد كما جاء به الأنبياء من عند الله في كل بلد من بلدان العالم الإسلامي، وتحرير العقل البشري من أوهام الخرافات والشركيات).
3. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (2)، تحقيق الأغراض، فقرة و. ما نصه : (قيام الدولة الإسلامية التي تنفِّذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليًّا، وتحرسها في الداخل، وتعمل على نشرها وتبليغها في الخارج) ا.هـ. هذا الفقرة لا تتفق مع المرحلية في الدعوة ولذا ينبغي التحفظ عليها.
4. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (3)، الوسائل المطلوبة لتحقيق الأغراض أربع فقرات، هي : (أ:الدعوة، ب:التربية، ج:التوجيه، د:التعاون). هذه الفقرات توضح المعرفة الشمولية لمفهوم الدعوة لدى الجماعة، كما تتفق مع المهمة الرئيس للمرشد العام، ألا وهي : الإرشاد.
5. وأما الفقرة هـ (إعداد الأمة : إعدادًا جهاديًّا؛ لتقف جبهة واحدة في وجه العزاة والمتسلطين من أعداء الله، تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة) ا.هـ. هذه الفقرة تخالف مهمة المرشد العام، كما أن الله - تعالى - كفاكم مسؤوليتها بوجود التجنيد الإجباري في مصر، وأن تحرير العقل البشري من أوهام الخرافات والشركيات أهم وأولى من إقامة الدولة.
بعض الملاحظات على الأصول العشرين
ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (50)، فقرة 2، ما نصه : (الالتزام بفهم الجماعة للإسلام المستمد من الكتاب والسنة والمبين في الأصول العشرين) انتهى. ينبغي الاقتصار على الكتاب والسنة فقط، وأما الأصول العشرون ففيها بعض المآخذ، فقد ذكر الشيخ حسن البنا في رسالة التعاليم في شرحه لأركان البيعة ما نصه : (أركان بيعتنا عشر فاحفظوها : الفهم و الإخلاص ....) ثم قال : (الفهــم إنما أريد بالفهم : أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة وأن تفهم الإسلام كما نفهمه، في حدود هذه الأصول العشرين ... الإخـــــلاص و أريد بالإخلاص : أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله) انتهى. وأما المآخذ على ما جاء في الأصول العشرين :
1. يجب على الداعي إلى الله أن يجعل التوحيد هو أول ما يدعو إليه كما فعل الأنبياء، وليس الفهم والمعرفة.
2. في فقرة 10 ما نصه : (ومعرفة الله - تبارك وتعالى - وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام). ا.هـ. مفهوم التوحيد لم يوضح في الرسائل بالمفهوم الموافق لأهل السنة والجماعة.
3. في فقرة 14 ما نصه : (.. ولكن الاستعانة بالمقبورين أيّا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم ... كبائر تجب محاربتها). ا. هـ. هذه الأفعال شرك أكبر مخرج من الإسلام وليست من الكبائر، ولكن لا يكفر صاحبها بجهله.
وأخيراً، استفاد الدعاة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج والعالم العربي من التنظيم الذي قدمه بعض أفراد جماعة الإخوان المسلمين فوقف الجميع سدّاً منيعاً ضد القومية والماركسية على العالم العربي في القرن الماضي. ولكن تحقيق النصر لا يتم إلا بالتركيز على توحيد الألوهية (توحيد العبادة) وتقديمه على توحيد الطاعة؛ لأن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي عقبات، يضعها الملأ ليصد الناس عن عبادة الله وحده. وقد أكد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على أهمية توحيد العبادة فقال : (لأن الخصومة بين الرسل والأمم في توحيد العبادة ... ولكن النزاع والخصومة، من عهد نوح إلى يومنا هذا في توحيد الله بالعبادة) [5].
د. فهد بن ناصر الجديد
*لجينيات
منهج جماعة الإخوان في العقيدة :
في رسالة للشيخ البنا بعنوان (العقائد) جاء فيها :
1. أول واجب على المكلف :
قال الشيخ البنا : (اعلم أن الناس أمام العقائد الدينية أقسام :
[1] منهم من تلقاها تلقيناً واعتقدها عادة ...
[2] ومنهم من نظر وفكر فازداد إيماناً، وقوي يقينه ...
[3] ومنهم من أدام النظر وأعمل الفكر...).
إلى أن قال : (وإنما ضربنا لك هذا المثل لترقى بنفسك عن مواطن التقليد في التوحيد، وتُعمِل الفكر في تفهم عقيدتك .. فرأى بنور بصيرته ما أكمل إيمانه وأتم يقينه، وثبت فؤاده (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) [سورة محمد : 17]) ا.هـ. [1]
يعتقد الشيخ حسن البنا أن أول واجب على المكلف هو إدامة النظر وعمل الفكر وهذا مخالف لمنهج السلف الصالح، فالرسل جميعاً عندما جاؤوا إلى أقوامهم كان التوحيد أول أمر دعوا إليه كما قال الله - تعالى - : (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [سورة الأعراف، الآيات : 59، 65، 73، 85]. وأما الدعوة إلى التفكير وعمل العقل فقد جاء بعد إعراض الكفار عن التوحيد كما قال – تعالى - : (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) [سورة يونس : 101] : (أي قل يا محمد للكفار تفكروا واعتبروا بما في السموات والأرض من المصنوعات الدالة على الصانع ووحدته وكمال قدرته ... ثم ذكر سبحانه أن التفكر والتدبر في هذه الدلائل لا ينفع في حق من استحكمت شقاوته)[2].
2. أقسام التوحيد :
قال الشيخ البنا في صفات الله – تعالى - في صفحة 417 : (أنت إذا نظرت إلى هذا الكون وما فيه من بدائع الحِكم ... لخرجت من كل ذلك ... أن لهذا الكون خالقاً صانعاً موجداً، وأن هذا الصانع لابد أن يكون عظيماً... قادراً ... حياً ... وأنه مستغنٍ ... عليم ... خالقها) ا.هـ.
هذه بعض أفعال وصفات الله – تعالى - (توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات)، والإيمان بها لا ينفع صاحبها في الدنيا، ولا ينجو من النار يوم القيامة إلا إذا حقق توحيد الألوهية (توحيد العبادة) أي إفراد الله بأفعال العباد مثل الدعاء والركوع والسجود والذبح والنذر فيجب إفراد الله بهذه الأفعال.
منهج جماعة الإخوان في الشريعة :
من خلال الجهود التي قام بها الشيخ البنا في توضيح بعض مفاهيم الدين الإسلامي اتضحت عدة أمور :
1. أصول الإصلاح الاجتماعي :
قال الشيخ البنا في رسالة ، عنوانها : بين الأمس واليوم : (أصول الإصلاح الاجتماعي الكامل : (أ)الربانية، (ب)التسامي بالنفس الإنسانية، (ج)تقرير عقيدة الجزاء، (د)إعلان الأخوة بين الناس، (هـ)النهوض بالرجل والمرأة جميعاً ...، (و)تأمين المجتمع ...، (ز)ضبط الغريزتين ...، (ح)الشدة في محاربة الجرائم الأصلية، (ط)تأكيد وحدة الأمة، (ي)إلزام الأمة بالجهاد ...، (ك)اعتبار الدولة ممثلة للفكرة...) ا.هـ. وقال أيضاً : (على قواعد هذا النظام الاجتماعي القرآني الفاضل قامت الدولة الإسلامية الأولى) ا.هـ.
أين الدليل من القرآن أو من السنة على أن هذه القواعد قامت عليها الدولة الإسلامية الأولى؟ وأين موقع التوحيد الذي جاء به الأنبياء من عند الله؟
2. أهداف جماعة الإخوان :
قال الشيخ البنا عن الأهداف التي يسعى لها الإخوان المسلمون في صفحة 98 : (أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وأن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة) ا.هـ.
إن الدعوة إلى توحيد الألوهية (توحيد العبادة) وإزالة معالم الشرك من قباب وأضرحة في البلد التي يعيش فيها الداعية، أهم وأعظم من الآمال العريضة والأماني البعيدة من تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي؛ لأن الله – تعالى - يؤاخذ الداعية على ما حوله من الشركيات، هل حقق الدعوة إلى توحيد الألوهية؟ ولن يؤاخذ الله الداعية على دخول السلطان الأجنبي إلى بلدان العالم الإسلامي إلا إذا كان سبباً في ذلك.
3. الموقف من الأحزاب والحكومة :
قال الشيخ البنا في صفحة 131-132 : (الإخوان المسلمون يعتقدون أن الأحزاب السياسية المصرية جميعاً قد وجدت في ظروف خاصة، ولدواعٍ أكثرها شخصي لا مصلحي ... ولا خير في بقاء هذه الأحزاب، [وأن الإخوان المسلمين] يعتقدون في قرارة نفوسهم أن مصر لا يصلحها ولا ينقذها إلا أن تنحل هذه الأحزاب كلها) ا.هـ.
هذا التعميم من الشيخ حسن البنا يتنافى مع قوله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة : 2]. فيجب على الداعية أن يتعاون على البر والتقوى مع التجمعات المحلية في بلده من أهمها : توضيح حقيقة التوحيد الخالص ونبذ الشرك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال الشيخ البنا في صفحة 150 : (أما وسيلتنا العامة، فالإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حتى يفقهها الرأي العام). وقال أيضاً : (فأما موقفنا من الحكومات المصرية على اختلاف ألوانها فهو موقف الناصح الشفيق، الذي يتمنى لها السداد والتوفيق، وأن يصلح الله بها هذا الفساد) ا.هـ.
هذا منهج يتفق مع منهج السلف الصالح في الدعوة بالرفق والتسامح.
منهج جماعة الإخوان في الأخلاق :
يلاحظ من خلال القراءة المتأنية لرسائل الشيخ البنا أنها كُتبت في أوقات متفاوتة لأكثر من خمسة عشر عاماً تقريباً، وكان معظم محتوياتها ردود أفعال لتساؤلات الناس حول هذه الدعوة.
وتبرز الأخلاق والتعامل بين جماعة الإخوان والمجتمع من حولهم في عدة جوانب :
1. الغموض في الدعوة :
الدعوة التي دعا إليها الشيخ البنا لم تكن واضحة في البداية فتارة قال في صفحة 19 : (نحن ندعو الناس إلى (مبدأ) .. مبدأ واضح محدود مسلم به ... مبدأ أثبتت التجربة وحكم التاريخ صلاحيته للخلود) ا.هـ.
ثم قال في صفحة 21 : (نعتقد أن الإسلام معنى شامل ينتظم شؤون الحياة جميعاً) ا.هـ.
كما ذكر صفات الدعوة التي يدعو إليها الإخوان المسلمون بقوله في صفحة 27 : (دعوة عامة دعوة بيضاء دعوة نقية غير ملونة بلون، وهي مع الحق أينما كان، تحب الإجماع وتكره الشذوذ) ا.هـ.
ثم قال في صفحة 35 : (قد تتحدث إلى كثير من الناس في موضوعات مختلفة، فتعتقد أنك قد أوضحت كل الإيضاح وأبنت كل الإبانة ... وما أشد دهشتك بعد قليل حين ينكشف لك أن القوم لم يفهموا عنك ولم يدركوا قولك) ا.هـ.
وبعد عشر سنوات من بداية دعوته عرَّف الإسلام في رسالة المؤتمر الخامس كما في صفحة 108 بقوله : (فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف) ا.هـ.
ثم طالب الناس بالانضمام إليها كما في صفحة 59 : (أنت الآن أمام دعوة جديدة، وقوم ناشئين يدعونك إلى العمل معهم والانضمام إليهم) ا.هـ.
هذا هو مفهوم الدعوة عند الشيخ حسن البنا – رحمه الله - فعندما تتعدد الأولويات وتتضارب الاهتمامات لدى الداعية، فإن الغموض صفة لازمة لا تنفك عنها، لذا يجب على الداعية الاهتمام بالتوحيد الخالص، ثم إصلاح الأوضاع القائمة كما فعل أنبياء الله جميعاً.
2. تجنب الصدام مع الجاهلية المعاصرة :
الصدام مع الجاهلية المعاصرة من المآخذ التي تُؤخذ على الكثير من الجماعات الإسلامية، لذا يجب الدعوة بالرفق والتسامح والحجة والبرهان، وعدم البدء بالقتال والصدام مع الخصوم والمتربصين، وفي نفس الوقت الحرص على العوامل التي تناصر الدعوة وتحميها بإذن الله – تعالى -، كدعوة الأعيان والأحزاب.
قال الشيخ البنا في صفحة 322 : (لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على أساس الإسلام، ولا يستمد منه، ولا نعترف بهذه الأحزاب السياسية ... وسنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامي بكل مظاهره) ا.هـ.
إن هذا مخالف لقوله – تعالى - : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) [سورة آل عمران، الآية : 64]. ومخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عقد المعاهدات مع القوى المحيطة به في الداخل والخارج.
3. مفهوم عوامل النصر :
قال الشيخ البنا في صفحة 170 : (عجيب أن تجد الشيوعية دولة تهتف بها ... أن تجد الفاشستية والنازية أمماً تقدسها ... وأن تجد المذاهب الاجتماعية والسياسية المختلفة أنصاراً أقوياء ... ولا نجد حكومة إسلامية تقوم بواجب الدعوة إلى الإسلام) ا.هـ.
هؤلاء أخذوا بعوامل النصر من تحقيق العدل الداخلي وبأسباب القوة المادية، فحقق الله لهم النصر في الدنيا، لأن الدنيا؛ لا تساوي عند الله جناح بعوضة، أما المسلمون فإن عوامل النصر لا تقتصر على القوى المادية، فهي مسخرة من عند الله، ولكن بتحقيق التوحيد الخالص. ولهذا تخلى المسلمون عن مهمتهم الرئيسة، كما أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًّا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [3].
تقويم العمل الدعوي
يُعد التقويم المستمر للعمل الإسلامي من الإيجابيات التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين خلال مسيرتها الدعوية في عام (1402هـ - 1982م)، حتى عام (1414هـ - 1994م)، ولكن لا يزال هناك بعض الملاحظات، ومن أهمها [4] :
1. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (2)، تحقيق الأغراض، فقرة أ. ما نصه : (تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس كافة وإلى المسلمين خاصة، وشرحها شرحًا دقيقًا يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها، ويدفع عنها الأباطيل والشبهات) ا.هـ. هذا الفقرة عامة وغامضة وتتفق مع الغموض الذي أشار إليه الشيخ حسن البنا في دعوته. وبسبب وجود أكثر من ستة آلاف ضريح في مصر تقدم لها الشعائر التعبدية، وبلغ عدد الزوار لأحد الأضرحة أكثر من ثمانية مليون زائر في العام الماضي،ٍ بسبب هذا أرجو من شيوخ الجماعة أن تتسع صدورهم لهذا النقد، وأن يغيروا العبارة السابقة إلى العبارة التالية : (توضيح حقيقة التوحيد كما جاء به الأنبياء من عند الله، والمتمثل في توحيد الألوهية المتضمن لتوحيدي الربوبية والأسماء والصفات).
2. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (2)، تحقيق الأغراض، فقرة هـ. ما نصه : (تحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامي، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان، والسعي إلى تجميع المسلمين حتى يصيروا أمة واحدة). هذه الفقرة لا تتفق مع قوله - تعالى - : (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً .. ) [سورة الأنفال : 66]. فعلى سبيل المثال : في أي بلد من بلدان العالم الإسلامي تنتشر فيه الأضرحة والمزارات الشركية، وإذا كان الدعاة في هذا البلد لم يجعلوا حقيقة التوحيد أهم الأولويات، فتحرير هذا البلد - بالمفهوم الإسلامي الحقيقي - أمر مستحيل. وأنصح شيوخ الجماعة أن يغيروا هذه الفقرة إلى : (نشر حقيقة التوحيد كما جاء به الأنبياء من عند الله في كل بلد من بلدان العالم الإسلامي، وتحرير العقل البشري من أوهام الخرافات والشركيات).
3. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (2)، تحقيق الأغراض، فقرة و. ما نصه : (قيام الدولة الإسلامية التي تنفِّذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليًّا، وتحرسها في الداخل، وتعمل على نشرها وتبليغها في الخارج) ا.هـ. هذا الفقرة لا تتفق مع المرحلية في الدعوة ولذا ينبغي التحفظ عليها.
4. ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (3)، الوسائل المطلوبة لتحقيق الأغراض أربع فقرات، هي : (أ:الدعوة، ب:التربية، ج:التوجيه، د:التعاون). هذه الفقرات توضح المعرفة الشمولية لمفهوم الدعوة لدى الجماعة، كما تتفق مع المهمة الرئيس للمرشد العام، ألا وهي : الإرشاد.
5. وأما الفقرة هـ (إعداد الأمة : إعدادًا جهاديًّا؛ لتقف جبهة واحدة في وجه العزاة والمتسلطين من أعداء الله، تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة) ا.هـ. هذه الفقرة تخالف مهمة المرشد العام، كما أن الله - تعالى - كفاكم مسؤوليتها بوجود التجنيد الإجباري في مصر، وأن تحرير العقل البشري من أوهام الخرافات والشركيات أهم وأولى من إقامة الدولة.
بعض الملاحظات على الأصول العشرين
ورد في النظام العام للإخوان المسلمين، الباب الثاني، الأهداف والوسائل، مادة (50)، فقرة 2، ما نصه : (الالتزام بفهم الجماعة للإسلام المستمد من الكتاب والسنة والمبين في الأصول العشرين) انتهى. ينبغي الاقتصار على الكتاب والسنة فقط، وأما الأصول العشرون ففيها بعض المآخذ، فقد ذكر الشيخ حسن البنا في رسالة التعاليم في شرحه لأركان البيعة ما نصه : (أركان بيعتنا عشر فاحفظوها : الفهم و الإخلاص ....) ثم قال : (الفهــم إنما أريد بالفهم : أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة وأن تفهم الإسلام كما نفهمه، في حدود هذه الأصول العشرين ... الإخـــــلاص و أريد بالإخلاص : أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله) انتهى. وأما المآخذ على ما جاء في الأصول العشرين :
1. يجب على الداعي إلى الله أن يجعل التوحيد هو أول ما يدعو إليه كما فعل الأنبياء، وليس الفهم والمعرفة.
2. في فقرة 10 ما نصه : (ومعرفة الله - تبارك وتعالى - وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام). ا.هـ. مفهوم التوحيد لم يوضح في الرسائل بالمفهوم الموافق لأهل السنة والجماعة.
3. في فقرة 14 ما نصه : (.. ولكن الاستعانة بالمقبورين أيّا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم ... كبائر تجب محاربتها). ا. هـ. هذه الأفعال شرك أكبر مخرج من الإسلام وليست من الكبائر، ولكن لا يكفر صاحبها بجهله.
وأخيراً، استفاد الدعاة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج والعالم العربي من التنظيم الذي قدمه بعض أفراد جماعة الإخوان المسلمين فوقف الجميع سدّاً منيعاً ضد القومية والماركسية على العالم العربي في القرن الماضي. ولكن تحقيق النصر لا يتم إلا بالتركيز على توحيد الألوهية (توحيد العبادة) وتقديمه على توحيد الطاعة؛ لأن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي عقبات، يضعها الملأ ليصد الناس عن عبادة الله وحده. وقد أكد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على أهمية توحيد العبادة فقال : (لأن الخصومة بين الرسل والأمم في توحيد العبادة ... ولكن النزاع والخصومة، من عهد نوح إلى يومنا هذا في توحيد الله بالعبادة) [5].
د. فهد بن ناصر الجديد
*لجينيات