مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
صنعاء.. وليس لندن والرياض!!-
يستحق الشكر والتقدير الأشقاء والأصدقاء، وكل الذين يقدمون مساعدات لليمن، مانحون ومتعاطفون، لكن المشكلات يمنية سياسية واقتصادية وإذا لم يقتنع بحلها اليمنيون حكاما ومحكومين فلن تجدي مؤتمرات لندن أو الرياض، الشرق أو الغرب، هؤلاء يساعدون ويقدمون النصح، ولكن ليس لديهم حلولا سحرية لمشكلات غيرهم!!

مؤتمر الرياض، ومؤتمر لندن السابق واللاحق، أثبتت أن إدارة اليمن للمساعدات فاشلة وعاجزة أو متدنية وضعيفة، حيث لم يتم الاستفادة من 90% من تلك المخصصات بسبب الفساد والبيروقراطية وغياب الرؤية الإستراتيجية لدى السلطة عن الأولويات، وطالما استمرت القربة مخروقة فلن تمتلئ !!

ولو صبت علينا كنوز الدنيا صبا وبيتنا منخور من داخله فلن تتمكن هذه الأموال من عمل شيء يحل مشكلاتنا، وأصحاب الحراك الجنوبي الذين يتظاهرون كلما عقد مؤتمر دولي حول اليمن لم يعرفوا بعد أن الاتكاء على الخارج ليس حلا لمشكلات الداخل، وقد جربنا التشطير وذاق الجميع ويلاته، فضلا عن كون دعوة الانفصال انهزامية وأنانية ونكوصية، وهي لا تطمئن الداخل، فما بالكم بالخارج الذي يبحث عن الأمن والاستقرار، ليس حبا في اليمن وأهله، وإنما اتقاء الشر الذي يمكن أن يأتي نتيجة خلافات اليمنيين وصراعهم واحترابهم!!

بعيد عن المنطق استعادة الحقوق ورفع المظالم بالطريق المعوج والعودة إلى التشطير، ولابد من صيغة أخرى تعيد الأمور إلى نصابها بالسعي لإصلاح النظام السياسي، وإشراك كل أبناء اليمن في السلطة والثروة، وإلغاء التمايز والاحتكار، وإيقاف برنامج الإقصاء والاستئصال، وقبيح ومقزز أن يتحول الخلاف مع النظام السياسي إلى عداء مناطقي وانتقام من المواطن، إنه سلوك غير مسئول ولا معقول!!

يوجد شعور بالحرمان والاستبعاد، وعدم إتاحة الفرصة الحقيقية للمشاركة السياسية، ورغبة جامحة في السيطرة على كل شيء في البلد لصالح قلة متنفذة تحتمي بالسلطة وتستخدم إمكانات الدولة بطرق غير مشروعة مخالفة للدستور، محاولة استمرار الوضع دون تغيير، ولا يمكن أن تستمر الأمور كما يرغبون، فالصغير يكبر، والنائم يستيقظ، والغافل سينتبه، وها هي النقمة الشعبية تتصاعد ورغم أن بعض ثمارها ظهرت حنظلا مرا، وسموما ناقعة ولا مناص من العودة إلى الصواب، والاعتراف بالأخطاء، وعدم الاستكبار عن الأوبة للحق، وتطبيق العدالة والمساواة وإنهاء التمييز، وإطلاق الحريات، وإعطاء المؤسسات صلاحياتها، وإتاحة الفرصة للتعبير عن الرأي دون قهر أو مضايقة، والسماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل دون وصاية، وجعل الدستور فوق الأهواء والمصالح.

اليمنيون سلطة ومعارضة، حكومة وشعبا بحاجة إلى كثير من التواضع والبعد عن الغرور والشطط، والعودة إلى المنطق والعقل، والتذكير بالوئام والإخاء، وبث روح المحبة، وذلك ممكن بالحوار الصادق والمسئول، وليس للمزايدة الإعلامية والسياسية، وتسجيل النقاط على الخصم السياسي كما يحلو للمتزمتين وللمتطرفين، ومرة أخرى شكرا للأشقاء والأصدقاء المانحين والناصحين، لكنهم بالتأكيد لن يكونوا بديلا عن حرص اليمنيين على بلادهم!!

[email protected]
*الصحوة نت
أضافة تعليق