السلفية الحركية.. السرورية أنموذجاً!
نبيل البكيري [email protected]
قد يكون الجدل الدائر اليوم حول حقيقة وجود هذا التيار الذي بات مصطلحا على تسميته في الوسط الإعلامي فضلا عن الوسط الحركي بــ «التيار السروري»، الذي بات يشكل ظاهرة محسوسة في هذا الوسط، يعود بشكل كبير لحالة السرية والكتمان التي فرضها مؤسسوه كجدار حديدي يحول دون رؤية ما بخلفه، وهو ما فتح الباب واسعا أمام الكثير من الأقاويل والشائعات والأخبار والتكهنات حول هذا التيار طوال فترة التسعينات وحتى اليوم.
فالسرورية كتيار إسلامي حركي -سواء قبل أصحابه هذه التسمية أم لا وهذا شأنهم- صارت واقعا لا يمكن تجاهله اليوم بفعل حضوره القوي من خلال العديد من الرموز والأنشطة والمؤسسات والجمعيات والجامعات والمراكز والمجلات، فضلا عن الظهور الإعلامي اليتيم -كأهم مرجع حول التيار- لمؤسس هذا التيار وأبوه الروحي الشيخ السوري والإخواني السابق محمد سرور بن نايف زين العابدين، من على فضائية الحوار اللندنية -المحسوبة على تنظيم الإخوان الدولي- في برنامج مراجعات الذي يعده الكاتب والمفكر الإسلامي الفلسطيني الدكتور عزام التميمي مدير معهد دراسات الفكر السياسي الإسلامي في لندن.
فحول حقيقة هذه الظاهرة التي باتت تشغل الكثير من الباحثين والكتاب، وعن الجدل الدائر حول كونها تيارا فكريا أم تنظيما حركيا وما حقيقة تسمتيها بالسرورية؟ ولماذا كل هذا الغموض المضروب حولها؟ وهل يقتصر وجودها على الساحة السعودية أم لها امتدادات وتفرعات أخرى هنا أو هناك؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن نناقشها في هذا المقال علنا أن نلقى الضوء على كثير من زوايا هذا الموضوع المعتمة.
السرورية مسمىً وتنظيما
في دراستنا السابقة حول السلفة الحركية النشأة والمسار كنا قد تناولنا البدايات الأولى لنشأة هذا التيار السلفي الذي أصبح يعرف بالسرورية، وسنحاول هنا أن نناقش الرؤى والتصورات الفكرية والعقدية والسياسية التي يؤمن بها هذا التيار وخريطة إنتشاره وهيكليته التنظيمية وعلاقته المرتبكة بالجماعات الإسلامية الأخرى من سلفية أو إخوانية فضلا عن قضية التسمية وشبهة التنظيم وسيكون مصدرنا في الكثير من هذه المعلومات هو حوار الشيخ سرور لبرنامج مراجعات كما أسلفنا.
ففي سلسلة حوارات برنامج «مراجعات» الشهير على قناة الحوار اللندنية أوضح الشيخ محمد سرور بن نايف الكثير من الغموض واللغط الذي كان يدور حوله وجماعته وحقيقة انتساب تيار منهجي حركي كامل داخل البحر الإسلامي الحركي إليه، رغم دبلوماسية الشيخ الشديدة المتحفظة حول العديد من الأسئلة التي حاول الهروب منها أكثر من مرة.
صحيح أن بعض المهتمين بالموضوع يرى أن تسمية هذا التيار «بالسرورية» نسبة إلى الشيخ محمد سرور لم يكن إلا من قبيل غلبة التأثير الفكري والحركي والتنظيري للشيخ سرور على بقية مؤسسي هذا التيار مع أن هناك من يطلق على هذا التيار بالسلفية الإخوانية أو الإخوانية السلفية أو السلفية الحركية وكلها تدور حول هدف واحد هو توصيف هذا التيار الجديد على الساحة الدعوية والحركية الإسلامية.
إلا أن الشيخ محمد بن سرور يرى أن رفضه للتسمية «بالسرورية» يرجع إلى أنه كسلفي يرفض التنابز بالألقاب، حيث يكره أن ينسب كل سلفي إلى مذهب أو جماعة تنظيمية، فما بالك فيمن ينسب إلى رجل مشهور، ويقول: «رفضنا للتسمية يعود إلى الانطلاق من الموقف السني السلفي الذي يرفض التسميات أو الحزبية»، لكن سرور يؤكد في حديثه على حقيقة وجود هذا التيار وانتشاره، ويرى أنه تيار إسلامي ولكنه بلا مسمى.
أما بخصوص حركية وتنظيمية هذا التيار وزعامته له ودوره في نشأته يقول الشيخ محمد سرور زين العابدين: «لم أكن يوما من الأيام مسئولا تنظيميا في هذا التيار، لكنني أيضا لست نكرة، فقد ساهمت في إنشائه مع آخرين هنا وهناك، حيث رفضت منذ البداية مسألة مسئول التنظيم؛ لأن أكثر الصراعات تقوم على المسئولية، أردت أن أبعد نفسي عنها، قد أدافع عن رأيي وسط هذا التيار، وأبين لهم موقفي، وقد أشتد في عرضه، لكن يتوقف الأمر على إبداء النصيحة وسط الجماعة».
ومن خلال هذه التصريحات المقتطفة من حوار الشيخ سرور أصبح واضحا الآن أننا أمام تيار وتنظيم معا وأنه ليس تنظيما عاديا بل له امتدادته الحركية والتنظيمية ومدرسته الفكرية والسياسية وما ينبثق عنها من روئ وتصورات حول العديد من قضايا الأمة المعاصرة السياسية والفكرية والتربوية والثقافية والدينية.
ورغم الغموض الذي أحيط بهذا التيار طوال كل تلك الفترة الماضية، فها هو شيخ التنظيم ومؤسسه يجزم بحقيقة وجوده وأنه تنظيما حركيا إسلاميا له رؤاه وتصوراته وإجتهاداته، وله مؤسساته وشخصياته، ولكن هذا الإعتراف جاء متأخرا جدا من قبل الشيخ سرور حيث كان من الأجدر بهؤلاء أن يعلنوا رؤاهم مبكرا قبل كل تلك التفسيرات والتأويلات التي راجت حول هذه الجماعة وخلق انطباع غير جيد عنها.
لا يخفى هنا أيضا أن الكثير من تلك المزاعم والتقولات والتأويلات التي لحقت بهم لا شك أنهم يتحملون جزءا كبيرا منها، حيث أن هناك بعض الجماعات المناوئه لهم سعت إلى رميهم بكل التهم من قبيل بعض الجماعات السلفية التقليدية كجماعة الجامية التي راحت تتهمهم بإيمانهم «بالتقية» في تعاملاتهم مع محيطهم الإسلامي، هذا عدا عن تهمة المخابراتية التي راجت كثيرا حول هذا التيار من قبيل أنهم صنيعة مخابراتية لبعض الأنظمة لضرب خصومها السياسيين.
خارطة الفكر والمنهج
في خضم ذلك النقاش الحاد حول فكر الشيخ سرور المثير للجدل الدائم، بفعل إيثار الشيخ الصمت طويلا عن الرد على خصومه منشغلا ببلورة منهج فكري لهذا التيار الذي يصفه الكاتب السعودي مشاري الذايدي بأنه خلطة لحركية الإخوان بثورية سيد قطب بسلفية ابن تيمية، كان هناك لا شك ظاهرة تتشكل على سطح العمل الإسلامي منبئة بمولود جديد مهجن يحمل صفات قد تبدو متناقضة ومتصادمة.
وطوال كل هذه الفترة فقد ظل الشيخ مفضلا العمل بصمت رغم ما قيل ويقال عنه من قبل خصومه الذين روجوا لمقالات نسبوها له من قبيل أنه صاحب مقولة «إن كتب العقيدة تعاني من جفاف» محاولين بمثل هذه المقولات أن يثيروا الشارع السلفي ضد الشيخ كمقدمة لضرب هذا التيار وأفكاره التي يدعو إليها.
ولعل أبلغ وصف لظاهرة التيار السروري الفكرية هو ما عبر عنه الباحث والكاتب السعودي الذي كان له تجربة انتماء فكري إليه إبراهيم السكران الذي قال: «السرورية هي منهج يختلف عن المنهج الإخواني والسلفي التقليدي، تقوم على المزج بين شخصيتين إسلاميتين هامتين هما: ابن تيمية وسيد قطب! ويتابع: أخذوا من ابن تيمية موقفه السلفي الصارم من المخالفين للسنة من الفرق والمذاهب الأخرى مثل الشيعة، وبالتالي فهم استمدوا من ابن تيمية المضمون العقائدي، وأما سيد قطب فأخذوا منه ثوريته وآمنوا إيمانا تاما بمقولة الحاكمية لديه.
ويضيف السكران: «من أجل ذلك، ورغم عدم اتساق سيد قطب اتساقا تاما مع شروط العقيدة السلفية كما هي وفق التنظير الذي أصله ابن تيمية، من حيث وجود ملاحظات عقدية عليه، فإنهم، خصوصا جناح الحمائم منهم، ما كانوا يتوقفون عند ذلك، وكانوا يغضون الطرف عنه من أجل مقولة الحاكمية».
ويرى بعض المراقبين هنا أن مظهرا من مظاهر الاختلاف السروري عن الإخواني في السعودية منبع التيار ومنشؤه يتجلى من خلال اعتماد المراجع النظرية المنهجية، على مستوى الكتب، فرغم أن التيارين: الإخوان والسروريين، يعتمدان سيد قطب وتفسيره في ظلال القرآن، أثناء الفهم الحركي للقرآن، إلا أنهم اختلفوا عندما وصلوا للسيرة النبوية، وكيفية استثمارها والاعتبار بها حركيا. إذ يرى هؤلاء أنه كان لدى الإخوان السعوديين كتاب فقه السيرة للإخواني السوري المقيم في السعودية منير الغضبان هو المعول عليه في تثقيف الشباب بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن عند السرورين، حديثي النشأة، مرجع خاص، يحتوي زبدة رؤيتهم وفهمهم المنهجي للسيرة النبوية فكان لزاما إيجاد هذا المرجع.
وبحكم تجربتي القصيرة في أحد مراكز السرورية العلمية هنا في اليمن كنت ألاحظ أنه كان هناك كتاب قبسات من السيرة لمحمد قطب، لكنه لم يكن يشفي الغليل الحركي لهذا التيار ولهذا ربما نجد أن الشيخ محمد سرور زين العابدين ألف كتابه حول فقه السيرة النبوية لتغطية هذه الفجوة المنهجية.
وإلى جانب هذه الكتب الحركية فقد جمع السروريون بين كتب العقدية السلفية وعلى رأسها كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب جنبا إلى جنب مع كتب سيد قطب في ظلال القرآن وكتب الشيخ سرور أيضا كمنهج حركي يتم من خلاله تربية الأتباع والمريدين.
ويمتاز التوجه الفكري للتيار السروري ببعده الكبير عن الخلاف العقائدي مع تيارات البدع والظلال القديمة بحسب المفهوم السلفي كالمعتزلة والصوفية والقدرية، بحكم اندثارها الآن، متجهين نحو مناقشة فكر الحداثة والعلمانية التي سعى أبرز شيوخ التيار في السعودية الشيخ سفر الحوالي إلى تخصيص رسالته لنيل الماجستير في دراسة الظاهرة العلمانية في الوطن العربي والإسلامي والذي يعد أبرز مراجع التيار في رؤيته ومناقشته للمسألة العلمانية.
خارطة الانتشار والتواجد
صحيح أن السرورية في السعودية هي بلا شك التيار الأقوى والأكثر تواجدا بحكم طبيعة منشأ هذا التيار في البيئة السعودية، لكن هذا لا يعني أن هذا التيار ليس له امتداد ولا تواجد في أي من المناطق الأخرى على امتداد العالم العربي والإسلامي، بل العكس فقد مكنت الوفرة المالية التي يتمتع بها هذا التنظيم من تواجده في كل مكان يريد أن يتواجد فيه لدرجة أنه اتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا فكريا وتنظيميا له فترة من الزمن.
ففيها عمل السروريون على تأسيس المنتدى الإسلامي تلك المؤسسة الإسلامية الكبرى التي تدير عددا من الأنشطة والبرامج الفكرية السياسية والدعوية والحركية والإعلامية، والتي تعد مجلة البيان اللندنية الشهيرة أحد إصداراته فضلا عن التقرير الارتيادي الاستراتيجي السنوي عدا عن عدد من الإصدارات الإنجليزية التي في مقدمتها مجلة الجمعة.
ففي هذه العاصمة البريطانية كان المنفى الاختياري لشيخ المؤسس محمد سرور بعد مغادرته الكويت التي لجأ إليها قادما من السعودية في منتصف سبعينات القرن الماضي، حيث سعى الشيخ إلى تأسيس مركز دراسات السنة النبوية كواجهة بحثية ودعوية له والتي أصدر من خلاله مجلة السنة في تسعينات القرن الماضي كناطق سياسي وفكري للتيار أثناء أزمة الخليج الثانية التي اشتد فيها الصراع بين هذا التيار والسلطات السعودية الراعية له منذ البداية لمعارضته الاستعانة بالأجنبي لتحرير الكويت وحماية السعودية من تهديدات صدام حسين حينها ولعله في هذه الفترة كان أول ظهور وانتشار لتسمية «السرورية» كعلم على هذا التيار.
ونظرا للإمكانيات التي يمتلكها هذا التيار مما سهل له التواجد في الكثير من البلدان العربية وفي مقدمتها لا شك اليمن التي يعد حضروه فيها قويا بعد المملكة السعودية، وكذا مصر التي يمثلهم فيها الأستاذ جمال سلطان وكيل مؤسسي حزب الإصلاح -تحت التأسيس- وناشر ورئيس تحرير كل من صحيفة المصريون الإلكترونية ومجلة المنار الجديد.
أما في الجزائر فيأتي على رأس ممثليهم الشيخ على بلحاج نائب رئيس جبهة الإنقاذ المحضورة ويتواجد السروريون أيضا في كل من البحرين والإمارات وكذلك الكويت ممثلة بالحركة السلفية العلمية مع وجود بعض الاختلافات السياسية عن التيار الأم أما في قطر فلهم تواجد ملحوظ من خلال مؤسسة عيد آل ثاني الخيرية.
في اليمن التي يعاني فيها السلفيون الحركيون من انقسام بين جناحين جناح تابع للشيخ سرور مباشرة وهم أصحاب جمعية الإحسان وجناح تابع للشيخ المصري المقيم في الكويت عبدالرحمن عبدالخالق، الذي اختلف مع الشيخ سرور أثناء إقامته في الكويت نتيجة بعض أفكار عبدالرحمن عبدالخالق السياسية المنفتحة نسبيا في موضوع العمل السياسي والانتخابات والديمقراطية وغيرها من الأفكار فيما يتعلق بالتعامل مع السلطات الحاكمة وهو أي عبدالرحمن عبدالخالق يعد أحد أهم رموز السلفية الحركية ويقترب منه فكريا في اليمن جمعية الحكمة اليمانية الخيرية.
حقائق لا بد منها
لقد مثلت فترة الثمانينات وحتى بداية التسعينيات فترة ذهبية لما بات يعرف بالصحوة الإسلامية في السعودية وهي الفترة الذهبية التي استفاد منها السروريون كثيرا من خلال استغلالهم للخطاب الفكري والدعوي للعدد من رموز الصحويين في تلك الفترة والذين يأتي في مقدمتهم الشيخ الدكتور سلمان العودة ورفيق دربه عائض القرني.
وقد سعى السروريون حينها إلى تظليل الكثيرين حول قضية انتماء هذين الشيخين إلى تيارهم وذلك لاتساق خطابهم مع توجهاتهم فضلا عن نفاذ خطابهم الدعوي وأهميته وتأثيره في المجتمع السعودي الذي لم يألف مثل هذا الخطاب، وهو ما سهل لهم النفاذ من خلال خطاب الشيخين إلى كثير من قلوب وعقول المجتمع السعودي.
إلا أن الحقيقة المغيبة هي أن كلا الشيخين لا يلتقيان مع هذا التيار إلا من خلال بعض التقاطعات الفكرية، ولا يلتزمان تنظيميا لأي تيار بل يمثلان تيارا فكريا مستقلا سبق في رؤاه وأفكاره الكثير من الحركات الإسلامية في الداخل والخارج السعودي وخاصة بعد قضائهما ما يقارب الخمس سنوات في السجون السعودية وخصوصا الشيخ سلمان العودة الذي ظل في السجن من عام 1994م وحتى 1999م.
أما بالنسبة للشيخ سفر الحوالي فهو لا شك أحد أهم رموز التيار السروري في السعودية وتمثل محاضراته وكتاباته رافدا فكريا وعقديا لأتباع هذا التيار، ويعد كتابه «ظاهرة الإرجاء في العالم الإسلامي» بمثابة رد مبطن على السلفية التقليدية ومرجعا فكريا وعقديا هاما لدى هذا التيار.
يعد المفكر الإسلامي المصري المقيم في السعودية محمد قطب الأخ غير الشقيق للشهيد سيد قطب كأحد دعائم هذا التيار الحركي الفكرية وتعد كتبه كروافد فكرية رئيسية له.
ويخوض التيار السروري معركة فكرية شديدة مع عدد من التيارات الإسلامية وفي مقدمتهم الإخوان والسلفية الجامية والمدخلية والمقبلية -إن صح التعبير- وكل هذه التيارات منطوية تحت مسمى السلفية التقليدية، إذ يرى السروريون أن السلفية التقليدية غيبت وعي الأمة من خلال نشر فكرة الطاعة المطلقة للحكام وتحريم حتى مجرد المعارضة السلمية التي تعد مبدأ ثابتا من مبادئ أصحاب السنة والجماعة.
أما الإخوان المسلمون فإنهم -بنظر السرورين- متساهلون في كثير من الأمور التي لا شك في مقدمتها العمل السياسي الحزبي والإيمان بالديمقراطية والكثير من المبادئ الأخرى من قبيل حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وقضية المرآة والقبول بالآخر وهلم جرا من الإشكالات التي تصل إلي مسائل العقيدة والتوحيد.
إحالات
1- سلسلة حوارات برنامج «مراجعات» قناة الحوار اللندنية.
2- ما هي قصة التيار السروري؟ الشرق الأوسط اللندنية الخميـس 15 رمضـان 1425 هـ 28 أكتوبر 2004 العدد 9466.
3 - الجامية اسم محلي داخل خريطة الإسلاميين السعوديين يطلق على شعبة من شعب التيار السلفي، وهي تعادي أي توجه سياسي مناوىء للسلطة انطلاقا من «منهج السلف» في السمع والطاعة، وهي نسبة لشيخ محمد بن أمان الجامي.
.الأهالي نت
نبيل البكيري [email protected]
قد يكون الجدل الدائر اليوم حول حقيقة وجود هذا التيار الذي بات مصطلحا على تسميته في الوسط الإعلامي فضلا عن الوسط الحركي بــ «التيار السروري»، الذي بات يشكل ظاهرة محسوسة في هذا الوسط، يعود بشكل كبير لحالة السرية والكتمان التي فرضها مؤسسوه كجدار حديدي يحول دون رؤية ما بخلفه، وهو ما فتح الباب واسعا أمام الكثير من الأقاويل والشائعات والأخبار والتكهنات حول هذا التيار طوال فترة التسعينات وحتى اليوم.
فالسرورية كتيار إسلامي حركي -سواء قبل أصحابه هذه التسمية أم لا وهذا شأنهم- صارت واقعا لا يمكن تجاهله اليوم بفعل حضوره القوي من خلال العديد من الرموز والأنشطة والمؤسسات والجمعيات والجامعات والمراكز والمجلات، فضلا عن الظهور الإعلامي اليتيم -كأهم مرجع حول التيار- لمؤسس هذا التيار وأبوه الروحي الشيخ السوري والإخواني السابق محمد سرور بن نايف زين العابدين، من على فضائية الحوار اللندنية -المحسوبة على تنظيم الإخوان الدولي- في برنامج مراجعات الذي يعده الكاتب والمفكر الإسلامي الفلسطيني الدكتور عزام التميمي مدير معهد دراسات الفكر السياسي الإسلامي في لندن.
فحول حقيقة هذه الظاهرة التي باتت تشغل الكثير من الباحثين والكتاب، وعن الجدل الدائر حول كونها تيارا فكريا أم تنظيما حركيا وما حقيقة تسمتيها بالسرورية؟ ولماذا كل هذا الغموض المضروب حولها؟ وهل يقتصر وجودها على الساحة السعودية أم لها امتدادات وتفرعات أخرى هنا أو هناك؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن نناقشها في هذا المقال علنا أن نلقى الضوء على كثير من زوايا هذا الموضوع المعتمة.
السرورية مسمىً وتنظيما
في دراستنا السابقة حول السلفة الحركية النشأة والمسار كنا قد تناولنا البدايات الأولى لنشأة هذا التيار السلفي الذي أصبح يعرف بالسرورية، وسنحاول هنا أن نناقش الرؤى والتصورات الفكرية والعقدية والسياسية التي يؤمن بها هذا التيار وخريطة إنتشاره وهيكليته التنظيمية وعلاقته المرتبكة بالجماعات الإسلامية الأخرى من سلفية أو إخوانية فضلا عن قضية التسمية وشبهة التنظيم وسيكون مصدرنا في الكثير من هذه المعلومات هو حوار الشيخ سرور لبرنامج مراجعات كما أسلفنا.
ففي سلسلة حوارات برنامج «مراجعات» الشهير على قناة الحوار اللندنية أوضح الشيخ محمد سرور بن نايف الكثير من الغموض واللغط الذي كان يدور حوله وجماعته وحقيقة انتساب تيار منهجي حركي كامل داخل البحر الإسلامي الحركي إليه، رغم دبلوماسية الشيخ الشديدة المتحفظة حول العديد من الأسئلة التي حاول الهروب منها أكثر من مرة.
صحيح أن بعض المهتمين بالموضوع يرى أن تسمية هذا التيار «بالسرورية» نسبة إلى الشيخ محمد سرور لم يكن إلا من قبيل غلبة التأثير الفكري والحركي والتنظيري للشيخ سرور على بقية مؤسسي هذا التيار مع أن هناك من يطلق على هذا التيار بالسلفية الإخوانية أو الإخوانية السلفية أو السلفية الحركية وكلها تدور حول هدف واحد هو توصيف هذا التيار الجديد على الساحة الدعوية والحركية الإسلامية.
إلا أن الشيخ محمد بن سرور يرى أن رفضه للتسمية «بالسرورية» يرجع إلى أنه كسلفي يرفض التنابز بالألقاب، حيث يكره أن ينسب كل سلفي إلى مذهب أو جماعة تنظيمية، فما بالك فيمن ينسب إلى رجل مشهور، ويقول: «رفضنا للتسمية يعود إلى الانطلاق من الموقف السني السلفي الذي يرفض التسميات أو الحزبية»، لكن سرور يؤكد في حديثه على حقيقة وجود هذا التيار وانتشاره، ويرى أنه تيار إسلامي ولكنه بلا مسمى.
أما بخصوص حركية وتنظيمية هذا التيار وزعامته له ودوره في نشأته يقول الشيخ محمد سرور زين العابدين: «لم أكن يوما من الأيام مسئولا تنظيميا في هذا التيار، لكنني أيضا لست نكرة، فقد ساهمت في إنشائه مع آخرين هنا وهناك، حيث رفضت منذ البداية مسألة مسئول التنظيم؛ لأن أكثر الصراعات تقوم على المسئولية، أردت أن أبعد نفسي عنها، قد أدافع عن رأيي وسط هذا التيار، وأبين لهم موقفي، وقد أشتد في عرضه، لكن يتوقف الأمر على إبداء النصيحة وسط الجماعة».
ومن خلال هذه التصريحات المقتطفة من حوار الشيخ سرور أصبح واضحا الآن أننا أمام تيار وتنظيم معا وأنه ليس تنظيما عاديا بل له امتدادته الحركية والتنظيمية ومدرسته الفكرية والسياسية وما ينبثق عنها من روئ وتصورات حول العديد من قضايا الأمة المعاصرة السياسية والفكرية والتربوية والثقافية والدينية.
ورغم الغموض الذي أحيط بهذا التيار طوال كل تلك الفترة الماضية، فها هو شيخ التنظيم ومؤسسه يجزم بحقيقة وجوده وأنه تنظيما حركيا إسلاميا له رؤاه وتصوراته وإجتهاداته، وله مؤسساته وشخصياته، ولكن هذا الإعتراف جاء متأخرا جدا من قبل الشيخ سرور حيث كان من الأجدر بهؤلاء أن يعلنوا رؤاهم مبكرا قبل كل تلك التفسيرات والتأويلات التي راجت حول هذه الجماعة وخلق انطباع غير جيد عنها.
لا يخفى هنا أيضا أن الكثير من تلك المزاعم والتقولات والتأويلات التي لحقت بهم لا شك أنهم يتحملون جزءا كبيرا منها، حيث أن هناك بعض الجماعات المناوئه لهم سعت إلى رميهم بكل التهم من قبيل بعض الجماعات السلفية التقليدية كجماعة الجامية التي راحت تتهمهم بإيمانهم «بالتقية» في تعاملاتهم مع محيطهم الإسلامي، هذا عدا عن تهمة المخابراتية التي راجت كثيرا حول هذا التيار من قبيل أنهم صنيعة مخابراتية لبعض الأنظمة لضرب خصومها السياسيين.
خارطة الفكر والمنهج
في خضم ذلك النقاش الحاد حول فكر الشيخ سرور المثير للجدل الدائم، بفعل إيثار الشيخ الصمت طويلا عن الرد على خصومه منشغلا ببلورة منهج فكري لهذا التيار الذي يصفه الكاتب السعودي مشاري الذايدي بأنه خلطة لحركية الإخوان بثورية سيد قطب بسلفية ابن تيمية، كان هناك لا شك ظاهرة تتشكل على سطح العمل الإسلامي منبئة بمولود جديد مهجن يحمل صفات قد تبدو متناقضة ومتصادمة.
وطوال كل هذه الفترة فقد ظل الشيخ مفضلا العمل بصمت رغم ما قيل ويقال عنه من قبل خصومه الذين روجوا لمقالات نسبوها له من قبيل أنه صاحب مقولة «إن كتب العقيدة تعاني من جفاف» محاولين بمثل هذه المقولات أن يثيروا الشارع السلفي ضد الشيخ كمقدمة لضرب هذا التيار وأفكاره التي يدعو إليها.
ولعل أبلغ وصف لظاهرة التيار السروري الفكرية هو ما عبر عنه الباحث والكاتب السعودي الذي كان له تجربة انتماء فكري إليه إبراهيم السكران الذي قال: «السرورية هي منهج يختلف عن المنهج الإخواني والسلفي التقليدي، تقوم على المزج بين شخصيتين إسلاميتين هامتين هما: ابن تيمية وسيد قطب! ويتابع: أخذوا من ابن تيمية موقفه السلفي الصارم من المخالفين للسنة من الفرق والمذاهب الأخرى مثل الشيعة، وبالتالي فهم استمدوا من ابن تيمية المضمون العقائدي، وأما سيد قطب فأخذوا منه ثوريته وآمنوا إيمانا تاما بمقولة الحاكمية لديه.
ويضيف السكران: «من أجل ذلك، ورغم عدم اتساق سيد قطب اتساقا تاما مع شروط العقيدة السلفية كما هي وفق التنظير الذي أصله ابن تيمية، من حيث وجود ملاحظات عقدية عليه، فإنهم، خصوصا جناح الحمائم منهم، ما كانوا يتوقفون عند ذلك، وكانوا يغضون الطرف عنه من أجل مقولة الحاكمية».
ويرى بعض المراقبين هنا أن مظهرا من مظاهر الاختلاف السروري عن الإخواني في السعودية منبع التيار ومنشؤه يتجلى من خلال اعتماد المراجع النظرية المنهجية، على مستوى الكتب، فرغم أن التيارين: الإخوان والسروريين، يعتمدان سيد قطب وتفسيره في ظلال القرآن، أثناء الفهم الحركي للقرآن، إلا أنهم اختلفوا عندما وصلوا للسيرة النبوية، وكيفية استثمارها والاعتبار بها حركيا. إذ يرى هؤلاء أنه كان لدى الإخوان السعوديين كتاب فقه السيرة للإخواني السوري المقيم في السعودية منير الغضبان هو المعول عليه في تثقيف الشباب بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن عند السرورين، حديثي النشأة، مرجع خاص، يحتوي زبدة رؤيتهم وفهمهم المنهجي للسيرة النبوية فكان لزاما إيجاد هذا المرجع.
وبحكم تجربتي القصيرة في أحد مراكز السرورية العلمية هنا في اليمن كنت ألاحظ أنه كان هناك كتاب قبسات من السيرة لمحمد قطب، لكنه لم يكن يشفي الغليل الحركي لهذا التيار ولهذا ربما نجد أن الشيخ محمد سرور زين العابدين ألف كتابه حول فقه السيرة النبوية لتغطية هذه الفجوة المنهجية.
وإلى جانب هذه الكتب الحركية فقد جمع السروريون بين كتب العقدية السلفية وعلى رأسها كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب جنبا إلى جنب مع كتب سيد قطب في ظلال القرآن وكتب الشيخ سرور أيضا كمنهج حركي يتم من خلاله تربية الأتباع والمريدين.
ويمتاز التوجه الفكري للتيار السروري ببعده الكبير عن الخلاف العقائدي مع تيارات البدع والظلال القديمة بحسب المفهوم السلفي كالمعتزلة والصوفية والقدرية، بحكم اندثارها الآن، متجهين نحو مناقشة فكر الحداثة والعلمانية التي سعى أبرز شيوخ التيار في السعودية الشيخ سفر الحوالي إلى تخصيص رسالته لنيل الماجستير في دراسة الظاهرة العلمانية في الوطن العربي والإسلامي والذي يعد أبرز مراجع التيار في رؤيته ومناقشته للمسألة العلمانية.
خارطة الانتشار والتواجد
صحيح أن السرورية في السعودية هي بلا شك التيار الأقوى والأكثر تواجدا بحكم طبيعة منشأ هذا التيار في البيئة السعودية، لكن هذا لا يعني أن هذا التيار ليس له امتداد ولا تواجد في أي من المناطق الأخرى على امتداد العالم العربي والإسلامي، بل العكس فقد مكنت الوفرة المالية التي يتمتع بها هذا التنظيم من تواجده في كل مكان يريد أن يتواجد فيه لدرجة أنه اتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا فكريا وتنظيميا له فترة من الزمن.
ففيها عمل السروريون على تأسيس المنتدى الإسلامي تلك المؤسسة الإسلامية الكبرى التي تدير عددا من الأنشطة والبرامج الفكرية السياسية والدعوية والحركية والإعلامية، والتي تعد مجلة البيان اللندنية الشهيرة أحد إصداراته فضلا عن التقرير الارتيادي الاستراتيجي السنوي عدا عن عدد من الإصدارات الإنجليزية التي في مقدمتها مجلة الجمعة.
ففي هذه العاصمة البريطانية كان المنفى الاختياري لشيخ المؤسس محمد سرور بعد مغادرته الكويت التي لجأ إليها قادما من السعودية في منتصف سبعينات القرن الماضي، حيث سعى الشيخ إلى تأسيس مركز دراسات السنة النبوية كواجهة بحثية ودعوية له والتي أصدر من خلاله مجلة السنة في تسعينات القرن الماضي كناطق سياسي وفكري للتيار أثناء أزمة الخليج الثانية التي اشتد فيها الصراع بين هذا التيار والسلطات السعودية الراعية له منذ البداية لمعارضته الاستعانة بالأجنبي لتحرير الكويت وحماية السعودية من تهديدات صدام حسين حينها ولعله في هذه الفترة كان أول ظهور وانتشار لتسمية «السرورية» كعلم على هذا التيار.
ونظرا للإمكانيات التي يمتلكها هذا التيار مما سهل له التواجد في الكثير من البلدان العربية وفي مقدمتها لا شك اليمن التي يعد حضروه فيها قويا بعد المملكة السعودية، وكذا مصر التي يمثلهم فيها الأستاذ جمال سلطان وكيل مؤسسي حزب الإصلاح -تحت التأسيس- وناشر ورئيس تحرير كل من صحيفة المصريون الإلكترونية ومجلة المنار الجديد.
أما في الجزائر فيأتي على رأس ممثليهم الشيخ على بلحاج نائب رئيس جبهة الإنقاذ المحضورة ويتواجد السروريون أيضا في كل من البحرين والإمارات وكذلك الكويت ممثلة بالحركة السلفية العلمية مع وجود بعض الاختلافات السياسية عن التيار الأم أما في قطر فلهم تواجد ملحوظ من خلال مؤسسة عيد آل ثاني الخيرية.
في اليمن التي يعاني فيها السلفيون الحركيون من انقسام بين جناحين جناح تابع للشيخ سرور مباشرة وهم أصحاب جمعية الإحسان وجناح تابع للشيخ المصري المقيم في الكويت عبدالرحمن عبدالخالق، الذي اختلف مع الشيخ سرور أثناء إقامته في الكويت نتيجة بعض أفكار عبدالرحمن عبدالخالق السياسية المنفتحة نسبيا في موضوع العمل السياسي والانتخابات والديمقراطية وغيرها من الأفكار فيما يتعلق بالتعامل مع السلطات الحاكمة وهو أي عبدالرحمن عبدالخالق يعد أحد أهم رموز السلفية الحركية ويقترب منه فكريا في اليمن جمعية الحكمة اليمانية الخيرية.
حقائق لا بد منها
لقد مثلت فترة الثمانينات وحتى بداية التسعينيات فترة ذهبية لما بات يعرف بالصحوة الإسلامية في السعودية وهي الفترة الذهبية التي استفاد منها السروريون كثيرا من خلال استغلالهم للخطاب الفكري والدعوي للعدد من رموز الصحويين في تلك الفترة والذين يأتي في مقدمتهم الشيخ الدكتور سلمان العودة ورفيق دربه عائض القرني.
وقد سعى السروريون حينها إلى تظليل الكثيرين حول قضية انتماء هذين الشيخين إلى تيارهم وذلك لاتساق خطابهم مع توجهاتهم فضلا عن نفاذ خطابهم الدعوي وأهميته وتأثيره في المجتمع السعودي الذي لم يألف مثل هذا الخطاب، وهو ما سهل لهم النفاذ من خلال خطاب الشيخين إلى كثير من قلوب وعقول المجتمع السعودي.
إلا أن الحقيقة المغيبة هي أن كلا الشيخين لا يلتقيان مع هذا التيار إلا من خلال بعض التقاطعات الفكرية، ولا يلتزمان تنظيميا لأي تيار بل يمثلان تيارا فكريا مستقلا سبق في رؤاه وأفكاره الكثير من الحركات الإسلامية في الداخل والخارج السعودي وخاصة بعد قضائهما ما يقارب الخمس سنوات في السجون السعودية وخصوصا الشيخ سلمان العودة الذي ظل في السجن من عام 1994م وحتى 1999م.
أما بالنسبة للشيخ سفر الحوالي فهو لا شك أحد أهم رموز التيار السروري في السعودية وتمثل محاضراته وكتاباته رافدا فكريا وعقديا لأتباع هذا التيار، ويعد كتابه «ظاهرة الإرجاء في العالم الإسلامي» بمثابة رد مبطن على السلفية التقليدية ومرجعا فكريا وعقديا هاما لدى هذا التيار.
يعد المفكر الإسلامي المصري المقيم في السعودية محمد قطب الأخ غير الشقيق للشهيد سيد قطب كأحد دعائم هذا التيار الحركي الفكرية وتعد كتبه كروافد فكرية رئيسية له.
ويخوض التيار السروري معركة فكرية شديدة مع عدد من التيارات الإسلامية وفي مقدمتهم الإخوان والسلفية الجامية والمدخلية والمقبلية -إن صح التعبير- وكل هذه التيارات منطوية تحت مسمى السلفية التقليدية، إذ يرى السروريون أن السلفية التقليدية غيبت وعي الأمة من خلال نشر فكرة الطاعة المطلقة للحكام وتحريم حتى مجرد المعارضة السلمية التي تعد مبدأ ثابتا من مبادئ أصحاب السنة والجماعة.
أما الإخوان المسلمون فإنهم -بنظر السرورين- متساهلون في كثير من الأمور التي لا شك في مقدمتها العمل السياسي الحزبي والإيمان بالديمقراطية والكثير من المبادئ الأخرى من قبيل حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وقضية المرآة والقبول بالآخر وهلم جرا من الإشكالات التي تصل إلي مسائل العقيدة والتوحيد.
إحالات
1- سلسلة حوارات برنامج «مراجعات» قناة الحوار اللندنية.
2- ما هي قصة التيار السروري؟ الشرق الأوسط اللندنية الخميـس 15 رمضـان 1425 هـ 28 أكتوبر 2004 العدد 9466.
3 - الجامية اسم محلي داخل خريطة الإسلاميين السعوديين يطلق على شعبة من شعب التيار السلفي، وهي تعادي أي توجه سياسي مناوىء للسلطة انطلاقا من «منهج السلف» في السمع والطاعة، وهي نسبة لشيخ محمد بن أمان الجامي.
.الأهالي نت