حوار مع الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار
إن الناظر لأحوال أمتنا الإسلامية يجدها مختلفة فيما بينها، ممزقة تمزيقاً يحزن القلب ويدمي العين استطاع الاحتلال الغربي الغاصب أن يقسمها إلى دول ودويلات بعد أن كانت أمة و احدة ، في وجه كل من يريد النيل منها ، تعرف مهامها المنوطة بها وهي الاستخلاف في الأرض ونشر رسالة الإسلام والإيمان لكل الناس وفي كل مكان ، ولا يكون ذلك إلا بالوحدة الإسلامية لدول الإسلام والمسلمين ، هذه الوحدة الإسلامية أمل يرواد المخلصين والمجاهدين من أبناء أمتنا الإسلامية .. التقينا الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار الداعية الإسلامي المعروف ، وأستاذ علوم الأراضي بعدد من الجامعات العربية والغربية ، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة ؛ لنقف معه بعض الوقفات حول مسألة الوحدة الإسلامية من المقومات والمعوقات ...
ـ أهمية الوحدة الإسلامية في عصر التكتلات الاقتصادية السياسية العالمية ؟
بكل تأكيد لا مخرج لنا من هذه الأزمة التي نمر بها إلا التوحد ونحن أعراق مختلفة، لم يجمعنا في الماضي إلا القرآن العظيم ، ولن يجمعنا في الحاضر إلا القرآن العظيم .
ـ وماذا عن مقومات الوحدة ؟
مقومات الوحدة كثيرة ومتعددة ، فإلهنا واحد وديننا واحد وقبلتنا واحدة ودستورنا واحد ، وقرآننا واحد ، ورسولنا واحد ، فعوامل التوحد كثيرة جداً، منها أيضاً أن مساحات أراضينا متصلة ، واللغة العربية في كل الدول الإسلامية مفهومة ، المصالح مشتركة ، المنافع مشتركة ، ولكن العقبات أمام توحد المسلمين على أساس من الدين كثيرة ، منها المؤامرات الخارجية على دول الإسلام والمسلمين ، وكذلك عيوب داخلية توجد فينا نحن بني الإسلام .
ـ كيف ترى فضيلتكم واقع الأمة الإسلامية ؟
أقول في هذا الأمر : نحن تمزقنا في هذه الأيام على دول ودويلات ، فرض علينا أنماط من الحكم متعارضة ، فكما رأينا في القديم من ينادي بالاشتراكية ، ومن ينادي بالشيوعية ، ومن ينادي بالليبرالية ، ومن ينادي بالملكية ، ومن ينادي بالغربية ، مزقونا وغيروا أفكارنا ، ففي تقديري أن العقبة الرئيسة أن أعداءنا قد خططوا لإقصاء الإسلام عن مقامات اتخاذ القرار ، ولم يولّوا علينا إلا أناساً متغربين لا يعرفون قيمة الإسلام ، فإن لم يكونوا يعادونه ، فقد يقفون منه موقفاً سلبياً ، في نظري أن هذه أهم العقبات ، أما باقي الأمور فاجتيازها سهل جداً وميسور ، فالفوارق الطبقية يكمن تجاوزها ، والفوارق الجغرافية يمكن تجاوزها ، أقول : أمامنا من عوامل التوحد ما لم يتوفي لغيرنا ، علينا أن نأخذ قراراً بالتوحد ، ولو على مراحل طويلة ، لا نريد إجراءات سريعة عاجلة غير مدروسة ، فأمامنا السوق الأوربية المشتركة ، أخذت خمسين سنة لتتوحد ، لنأخذ نحن مائة سنة ، المهم أن نبدأ ونبدأ بالخطوة الأولى ، إن وحدة مجلس التعاون الخليجي لما كانت في بداياتها نموذجاً جيداً في هذا الاتجاه ، وكنا نتمنى أن تتوحد الجزيرة العربية كلها في صورة دولة واحدة .. لكن لعلها بدايات لتوحد الأمة كلها ، نبدأ مثلا بسوق مشتركة ، توحد مسالة الاقتصاد ، بطاقة هوية شخصية مشتركة ، نجعل تجارتنا البينية في زيادة مضطردة ، بدلاً من التبادل التجاري الخارجي ، وتشجيع الصناعات المحلية ، فنموذج السوق الأوربية جيد ، علينا أن ندرسه ونطبقه مع ما يتناسب معنا ، ومع طبيعتنا ومقوماتها وثقافتنا .
ـ هل من المعوقات عدم التقدم التكنولوجي في العالم الإسلامي ؟
أنا لا أتخيل ذلك ، نحن متخلفون علمياً وتكنولوجياً ، لكن عندنا كوادر علمية على أعلى مستوى تتصوره لكن لم تتح الفرصة ، لأن هؤلاء عندما يذهبون إلى الغرب والشرق ينبغون نبوغاً واضحاً ، وأنا زرت أغلب جامعات العالم وأغلب مراكز البحوث العلمية في العالم ، فلم أجد جامعة واحدة أو مركزاً علمياً واحداً إلا وفيه علماء من المسلمين على أعلى مستوى من العلم ومن التخصص ، فعلينا أن نستفيد من هذه العقول المهاجرة ، وأن نهيئ لها الجو والبيئة البحثية المناسبة وأن نستفيد من خبرتها .
ـ وماذا عن مسألة الأمية كمعوق من معوقات الوحدة الإسلامية ؟
أكيد مسالة الأمية والمناهج من المعوقات وهي عقبة كبيرة أمام تقدم الأمم والشعوب ، لأن الأمة الأمية يستطيع أن يلعب بها أعداؤها ، كيفما يشاءون ونحن الأمة الإسلامية أمة اقرأ ، فأول ما نزل من كتاب الله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق /1 ، فعلينا أن نسعى إلى محو الأمية بيننا ، لأنها عائق كبير ، فلا يجوز أن نكون بعد أربعة عشر قرنا من الزمان أن يكون بيننا هذه النسبة الكبيرة من الأميين ، والقرآن موجود بيننا هذه السنين الطويلة.
وفي ظل أمية القراءة والكتابة وأمية العقيدة ، يمكن للأعداء أن يعبثوا بالأمة ، فالجهل مصيبة كبيرة ، فمع وجود الجهل يستطيع أعداؤنا أن يعبثوا بها ،و يقلبوا مناهجها وأفكارها ، فلك أن تتخيل أنه الآن يوجد بيننا ما يسمون بالملحدون العرب ولهم مواقع على الانترنت ، وأحزاب شيوعية ، بين المسلمين وعلمانية واشتراكية وهذه مصيبة كبيرة مردها إلى الجهل .
ـ هل نظم الإدارة في عالمنا الإسلامي والعربي ضمن معوقات الوحدة الإسلامية ؟
معروف أن علم الإدارة فن عظيم و هناك دول غربية لم تتقدم إلا بمسألة التقدم الإداري ، وعلينا أن نتقن هذا الفن ،و الغريب في هذا الشأن أنك تجد أن أغلب قواعد الإدارة مستقاة من القواعد الإسلامية ، فإذا اعتمدنا الإدارة وسيلة من الوسائل الحياتية والرسمية نتقدم إن شاء الله تعالى .
ـ وماذا عن مسألة عدم الوعي والفهم العميق للثقافة والعلوم الإسلامية، كأهم معوقات الوحدة الإسلامية ؟
إذا تحدثنا عن مسألة التعليم الديني في عالمنا الإسلامي و العربي نجده قد انحسر انحساراً كبيراً ، فقد حورب فترة طويلة ، الأزهر الشريف في مصر مثلاً كان له دور ريادي في العالم الإسلامي ، حتى بعد إسقاط دولة الخلافة الإسلامية ، وحتى بعد تغريب عدد كبير من الدول العربية والإسلامية ، فاستقلاليته عن الدولة التي كانت موجودة من قبل جعلت له دوراً كبيراً في خدمة الإسلام ودعوة الإسلام ، مثل قيامه على أوقاف المسلمين ، اهتمامه بالدعوة في الداخل و الخارج ، واهتمامه باستقطاب طلبة المنح من دول العالم الإسلامي ، اهتمامه بإرسال البعوث إلى مختلف دول العالم ، طباعة الكتاب الإسلامي والمصحف الشريف ، كان كل هذا يتم بأوقاف المسلمين ، انعكس ذلك على التعليم الديني ، فانحسار التعليم الديني أدى إلى أمية كبيرة بين المسلمين ، وإلى جهل كبير بقيمة الإسلام وقد يكون بين أناس حاصلين على أعلى الدرجات العلمية والتقنية و لكن شهاداتهم لا تصل بهم إلى الفهم الصحيح والعميق بأمور الدين .
ــ وماذا عن الواقع المعاش والحلول الممكنة – فضيلة الدكتور – حفظكم الله- ؟
الواقع مخزي والحلول ممكنة، ولكن هذه الوحدة في حاجة إلى رجال يفهمون قيمة هذا الدين ويعايشون العصر، ويفهمون التعقيدات السياسية الدولية.
ـ وأخيراً – كلمة من فضيلتكم للفرد المسلم والأسرة المسلمة والمستوى الرسمي المسلم بخصوص مسالة الوحدة الإسلامية ؟
أقول في هذا الأمر : نحن في زمن الفتن فيه كبيرة وتحديات الإسلام شديدة ، وزمن انحسر فيه التعليم الديني في مجتمعاتنا الإسلامية انحساراً كبيراً ، فعلى الأسرة المسلمة إذا أرادت أن تنقذ أبناءها وبناتها من هذه الفتن فعليها أن تهتم بالتربية الإسلامية والثقافة الإسلامية في البيت ، وأن تعوض النقص الشديد الذي يعانيه الشباب في زمننا من الناحية الإسلامية وإلا سيقعون فريسة سهلة لأبواق المحطات الفضائية ومخاطر عمليات التنصير في العالم الإسلامي، ومخاطر زرع الكيان الصهيوني الغاصب في قلب العالم الإسلامي على أرض فلسطين ، فإذا فعلنا ذلك حمينا أولادنا من هذه المخاطر .
أما المستوى الرسمي لا نملك إلا أن ندعو الله تعالى أن يهدي الحكام الحاليين على فهم قيمة هذا الدين ، فلا يقفون عقبة أمام الدعوة له، وأمام المد الإسلامي الذي ينتشر في كل دول العالم الإسلامي والشرق والغرب على حد سواء في هذه الأونة الأخيرة .
وفي الختام نشكر باسمكم فضيلة الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار الداعية الإسلامية المعروف ، وأستاذ علوم الأراضي بعدد من الجامعات العربية والغربية ، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة ، كما نسال الله تعالى أن يجمع شمل المسلمين ، وأن يرزقهم الوحدة على هدي من الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
________________________
المصدر البوابة الاسلامية
إن الناظر لأحوال أمتنا الإسلامية يجدها مختلفة فيما بينها، ممزقة تمزيقاً يحزن القلب ويدمي العين استطاع الاحتلال الغربي الغاصب أن يقسمها إلى دول ودويلات بعد أن كانت أمة و احدة ، في وجه كل من يريد النيل منها ، تعرف مهامها المنوطة بها وهي الاستخلاف في الأرض ونشر رسالة الإسلام والإيمان لكل الناس وفي كل مكان ، ولا يكون ذلك إلا بالوحدة الإسلامية لدول الإسلام والمسلمين ، هذه الوحدة الإسلامية أمل يرواد المخلصين والمجاهدين من أبناء أمتنا الإسلامية .. التقينا الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار الداعية الإسلامي المعروف ، وأستاذ علوم الأراضي بعدد من الجامعات العربية والغربية ، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة ؛ لنقف معه بعض الوقفات حول مسألة الوحدة الإسلامية من المقومات والمعوقات ...
ـ أهمية الوحدة الإسلامية في عصر التكتلات الاقتصادية السياسية العالمية ؟
بكل تأكيد لا مخرج لنا من هذه الأزمة التي نمر بها إلا التوحد ونحن أعراق مختلفة، لم يجمعنا في الماضي إلا القرآن العظيم ، ولن يجمعنا في الحاضر إلا القرآن العظيم .
ـ وماذا عن مقومات الوحدة ؟
مقومات الوحدة كثيرة ومتعددة ، فإلهنا واحد وديننا واحد وقبلتنا واحدة ودستورنا واحد ، وقرآننا واحد ، ورسولنا واحد ، فعوامل التوحد كثيرة جداً، منها أيضاً أن مساحات أراضينا متصلة ، واللغة العربية في كل الدول الإسلامية مفهومة ، المصالح مشتركة ، المنافع مشتركة ، ولكن العقبات أمام توحد المسلمين على أساس من الدين كثيرة ، منها المؤامرات الخارجية على دول الإسلام والمسلمين ، وكذلك عيوب داخلية توجد فينا نحن بني الإسلام .
ـ كيف ترى فضيلتكم واقع الأمة الإسلامية ؟
أقول في هذا الأمر : نحن تمزقنا في هذه الأيام على دول ودويلات ، فرض علينا أنماط من الحكم متعارضة ، فكما رأينا في القديم من ينادي بالاشتراكية ، ومن ينادي بالشيوعية ، ومن ينادي بالليبرالية ، ومن ينادي بالملكية ، ومن ينادي بالغربية ، مزقونا وغيروا أفكارنا ، ففي تقديري أن العقبة الرئيسة أن أعداءنا قد خططوا لإقصاء الإسلام عن مقامات اتخاذ القرار ، ولم يولّوا علينا إلا أناساً متغربين لا يعرفون قيمة الإسلام ، فإن لم يكونوا يعادونه ، فقد يقفون منه موقفاً سلبياً ، في نظري أن هذه أهم العقبات ، أما باقي الأمور فاجتيازها سهل جداً وميسور ، فالفوارق الطبقية يكمن تجاوزها ، والفوارق الجغرافية يمكن تجاوزها ، أقول : أمامنا من عوامل التوحد ما لم يتوفي لغيرنا ، علينا أن نأخذ قراراً بالتوحد ، ولو على مراحل طويلة ، لا نريد إجراءات سريعة عاجلة غير مدروسة ، فأمامنا السوق الأوربية المشتركة ، أخذت خمسين سنة لتتوحد ، لنأخذ نحن مائة سنة ، المهم أن نبدأ ونبدأ بالخطوة الأولى ، إن وحدة مجلس التعاون الخليجي لما كانت في بداياتها نموذجاً جيداً في هذا الاتجاه ، وكنا نتمنى أن تتوحد الجزيرة العربية كلها في صورة دولة واحدة .. لكن لعلها بدايات لتوحد الأمة كلها ، نبدأ مثلا بسوق مشتركة ، توحد مسالة الاقتصاد ، بطاقة هوية شخصية مشتركة ، نجعل تجارتنا البينية في زيادة مضطردة ، بدلاً من التبادل التجاري الخارجي ، وتشجيع الصناعات المحلية ، فنموذج السوق الأوربية جيد ، علينا أن ندرسه ونطبقه مع ما يتناسب معنا ، ومع طبيعتنا ومقوماتها وثقافتنا .
ـ هل من المعوقات عدم التقدم التكنولوجي في العالم الإسلامي ؟
أنا لا أتخيل ذلك ، نحن متخلفون علمياً وتكنولوجياً ، لكن عندنا كوادر علمية على أعلى مستوى تتصوره لكن لم تتح الفرصة ، لأن هؤلاء عندما يذهبون إلى الغرب والشرق ينبغون نبوغاً واضحاً ، وأنا زرت أغلب جامعات العالم وأغلب مراكز البحوث العلمية في العالم ، فلم أجد جامعة واحدة أو مركزاً علمياً واحداً إلا وفيه علماء من المسلمين على أعلى مستوى من العلم ومن التخصص ، فعلينا أن نستفيد من هذه العقول المهاجرة ، وأن نهيئ لها الجو والبيئة البحثية المناسبة وأن نستفيد من خبرتها .
ـ وماذا عن مسألة الأمية كمعوق من معوقات الوحدة الإسلامية ؟
أكيد مسالة الأمية والمناهج من المعوقات وهي عقبة كبيرة أمام تقدم الأمم والشعوب ، لأن الأمة الأمية يستطيع أن يلعب بها أعداؤها ، كيفما يشاءون ونحن الأمة الإسلامية أمة اقرأ ، فأول ما نزل من كتاب الله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق /1 ، فعلينا أن نسعى إلى محو الأمية بيننا ، لأنها عائق كبير ، فلا يجوز أن نكون بعد أربعة عشر قرنا من الزمان أن يكون بيننا هذه النسبة الكبيرة من الأميين ، والقرآن موجود بيننا هذه السنين الطويلة.
وفي ظل أمية القراءة والكتابة وأمية العقيدة ، يمكن للأعداء أن يعبثوا بالأمة ، فالجهل مصيبة كبيرة ، فمع وجود الجهل يستطيع أعداؤنا أن يعبثوا بها ،و يقلبوا مناهجها وأفكارها ، فلك أن تتخيل أنه الآن يوجد بيننا ما يسمون بالملحدون العرب ولهم مواقع على الانترنت ، وأحزاب شيوعية ، بين المسلمين وعلمانية واشتراكية وهذه مصيبة كبيرة مردها إلى الجهل .
ـ هل نظم الإدارة في عالمنا الإسلامي والعربي ضمن معوقات الوحدة الإسلامية ؟
معروف أن علم الإدارة فن عظيم و هناك دول غربية لم تتقدم إلا بمسألة التقدم الإداري ، وعلينا أن نتقن هذا الفن ،و الغريب في هذا الشأن أنك تجد أن أغلب قواعد الإدارة مستقاة من القواعد الإسلامية ، فإذا اعتمدنا الإدارة وسيلة من الوسائل الحياتية والرسمية نتقدم إن شاء الله تعالى .
ـ وماذا عن مسألة عدم الوعي والفهم العميق للثقافة والعلوم الإسلامية، كأهم معوقات الوحدة الإسلامية ؟
إذا تحدثنا عن مسألة التعليم الديني في عالمنا الإسلامي و العربي نجده قد انحسر انحساراً كبيراً ، فقد حورب فترة طويلة ، الأزهر الشريف في مصر مثلاً كان له دور ريادي في العالم الإسلامي ، حتى بعد إسقاط دولة الخلافة الإسلامية ، وحتى بعد تغريب عدد كبير من الدول العربية والإسلامية ، فاستقلاليته عن الدولة التي كانت موجودة من قبل جعلت له دوراً كبيراً في خدمة الإسلام ودعوة الإسلام ، مثل قيامه على أوقاف المسلمين ، اهتمامه بالدعوة في الداخل و الخارج ، واهتمامه باستقطاب طلبة المنح من دول العالم الإسلامي ، اهتمامه بإرسال البعوث إلى مختلف دول العالم ، طباعة الكتاب الإسلامي والمصحف الشريف ، كان كل هذا يتم بأوقاف المسلمين ، انعكس ذلك على التعليم الديني ، فانحسار التعليم الديني أدى إلى أمية كبيرة بين المسلمين ، وإلى جهل كبير بقيمة الإسلام وقد يكون بين أناس حاصلين على أعلى الدرجات العلمية والتقنية و لكن شهاداتهم لا تصل بهم إلى الفهم الصحيح والعميق بأمور الدين .
ــ وماذا عن الواقع المعاش والحلول الممكنة – فضيلة الدكتور – حفظكم الله- ؟
الواقع مخزي والحلول ممكنة، ولكن هذه الوحدة في حاجة إلى رجال يفهمون قيمة هذا الدين ويعايشون العصر، ويفهمون التعقيدات السياسية الدولية.
ـ وأخيراً – كلمة من فضيلتكم للفرد المسلم والأسرة المسلمة والمستوى الرسمي المسلم بخصوص مسالة الوحدة الإسلامية ؟
أقول في هذا الأمر : نحن في زمن الفتن فيه كبيرة وتحديات الإسلام شديدة ، وزمن انحسر فيه التعليم الديني في مجتمعاتنا الإسلامية انحساراً كبيراً ، فعلى الأسرة المسلمة إذا أرادت أن تنقذ أبناءها وبناتها من هذه الفتن فعليها أن تهتم بالتربية الإسلامية والثقافة الإسلامية في البيت ، وأن تعوض النقص الشديد الذي يعانيه الشباب في زمننا من الناحية الإسلامية وإلا سيقعون فريسة سهلة لأبواق المحطات الفضائية ومخاطر عمليات التنصير في العالم الإسلامي، ومخاطر زرع الكيان الصهيوني الغاصب في قلب العالم الإسلامي على أرض فلسطين ، فإذا فعلنا ذلك حمينا أولادنا من هذه المخاطر .
أما المستوى الرسمي لا نملك إلا أن ندعو الله تعالى أن يهدي الحكام الحاليين على فهم قيمة هذا الدين ، فلا يقفون عقبة أمام الدعوة له، وأمام المد الإسلامي الذي ينتشر في كل دول العالم الإسلامي والشرق والغرب على حد سواء في هذه الأونة الأخيرة .
وفي الختام نشكر باسمكم فضيلة الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار الداعية الإسلامية المعروف ، وأستاذ علوم الأراضي بعدد من الجامعات العربية والغربية ، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة ، كما نسال الله تعالى أن يجمع شمل المسلمين ، وأن يرزقهم الوحدة على هدي من الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
________________________
المصدر البوابة الاسلامية