يا بارك الله في عباس من ملكٍ ... وبارك الله في عمّات عباس
02-5-2009
وهكذا يستمر هذا الشرق المنكوب، فالمهم ضمان العبودية للمستعمرين، وضمان بقاء الموثوق لهم المعصوم عن موافقة الأعداء، وهم ’’السكان العرب’’، ويوم يأتي الأحرار الصهاينة بأحدهم وافق أم خالف، فإن أبواب الشرق والغرب مفتوحة له، ولو كان إرهابيا نازيا شرا في لسانه وفعله من هتلر، سيفرح به الخصوم لأنه سيساعد في قهر الرعاع ’’الأمة العربية والمسلمة’’، ويساعد في قتل الحقيقة وبقاء العبودية واستمرار الغنيمة. بقي أن نتذكر أن على الناس في هذا الشرق المقهور أن يخنعوا لعباس ولعمّات عباس وأن يدعوا لهم ولهن أبد الدهر، إن كان في بلاد العرب دهر، إذ لا يكاد الزمن يتحرك، ظلم مقيم، وجهالة وتبعية تأكل اليابس ـ إذ ليس في الشرق أخضر ـ حتى ملوك الشرق ييبسون ولا يموتون.
بعد الاعتذار إلى أحمد شوقي، ندعو في هذا الشرق بطول البقاء ـ البطلقة ـ لجميع الملوك منذ ما قبل الفراعنة وإلى أن يهلك آخر مستبد، فإن المستبدين الفاسدين كانوا وسيبقون شوكة في القلب والحلق، جعلت العرب ملعبا للعابرين، وجعلوا من حياتهم وحياة الناس تافهة جدا، ونترك السياق لحديث الساعة؛ فنقول:
ما لهؤلاء الرؤساء الأمريكان الذين يحتقرون ثقافة الملوك وسلوكهم وتاريخهم، ولكنهم يصنعون للشرق ملوكا ثم يلزمون الشرقيين بعبادتهم، أوثانا لا شريك لها في قرار ولا مال، وما لهؤلاء البريطانيين، وهم من قتل الملوك المستبدين، أو الذين يفكرون منهم في التدخل في السياسة وليضعوا بدلا منهم برلمانا له الأمر، ثم رئيس وزراء من البشر الأسوياء، ويرفعون درجة الملوك عن العمل ويرسلوهم إلى قلاعهم كأدوات متحفية معزولين فوق البشر ودون القرار، بحيث لا يهدمون المجتمع بداء ملوكهم: ’’الجهل والغرور’’، وحتى لا ينشروا القداسة خارج الحوش والحاشية، وينتخب لأنفسهم منهم من يسير الأمور بوعي وفهم لمصالحهم لا بعصمة، فمالهم يعزلون أو يقتلون ملوكهم ويصنعون للشرق الملوك المعصومين ليتحكموا في الشرق باسمهم أو من ورائهم.
هل تتذكرون كلمة تشرشل: ’’كان [فلان] يهيم في [..] فصنعت له ملكا ومملكة’’، تشرشل الديمقراطي ديانة في وطنه، ماله كافر بها عند العرب! وبعد أكثر من خمسين عاما، قال بوش الأب معلقا ومحتقرا تعيين برلمان صوري في بلد عربي: ’’هذا ما يناسب ثقافتكم’’، وكأنه يشير بنظرة دونيه لكم ’’أي للآخر المحتقر’’!
نرجع إلى عباس وما قبله؛ فعندما أظهر عرفات تمردا على الذين خانوا الاتفاق معه، وتعلم من حيلهم ومكرهم، فأصبح تلميذا نجيبا يكيل بكيلهم، أو كما في المثل’’إدر إنما سرّحت روّحنا عليك’’، يمد لهم يد صلح ولسان موافقة وتعهد، ثم يرسل بالأخرى هدايا من نوع هداياهم، فيقتل منهم كما يقتلون العزل من شعبه، ثم يلقي بيانات استنكار للعنف والإرهاب كما يفعلون، فأبلغوه أنه لا يصلح رئيسا، وإن كان منتخبا بأوضح ديمقراطية، (ومن عجائب الغرب أنهم يعينون لنا ملكا منتخبا، والرئيس المنتخب يصبح ملكا)، فإنه لما تشبه بهم عرفات، أعني في السياسة لا الديمقراطية، قالوا القرار سيكون لغيرك، إنه لرئيس وزراء نعيّنه نحن لك، وهو من عرفناه عن قرب، فهو لا يعرف السياسة كما تعرفها، وهو مستسلم وفيّ لنا، أو خائف أو ساذج، أو كما وصف نفسه في كتابه عن عملية أوسلو ’’لا يدري’’، وقد صدق آنذاك، جردوا عرفات من القرار وأعطوا الأمر لعباس، أما عرفات خريج مدرستهم الذي تعلم منهم المراوغة عليهم، فإنه لما تشبه بهم قتلوه.
ثم أنجبت الحالة الفلسطينية ديمقراطية أخرى، وجاء رئيس وزراء منتخب بكل شرعية، ’’إسماعيل هنية’’، وأكثر شرعية من وارث عرفات، ولما عرفوا أنه مخلص وطني، قالوا لا نتعامل معه، فهو ليس على شرطنا، وعلى الفلسطينيين أن يولوا ملكا معصوما لا علاقة له بالشعب، بل فقط بالغرب والصهاينة، وسيكون معصوما من العزل حتى الموت، ومعصوما من الحرية ومن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، يجب أن يرأس الفلسطينيين عبد للصهاية والأمريكان وعدوا لقومه ومتجسسا عليهم حتى يصبح مقبولا عند الرؤساء المنتخبين من الصهاينة ومن شايعهم، أي لا بد من عباس أو أسوأ منه ملكا مطلق اليد معصوما ،يتحكم في العباد والبلاد لصالح الأعداء أو لما أصبح يرمز للعبودية التامة ’’المجتمع الدولي’’، الذي يعني الخضوع للعصابات الإرهابية الصهيونية كليبرمان وبيريز ومن لف لفهم!
وبايع الأمريكان واليهود عباس ملكا، سواء رغب الشعب أو كره، فهكذا الحكومات العربية يأتيها رئيس فيصبح في اليوم الثاني ملكا معصوما إذا التزم بإرهاب الشعب وبالتزلف للصهاينة، فالتاج على الرأس حتى يهلك فيصنعون ملكا معصوما جديدا على شرط عباس ’’عباس غالبا اسم رمزي’’.
وإن هلك عباس فآخر في الرباط ـ ليس الرباط عند المغاربة بل رباط المشارقة ـ وهكذا يستمر هذا الشرق المنكوب، فالمهم ضمان العبودية للمستعمرين، وضمان بقاء الموثوق لهم المعصوم عن موافقة الأعداء، وهم ’’السكان العرب’’، ويوم يأتي الأحرار الصهاينة بأحدهم وافق أم خالف، فإن أبواب الشرق والغرب مفتوحة له، ولو كان إرهابيا نازيا شرا في لسانه وفعله من هتلر، سيفرح به الخصوم، لأنه سيساعد في قهر الرعاع ’’الأمة العربية والمسلمة’’، ويساعد في قتل الحقيقة وبقاء العبودية واستمرار الغنيمة.
بقي أن نتذكر أن على الناس في هذا الشرق المقهور أن يخنعوا لعباس ولعمّات عباس وأن يدعوا لهم ولهن أبد الدهر، إن كان في بلاد العرب دهر، إذ لا يكاد الزمن يتحرك، ظلم مقيم، وجهالة وتبعية تأكل اليابس ـ إذ ليس في الشرق أخضر ـ حتى ملوك الشرق ييبسون ولا يموتون. لم يكن شوقي يدري أن ’’عباس حلمي’’ وأمثاله تكاثروا على أكناف بيت المقدس، فاتسع الدعاء، وشمل خالات عباس، وأكثرنا على الجميع وللجميع الصلوات.
ألا ترون جريمة الخلف التالف، فحتى شوقي خرّب لحن جرير في ’’يا حبذا جبل الريان من جبل * وحبذا ساكن الريان من كانا’’، جرير مدح الجبل فخلد كل منهما الآخر، أما شوقي، فنافق لعباس وعماته وخالاته، فهبطن بشوقي للقاع، لولا الشفيع.
حذر مثقفون غربيون كثيرون شعوبهم من أن العلاقات الوثيقة لبلادهم بالثقافات المتخلفة والشعوب الخانعة للمستبدين، مهما كسبوا منها نفوذا وثروة، فإنها ستنشر الثقافات المنحطة في الغرب، وهكذا رأيناهم يحرمون التحقيق في الفساد، وسيرددون ’’البطلقة’’، فهل الأخلاق العربية ستدمر الغرب!
مجلة العصر
02-5-2009
وهكذا يستمر هذا الشرق المنكوب، فالمهم ضمان العبودية للمستعمرين، وضمان بقاء الموثوق لهم المعصوم عن موافقة الأعداء، وهم ’’السكان العرب’’، ويوم يأتي الأحرار الصهاينة بأحدهم وافق أم خالف، فإن أبواب الشرق والغرب مفتوحة له، ولو كان إرهابيا نازيا شرا في لسانه وفعله من هتلر، سيفرح به الخصوم لأنه سيساعد في قهر الرعاع ’’الأمة العربية والمسلمة’’، ويساعد في قتل الحقيقة وبقاء العبودية واستمرار الغنيمة. بقي أن نتذكر أن على الناس في هذا الشرق المقهور أن يخنعوا لعباس ولعمّات عباس وأن يدعوا لهم ولهن أبد الدهر، إن كان في بلاد العرب دهر، إذ لا يكاد الزمن يتحرك، ظلم مقيم، وجهالة وتبعية تأكل اليابس ـ إذ ليس في الشرق أخضر ـ حتى ملوك الشرق ييبسون ولا يموتون.
بعد الاعتذار إلى أحمد شوقي، ندعو في هذا الشرق بطول البقاء ـ البطلقة ـ لجميع الملوك منذ ما قبل الفراعنة وإلى أن يهلك آخر مستبد، فإن المستبدين الفاسدين كانوا وسيبقون شوكة في القلب والحلق، جعلت العرب ملعبا للعابرين، وجعلوا من حياتهم وحياة الناس تافهة جدا، ونترك السياق لحديث الساعة؛ فنقول:
ما لهؤلاء الرؤساء الأمريكان الذين يحتقرون ثقافة الملوك وسلوكهم وتاريخهم، ولكنهم يصنعون للشرق ملوكا ثم يلزمون الشرقيين بعبادتهم، أوثانا لا شريك لها في قرار ولا مال، وما لهؤلاء البريطانيين، وهم من قتل الملوك المستبدين، أو الذين يفكرون منهم في التدخل في السياسة وليضعوا بدلا منهم برلمانا له الأمر، ثم رئيس وزراء من البشر الأسوياء، ويرفعون درجة الملوك عن العمل ويرسلوهم إلى قلاعهم كأدوات متحفية معزولين فوق البشر ودون القرار، بحيث لا يهدمون المجتمع بداء ملوكهم: ’’الجهل والغرور’’، وحتى لا ينشروا القداسة خارج الحوش والحاشية، وينتخب لأنفسهم منهم من يسير الأمور بوعي وفهم لمصالحهم لا بعصمة، فمالهم يعزلون أو يقتلون ملوكهم ويصنعون للشرق الملوك المعصومين ليتحكموا في الشرق باسمهم أو من ورائهم.
هل تتذكرون كلمة تشرشل: ’’كان [فلان] يهيم في [..] فصنعت له ملكا ومملكة’’، تشرشل الديمقراطي ديانة في وطنه، ماله كافر بها عند العرب! وبعد أكثر من خمسين عاما، قال بوش الأب معلقا ومحتقرا تعيين برلمان صوري في بلد عربي: ’’هذا ما يناسب ثقافتكم’’، وكأنه يشير بنظرة دونيه لكم ’’أي للآخر المحتقر’’!
نرجع إلى عباس وما قبله؛ فعندما أظهر عرفات تمردا على الذين خانوا الاتفاق معه، وتعلم من حيلهم ومكرهم، فأصبح تلميذا نجيبا يكيل بكيلهم، أو كما في المثل’’إدر إنما سرّحت روّحنا عليك’’، يمد لهم يد صلح ولسان موافقة وتعهد، ثم يرسل بالأخرى هدايا من نوع هداياهم، فيقتل منهم كما يقتلون العزل من شعبه، ثم يلقي بيانات استنكار للعنف والإرهاب كما يفعلون، فأبلغوه أنه لا يصلح رئيسا، وإن كان منتخبا بأوضح ديمقراطية، (ومن عجائب الغرب أنهم يعينون لنا ملكا منتخبا، والرئيس المنتخب يصبح ملكا)، فإنه لما تشبه بهم عرفات، أعني في السياسة لا الديمقراطية، قالوا القرار سيكون لغيرك، إنه لرئيس وزراء نعيّنه نحن لك، وهو من عرفناه عن قرب، فهو لا يعرف السياسة كما تعرفها، وهو مستسلم وفيّ لنا، أو خائف أو ساذج، أو كما وصف نفسه في كتابه عن عملية أوسلو ’’لا يدري’’، وقد صدق آنذاك، جردوا عرفات من القرار وأعطوا الأمر لعباس، أما عرفات خريج مدرستهم الذي تعلم منهم المراوغة عليهم، فإنه لما تشبه بهم قتلوه.
ثم أنجبت الحالة الفلسطينية ديمقراطية أخرى، وجاء رئيس وزراء منتخب بكل شرعية، ’’إسماعيل هنية’’، وأكثر شرعية من وارث عرفات، ولما عرفوا أنه مخلص وطني، قالوا لا نتعامل معه، فهو ليس على شرطنا، وعلى الفلسطينيين أن يولوا ملكا معصوما لا علاقة له بالشعب، بل فقط بالغرب والصهاينة، وسيكون معصوما من العزل حتى الموت، ومعصوما من الحرية ومن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، يجب أن يرأس الفلسطينيين عبد للصهاية والأمريكان وعدوا لقومه ومتجسسا عليهم حتى يصبح مقبولا عند الرؤساء المنتخبين من الصهاينة ومن شايعهم، أي لا بد من عباس أو أسوأ منه ملكا مطلق اليد معصوما ،يتحكم في العباد والبلاد لصالح الأعداء أو لما أصبح يرمز للعبودية التامة ’’المجتمع الدولي’’، الذي يعني الخضوع للعصابات الإرهابية الصهيونية كليبرمان وبيريز ومن لف لفهم!
وبايع الأمريكان واليهود عباس ملكا، سواء رغب الشعب أو كره، فهكذا الحكومات العربية يأتيها رئيس فيصبح في اليوم الثاني ملكا معصوما إذا التزم بإرهاب الشعب وبالتزلف للصهاينة، فالتاج على الرأس حتى يهلك فيصنعون ملكا معصوما جديدا على شرط عباس ’’عباس غالبا اسم رمزي’’.
وإن هلك عباس فآخر في الرباط ـ ليس الرباط عند المغاربة بل رباط المشارقة ـ وهكذا يستمر هذا الشرق المنكوب، فالمهم ضمان العبودية للمستعمرين، وضمان بقاء الموثوق لهم المعصوم عن موافقة الأعداء، وهم ’’السكان العرب’’، ويوم يأتي الأحرار الصهاينة بأحدهم وافق أم خالف، فإن أبواب الشرق والغرب مفتوحة له، ولو كان إرهابيا نازيا شرا في لسانه وفعله من هتلر، سيفرح به الخصوم، لأنه سيساعد في قهر الرعاع ’’الأمة العربية والمسلمة’’، ويساعد في قتل الحقيقة وبقاء العبودية واستمرار الغنيمة.
بقي أن نتذكر أن على الناس في هذا الشرق المقهور أن يخنعوا لعباس ولعمّات عباس وأن يدعوا لهم ولهن أبد الدهر، إن كان في بلاد العرب دهر، إذ لا يكاد الزمن يتحرك، ظلم مقيم، وجهالة وتبعية تأكل اليابس ـ إذ ليس في الشرق أخضر ـ حتى ملوك الشرق ييبسون ولا يموتون. لم يكن شوقي يدري أن ’’عباس حلمي’’ وأمثاله تكاثروا على أكناف بيت المقدس، فاتسع الدعاء، وشمل خالات عباس، وأكثرنا على الجميع وللجميع الصلوات.
ألا ترون جريمة الخلف التالف، فحتى شوقي خرّب لحن جرير في ’’يا حبذا جبل الريان من جبل * وحبذا ساكن الريان من كانا’’، جرير مدح الجبل فخلد كل منهما الآخر، أما شوقي، فنافق لعباس وعماته وخالاته، فهبطن بشوقي للقاع، لولا الشفيع.
حذر مثقفون غربيون كثيرون شعوبهم من أن العلاقات الوثيقة لبلادهم بالثقافات المتخلفة والشعوب الخانعة للمستبدين، مهما كسبوا منها نفوذا وثروة، فإنها ستنشر الثقافات المنحطة في الغرب، وهكذا رأيناهم يحرمون التحقيق في الفساد، وسيرددون ’’البطلقة’’، فهل الأخلاق العربية ستدمر الغرب!
مجلة العصر