1. تمام نور الله وظهوره:
يقول الحق سبحانه: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ () هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).[التوبة: 32 - 33]
فما بعث به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا بدَّ أن يتم ويظهر.
2. وعد الاستخلاف:
يقول المولى سبحانه وتعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). [النور: 55]
فهذا وعد من الله بأنه سيجعل أمة الرسول-صلى الله عليه وسلم- خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد.
وتمكين الدين يتم بتمكينه في القلوب، كما يتم بتمكينه في تصريف الحياة وتدبيرها.
3. قصص الرسل وعاقبة المؤمنين والمكذبين:
كقصة سيِّدنا موسى -عليه السلام- وهلاك فرعون. يقول القويُّ -سبحانه-: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ () وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ () وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ). [القصص: 4-6]
4. وعد الله بنصر المؤمنين وإنجائهم والدفاع عنهم:
- هناك عديد الآيات الدَّالة على هذا، منها:
قول الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ). [الروم: 47]
وقوله: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِين). [يونس: 103]
- َويتأكد هذا الوعد الرباني عند حلول المحن والشدائد بساحة المؤمنين، فهناك يكون النصر أقرب ما يكون من المؤمنين.
يقول الباري -جلَّ جلاله-: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ). [البقرة: 214]
ويقول جلَّ من قائل: (حتى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ). [يوسف:110]
5. وعد الله بإحباط كيد الكافرين ومؤامراتهم:
ورد ذلك بعديد الآيات، منها:
قول الله تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً () وَأَكِيدُ كَيْداً () فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً). [الطارق: 15-17]
وقوله -تبارك وتعالى-: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). [الأنفال: 30]
* وقال -جل شأنه- في بيان عاقبة بذلهم الأموال والجهود للصد عن الإسلام: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ). [الأنفال: 36]
6. الاستبدال بما هو خير:
تكفَّل الله-سبحانه- بأنه يدَّخر لهذا الدين جيلاً من المؤمنين الأقوياء، يقاومون الردة والمروق، ويقيمون الدين في أنفسهم: علاقة وثيقة - بل علاقة حب- بينهم وبين ربهم.
يقول الله-تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). [المائدة: 54].
فمن تولى عن نصرة دين الله، وإقامة شريعته، فسوف يستبدل الله من هو خير منه، قال الحق-سبحانه-: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم). [محمد: 38].
7. آيات الله:
قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ). [فصلت: 53]
هذا وعد من الله -تعالى-، يبرز منه في كل زمن ما نشهده بأعيننا، وما نسمعه بآذاننا، وما نحسُّه بقلوبنا.
ومن جملة ذلك: ما نراه في عصرنا من دراسات من أهل العلم، وبيان أوجه للإعجاز العلمي في القرآن الكريم.