مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
إغماض الأعين ... وإهدار الوقت..!! – زيد الشامي
حتى نعالج المشكلات لابد أولاً من الاعتراف بوجودها، لكنا نلحظ أن الأزمات تتفاقم وتتراكم، بينما التعامل معها لم يخرج عن الأساليب التقليدية: إما بإنكارها، أو التغافل عنها، أو التهوين من حجمها.. هذا أسلوب السلطة في بلادنا في معالجة القضايا، وغالباً ما تنظر إلى الأعراض والتداعيات، ولا تبحث عن العوامل والأسباب، تمسح على ظاهر الجرح، وتنتقي أفراداً لتغدق عليهم العطاء، وتنسى العودة إلى غالبية الشعب التي تكتوي بنيران السياسات غير الرشيدة التي تمارس عليها منذ عقود. ولا يخفى أن السلطة اليوم تجني ثمار ما بذرته وسعت إليه، فقد استماتت ، وسخرت كل إمكانات الدولة وسلطاتها لإقصاء شركاء الوطن، استحوذت على كل شيء، استبعدت الأكفاء لأنهم يقولون (لا) و(نعم)، وقربت الأضعف لأنه يصفق لكل شيء، مع أن ذلك لم ينحصر في جهة أو منطقة دون غيرها، بل شمل وعمّ وطمّ اليمن من أقصاه إلى أقصاه، وكل أخذ نصيباً من الإقصاء والانتقاص .. قد لا يكون مستغرباً بقاء السلطة اليوم وحيدة تستدر عطف الخارج وتبحث عن تأييده، مثلما ظلت تعلق فشلها على مؤامراته من قبل، ومن المؤسف أن لا نجد الحماس عند الأحزاب والمواطنين للدفاع عن القضايا المتفق عليها لأن الجروح فتكت بالنفوس، ونار السلطة لم تبق قلباً سالياً!! ماذا يتذكر المواطن غير الغلاء والجرع السعرية القاتلة، وهل ينسى المظلوم القهر والاستبداد والمعاملة السيئة؟ وماذا تختزن ذاكرة الأحزاب غير محاولة تمزيقها وإضعافها واستقطاب أفرادها، واستخدام إمكانات الدولة في تهميشها وإضعافها واستقطاب أفرادها، واستخدام إمكانات الدولة في تهميشها مع كل عملية انتخابية؟ وهل تنسى منظمات المجتمع المدني التضييق والمصادرة؟ وماذا عند الصحفيين من تحفيز غير الاعتداء والملاحقات والمطاردات؟ الموظفون لم يتم إنصافهم، والمتقاعدون تأجل النظر في تحسين وضعهم، وهل في ذاكرة المستثمرين غير الابتزاز ودفع الأتاوات..؟ وأما الذين دافعوا عن الوحدة وناصروها ألم يصبحوا من سقط المتاع بل يعاملون بكراهية وانتقام!! كل هذا يستدعي المراجعة الجادة الصادقة لتلك السياسيات التي قادتنا إلى هذه الوهدة حتى يمكن الخروج منها. هاهي السلطة اليوم تبحث عن مخرج في المجالس المحلية، ونزل المسئولون يبشرون بحكم محلي واسع الصلاحيات، وهي دعوة ثبت أنها قد وئدت منذ أن تم تعيين المحافظين من غالبية أعضاء المؤتمر الشعبي في المجالس المحلية، وما يقال اليوم تكرار لخطابات قتلها الملل وأصابها الكلل وتجاوزها الوقت، نفس الوجوه، ونفس الأطروحات، وذات التصفيق والهتاف، وُعُودٌ ليس لها أثر في الواقع، وأماني كلها في الخيال، حتى يلمس المتابع أن المتحدثين غير مقتنعين بما يقولون وكأنهم يمثلون أدواراً يلهون بها الجمهور ليس إلا!! ياإخوتنا ما كان ينفع بالأمس لم يعد صالحاً اليوم، وما لم تخرجوا من الشرنقة فلم تنتجوا حريراً، ولن تزرعوا ورداً، لابد من العودة إلى الجادة والالتزام الصارم بالدستور والقانون على الكبير قبل الصغير، المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وحماية الحريات والحقوق، إذا لم يشاهد المواطن على الأرض إنصافاً، وتوقيفاً للفساد والعبث بالمال العام –إذا لم تصلح الكهرباء- إذا لم تتحسن خدمات التعليم والصحة، إذا لم يتوقف السطو على أراضي الناس، إذا لم يقم ميزان العدل في النيابات والمحاكم، فلا جدوى من الترقيع، وباختصار إذا قامت دولة المؤسسات حينها سيتغير كل شيء نحو الأفضل، وستقطعون الطريق على المنادين بالانفصال، وسوف تسحبون البساط على الموتورين، وبغير ذلك فما تفعلونه صيحة في واد ونفخة في رماد...!!
.الصحوة نت
أضافة تعليق