مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/27 18:42
إن المتأمل في رسائل النور، المتمعن في مضامينها ومقاصدها، يجد أنها حقا رسائل نور، فهي تفيض بمعاني النور، وتتدفق فيها أفكار النور، وتشقق منها سيول الهدى، وتنساب منها فيوض الندى. إنك إذا قرأتها في نسقها العام، ونظرت إليها وهي في منظومتها الشاملة المتكاملة، أدركت أنها قد نبعت من قلب متفجر بالإيمان، متشبع بالقرآن، وعلمت أنها قد سالت من فكر شمولي عميق، قوامه السعة والتنوع وقوة التحليل والتعليل. إنك إذا قرأت رسائل النور وأمعنت النظر في فقراتها وفتحت البصيرة في محتوياتها رأيت رأي العين من خلالها سعيد النورسي القديم والجديد وما بعد ذلك، وأيقنت أنه بجانبك يحاورك ويناجيك، ويلقي عليك بخالص ذهبه، ولباب أدبه، ويحبك لك بِبالغ نصائحه، ويسبك لك أجود مواعظه، ويصوغ لك لآلئ فكره، وحلال سحره، ولم يسعك أمام ذلك كله إلا أن تنحني إجلالا، وتطأطئ رأسك امتثالا، وتقف إكبارا لهذا الرجل الرباني الذي يحق لنا أن نصفه بأنه المجدد المصلح المربي القدوة الإمام الذي وهب قلبه وعقله لعصره، ووقف حياته لدينه، وبذل رحيق عمره للدعوة والتربية وبناء الأجيال المسلمة المؤمنة، وتقديم مادة الإسلام لهم ينبوعا صافيا، ودواء شافيا من أسقام الأوهام الفكرية، وعلل الاختلالات التي ابتلتهم بها الحياة المعاصرة وما حملته من شظايا المدنية الغربية، وما رشحت به من رذاذ حمأتها الآسنة.
من اعمال الباحث
أضافة تعليق
آخر مقالات