مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
رجالٌ خجولون

قرأت دراسة حديثة عن ’’الرجال’’ هذه الدراسة تفيد بأن هناك رجالاً أشد خجلاً من المرأة وأن الرجال عامة تحمر وجوههم كلما تعرضوا لمواقف حرجة وهذه الدراسة تستند إلى تجارب وشهادات حية لا أدري لماذا ولأول مرة يرفض عقلي تصديق هذه الدراسة!! ربما لأنه ومن وجهة نظري لا يوجد رجل خجول وإنما انطوائي ولكن لو فرضنا بأنه يوجد فعلاً رجال خجولون هل هؤلاء يعيشون معنا في المجتمع أي بمعنى آخر يختلطون مع باقي الرجال؟!! طبعاً أنا لست خبيرة في هذا المجال ولست طبيبة نفسية متخصصة ولكني سأناقش الموضوع معكم من خلال معرفتي بواقع مجتمعنا اليمني.
إذا قلنا أن الخجل هو إحدى الصفات الاجتماعية التي نطلقها على الشخص شديد الحياء، الذي لا يستطيع التعامل مع المواقف والمناسبات الاجتماعية لذا فإنه يختلف من شخص لآخر فكلنا يعلم أن الخجل في مجتمعنا اليمني واعتقد في كافة المجتمعات العربية والإسلامية ـ صفة ملازمة للمرأة أكثر منها للرجل ـ ولكن وجدت دراسة تؤكد على أن هناك رجالاً خجولين!! فلنفرض أن هذه الدراسة حقيقية ويوجد في واقعنا المعاش رجال يحملون هذه الصفة، هل هذا يعني انتفاء صفة الرجولة عنهم.
طبعاً لا وألف لا وإنما يكمن خجلهم في ردة فعلهم تجاه المواقف التي يتعرضون لها وتنقصهم الشجاعة والجرأة وهذا يعود إلى التنشئة التي تلقاها في حياته والتي مر بها.
وفي مجتمعنا اليمني لا يرحب كثيراًَ بالرجل الخجول وقد ينظر إليه على أنه ضعيف الشخصية أو منعزل ولا يستطيع تحمل المسؤولية حتى على مستوى العمل.
علماً بأنه إذا ما عدنا إلى الوراء قليلاً وفي المجتمعات السابقة سنجد أن الخجل كان سائداً بشكل غير عادي وكان صفة ملازمة للرجال فقد كان المجتمع العربي سابقاً يرحب بهذا النوع من الرجال وكان الرجل الخجول مقبولاً حتى لدى النساء، فعلى مستوى الحياة الزوجية تطمئن الزوجة بأنه لن ينظر إلى امرأة غيرها لأن حياءه يعفه من فعل ذلك.
عموماً الرجل حتى وإن كان لديه نوع من الحياء أو الخجل يظل هو سيد المواقف سواء كان في بيته أو في عمله، وقليلاً من الحياء أو الخجل لا يضر به أبداً.
*أخبار اليوم
أضافة تعليق