لماذا توجه السهام صوب العلماء؟!-
زيد الشامي
علّمنا الإسلام أن لانقدّس الأشخاص، ولا نعترف بالعصمة إلا للأنبياء عليهم السلام، أما سواهم من البشر فيصيبون ويخطئون، يحسنون ويسيئون، يؤخذ من كلامهم ويرد.
لكن هذا الفهم لا يعني إطلاق العنان للألسن لتنتقص من الناس أو تحتقرهم أو تسفّه آراءهم، والأسوأ اختيار فئة العلماء للهجوم عليهم، والتقليل من شأنهم، وتحميلهم أخطاء غيرهم، بل محاولة حرمانهم من قول مايعتقدون بحجة أن العوام يأخذون كلامهم كفتاوى مقدسة، وأنه يجب هزّ هذه القداسة من نفوس الناس!!
وسائل الإعلام المختلفة الرسمية والحزبية والمستقلة، وبعض الكتاب وجدوا ضالتهم في الهجوم على العلماء كلما كان لهم رأي، وهو ماحدث مؤخراً حين اعترضوا على أي تدخل أجنبي في الشأن اليمني، مع أنهم لم يكونوا الوحيدين في هذا الاعتراض، فلماذا فقط يكون العلماء أو بعضهم هم الهدف السهل الذي توجه له السهام؟!
تعيش الأمة مرحلة انكسار غير مسبوق، وهي بحاجة إلى تجميع الجهود لاستعادة كرامتها ومجدها وهويتها وتنمية الثقة بين المهتمين بمشروع النهوض الحضاري، فلماذا نوجه سهامنا ضد أنفسنا: (كتاباً – صحفيين – علماء – وجهاء – شباباً وطلاباً – رجالاً ونساء – منظمات المجتمع المدني) ولماذا التجاوز في التعبير، والتعالي على الآخرين؟!
إننا ندافع عن الحريات ونطالب بعدم التضييق على الصحفيين ونستنكر أي عدوان عليهم، وهذا من حقهم علينا جميعاً، لكن هذا لا يعني قمع العلماء أو السخرية منهم، أو الانتقاص من أطروحاتهم، لأن هذا ليس من العدل أولاً، وليس من الأدب ثانياً، وليس من المصلحة العامة ثالثاً، فهم ليسوا فوق النقد، ويجب أن نحاسبهم حين يخطئون، ولكنا لابد أن نحسن الظن بهم كما نحسن الظن بغيرهم، وعلى الشباب أن يتعودوا على قبول الرأي الآخر، والاعتراف بالتنوع، وعدم التعالي على العلماء، واتهامهم بأنهم يعيشون خارج العصر، أو أنهم لا يلامسون قضايا المجتمع، فضلاً عن كونهم أكثر انشغالاً بدراسة نصوص الكتاب والسنة.
إن ثقافة الكراهية والشك والانتقاص لا تؤدي إلى رشد ولا تقود إلى السلام الاجتماعي، ولا تؤسس للاحترام، والتقدير بين فئات المجتمع المختلفة، ولعلنا نتفق أن بعض العلماء قد يضعفون أو يجاملون، وقد يخدع بعضهم ولا يدرك أساليب المكر السيء، وقد يستغل الظالمون حسن نواياهم، لكن هذا لا ينفي أنهم أصحاب رأي وبعد نظر، وأنهم من أكثر من يفهم مقاصد الشريعة الإسلامية، وإذا اختلفنا معهم فلماذا لا نحاورهم في أجواء الثقة، ونطلب منهم أن يحسنوا الظن بأبنائهم ويجتهدوا في إقناعهم، وأن يتم التفريق بين النصوص البيّنة والقضايا الخلافية، وحين تحسن النوايا وتسود المحبة لن يستمر هذا التنافر المقيت، ولنتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يُجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه).
[email protected]
*الصحوة نت
زيد الشامي
علّمنا الإسلام أن لانقدّس الأشخاص، ولا نعترف بالعصمة إلا للأنبياء عليهم السلام، أما سواهم من البشر فيصيبون ويخطئون، يحسنون ويسيئون، يؤخذ من كلامهم ويرد.
لكن هذا الفهم لا يعني إطلاق العنان للألسن لتنتقص من الناس أو تحتقرهم أو تسفّه آراءهم، والأسوأ اختيار فئة العلماء للهجوم عليهم، والتقليل من شأنهم، وتحميلهم أخطاء غيرهم، بل محاولة حرمانهم من قول مايعتقدون بحجة أن العوام يأخذون كلامهم كفتاوى مقدسة، وأنه يجب هزّ هذه القداسة من نفوس الناس!!
وسائل الإعلام المختلفة الرسمية والحزبية والمستقلة، وبعض الكتاب وجدوا ضالتهم في الهجوم على العلماء كلما كان لهم رأي، وهو ماحدث مؤخراً حين اعترضوا على أي تدخل أجنبي في الشأن اليمني، مع أنهم لم يكونوا الوحيدين في هذا الاعتراض، فلماذا فقط يكون العلماء أو بعضهم هم الهدف السهل الذي توجه له السهام؟!
تعيش الأمة مرحلة انكسار غير مسبوق، وهي بحاجة إلى تجميع الجهود لاستعادة كرامتها ومجدها وهويتها وتنمية الثقة بين المهتمين بمشروع النهوض الحضاري، فلماذا نوجه سهامنا ضد أنفسنا: (كتاباً – صحفيين – علماء – وجهاء – شباباً وطلاباً – رجالاً ونساء – منظمات المجتمع المدني) ولماذا التجاوز في التعبير، والتعالي على الآخرين؟!
إننا ندافع عن الحريات ونطالب بعدم التضييق على الصحفيين ونستنكر أي عدوان عليهم، وهذا من حقهم علينا جميعاً، لكن هذا لا يعني قمع العلماء أو السخرية منهم، أو الانتقاص من أطروحاتهم، لأن هذا ليس من العدل أولاً، وليس من الأدب ثانياً، وليس من المصلحة العامة ثالثاً، فهم ليسوا فوق النقد، ويجب أن نحاسبهم حين يخطئون، ولكنا لابد أن نحسن الظن بهم كما نحسن الظن بغيرهم، وعلى الشباب أن يتعودوا على قبول الرأي الآخر، والاعتراف بالتنوع، وعدم التعالي على العلماء، واتهامهم بأنهم يعيشون خارج العصر، أو أنهم لا يلامسون قضايا المجتمع، فضلاً عن كونهم أكثر انشغالاً بدراسة نصوص الكتاب والسنة.
إن ثقافة الكراهية والشك والانتقاص لا تؤدي إلى رشد ولا تقود إلى السلام الاجتماعي، ولا تؤسس للاحترام، والتقدير بين فئات المجتمع المختلفة، ولعلنا نتفق أن بعض العلماء قد يضعفون أو يجاملون، وقد يخدع بعضهم ولا يدرك أساليب المكر السيء، وقد يستغل الظالمون حسن نواياهم، لكن هذا لا ينفي أنهم أصحاب رأي وبعد نظر، وأنهم من أكثر من يفهم مقاصد الشريعة الإسلامية، وإذا اختلفنا معهم فلماذا لا نحاورهم في أجواء الثقة، ونطلب منهم أن يحسنوا الظن بأبنائهم ويجتهدوا في إقناعهم، وأن يتم التفريق بين النصوص البيّنة والقضايا الخلافية، وحين تحسن النوايا وتسود المحبة لن يستمر هذا التنافر المقيت، ولنتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يُجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه).
[email protected]
*الصحوة نت