د. أحمد بن سعد ين غرم الغامدي
19/4/2009م
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فإن الشريعة الإسلامية هي دستورنا الخالد، معجزة في أحكامها وحكمها، يدرك ذلك كل منصف مسلم وغير مسلم، ومن إعجازها أنها تحمي من حماها، ومن احتمى بها كاملة غير منقوصة، ظاهراً وباطناً، على مستوى الأفراد والجماعات والأنظمة، تحميه من الزلل والغواية ومن سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، قال الله - تعالى -: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). [المائدة/15، 16].
وإن دستوراً هذا شأنه لهو من النفاسة بمكان يقتضي إرخاص المهج في الدفاع عنه والذود عن حياضه من قبل كل من آمن به، غير إن مسئولية حمايته تجب بدرجة أكبر على النظام الحاكم الذين اتخاذه دستوراً، يحميه من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين. الواقع أن دستورنا (الشريعة الإسلامية) يواجه هجمة شرسة من دعاة العلمنة والتغريب ومن سار في ركابهم من النفعيين والمغفلين في البلاد الإسلامية وبلادنا هذه على الخصوص طعناً وتشويهاً وإقصاء، ابتداء بكبيرهم اليهودي مصطفى كمال وانتهاء بأصغر منافق من تلاميذ مدرسة التغريب فالكل يسير في اتجاه واحد هو هدم الشريعة وإقصاؤها كما حصل في تركيا وغالب البلاد الإسلامية أو الحد من نفوذها بتحريفها وتأويلها على غير وجهتها كما هو حاصل في بلادنا العزيزة.
والواقع كذلك أن هذه الهجمة التغريبية الشرسة المنظمة تسرح وتمرح في طول البلاد وعرضها بلا حسيب ولا رقيب!! حتى أصبحت الشريعة الإسلامية محل التهمة والقائمون بها محل التندر والسخرية!! مما جعل تطبيقاتها تتراجع في نواحي عدة لا تخفى على الصغير قبل الكبير!! فلماذا هذا الواقع المحارب لله - تعالى -ورسوله - صلى الله عليه وسلم - جهاراً نهاراَ هذه السنين بلا كلل ولا ملل؟ أليست الشريعة الإسلامية لا تزال هي الدستور الحاكم والمهيمن على النظام والمجتمع؟ فلماذا لا تحكم الشريعة في من سفهها، وشكك في قدراتها، وسعى جاهداً لحمل المجتمع على رفضها؛ بفتح باب الشهوات والشبهات والمعارضات والاعتراضات كما هو حال دعاة العلمنة والليبرالية والتغريب وتحرير المرأة لماذا ثم لماذا؟.
إن المجتمع ليقف مندهشاً أم هذا المشهد المحير حقاً!! هل يحكم بعجز النظام عن حماية الدستور؟ أم يحكم بغفلة النظام عن حماية الدستور؟ أم يحكم برغبة النظام في ترك حماية الدستور؟ أم يحكم بأن النظام مع من غلب من الفريقين فريق مناصرة الدستور وفريق التغيير أو الحد من نفوذ الدستور؟ أم أن الدستور لحماية النظام دون حماية الشريعة والمجتمع من الكفر والفسق؟ أم أن الدستور ليس هو الدستور المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله كما هو المعلن؟.
على كل الحال؛ الحال منذر بطوفان من الانحراف قد انعقد غمامه، وأخذت الأبصار بروقه، وصم هزيم الآذان رعوده، ففي كل يوم نرى النقص في القيم والثوابت، وفي كل مدينة نرى التطفيف في المنكرات والسفاسف!! وصدق الله حيث قال: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). [هود/84-88].
وختاماً: لا يزال الأمل معقوداً في قيام النظام بحماية الدستور من عصابات العلمانية والليبرالية وأضرابهم، ومحاكمتهم وتنفيذ أحكام الله فيهم، امتثالاً للدستور الذي جاء فيه قوله الله - تعالى -: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). [المائدة/33].
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&ContentId=723
.المختار الإسلامي
19/4/2009م
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فإن الشريعة الإسلامية هي دستورنا الخالد، معجزة في أحكامها وحكمها، يدرك ذلك كل منصف مسلم وغير مسلم، ومن إعجازها أنها تحمي من حماها، ومن احتمى بها كاملة غير منقوصة، ظاهراً وباطناً، على مستوى الأفراد والجماعات والأنظمة، تحميه من الزلل والغواية ومن سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، قال الله - تعالى -: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). [المائدة/15، 16].
وإن دستوراً هذا شأنه لهو من النفاسة بمكان يقتضي إرخاص المهج في الدفاع عنه والذود عن حياضه من قبل كل من آمن به، غير إن مسئولية حمايته تجب بدرجة أكبر على النظام الحاكم الذين اتخاذه دستوراً، يحميه من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين. الواقع أن دستورنا (الشريعة الإسلامية) يواجه هجمة شرسة من دعاة العلمنة والتغريب ومن سار في ركابهم من النفعيين والمغفلين في البلاد الإسلامية وبلادنا هذه على الخصوص طعناً وتشويهاً وإقصاء، ابتداء بكبيرهم اليهودي مصطفى كمال وانتهاء بأصغر منافق من تلاميذ مدرسة التغريب فالكل يسير في اتجاه واحد هو هدم الشريعة وإقصاؤها كما حصل في تركيا وغالب البلاد الإسلامية أو الحد من نفوذها بتحريفها وتأويلها على غير وجهتها كما هو حاصل في بلادنا العزيزة.
والواقع كذلك أن هذه الهجمة التغريبية الشرسة المنظمة تسرح وتمرح في طول البلاد وعرضها بلا حسيب ولا رقيب!! حتى أصبحت الشريعة الإسلامية محل التهمة والقائمون بها محل التندر والسخرية!! مما جعل تطبيقاتها تتراجع في نواحي عدة لا تخفى على الصغير قبل الكبير!! فلماذا هذا الواقع المحارب لله - تعالى -ورسوله - صلى الله عليه وسلم - جهاراً نهاراَ هذه السنين بلا كلل ولا ملل؟ أليست الشريعة الإسلامية لا تزال هي الدستور الحاكم والمهيمن على النظام والمجتمع؟ فلماذا لا تحكم الشريعة في من سفهها، وشكك في قدراتها، وسعى جاهداً لحمل المجتمع على رفضها؛ بفتح باب الشهوات والشبهات والمعارضات والاعتراضات كما هو حال دعاة العلمنة والليبرالية والتغريب وتحرير المرأة لماذا ثم لماذا؟.
إن المجتمع ليقف مندهشاً أم هذا المشهد المحير حقاً!! هل يحكم بعجز النظام عن حماية الدستور؟ أم يحكم بغفلة النظام عن حماية الدستور؟ أم يحكم برغبة النظام في ترك حماية الدستور؟ أم يحكم بأن النظام مع من غلب من الفريقين فريق مناصرة الدستور وفريق التغيير أو الحد من نفوذ الدستور؟ أم أن الدستور لحماية النظام دون حماية الشريعة والمجتمع من الكفر والفسق؟ أم أن الدستور ليس هو الدستور المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله كما هو المعلن؟.
على كل الحال؛ الحال منذر بطوفان من الانحراف قد انعقد غمامه، وأخذت الأبصار بروقه، وصم هزيم الآذان رعوده، ففي كل يوم نرى النقص في القيم والثوابت، وفي كل مدينة نرى التطفيف في المنكرات والسفاسف!! وصدق الله حيث قال: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). [هود/84-88].
وختاماً: لا يزال الأمل معقوداً في قيام النظام بحماية الدستور من عصابات العلمانية والليبرالية وأضرابهم، ومحاكمتهم وتنفيذ أحكام الله فيهم، امتثالاً للدستور الذي جاء فيه قوله الله - تعالى -: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). [المائدة/33].
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&ContentId=723
.المختار الإسلامي