مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
كيف تتعايش المذاهب الدينية في اليمن؟
كيف تتعايش المذاهب الدينية في اليمن؟
‏ عبد الله الصنعاني:‏
تعايش المذهبان الزيدي والشافعي في اليمن طيلة ‏هذه القرون، وإن كانت ثمة حروب مذهبية -إن ‏وجدت- فهي لم تكن إلا في إطار الاستثناء، لكن ‏اليوم تغيّر الوضع وتفاقم الخطر، حيث دخلت ‏مذاهب وطوائف دينية ليست من التكوينات اليمنية ‏أصلا، ولاسيما بعد حرب الخليج وعودة ‏المغتربين. كما كان للفضائيات أيضا دور كبير في ‏تسرب بعض المشاريع المذهبية إلى اليمن، كل ‏ذلك أنذر ببيئة خصبة لزرع الصراع والنزاع ‏تحت هذا الغطاء، حقيقة كان أم ذريعة، وفي هذه ‏الحالة يطرح سؤال: كيف تتعايش المذاهب الدينية ‏في اليمن؟

‏ صور من الأخبار لفعالية التعايش المذهبي الذي ‏عقد في جامعة صنعاء الثلاثاء الماضي
يتحدث أستاذ فلسفة التربية، الدكتور أحمد ‏الدغشي، في البداية حول سُبل التعايش والتقريب ‏بين المذاهب، ويؤكد أن التعايش لا يعني الإدماج ‏أو الإقصاء في إطار الطرف الآخر بل الاعتراف ‏بأن تلك سُنة كونية لا مفر منها {ولو شاء ربك ‏لجعل الناس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من ‏رحم ربك ولذلك خلقهم} {إن سعيكم لشتى}، ولكن ‏تظل هناك ضوابط للخلاف حتى لا يكون اختلافا ‏سلبيا ممزِقا دافعا إلى الفرقة والشتات، وعندما ‏تختلف الألسن والألوان تختلف الثقافات والأفكار، ‏وهذه سُنة قدرية لا يمكن لأحد أن يقف أمامها على ‏كافة المستويات.‏
أما عن معوِّقات الحوار بين المسلمين، فيقول: ‏‏’’المعوّق الأكبر للحوار بين المذاهب الإسلامية هو ‏النية المبيتة لدى كل طرف تجاه الطرف الآخر، ‏وهذا يقضي على فكرة الحوار والتقريب من ‏أساسها’’.‏
ثم يؤكد: ’’إننا نريد أن نتعايش لا أن نندمج، وأن ‏يلغي بعضنا بعضا؛ لأن لغة الإقصاء تأتي عبر ‏حديث التقريب بهذا المعنى’’. مشيرا إلى رفض ‏القول بجدة الخلاف وحداثته بل ’’لو عدنا إلى بعض ‏المصادر التاريخية لوجدنا أحداثا وقعت في القرن ‏الرابع والخامس والسادس -على وجه ‏الخصوص- مؤسفة جدا بين السنة والشيعة، بل ‏بين المذاهب السنية نفسها في بغداد على وجه ‏الخصوص’’. مشددا على ضرورة استلهام الدروس ‏والعبر مما سبق، محذِّرا ممن يسوغون مشكلات ‏اليوم بخلاف الصحابة.‏


يجب مراعاتها
وعن التعايش بين المذاهب، يعدد الدكتور الدغشي ‏أمورا يجب مراعاتها، حيث يبدأ بضرورة الوعي ‏المعرفي بأهميّة الوحدة، وأنها ليست ترفا ولا نافلة ‏بل دين ومنهج وعقيدة، وأن لذلك أسبابا وليست ‏أمانيَ {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من ‏يعمل سوءا يجزى به}، وأن من كان نهجه تجزيئيا ‏تفريقيا تشرذميا فلا ينتظر أن يحصد الوحدة، أما ‏من كان نهجه وحدويا جمعيا فإنه يمكن أن يصل ‏إلى الوحدة {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ‏واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين ‏قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} {وأطيعوا الله ‏ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ‏فالوحدة منجاة والفرقة هلاك. ويلفت إلى مأساة أمّة ‏سابقة اختلفت على علم ’’فعند ما تكون النّخبة هي ‏من يقود إلى الفرقة والشتات فإن المأساة مضاعفة ‏‏{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما ‏جاءتهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم، وما ‏تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم}، ‏
أما الأمر الثاني فيتحدث عن ضرورة الاتفاق على ‏المشروعية المتبادلة، وأن ليس هناك أحد ناطق ‏باسم السماء بأنه الممثل الوحيد للإسلام لا في ‏المذاهب أو الأشخاص ولا في الطوائف ‏والجماعات، بل إننا جميعا نسعى لفهم الإسلام وفق ‏الثوابت الدينية والوطنية لا أكثر ولا أقل، وهناك ‏قواعد أصولية في هذا الموضوع، يقولون: ‏‏’’اجتماعهم حُجة واختلافهم رحمة’’، ويقولون: ’’لا ‏إنكار في مختلف فيه، والاجتهاد لا ينقض باجتهاد ‏مثله’’، وهذه القواعد كلها تؤكد أن المجتهد لا يُعدَم ‏أجرين، إن أصاب له أجران، وإن أخطأ فله أجر، ‏فأيّما إنسان رأى أن يختار هذا المذهب أو ذاك ‏فليختار طالما أن الاختيار ليس نابعا عن هوى، ‏وإنما حيث يعتقد أنه الأسلم. ‏
أما الأمر الثالث الذي يجب مراعاته -كما يقول ‏الدكتور الدغشي- فهو ’’التركيز على قيم الاشتراك ‏والثوابت والتي هي أكثر من أن تحصى لاسيّما في ‏بلادنا، والخلاف ليس بكثير إذا سلم التسييس’’. ‏ويضيف: ’’يكفي أن ندرك أننا اليوم في أحوج ما ‏نكون إلى أن نجتمع، فثمة تصوير بأننا أفغانستان ‏أخرى، أو باكستان بدرجة مهذبة، وكأنه يراد لنا ‏أن نعيد ذلك السيناريو، ومع ذلك يأبى بعضنا إلا ‏أن يحترب مع أخيه، ومع ابن مذهبه أو دينه’’.‏
في النقطة الرابعة يؤكد على ضرورة ’’الاتفاق على ‏إخراج لغة التكفير من قاموسنا في التعامل البيني، ‏فإذا ظل بعضنا يكفّر البعض على نحو من ‏الإنحاء، أو يخونه أو يلمزه أو ينبزه، فإن ذلك ‏مؤذن بفساد ذات البين التي هي الحالقة التي تحلق ‏الدين كما قال عليه الصلاة والسلام’’.‏
أما في النقطة الخامسة، فيذهب ’’تحرير النزاع ‏الذي يجري بين أئمة المذاهب في يسمى بالعقيدة، ‏فالعقيدة ليست شيئا واحدا، بل هي أصول كلنا ‏متفقون عليها ولا خلاف (الإيمان بالله والرسل ‏والملائكة على نحو مجمل) أما الفروع والتفاصيل، ‏إذا دخلنا فيها فإن هناك خلافا حتى داخل المذهب ‏الواحد، ويؤكد ’’لا بُد علينا -نحن أهل القبلة ‏جميعا- أن ندرك أننا متعبدون بالإسلام بمعناه ‏العام فـ’’من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل من ‏ذبيحتنا فهو المسلم الذي له ذمة الله’’، استوعب كل ‏المسلمين، والمقصود من هذا هو أننا يمكن أن ‏نتّحد، وأن تكوّن قواسم الاشتراك بيننا كثيرة، وأن ‏المحاذير تصل إلى الوقوع فيما حرم الله ورسوله’’.‏
الأمر السادس يتمثل في ’’إيقاف تصدير الأفكار’’ ‏يقول: ’’في اليمن مذهبان زيدي وشافعي، وأنا من ‏دعاة التحرير، وأن تتلاقح الأفكار، وليس بوسع ‏أحد أن يأخذ ضد من يأخذ برأي أو مذهب من ‏خارج البيئة، ولكن المشكلة هي عند ما يشرعن ‏ذلك، ويكون رسميا، ويقال: إن من حق المذهب ‏القادم من وراء الحدود أن تكون له مدارس ‏وجامعات هذا المعنى هو الذي يفتت، فإذا كُنا على ‏مستوى مذهبين، ونحن مختلفون، فكيف إذا أتينا ‏بمذهب من الخارج ذي إيديولوجيا مختلفة اختلافا ‏كُليا؛ بدعوى أن من حق الناس أن يفعلوا، ونحن ‏هنا لا نصادر حق أي أحد، كما أنه ليس بوسع أي ‏سلطة أو عالم أن يقف ضد، أي يفكر من يأتي من ‏اتجاه، لكن عند ما يُشرعن رسميا هنا تكمن ‏المشكلة، وعند ما يسمح لهذا المذهب لا بُد أن ‏يسمح لرابع وخامس، وهنا ستكون فتنة أكبر من ‏مما هي عليه. ‏
سابعا البُعد عن تسييس القضايا الدينية، لكن أن ‏يلوى عنق النص ليوافق هوى مذهب أو شخص ما ‏ليخدم مصالح أناس لهم حساباتهم. السياسيون ‏ينبغي أن ينحوا عن حديثنا الديني، هنا ما يصوّر ‏في لبنان مثلا بأنه مذهبي أو العراق وحتى ‏أفغانستان لا علاقة لأي من السنة والشيعة في ‏ذلك، إنما هو تسييس لذلك الموضوع. ‏
وأعتقد ’’أن على السياسيين أن يتنحوا عن الحديث ‏عن المذاهب، وأن يتركوا العلماء والقادة الدينيين ‏دون أن يتدخلوا’’.‏
في نهاية حديثه، يؤكد أستاذ فلسفة التربية بالقول: ‏‏’’أعتقد أنه لا بُد من معالجة تربوية، وتتمثل في ‏نقاط ثلاث: أولا دور الأسرة في التنشئة، فإذا كُنت ‏إقصائيا إلغائيا لا أريد أحدا، فإنني أربِّي أبنائي ‏وبناتي على ذلك، وأتهم من اختلف معي، وبالتالي ‏أجرِّعهم العداء والتنافر مع حليب الأم، فلا بُد من ‏إفشاء التسامح بين أفراد الأسرة. ‏
الثانية: دور المدرسة عبر مناهجها ومدرسيها ‏وإدارتها، وعبر الأنشطة المصاحبة لها من بث ‏هذه الروح. وقد سمعت أن هناك مدارس خاصة ‏تبث أنشطة تبث على الكراهية والحقد، ثم يقولون ‏كيف وقعنا في الشرذمة والتخلّف. ‏
الثالثة: دور وسائل الإعلام في عملية التنشئة، ‏كذلك المواقع الإلكترونية، ونجد أن الحروب ‏المذهبية بدؤها وشرارتها من وسائل الإعلام’’. ‏
مشددا على ضرورة ’’إعادة النظر في المناهج ‏الحالية على مستوى التعليم الرسمي والتعليم ‏الخاص، لاسيما المراكز الخاصة، فثمة مراكز ‏بأسماء وعناوين مختلفة، وبعضها يقول ألاّ علاقة ‏له بالسياسة، وفيها ما فيها من زرع الأحقاد ‏والضغائن’’. ‏


مأساة الـ’’أنا’’‏
من جهة ثانية، يرى أستاذ التاريخ المعاصر ‏الدكتور عبد الله الشماحي: ’’أن المذهبية ليست ‏هويّة، إنما هي تعبير عن حراك علمي، هذا ‏الحراك يتغيّر من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى ‏مكان، وبالتالي لا يمكن أن نعتبر المذهبية هويّة ‏الارتداد عنها خيانة وطنية أو دينا الارتداد عنه ‏جريمة تنزل بصاحبها عقوبة الردة’’. ويؤكد أن ‏تحول المذهبية إلى هويّة هو مظهر من مظاهر ‏التخلّف في الأمّة. ‏
ويضيف ’’الـأنا إذا اشتغلت في الأمّة قضت على ‏الخيرات والمواهب؛ لأن صاحب الـأنا لا يؤمن ‏بالآخر. ومشكلتنا تبدأ في الأسرة، فنجد الـأنا ‏تتجلى في الأب نحو زوجه، ومن الأكبر نحو ‏الأصغر، ومن الذكر نحو الأنثى. فإذا ما انتقل ‏الفرد من اللبنة الصغيرة إلى لبنة أكبر في ‏المجتمع نجدها تتجلى عوراتها أكثر انفضاحا، ‏وأشد ما تكون عند ما تتجلى في المنصب ‏الأعلى، فيكون هناك دمار ووبال على الأمّة’’. ‏ويؤكد أن الحضارة الإسلامية ما قامت -على مر ‏التاريخ- إلا حينما تغيب الـأنا، وأن مجتمع ‏الإسلام لا يعرف الـأنا بأي شكل أتت’’. ولذا فإن ‏الدكتور الشماحي يرى أنه ’’ليست المشكلة مع ‏المذهبية، إنما المشكلة مع الـأنا؛ لأنها حينما تفتح ‏تتحطم المدنية والنهضة، فيصبح الجميع يصارع ‏الجميع، ويكافح الجميع، وينتحر انتحارا جماعيا، ‏لأن كل واحد من هؤلاء يخدم أناته’’، ويشير إلى ‏‏’’أن الأندلس لم تسقط بسبب ضعف المسلمين بل ‏كانت الـأنا هي التي أسقطتها’’. ‏
ويؤكد: ’’أن المذاهب الإسلامية إنما هي عملية ‏حراك علمية، فاليوم هناك مذهب، وغدا هناك ‏مذهب آخر’’. مبينا: ’’أن المذهب هو عملية حراك ‏علمي لإنزال أحكام الدِّين على الواقع المُعاش، ‏والواقع المُعاش متغيّر، فلا يمكن لمتغيِّر أن يبقى ‏ثابتا، فلا يمكن لمعالجة فكرية واجتهاد فكري نزل ‏على زمان معيّن قبل ألف سنة أن يكون هو نفس ‏الفكر ونفس المنهاج بعد ألف سنة، ولا يمكن ‏لظروف عاشها الناس قبل ألف سنة أن تكون هي ‏نفس الظروف والعوامل والمسببات بعد ألف سنة، ‏ولذا عند ما نرى إلى المذهبية في فترة العطاء ‏الإسلامية، نجد أنها كانت تذهب وتأتي. فالشافعي ‏‏-رحمة الله- على سبيل المثال، كان له مذهبان، ‏مذهب قبل دخول مصر، وآخر بعد خروجه منها، ‏ولذا كان يقال مذهب الشافعي القديم ومذهب ‏الشافعي الجديد، كان ذلك، وهو في فترات القوة ‏والازدهار، فكان يغيِّر بسبب تغيِّر المكان، أما ‏نحن، ونحن في فترات الضعف والتخلّف ‏والتحجّر، نعتبر أن المذهب هويّة، ولا يمكن ‏التحوّل عنه؛ لأن ذلك ارتداد ونقص، ليس هذا’’.‏
ويواصل الدكتور الشماحي: ’’فأئمة الزيدية من ‏أولها إلى آخرها لم يعرفوا هذا الفهم، فنجدهم ‏حنفية في مناطق الأحناف، وشافعية في مناطق ‏الشافعية، ومالكية في مناطق المالكية، فما ‏للمتأخرين في عصر الجمود يظنون هذا الفكر ‏فكرا جامدا لا يمكن التخلّي عنه، أو التحرك منه، ‏أو التجديد فيه، إنه التخلّف والجمود’’.‏
ثم قال: ’’علينا أن نعود إلى أصولنا الإبداعية عصر ‏الإبداع الإنساني، الذي أنتج حضارة عالمية، ‏حضارة أخرجت أوربا القرون الوسطى من ‏ظلماتها إلى عالم متحضر، لم تقم على فكر جامد ‏أو تقوقع في الفكر، إنما قامت على أساس مجتمع ‏العدل’’.‏
ويضيف: ’’ومما أكد الـأنا في واقعنا ومجتمعنا ‏عقيدة الحق الإلهي، تلك العقيدة الفارسية - الهندية ‏التي غزت المجتمعات البشرية، وحصل الصراع ‏عند ما غزت الحراك الفكري المتجدد، الذي يعبر ‏عن دماء متجددة متحركة، وحين ادعى أناس أو ‏سلالة حقهم في السيادة على البشر كانت الطامة ‏الكبرى؛ كون ذلك المعتقد يرى أن الخالق أوجد ‏سلالة هم مراجع الأمّة في دينها وعلمها، وما على ‏الناس إلا السمع والطاعة’’.‏
مشيرا إلى أن مثل هذه الأفكار قد غزت أوربا ‏وعانت منها الويلات في القرون الوسطى حين ‏أدعى رجال الكنيسة الحق الإلهي، وما عليها إلا ‏السمع والطاعة، وانتقل ذلك الحق إلى الأباطرة ‏والملوك، وحكموا شعوبهم من خلال هذا الحق، ‏وكانوا يتجاوزن البرلمانات، فثارت أوربا ‏وانتقضت’’. ولفت إلى ’’أن ذلك لم يؤثر في تاريخنا ‏الإسلامي، ولم تؤثر هذه العقيدة في المجتمع، ‏وذلك لأن أمر الدِّين لدينا مربوط بالنص الإلهي، ‏وليس بمن يدّعي الحق الإلهي من الناس’’.‏
مؤكدا على ضرورة الاتفاق على أن الناس ‏سواسية، وأن الحق للجميع مكفول، وألاّ أحد يدعي ‏الحق على غيره، إن الحق الإلهي عقيدة مرفوضة ‏ولكل حريّة اختيار المذهب الذي يريده، فذلك ‏شأنه، وأن حضارة الإسلام عاشت وتعايشت فيها ‏كل الاختلافات. ‏


الأمر عادي
من جهة ثالثة، يتحدث عن عدد من مظاهر التآلف ‏بين المذاهب في اليمن، فيشير أن مشايخ المذاهب ‏تلقوا من بعضهم البعض، يقول: ’’بيت المزجاجي ‏في زبيد جاءوا إلى صنعاء فتلقى عنهم علماء ‏الزيدية، وتلقوا عن علماء الزيدية وغيرهم، صالح ‏النمازي، وهو شافعي جاء في عهد الإمام شرف ‏الدِّين وعاش في كنفه واختصر الإمام شرف الدين ‏كتاب ’’الأزهار’’ فقام الإمام النمازي بشرحه، ‏وكانوا يتبادلون الإجازات العلمية. وعند ما تتطلع ‏على إجازاتهم العلمية تجد علماء من المذاهب ‏الأخرى، ومن غير المعقول أن تذهب إلى من ‏يجيزك، إلا إذا كنت تحترمه وتحبه، أما إذا كُنت ‏متعادا معه، فلن تذهب إليه ليجيزك، ولن يأتي إليك ‏ليأخذ عنك. وكذلك تدريس كُتب كل مذهب في ‏موطن المذهب الآخر، فقد درست كُتب الزيدية في ‏مناطق الشافعية، ودرست كُتب الشافعية في مناطق ‏الزيدية، بل وكُتب غيره من المذاهب، وهناك ‏مؤلفات وشروح لعلماء الشافعية عن كتاب ‏‏’’الأزهار’’، وعن كُتب الزيدية، وكما أن هناك ‏اهتماما من الزيدية عن كُتب الشافعية أيضا.‏
*السياسية
أضافة تعليق