إننا نحسب أن النـظرة النورية إلى المسألة الغربية إذا نالت حظها من التحليل العلمي الرصين والتحقيق الفكري الشامل، فإنها ستسهم -إلى حد كبير- في إنقاذ العالم الإسلامي مما يجتاحه من محن وقلاقل وامتهانات لكرامته نتيجة انخداع وانبهار شطر كبير من مفكريه بالنظرات غير الدقيقة إلى المسألة الغربية. كما أننا نحسب أن انطلاق مهندسي سياسات العالم الإسلامي من النظرة النورية في رسم علاقة الأمة بالغرب بعجَره وبجَره من شأنها إنقاذ الجيل الصاعد من الناشئة مما هم واقعون فيه من انخداع وانهزام وتطرف في الرؤية والنظرة إلى المسألة الغربية، فضلا عن أنه من شأن الأخذ بتلك النظرة القيّمة فتحَ بابٍ واسع ومتين من الحوار والتواصل بين العالم الإسلامي والغرب، وذلك على أساس متين من القيم المشتركة المتمثلة في المبادئ السامية التي تقوم عليها الشرائع السماوية كلها.