مفكرة الإسلام:
تعيش الأوساط الإيرانية في هذه اللحظات حالة من الترقب الكبير استعدادًا للانتخابات التنافسية الشرسة على مقعد الرئاسة، وتسود حالة من الشد العصبي بعد حملات انتخابية اتسمت بالهجوم الشديد من قبل كل طرف على الأطراف الأخرى المنافسة وفي ظل المناظرات التليفزيونية المحتدمة التي جرت مؤخرًا.
وأظهرت أحد استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرًا بين المتنافسين الأبرز في السباق الانتخابي نحو الرئاسة في إيران وهما الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد الذي يوصف بأنه متشدد ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي المحسوب على التيار المعتدل.
ويقول المحللون إن الحملات الانتخابية التي اشتعلت بالشعارات البراقة والوعود الضخمة في الأسابيع الماضية كشفت عن حالة من الشقاق والاختلافات العميقة بين التيارات السياسية في إيران بعد أربع سنوات من حكم الرئيس أحمد نجاد الذي اتسمت خطاباته طوال فترة حكمه بالعداء الظاهري للكيان الصهيوني مما عزل طهران بصورة أكبر عن الدول الغربية، كما اتسمت مواقفه بالتشدد فيما يتعلق بالأزمة النووية فضلاً عن اتساع نطاق الأزمة الاقتصادية في إيران.
ولا يزال المراقبون للشأن السياسي الإيراني غير قادرين على الميل نحو كفة أحد المرشحين في الانتخابات، وهناك توقعات بتكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية عام 2005 عندما هزم المرشح أحمدي نجاد رجل الدين البارز والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في مفاجأة من العيار الثقيل.
حالة صراع سياسي غير مسبوقة في الشارع الإيراني
ويشير المراقبون إلى أن الحملات الانتخابية صاحبتها مظاهرات عنيفة في الشوارع مع إطلاق تصريحات عدائية وهجمات شرسة بين أنصار كل مرشح تجاه المرشحين الآخرين بصورة لم يسبق لها مثيل، وتعالت الاتهامات بالكذب والفساد حتى في الفترات المخصصة للحملات الانتخابية على التليفزيون الرسمي.
واتهم الرئيس الحالي أحمد نجاد منافسيه بأنهم يستخدمون وسائل تشبه وسائل استعملها الزعيم النازي السابق أدولف هتلر، وذلك على الرغم من أنه دأب هو نفسه على إنكار المحرقة التي يقول اليهود إنهم تعرضوا لها على يد النازية.
وأوضح المراقبون أن الشوارع الإيرانية وعلى غير المعتاد كانت تسهر لفترات متأخرة من الليل خلال فترات الحملات الانتخابية بسبب احتدام المناقشات السياسية ومتابعة البرامج الانتخابية لكل مرشح والمفاضلة بين المرشحين.
ومما زاد من حدة المنافسة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية هذه المرة أنه وبالإضافة إلى أحمد نجاد وحسين موسوي يشارك كذلك المرشح مهدي كروبي الناطق السابق باسم البرلمان وهو من الإصلاحيين بالإضافة إلى رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضا.
وقد أبرزت الحملات الانتخابية مدى الانقسام الشديد والحاد في ميول الشعب الإيراني حيث كانت هناك مقاطعات ومناطق بكاملها تميل إلى تفضيل أحمدي نجاد خاصة في القرى والأقاليم الريفية، بينما يميل الشباب والنساء في المدن الكبرى لتفضيل المرشح حسين موسوي.
وأصبح البرنامج الانتخابي لحسين موسوي البالغ من العمر 67 عامًا قبيل الانتخابات شديد الوضوح حيث إنه ركز بشكل جلي على تحسين العلاقات الإيرانية مع العالم الخارجي ومد جسور التواصل مع المجتمع الدولي بالإضافة إلى وضع أسس جديدة في التعامل مع الأزمة المترتبة على البرنامج النووي الإيراني.
وقد أعلن موسوي في الوقت نفسه وخلال أكثر من مناسبة استعداده لإبقاء كل القرارات الإستراتيجية في أيدي الزعيم الأعلى للثورة علي خامنئي.
الانتخابات الرئاسية تمثل استفتاء على التجاوب مع أوباما
ويرى المحللون أن الانتخابات الرئاسية في إيران هذه المرة تتسم بحساسية خاصة ولها مغزى مختلف عن أية انتخابات إيرانية سابقة منذ وقوع الثورة عام 1979 وذلك بسبب اليد الممدودة علانية من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمرة الأولى بإقامة علاقات دبلوماسية حقيقية، والتوقف عن حصر التعاون الأمريكي الإيراني في الخفاء كما كان هو الحال على مدى السنوات الطويلة الماضية.
ويدرك المحللون أن التفاهم الاستراتيجي بين واشنطن وطهران والمصالح المشتركة بينهما جعلت هناك العديد من قنوات الاتصال طوال السنوات الماضية من أجل توفيق الرؤى وتناسق المواقف لتحقيق أهداف كبرى للطرفين سواء فيما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط أو في الخليج أو في منطقة وسط آسيا أو جنوب شرق آسيا، ولكن في عهد أوباما قد تكون المرة الأولى التي تعود العلاقات الدبلوماسية العلنية بين الجانبين.
وبينما تؤكد المعطيات السابقة أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحالية ستكون بمثابة استفتاء شعبي في إيران على كيفية التجاوب مع سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإن الشخصية التي ستحتل منصب الرئاسة في طهران ستظل مرهونة بإرادة المرشح الأعلى للثورة.
وتعلن الإدارة الأمريكية أنها تتابع نتائج الانتخابات الإيرانية بعناية بالغة ولكنها رفضت أن تكشف عن أية توقعات بخصوص المرشح الأقرب للفوز بمقعد الرئاسة.
اتهامات متبادلة بين نجاد وموسوي
وخلال حملته الانتخابية أيضا شكا موسوي من أن السياسات التي اتبعها أحمدي نجاد في الشئون الخارجية كانت سببًا فيما اعتبره تقويضًا لكرامة إيران وإضعافًا لنفوذها الدولي، كما أنه اتهم نجاد بإساءة استغلال السلطة الأمر الذي أضر بخطط الانتعاش الاقتصادي.
وعلى الجانب المقابل لم يدخر أحمد نجاد فرصة إلا وهاجم منافسيه واتهمهم بتعمد تضليل إرادة الشعب واستغلال أساليب الخداع وتلقي امتيازات ومخصصات مالية بصورة غير مشروعة.
ويشير المراقبون إلى أنه في حالة هزيمة أحمدي نجاد البالغ من العمر 52 عامًا في هذه الانتخابات فستكون المرة الأولى التي يخرج فيها رئيس إيراني من الرئاسة بعد إكمال فترة رئاسية واحدة وبدون أن يبقى في سدة الحكم لفترتين رئاسيتين.
وقالت مفوضية الانتخابات في إيران أن صناديق الاقتراع ستفتح في الثامنة من صباح الغد بالتوقيت الملي وستبقى حتى منتصف الليل، وسيكون ذلك مرهونًا بمدى إقبال الناخبين على التصويت علمًا بأن عدد الناخبين يصل إلى 46 مليون، وهو عدد قياسي غير مسبوق في أية انتخابات سابقة
وأوضحت مفوضية الانتخابات أن النتائج سيتم الكشف عنها خلال 24 ساعة بعد انتهاء عمليات التصويت، وفي حالة الحاجة إلى جولة ثانية فستكون في موعد التاسع عشر من يونيو الجاري وذلك في حالة عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على نسبة تزيد عن 50 بالمائة من أصوات الناخبين.
إعداد أحمد عباس
.مفكرة الإسلام
تعيش الأوساط الإيرانية في هذه اللحظات حالة من الترقب الكبير استعدادًا للانتخابات التنافسية الشرسة على مقعد الرئاسة، وتسود حالة من الشد العصبي بعد حملات انتخابية اتسمت بالهجوم الشديد من قبل كل طرف على الأطراف الأخرى المنافسة وفي ظل المناظرات التليفزيونية المحتدمة التي جرت مؤخرًا.
وأظهرت أحد استطلاعات الرأي تقاربًا كبيرًا بين المتنافسين الأبرز في السباق الانتخابي نحو الرئاسة في إيران وهما الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد الذي يوصف بأنه متشدد ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي المحسوب على التيار المعتدل.
ويقول المحللون إن الحملات الانتخابية التي اشتعلت بالشعارات البراقة والوعود الضخمة في الأسابيع الماضية كشفت عن حالة من الشقاق والاختلافات العميقة بين التيارات السياسية في إيران بعد أربع سنوات من حكم الرئيس أحمد نجاد الذي اتسمت خطاباته طوال فترة حكمه بالعداء الظاهري للكيان الصهيوني مما عزل طهران بصورة أكبر عن الدول الغربية، كما اتسمت مواقفه بالتشدد فيما يتعلق بالأزمة النووية فضلاً عن اتساع نطاق الأزمة الاقتصادية في إيران.
ولا يزال المراقبون للشأن السياسي الإيراني غير قادرين على الميل نحو كفة أحد المرشحين في الانتخابات، وهناك توقعات بتكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية عام 2005 عندما هزم المرشح أحمدي نجاد رجل الدين البارز والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في مفاجأة من العيار الثقيل.
حالة صراع سياسي غير مسبوقة في الشارع الإيراني
ويشير المراقبون إلى أن الحملات الانتخابية صاحبتها مظاهرات عنيفة في الشوارع مع إطلاق تصريحات عدائية وهجمات شرسة بين أنصار كل مرشح تجاه المرشحين الآخرين بصورة لم يسبق لها مثيل، وتعالت الاتهامات بالكذب والفساد حتى في الفترات المخصصة للحملات الانتخابية على التليفزيون الرسمي.
واتهم الرئيس الحالي أحمد نجاد منافسيه بأنهم يستخدمون وسائل تشبه وسائل استعملها الزعيم النازي السابق أدولف هتلر، وذلك على الرغم من أنه دأب هو نفسه على إنكار المحرقة التي يقول اليهود إنهم تعرضوا لها على يد النازية.
وأوضح المراقبون أن الشوارع الإيرانية وعلى غير المعتاد كانت تسهر لفترات متأخرة من الليل خلال فترات الحملات الانتخابية بسبب احتدام المناقشات السياسية ومتابعة البرامج الانتخابية لكل مرشح والمفاضلة بين المرشحين.
ومما زاد من حدة المنافسة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية هذه المرة أنه وبالإضافة إلى أحمد نجاد وحسين موسوي يشارك كذلك المرشح مهدي كروبي الناطق السابق باسم البرلمان وهو من الإصلاحيين بالإضافة إلى رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضا.
وقد أبرزت الحملات الانتخابية مدى الانقسام الشديد والحاد في ميول الشعب الإيراني حيث كانت هناك مقاطعات ومناطق بكاملها تميل إلى تفضيل أحمدي نجاد خاصة في القرى والأقاليم الريفية، بينما يميل الشباب والنساء في المدن الكبرى لتفضيل المرشح حسين موسوي.
وأصبح البرنامج الانتخابي لحسين موسوي البالغ من العمر 67 عامًا قبيل الانتخابات شديد الوضوح حيث إنه ركز بشكل جلي على تحسين العلاقات الإيرانية مع العالم الخارجي ومد جسور التواصل مع المجتمع الدولي بالإضافة إلى وضع أسس جديدة في التعامل مع الأزمة المترتبة على البرنامج النووي الإيراني.
وقد أعلن موسوي في الوقت نفسه وخلال أكثر من مناسبة استعداده لإبقاء كل القرارات الإستراتيجية في أيدي الزعيم الأعلى للثورة علي خامنئي.
الانتخابات الرئاسية تمثل استفتاء على التجاوب مع أوباما
ويرى المحللون أن الانتخابات الرئاسية في إيران هذه المرة تتسم بحساسية خاصة ولها مغزى مختلف عن أية انتخابات إيرانية سابقة منذ وقوع الثورة عام 1979 وذلك بسبب اليد الممدودة علانية من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمرة الأولى بإقامة علاقات دبلوماسية حقيقية، والتوقف عن حصر التعاون الأمريكي الإيراني في الخفاء كما كان هو الحال على مدى السنوات الطويلة الماضية.
ويدرك المحللون أن التفاهم الاستراتيجي بين واشنطن وطهران والمصالح المشتركة بينهما جعلت هناك العديد من قنوات الاتصال طوال السنوات الماضية من أجل توفيق الرؤى وتناسق المواقف لتحقيق أهداف كبرى للطرفين سواء فيما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط أو في الخليج أو في منطقة وسط آسيا أو جنوب شرق آسيا، ولكن في عهد أوباما قد تكون المرة الأولى التي تعود العلاقات الدبلوماسية العلنية بين الجانبين.
وبينما تؤكد المعطيات السابقة أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحالية ستكون بمثابة استفتاء شعبي في إيران على كيفية التجاوب مع سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإن الشخصية التي ستحتل منصب الرئاسة في طهران ستظل مرهونة بإرادة المرشح الأعلى للثورة.
وتعلن الإدارة الأمريكية أنها تتابع نتائج الانتخابات الإيرانية بعناية بالغة ولكنها رفضت أن تكشف عن أية توقعات بخصوص المرشح الأقرب للفوز بمقعد الرئاسة.
اتهامات متبادلة بين نجاد وموسوي
وخلال حملته الانتخابية أيضا شكا موسوي من أن السياسات التي اتبعها أحمدي نجاد في الشئون الخارجية كانت سببًا فيما اعتبره تقويضًا لكرامة إيران وإضعافًا لنفوذها الدولي، كما أنه اتهم نجاد بإساءة استغلال السلطة الأمر الذي أضر بخطط الانتعاش الاقتصادي.
وعلى الجانب المقابل لم يدخر أحمد نجاد فرصة إلا وهاجم منافسيه واتهمهم بتعمد تضليل إرادة الشعب واستغلال أساليب الخداع وتلقي امتيازات ومخصصات مالية بصورة غير مشروعة.
ويشير المراقبون إلى أنه في حالة هزيمة أحمدي نجاد البالغ من العمر 52 عامًا في هذه الانتخابات فستكون المرة الأولى التي يخرج فيها رئيس إيراني من الرئاسة بعد إكمال فترة رئاسية واحدة وبدون أن يبقى في سدة الحكم لفترتين رئاسيتين.
وقالت مفوضية الانتخابات في إيران أن صناديق الاقتراع ستفتح في الثامنة من صباح الغد بالتوقيت الملي وستبقى حتى منتصف الليل، وسيكون ذلك مرهونًا بمدى إقبال الناخبين على التصويت علمًا بأن عدد الناخبين يصل إلى 46 مليون، وهو عدد قياسي غير مسبوق في أية انتخابات سابقة
وأوضحت مفوضية الانتخابات أن النتائج سيتم الكشف عنها خلال 24 ساعة بعد انتهاء عمليات التصويت، وفي حالة الحاجة إلى جولة ثانية فستكون في موعد التاسع عشر من يونيو الجاري وذلك في حالة عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على نسبة تزيد عن 50 بالمائة من أصوات الناخبين.
إعداد أحمد عباس
.مفكرة الإسلام