مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
النائب أبو سالم: القدس تتعرَّض لهجمةٍ تهويديةٍ شرس

استنكر التعذيب والاعتقالات السياسية في الضفة الغربية
النائب أبو سالم: القدس تتعرَّض لهجمةٍ تهويديةٍ شرسةٍ وهناك من لا يريد للمصالحة أن تتم
[ 29/07/2009 - 06:31 م ]
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام

أكد النائب الدكتور إبراهيم أبو سالم عضو المجلس التشريعي عن ’’كتلة التغيير والإصلاح’’ أن مدينة القدس المحتلة تتعرَّض لهجمة صهيونية شرسة تستهدفها بشكل مباشر من أجل تهويدها وطمس معالمها الإسلامية والعربية؛ ’’وذلك من السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين من هدمٍ للمنازل ومصادرةٍ للعقارات والمباني’’.

ودعا أبو سالم -في مقابلةٍ أجراها معه مراسل ’’المركز الفلسطيني للإعلام’’ مساء الثلاثاء (28-7)- العالمَين العربي والإسلامي إلى نصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرَّض هو الآخر لاستهدافٍ من نوعٍ خاصٍّ.

وحذَّر النائب أبو سالم من النشاط الاغتصابي الذي يفرضه الاحتلال كأمرٍ واقعٍ على مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة، مبينًا أن الاحتلال يعمل وفق خطةٍ مدروسةٍ وممنهجةٍ؛ من أجل تكريس ’’الاستيطان’’ والعربدة، والاعتداء على الأراضي والممتلكات، وطرد الناس من منازلهم وقراهم ومدنهم.

وكشف النقاب عن أن النواب المختطفين يشعرون بالظلم الشديد؛ ’’لأن العالم خذلهم وأدار ظهره لهم ولمعاناتهم المستمرة’’، مشددًا على أن لديهم إحساسًا كبيرًا بأن العالمين العربي والإسلامي تخليا عنهم ولم يُعيراهم أي اهتمام، ولم يكترثا لتلك المعاناة القاسية التي يعيشونها في سجون الاحتلال.

وتمنى أبو سالم أن تتم المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وأن يتم الحوار الفلسطيني على أكمل وجه، لكنه استدرك قائلاً: ’’هناك معنيون باستمرار حالة الانقسام الفلسطيني، ولا يريدون للمصالحة أن تتم؛ لأنهم مستفيدون من وراء ذلك ولهم مصالح شخصية’’.

واستنكر أبو سالم بشدة الاختطافات المستمرة التي تمارسها ميليشيا عباس في الضفة الغربية، مستنكرًا كذلك حالات التعذيب و’’الشبْح’’ في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، مطالبًا بوضع حدٍّ لهذه الاختطافات، داعيًا إلى وقفها بشكلٍ فوريٍّ وعاجلٍ، مبينًا أنها تضر بالشعب الفلسطيني وقضيته.


وفيما يلي نص المقابلة:

* مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك يتعرَّضان لهجمةٍ صهيونيةٍ ونشاطاتٍ تهويديةٍ شرسةٍ ومبرمجةٍ.. كيف تنظرون إلى ذلك؟

** دعني في البداية أؤكد أن مدينة القدس المحتلة الأسيرة مدينة حزينة ومبتلاة.. انظر إلى المدينة من كافة جوانبها، فإنها تتعرَّض لحربٍ شرسةٍ وكبيرةٍ وواسعةٍ، وإذا أردنا الحديث عن القدس تحدثنا عن أقصاها الأسير وحصارها الشديد.. إذا أردنا أن نتحدث عن القدس تحدثنا عن أهلها الذين يتعرَّضون لسياساتٍ صهيونيةٍ مدروسةٍ من هدمٍ للمنازل ومصادرةٍ للممتلكات والعقارات وظروف التنغيص على المقدسيين وتنكيد حياتهم.

إذا أردنا أن نتحدث عن القدس تحدثنا عن مدينة فلسطينية عالمية مرتبطة بقلوب الملايين.. القدس تعيش مسلسلاً أليمًا وقاسيًا.

أنا من مدينة القدس، وانتخبت عن دائرتها، ولكنني ممنوع من دخولها ولا أستطيع الوصول إليها منذ بضع سنين ومحروم من الصلاة فيها وفي مسجدها الأقصى.

انظر إلى هذه المأساة وإلى سياسات الهدم وإجبار المقدسيين على هدم منازلهم بأياديهم، كما أن المقدسيين محرومون من الرخص؛ فهي تتعرَّض لتهويدٍ ممنهجٍ.

* سلطات الاحتلال الصهيوني توسِّع الواقع الاغتصابي في القدس المحتلة والضفة الغربية؛ حيث يدور الحديث عن إقامة مئات البؤر الاغتصابية.. إلامَ يشير ذلك؟

** الواقع ’’الاستيطاني’’ الذي تحاول سلطات الاحتلال فرضه على أرض الواقع يشير إلى عدة أمور:

- أن الاحتلال ينظر إلى عدم وجود رأي آخر؛ فليس هناك من يقول ’’لا’’ في وجههم، حتى إن وجد من يقول ’’لا’’ فإنه لا يستطيع العمل من أجل الـ’’لا’’، وكما يقولون فإن ’’القوي عايم’’

- هناك عالمان عربي وإسلامي وسلطة فلسطينية وواقع فلسطيني مرير يعيشون في سبات وعدم اكتراث، وكل ذلك يعطي صلاحية للاحتلال أن يتصرَّف كما يشاء؛ فاتحاد الاحتلال تقابله فرْقة عربية وفلسطينية، وغطرسة الاحتلال تقابلها لا مبالاة.

- هناك ممارسات يومية من قبل الاحتلال في الجانب ’’الاستيطاني’’، وهذا يدلل أن له منهجية في استهدف الضفة الغربية والقدس من خلال التوسُّع ’’الاستيطاني’’ وتكثيف النشاطات ’’الاستيطانية’’، ومن ثم هذا المفهوم يعملون من خلاله من أجل ترسيخ مفهوم أن القدس عاصمة ’’إسرائيل’’ الأبدية، وهذا شيء مرفوض بالنسبة لنا؛ فالقدس لنا ولن نتخلى عنها أبدًا.

* بعد الإفراج عنكم من سجون الاحتلال الصهيوني، ما الرسالة التي تحملها من الأسرى بشكل عام ومن النواب المختطفين على وجه الخصوص؟

** أولاً نحن نتمنى من الله تعالى أن يمنَّ بالفرج العاجل عن كافة الأسرى أبناء الشعب الفلسطيني الصابر المحتسب، وفي نفس الوقت نحن نؤكد أن النواب المختطفين يشعرون بالظلم المرير والشديد والأليم؛ لأنهم تعرَّضوا للاختطاف دون جريمة ارتكبوها أو جريرة، هذه بالفعل مأساة حقيقية أن يتم اختطاف شخص بدون سبب وأن يتم الزج به في السجون شهورًا وسنوات دون تهمة موجَّهة إليه، أين القوانين وتطبيقها؟!

من ناحية ثانية فإن النواب المختطفين لديهم إحساس كبير بأن العالمين العربي والإسلامي تخليا عنهم ولم يُعيراهم أي اهتمام؛ فقد كانوا يأملون أن تتحرَّك الدول العربية والإسلامية من أجل إنصافهم والدفاع عنهم أمام العالم كله وتجريم الاحتلال، ولكن للأسف فهم يشعرون أن العالم خذلهم وأدار ظهره لهم.

ومن ناحية ثالثة فإن النواب المختطفين يتمنون ويرغبون في إنهاء الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، ويأملون أن تعود اللحمة والوحدة الفلسطينية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني.

ومن ناحية رابعة فإنهم يأملون ويدعون الله عز وجل أن يفك الله قيدهم هم وإخوانهم الأسرى الذي زاد عددهم عن 11 ألف أسير في السجون؛ بينهم الأطفال والنساء والمرضى والعجزة والكبار وغير ذلك من أبناء الشعب الفلسطيني، ويأملون كذلك أن تتم صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي شاليط بشكل مشرف وينتظرون ذلك بصبر شديد.

* في أي إطار يمكن تقييم استمرار الهجمات والاختطافات التي تنفذها ميليشيا عباس في الضفة الغربية المؤتمرة بإمرة دايتون؟

** نحن ننظر ببالغ الألم إلى هذا الواقع المرير الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وللأسف لا حول لنا ولا قوة.

نحن نواب مع وقف التنفيذ، ومن الناحية العملية ليس لنا أية صلاحيات؛ فلا نستطيع الوصول إلى المجلس التشريعي الذي نحن أعضاء فيه.. رئيس المجلس التشريعي يمنع من الوصول إلى المجلس التشريعي، هناك أمور غريبة بالفعل تجري على أرض الواقع؛ فنحن من حقنا أن نجتمع وأن نتكلم، وبخصوص الاختطافات المستمرة في الضفة الغربية فإننا كلما سمعنا بحالة اختطاف هنا أو هناك فإننا نتألم لذلك، ويزداد ألمنا عندما نسمع عن استمرار التعذيب و’’الشبح’’ في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقبل يومين سمعنا عن حالة وفاة الشيخ كمال أبو طعيمة سريريًّا؛ حيث تعرَّض للتعذيب الشديد؛ فهذه الحملة التي تشن على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة نحن ندينها ونستنكرها أشد الاستنكار، ونطالب السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بأن توقف كل هذه الأعمال وكل هذه التجاوزات الخارجة عن أعراف الشعب الفلسطيني وتقاليده.. يجب وقف هذا المسلسل الحزين والمؤلم، الناس في الضفة يعيشون في رعب شديد نتيجة هذا الواقع.

* كيف تنظرون إلى الحوار الفلسطيني وإلى العقبات التي تقف حائلاً أمامه؟ ومن يتحمَّل المسؤولية؟

** بدايةً.. نحن نتمنى من الله عز وجل أن ينجح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني وأن تتم المصالحة الفلسطينية بين أبناء الشعب الواحد، ونتمنى أن تنتهيَ حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية؛ لأن الانقسام يضر الشعب الفلسطيني، والحصار الظالم المستمر أيضًا يضر الشعب الفلسطيني، ونتيجة ذلك يزداد الحصار يومًا بعد يوم حتى وصل الأمر إلى أن المرضى يموتون دون علاج ولا سفر، وهذه رسالة يجب أن نوجهها إلى الذين يحاصرون الشعب الفلسطيني ونقول إن ذلك جريمة يجب أن تنتهيَ عاجلاً.

نحن نخاطب العقلاء أن يبذلوا جهدهم لإنهاء جريمة الحصار والإغلاق.

أيضًا دعني أؤكد لكم أن هناك أشخاصًا معنيين باستمرار حالة الانقسام الفلسطيني، وهم للأسف الشديد لا يريدون للمصالحة الفلسطينية أن تتم؛ لأنهم يستفيدون من ذلك؛ فهم مرتبطون بقرار خارجي، وهذا شيء معلوم، وهناك ضغوط كبيرة تمارس من أجل استمرار هذه الحالة البائسة على الشعب الفلسطيني، وعلى المستوى الداخلي فأنا أجزم أن هناك سوسة في الشجرة الفلسطينية، وهذه السوسة هم ناس وبشر لا حشرات، وإن هذه السوسة ستقتل الشجرة، وهذه السوسة هم أولئك الناس الذين لا يريدون للمصالحة الفلسطينية أن تتم ولا للحوار أن يتم إنجازه، ومن ثم هم مستفيدون من ذلك ولهم مصالح شخصية من وراء ذلك.

* قطاع غزة يتعرَّض لحصار ظالم منذ سنوات متواصلة.. كيف تنظرون إلى هذا الحصار؟ وما رسالتكم إلى أهل غزة؟

** غزة تتعرَّض لحصار ظالم وشرس، وتتعرَّض لإغلاق محكم، ولكنها صامدة في وجه العالم وفي وجه الجبروت والظلم، وكل ذلك سيزول بإذن الله عز وجل.

نرسل رسالة إلى أهل غزة ونقول لهم أنتم: شرفنا، ونحن نعتز بكم وبصمودكم، وهذا هو قدركم؛ أن تمضوا في هذه الطريق الصعبة، ولكن في النهاية لا بد أن يبزغ الفجر ولا بد لليل أن ينجلي، فصبرًا يا غزة وصبرًا يا أهل غزة.. صبرًا يا أحبابنا ويا أعزاءنا، إنما النصر صبر ساعة.
*المركز الفلسطيني للإعلام
أضافة تعليق