مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/09/04 18:36
سورة الفاتحة
هذا الإصدار ليس تفسيرًا، بل هو شرح -جمع خلاصة- ما فتح الله على عبده من فهم للنبأ العظيم، وخلاصته المبشرة أنه مصدر كل دساتير الحياة في كل العصور، قرآن أنزله الله على عبده ليكون للعباد دليلا.. فكان مغدقا حمال أوجه، لا يحصر بوجه ولا رأي في عصر بل هو ينزل على الناس كلهم كل يوم وكل عصر بذات المهمة وذات التكليف – أي البلاغ والسعي دليلاً إلى الصراط المستقيم -. والفاتحة سورة جامعة تمثل تقديما بليغا لأم الدساتير؛ وما كانت قراءتها في كل ركعة إلا لعلاقتها بالشخصية الإسلامية والمجتمع الإسلامي وبحياته اليومية والاجتماعية والسياسية بكل دقائقها.

“وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ” (الحجر: 87)

“اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تقشعر مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ” (الزمر: 23)

-       إن السبع المثاني هي “الفاتحة”.. والقرآن مثاني فما معنى مثاني؟

-       تقرأ الفاتحة عن الإنسان.. لماذا؟

-       ما معنى الرحمن..؟

-       ما معنى الرحيم..؟

تعتبر مقدمة الكلام هي مدخل وخلاصة لما جاء، والذي جاء هو نظام الحياة، وهو رسالة هدى وتبليغ، وعندما يقدم للكلام فيقدم بخلاصة مضمونه من أجل هذا قال رب العزة السبع المثاني والقرآن العظيم، هذا القرآن الذي يحوي التشريع لحياة مستقيمة الصراط راضية مرضية، هي للإنسان والإنسان أُعِدَّ لاستنباط القوانين والمسار الحياتي منها، فهو مكرم بعقله وقدره أن يكون سلالة في الأرض ليحيا فيها ويعمرها، فإما أن يفسد وتختل أموره إن رجح هواه، أو ينظر في الرسالة ويرى في مثانيها الحلول. وفي كل عصر هنالك من العقول القادرة بتدبير (الرحمن) على فهم هذا وإظهاره للناس كافة، وإنما يقع عليها مسؤولية المحاولة، إن نجحت فذاك لأن الناس جاهزة لتقبل الصواب، فسنة التغيير تفترض أن ينتظم الناس على هدف فيكون لهم مناله بالتدافع – وهنا نرى سنن وضعها (الرحمن) – ولهم من الرضا مآل، وإنما الحياة الدنيا متاع واختبار لم يترك الإنسان فيها هكذا بلا دليل والنقص من صفاته، وإنما وضع له ما ينبغي أن يبحث عنه ليجده وهنا اختباره إن كان استخدم عقله فاستحق تكريمه، أو أهانه فللمهانة مصيره ولعذاب الآخرة أشد وأدهى. إنها علاقة مترابطة بين الإرادة والحياة والمعاد، فلا ينفك أحدها عن الآخر.

وذلك ما نراه في سورة الفاتحة، التي حلّق حولها, الكاتب م. محمد صالح البدراني, عضو المجلس الاستشاري في “يقظة فكر”, ليخرج لنا إصداره القيّم “الفاتحة.. بيان لكل العصور“, الذي ينشر إليكترونيًا عبر موقع “يقظة فكر”.

لتحميل الإصدار مباشرة اضغط في الأسفل
من اعمال الباحث
أضافة تعليق