مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
لماذا تهدر طاقات أمتنا..؟!- زيد الشامي
تداعيات مباريات كرة القدم بين مصر والجزائر أشارت إلى طاقات أمتنا الكبيرة التي أهدرها الحكام، وبددها الإهمال، وأضعفها الإفساد الإعلامي، وأوهنتها التربية المتخلفة!!
الآلاف يزحفون براً من الجزائر إلى القاهرة إلى الخرطوم لحضور المباراة، ومثلهم يتجهون من مصر إلى الخرطوم لتشجيع المنتخب المصري، وتقيم الجزائر أسطولاً جوياً إلى السودان لنقل المشجعين الجزائريين وإعادتهم، ومصر أيضاً تقيم جسراً جوياً بين القاهرة والخرطوم لذات الغرض!!
ليت الأمر توقف عند حدود التشجيع وتقبل النتيجة بروح أخوية، أو كما يقولون بروح رياضية، لكن المؤسف/ تتحول المباراة إلى أزمة سياسية تهدد العلاقات الحميمة بين مصر والجزائر، وتنذر بتداعيات ستؤدي إلى أضرار بالغة على الشعبين الشقيقين، ما يجعلنا نشعر بالحزن الشديد لما آل إليه حال أمتنا!!
الوصول إلى (مونديال) كأس العالم لايعني شيئاً يستحق كل هذا التوتر، خاصة إذا علمنا أن المنتخب العربي الذي يصل إلى (المونديال) ينهزم في التصفيات الأولى، وربما عاد بهزيمة ثقيلة ولاسيما إذا قابل منتخباً قوياً فيؤكد أن العرب لا يحسنون اللعب كما أنهم ليسوا في مستوى الجد!!
التصفية بين المنتخبين المصري والجزائري كانت لابد أن تنتهي بفوز أحدهما، لكن المؤشرات السابقة أوضحت أن الجميع غير مستعد لتقبل النتيجة إذا لم تكن في صالحه، والتعبئة الإعلامية انزلقت نحو إثارة التحدي والفتنة، وحتى الساسة ركبوا الموجة ليكسبوا جماهير شعبهم، وكأنهم ذاهبون إلى معركة فتح فلسطين واستعادة القدس والأقصى الشريف!!
إن لدى أمتنا إمكانات كبيرة وطاقات هائلة كان يمكن أن توجه في البناء والإعمار، ويمكن أن تساعد في انتشال البلاد العربية من التخلف والضعف، فالشاب الذي يقف حوالي ساعتين معلقاً على عمود أو سارية في الملعب كان يمكن أن يفلح الأرض ويستصلح الصحراء، أو يصنع ما يفيد أمته لو أن السياسات والبرامج قادته إلى هذه الميادين..
وهذي الجموع الزاحفة إلى ملاعب الكرة كان يمكن أن تدرب على مختلف الأسلحة وتوجه إلى فلسطين لتحريرها من الاحتلال الصهيوني الذي يجثم على صدرها أكثر من ستين عاماً، وهذا الغضب الذي تفجر ضد الحافلات المصرية أو الجزائرية كان يمكن أن يوجه في وجه المعتدين والمستعمرين الجدد..
ونتساءل لماذا يغيب صوت العقلاء؟ ثم مع كل ذلك فإن حوادث العنف لم تؤد إلى قتل أو إزهاق أرواح، فلماذا تضخم الحوادث وترتفع أصوات الثأر وتتحول القضية إلى مشكلة مستعصية؟!
ثم لماذا يبالغ المصريون بإظهار فرحة الانتصار بعد مباراة القاهرة، ولماذا يقيم الجزائريون كل تلك الاحتفالات الرسمية والشعبية بعد فوز منتخبهم في الخرطوم؟!
إنها الملهاة المأساة حيث بددت طاقات أمتنا، وضاعت إمكاناتها، بحثاً عن السراب، مع أننا نعلم أن دولاً عظمى تقيم اليوم الدنيا وتقعدها قوة واقتصاداً وسياسة، ولكنها لا تزال متأخرة في كرة القدم، فأمريكا والصين واليابان وروسيا جميعها لم تأخذ كأس العالم، لأنه لا يمثل لديها أولوية، فلماذا نحن العرب والمسلمين فقط نقزّم طموحاتنا بهذه الصورة المسيئة لنا والمهينة لكرامتنا، يمكننا أن نستمتع بمتابعة مباريات كرة القدم –لو لم نقترب من كأس العالم- ولكن دون أن نفقد أخوتنا ومحبتنا، وحتى لا يشمت بنا أعداؤنا..

اعتذار وطلب:
أعتذر من الأعزاء الذين يصعب عليّ محادثتهم عبر الانترنت، وأرجو من كل من لديه مقترح أو نصيحة أو استفسار أن يكتب ذلك برسالة على الإيميل وسأقوم –بإذن الله- بالرد عليه مع خالص تقديري.

[email protected]
أضافة تعليق