في حوارٍ خاصٍّ مع ’’المركز الفلسطيني للإعلام’’
أبو مجاهد: ملاحقة المقاومين في الضفة حرب معلنة ضمن استحقاقات ’’أوسلو’’ و’’خارطة الطريق’’
[ 07/06/2009 - 10:12 م ]
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
أكد أبو مجاهد المتحدث باسم ’’لجان المقاومة الشعبية’’ أن خطورة ملاحقة المقاومين في الضفة وتصفيتهم تكمن في أن القضية أصبحت حربًا معلنة ضد المقاومة ضمن استحقاقات ’’أوسلو’’ و’’خارطة الطريق’’ لا بين فصيلين متنازعين كما يدعي البعض.
وأشار المتحدث باسم اللجان إلى أن التاريخ لن يرحم من تحالف مع العدو الصهيوني ضد شعبه، لافتًا إلى أن الشعب سيلفظ كل من يتآمر عليه وعلى حقوقه.
وفي سياق متصل، شدد أبو مجاهد على أن المقاومة اعتمدت خلال الحرب على غزة إستراتيجية تُعتمد لأول مرة؛ حيث لم ير الاحتلال مقاومًا على الأرض في الوقت الذي تضرب فيه الصواريخ ويصاب الاحتلال فيه بمقتل.
وعن احتمال شن العدو الصهيوني ضربة جديدة لغزة قال المتحدث باسم ’’لجان المقاومة الشعبية’’: ’’نحن لا نتوقع من عدونا إلا أسوأ الاحتمالات، وعلى صعيد احتمال نشوب حرب أشد ضراوة على قطاع غزة فإن المقاومة جاهزة ومستعدة بكل ما لديها، والمقاومة لن تكثر من لغة الكلام، ولكن سيجد الاحتلال عملاً ميدانيًّا متضافرًا بين كل قوى المقاومة’’.
جاء ذلك خلال حوار مطول أجراه مراسل ’’المركز الفلسطيني للإعلام’’ في غزة مع أبو مجاهد:
* كيف تنظر إلى ملاحقة المجاهدين وتصفيتهم كما حدث في قلقيلية مؤخرًا؟
** جريمة ملاحقة المجاهدين وتصفيتهم خيانة عظمى، وخيانة لله ولرسوله ولفلسطين، وهي العار والقبح الذي سيلاحق القتلة المجرمين في الدنيا والآخرة، وهي بمثابة استخفاف بمشاعر الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ فهل يعقل وطنيًّا أن يطعن المقاوم في الظهر؟! وهل الوطنية ملاحقة الأطهار أصحاب السبق في إيلام العدو ومغتصبيه؟!
* وأين تكمن الخطورة في ذلك؟
** الخطورة تكمن في أن هذا الأمر أصبح نهجًا، والقضية ليست قضية سجال بين فصيلين متنازعين كما يدعي البعض، إنما هي حرب معلنة ضد مقاومة بأكملها ضمن استحقاقات مشروعي ’’أوسلو’’ و’’خارطة الطريق’’، وتنفذ وتدار هذه العمليات بتساوقٍ من قِبل قيادات كبيرة في الأجهزة الأمنية في الضفة مع أحلافهم من الصهاينة، ويشرف على هذه العمليات جنرال الفتنة الأمريكي دايتون.
* هناك مطالبات بتقديم عباس وفياض إلى المحاكمة.. ما رأيك؟
** التاريخ لن يرحم من تحالف مع العدو الصهيوني ضد شعبه، وشعبنا الفلسطيني النابض بالمقاومة سيلفظ كل من يتآمر عليه وعلى حقوقه.
* كيف تُقيِّم موقف الفصائل تجاه هذه الجرائم؟
** نحن دعونا فصائل المقاومة إلى تحديد موقف موحد وفاصل تجاه انخراط أجهزة أمن السلطة في الحرب على المقاومة وكيفية التعامل معها ومطالبة السلطة وقياداتها بالاختيار بين الوحدة والوطنية على أساس المقاومة وحفظها وبين مشاريع التنسيق والإجهاز على المجاهدين في سبيل تأمين الأمن للكيان الصهيوني وإرضاء الإدارة الأمريكية، وهناك مواقف مميزة من قبل فصائل المقاومة بالرد على هذه الجرائم.
الحرب على غزة
* كيف تصف الحرب الأخيرة على قطاع غزة؟
** لا شك في أن الحرب كانت شعواء تستهدف النَّيل من صمود الشعب الفلسطيني ومن إرادته الصُّلبة التي حاول الاحتلال أن يكسرها، لكن الشعب أعطى نموذجًا مميزًا ورائعًا في الصمود والثبات ودعم المقاومة الفلسطينية، وكان هذا أحد أسباب الانتصار على الاحتلال خلال المعركة؛ فالمقاومة كانت جاهزة، لكن الاحتلال حاول أن يقلب الموازين عما كان متعوِّدًا عليه، وحاول في الضربة الأولى أن يشل كافة الأمور التي تساعد على تحرك المقاومة؛ فبدأ بضرب المقرَّات الأمنية، وتحديدًا المراكز الشرطية؛ لضرب الأمن في قطاع غزة وخلق حالة من الفوضى، لكن المقاومة إلى جانب الحكومة تميَّزتا في هذا الأداء الرائع؛ حيث تعاونتا على حفظ الأمن ولم يحدث هناك أية فوضى كما تمنَّى الاحتلال أن يحدث.
المقاومة الفلسطينية سرعان ما لملمت جراحها وبدأت بضرب أهداف الاحتلال منذ اليوم الأول؛ فالاحتلال كان يتحدث أن المغزى من هذه الحرب هو القضاء على الحكومة الفلسطينية؛ حيث بدأ بقصف المقرات ظنًّا منه أن ذلك سيسقط الحكومة، لكن الالتفاف الجماهيري والمميز بعد الضربة الأولى حولها كان أحد دعائم ثباتها وصمودها، واستمرت خلال فترة الحرب في عملها وأعطت أداءً مميزًا على الأرض.
وكان الاحتلال أيضًا يهدف إلى القضاء على المقاومة، ولكن لم يستشهد أو يُصَب من المقاومين إلا عدد بسيط، ولكن العدو المجرم كان يستهدف في المقابل الأطفال والنساء والبيوت الآمنة، محاولاً إظهارهم للعالم على أنهم مقاومون.
وعلى صعيد آخر كان الاحتلال يهدف إلى منع إطلاق الصواريخ، ولكن في اليومين الأول والثاني أطلقت المقاومة عددًا كبيرًا من الصواريخ وأصابت أهدافًا أكثر بعدًا، وكان تزداد الأهداف سعةً يومًا بعد يوم؛ فقد كان مرسومًا للمعركة ثلاثة أيام من قِبل الاحتلال، لكن الاحتلال لم يحقق الأهداف، فكان يريد أن يضرب ضربة سريعة لكنه لم يستطيع ذلك؛ حيث اعتمدت المقاومة إستراتيجية اعتمدت لأول مرة؛ حيث لم ير الاحتلال مقاومًا على الأرض في الوقت الذي تضرب فيه الصواريخ ويصاب الاحتلال فيه بمقتل.
المقاومة أبلت بلاءً حسنًا خلال المعركة، و فرضت المعادلة على الأرض، وكانت صاحبة القرار والكلمة، بينما خاب ظن الاحتلال في أهداف التي رسمها.
* هل كان هناك تنسيق بين فصائل المقاومة خلال العدوان؟ وما مستواه؟
** التنسيق لم يكن على المستوى العالي الذي نتوقعه؛ فقد كان التنسيق فقط على أرض الميدان، ولم يكن تنسيق مسبق حقيقةً، ولكن التنسيق الميداني كان له أثره على أرض المعركة، ولكن أؤكد هنا أن التنسيق كان يجب أن يكون على مستوى القيادة بدرجة أعلى، ولكن طبيعة الظروف الأمنية فرضت على المقاومة أن يكون التنسيق ميدانيًّا لكيلا يحدث أخطاء على صعيد العمل المقاوم.
بين التهدئة والتصعيد
* هناك تهديدات صهيونية بشن ضربة جديدة على غزة.. كيف تنظرون إلى ذلك؟
** من وجهة نظري الشخصية فإن الاحتلال لا يبحث عن ضربة بمعنى ضربة كما كانت المعركة السابقة؛ فالاحتلال خسر كثيرًا فيها وفُضح أمام العالم، وربما يقول البعض أنه لا يهمه العالم ولكن في الفترة الأخيرة أصبح يهمه ذلك، وأن يبيِّن الصورة أمام العالم أنه هو الضحية والشعب الفلسطيني هو الجلاد، ولكن الدور الإعلامي الفلسطيني كان مميزًا، وهذا يشكر ويثنى عليه للإعلام بكافة أطيافه والإعلام.
أما على أرض الواقع فنحن لا نتوقع من عدونا إلا أسوأ الاحتمالات، وعلى صعيد احتمال شن حرب أشد ضراوة على قطاع غزة فإن المقاومة جاهزة ومستعدة بكل ما لديها، والمقاومة تكثر من لغة الكلام ولكن سيجد الاحتلال عملاً ميدانيًّا متضافرًا بين كل قوى المقاومة.
* هناك حديث عن تهدئة.. ماذا تقول؟
** موقفنا واضح أن التهدئة لها استحقاقاتها.. نحن والإخوة في ’’حماس’’ والجهاد وباقي الفصائل تحدثنا أنه لا يمكن القبول بأية تهدئة ما لم يتم تنفيذ استحقاقاتها المتمثلة في فتح كافة المعابر؛ بما فيها معبر رفح، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ووقف كافة أشكال العدوان، وعلى الاحتلال أن يلتزم بها ما لم يكن ذلك فتبقى الأمور على ما هي عليها.
* يثار حديث من الاحتلال وأطراف أخرى أن حركة ’’حماس’’ تمنع فصائل المقاومة من إطلاق الصواريخ والرد على اعتداءات الاحتلال لمصلحتها.. أنتم كفصيل مقاوم هل لمستم ذلك على أرض الميدان؟
** نحن لم نلمس إطلاقًا شيئًا من هذا القبيل، سواء من حركة ’’حماس’’ أو الحكومة الفلسطينية، بأنهم قاطعوا أو تدخلوا في عمل المقاومة إطلاقًا؛ فالمقاومة تتحرك بحرية، ولم نلمس أية مشكلة، وإذا كانت هناك أية عقبة على الفور يتم حلها، بينما ادعاءات الاحتلال لتشويه صورة ’’حماس’’ كمقاومة، وهذا الأمر يحاول الاحتلال صياغته أمام العالم وتروِّجه بعض وسائل الإعلام، لكن كفصيل مقاوم لم يتم منعنا بالمطلق من إطلاق الصواريخ، ولم يتم وقف أي عمل مقاوم من قبل الحكومة، وما تحدث به الاحتلال محض افتراء.
* كيف تنظر إلى تعامل الأجهزة الأمنية مع قضية العملاء خلال فترة العدوان وبعدها؟
** أتمنى صراحة أن يكون هناك جهد أكبر فيما يخص هذه القضية، ونحن مع أن يكون هذا الملف كاملاً بيد الأجهزة الأمنية؛ لأننا نستأمن هذه الأجهزة، وأكثر من قضية وأكثر من أمر قدمناه إلى الإخوة في جهاز الأمن الداخلي وتم التحقيق فيه ومعالجته ضمن المحددات المتفق عليها.
وبصراحة فإن جهاز الأمن الداخلي تميز على صعيد قضية العملاء، وكان هناك شبكات كبيرة كشفت في هذه المعركة، وعلى الرغم من الاستهداف المباشر لمقرات الأجهزة الأمنية في غزة أثناء الحرب، عملت حتى اللحظات الأخيرة في المعركة إلى جانب المقاومة.
الحوار الفلسطيني
* الحوار الفلسطيني إلى أين؟ وهل وجِّهت إليكم دعوة للمشاركة في الجولات القادمة؟
** هناك الكثير من الجولات على صعيد الحوار، ونأمل أن يتم إنهاء حالة الانقسام على أساس حفظ الثوابت الوطنية الفلسطينية، ولم توجَّه إلينا أية دعوات للجولة القادمة، وما يهمنا هو إنهاء الانقسام بأسرع وقت بما تستدعي أن نتنازل للشعب الفلسطيني ولمصلحته لا أن نتنازل لصالح للاحتلال.
* انطباعك عن جولات الحوار.
** نأمل ونرجو من الله أن يتم إنهاء حالة الانقسام على أساس حفظ الثوابت الفلسطينية، وعلى أساس عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، ونحن موقفنا واضح، ومع حركة ’’حماس’’ في موقفها بعدم الاعتراف باتفاقيات ’’منظمة التحرير’’ التي تعترف بالاحتلال.
* في ظل ما يحدث بالضفة.. هل يمكن أن ينتهي الانقسام في رأيك؟
** بصراحة أنا أعتقد أن ’’حكومة’’ فياض لن تدوم طويلاً؛ لأنها دخلت في صراع مع حركة ’’فتح’’، ولم يشهد التاريخ سيطرة في الضفة من تيار غير تيار ’’فتح’’ على صعيد السلطة، والآن يحكم فياض، وهناك اتفاق لأول مرة بين ’’فتح’’ و’’حماس’’ على أن هذه ’’الحكومة’’ غير مرحَّب فيها وغير شرعية، وهذا أمر إيجابي، ونحن نؤكد أن هذه الحكومة تنفذ ما يملي عليها الاحتلال علانية، وهي بمواصفات أوروبية وليس لها علاقة بثوابت ولا بحفظ كرامة أصلاً، وهذا مرفوض من أبناء شعبنا الفلسطيني، وأية حكومة لا تستقي شرعيتها من المجلس التشريعي المنتخب لا يمكن أن تُعطى الشرعية.
قضية شاليط
* هل هناك جديد في قضية شاليط؟
** الاحتلال يحاول أن يدخل مساعي أجنبية وأوروبية لتفعيل هذه القضية، ولكن الرسالة كانت واضحة أن مطالب المقاومة لا يمكن أن نتنازل عنها؛ فهناك قائمة قُدمت ولا تنازل عنها، وإذا كانت هناك نية للاحتلال لإنهاء هذا الملف فعليه أن يقبل بها، وهذه الرسالة هي التي وصلت إلى الأوروبيين وكل من تدخل في القضية.
خلال الفترة الأخيرة المتزامنة مع الحوار الوطني في شهر آذار (مارس) المنصرم لولا تعنت الاحتلال ومماطلته ومراوغته لأنجر هذا الملف، ونحن كنا قد قدمنا قائمة إلى الاحتلال للموافقة عليها، وتراجع هو أكثر من مرة في هذا الملف، وكنا نتوقع أن تفشل هذه الجهود؛ لأن الاحتلال غير صادق في إنهاء هذه القضية.
نحن نعتبر أن هذه القضية لها علاقة بأسرانا الذين أمضَوا محكوميات عالية، وهم في الأولويات، وبالأسيرات الباسلات وعدد ممن قتلوا جنودًا صهاينة؛ لذلك لن نخيب ظن أبناء شعبنا بنا، ولن نتنازل مهما كلفنا ذلك من ثمن.
* أشاع الاحتلال أن شاليط قُتل أو أصيب خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.. كيف تردون على ذلك؟
** نحن عندما نعتمد على أسلوب الإفصاح عن معلومات لا نُفصح عن معلومة إلا بثمن، ونحن كمقاومة وفصيلٍ آسرٍ لهذا الجندي نؤكد أن أية معلومة لن تكون إلا بثمن ليس ماديًّا وإنما إطلاق سراح أسرانا؛ لذلك المقاومة لن تطلق أية معلومة تخص هذا الجندي، والإعلام الصهيوني يحاول أن يشيع هذه الأنباء لكي تؤكد المقاومة أو تنفي المعلومة فيصبح لديه معلومة مجانية، والمقاومة يقظة لذلك، ولن تفصح عن أية معلومات متعلقة بالجندي الأسير.
* هل يمكن أن يتحوَّل شاليط إلى ’’رون آراد’’ آخر؟
** إذا استمر التعنت الصهيوني في هذا الملف والتنكر لاستحقاقاته ربما يصبح غلعاد شاليط ’’رون آراد’’ آخر، والأمر ليس مفتوحًا على مصراعيه.
عقبات التفاوض
* ما العقبات التي أدت إلى فشل محاولة إتمام صفقة التبادل؟
** العقبات التي كانت موجودة في مرحلة التفاوض الأخيرة أن الاحتلال كان يصر على عدم إطلاق عدد من كبار القيادات الفلسطينية، وكذلك إصراره على عدم إطلاق أي أسير من أراضينا المحتلة عام 48 وهذا مرفوض، والسبب الثالث سياسة الإبعاد القسري للأسرى إلى خارج الوطن وهي أيضًا مرفوضة.
* أشاعت بعض الأطراف أن قضية شاليط تم فيها عمليات بيع وشراء بين الفصائل الآسرة.. كيف ترد على ذلك؟
** هذه القضية مرتبطة بأسرى أمضوا زهرة شبابهم في السجون، ومن يضحي بأبنائه لا يبحث عن مال أو بيع أو شراء، وقضية الأسرى أغلى من المال وأغلى من متاع الدنيا كله.
نحن لا يمكن أن نفكر في هذا الأمر إطلاقاً، وهو كذب وافتراء لتشويه صورة المقاومة، وهناك تنسيق على أعلى مستوى بين القيادات لكافة المستجدات في هذا الموضوع وكافة الأمور التي تتم في التفاوض في هذه القضية يتم وضعها أمام الفصائل الآسرة.
القضية لدينا مركزية، وسنعمل على أسر العديد من الجنود لكي نبادلهم حتى نبيض السجون الصهيونية من كافة أبناء شعبنا.
* يشاع أن بعض القيادات في السلطة ترفض خروج القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي في الصفقة.. هل تؤكدون إدراجه ضمن الصفقة؟
** نعم صحيح.. هو وعدد كبير من القيادات والكوادر المقاومة من كافة فصائل شعبنا الفلسطيني، وهذا يشرفنا كشعب فلسطيني.
المركز الفلسطيني للإعلان
أبو مجاهد: ملاحقة المقاومين في الضفة حرب معلنة ضمن استحقاقات ’’أوسلو’’ و’’خارطة الطريق’’
[ 07/06/2009 - 10:12 م ]
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
أكد أبو مجاهد المتحدث باسم ’’لجان المقاومة الشعبية’’ أن خطورة ملاحقة المقاومين في الضفة وتصفيتهم تكمن في أن القضية أصبحت حربًا معلنة ضد المقاومة ضمن استحقاقات ’’أوسلو’’ و’’خارطة الطريق’’ لا بين فصيلين متنازعين كما يدعي البعض.
وأشار المتحدث باسم اللجان إلى أن التاريخ لن يرحم من تحالف مع العدو الصهيوني ضد شعبه، لافتًا إلى أن الشعب سيلفظ كل من يتآمر عليه وعلى حقوقه.
وفي سياق متصل، شدد أبو مجاهد على أن المقاومة اعتمدت خلال الحرب على غزة إستراتيجية تُعتمد لأول مرة؛ حيث لم ير الاحتلال مقاومًا على الأرض في الوقت الذي تضرب فيه الصواريخ ويصاب الاحتلال فيه بمقتل.
وعن احتمال شن العدو الصهيوني ضربة جديدة لغزة قال المتحدث باسم ’’لجان المقاومة الشعبية’’: ’’نحن لا نتوقع من عدونا إلا أسوأ الاحتمالات، وعلى صعيد احتمال نشوب حرب أشد ضراوة على قطاع غزة فإن المقاومة جاهزة ومستعدة بكل ما لديها، والمقاومة لن تكثر من لغة الكلام، ولكن سيجد الاحتلال عملاً ميدانيًّا متضافرًا بين كل قوى المقاومة’’.
جاء ذلك خلال حوار مطول أجراه مراسل ’’المركز الفلسطيني للإعلام’’ في غزة مع أبو مجاهد:
* كيف تنظر إلى ملاحقة المجاهدين وتصفيتهم كما حدث في قلقيلية مؤخرًا؟
** جريمة ملاحقة المجاهدين وتصفيتهم خيانة عظمى، وخيانة لله ولرسوله ولفلسطين، وهي العار والقبح الذي سيلاحق القتلة المجرمين في الدنيا والآخرة، وهي بمثابة استخفاف بمشاعر الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ فهل يعقل وطنيًّا أن يطعن المقاوم في الظهر؟! وهل الوطنية ملاحقة الأطهار أصحاب السبق في إيلام العدو ومغتصبيه؟!
* وأين تكمن الخطورة في ذلك؟
** الخطورة تكمن في أن هذا الأمر أصبح نهجًا، والقضية ليست قضية سجال بين فصيلين متنازعين كما يدعي البعض، إنما هي حرب معلنة ضد مقاومة بأكملها ضمن استحقاقات مشروعي ’’أوسلو’’ و’’خارطة الطريق’’، وتنفذ وتدار هذه العمليات بتساوقٍ من قِبل قيادات كبيرة في الأجهزة الأمنية في الضفة مع أحلافهم من الصهاينة، ويشرف على هذه العمليات جنرال الفتنة الأمريكي دايتون.
* هناك مطالبات بتقديم عباس وفياض إلى المحاكمة.. ما رأيك؟
** التاريخ لن يرحم من تحالف مع العدو الصهيوني ضد شعبه، وشعبنا الفلسطيني النابض بالمقاومة سيلفظ كل من يتآمر عليه وعلى حقوقه.
* كيف تُقيِّم موقف الفصائل تجاه هذه الجرائم؟
** نحن دعونا فصائل المقاومة إلى تحديد موقف موحد وفاصل تجاه انخراط أجهزة أمن السلطة في الحرب على المقاومة وكيفية التعامل معها ومطالبة السلطة وقياداتها بالاختيار بين الوحدة والوطنية على أساس المقاومة وحفظها وبين مشاريع التنسيق والإجهاز على المجاهدين في سبيل تأمين الأمن للكيان الصهيوني وإرضاء الإدارة الأمريكية، وهناك مواقف مميزة من قبل فصائل المقاومة بالرد على هذه الجرائم.
الحرب على غزة
* كيف تصف الحرب الأخيرة على قطاع غزة؟
** لا شك في أن الحرب كانت شعواء تستهدف النَّيل من صمود الشعب الفلسطيني ومن إرادته الصُّلبة التي حاول الاحتلال أن يكسرها، لكن الشعب أعطى نموذجًا مميزًا ورائعًا في الصمود والثبات ودعم المقاومة الفلسطينية، وكان هذا أحد أسباب الانتصار على الاحتلال خلال المعركة؛ فالمقاومة كانت جاهزة، لكن الاحتلال حاول أن يقلب الموازين عما كان متعوِّدًا عليه، وحاول في الضربة الأولى أن يشل كافة الأمور التي تساعد على تحرك المقاومة؛ فبدأ بضرب المقرَّات الأمنية، وتحديدًا المراكز الشرطية؛ لضرب الأمن في قطاع غزة وخلق حالة من الفوضى، لكن المقاومة إلى جانب الحكومة تميَّزتا في هذا الأداء الرائع؛ حيث تعاونتا على حفظ الأمن ولم يحدث هناك أية فوضى كما تمنَّى الاحتلال أن يحدث.
المقاومة الفلسطينية سرعان ما لملمت جراحها وبدأت بضرب أهداف الاحتلال منذ اليوم الأول؛ فالاحتلال كان يتحدث أن المغزى من هذه الحرب هو القضاء على الحكومة الفلسطينية؛ حيث بدأ بقصف المقرات ظنًّا منه أن ذلك سيسقط الحكومة، لكن الالتفاف الجماهيري والمميز بعد الضربة الأولى حولها كان أحد دعائم ثباتها وصمودها، واستمرت خلال فترة الحرب في عملها وأعطت أداءً مميزًا على الأرض.
وكان الاحتلال أيضًا يهدف إلى القضاء على المقاومة، ولكن لم يستشهد أو يُصَب من المقاومين إلا عدد بسيط، ولكن العدو المجرم كان يستهدف في المقابل الأطفال والنساء والبيوت الآمنة، محاولاً إظهارهم للعالم على أنهم مقاومون.
وعلى صعيد آخر كان الاحتلال يهدف إلى منع إطلاق الصواريخ، ولكن في اليومين الأول والثاني أطلقت المقاومة عددًا كبيرًا من الصواريخ وأصابت أهدافًا أكثر بعدًا، وكان تزداد الأهداف سعةً يومًا بعد يوم؛ فقد كان مرسومًا للمعركة ثلاثة أيام من قِبل الاحتلال، لكن الاحتلال لم يحقق الأهداف، فكان يريد أن يضرب ضربة سريعة لكنه لم يستطيع ذلك؛ حيث اعتمدت المقاومة إستراتيجية اعتمدت لأول مرة؛ حيث لم ير الاحتلال مقاومًا على الأرض في الوقت الذي تضرب فيه الصواريخ ويصاب الاحتلال فيه بمقتل.
المقاومة أبلت بلاءً حسنًا خلال المعركة، و فرضت المعادلة على الأرض، وكانت صاحبة القرار والكلمة، بينما خاب ظن الاحتلال في أهداف التي رسمها.
* هل كان هناك تنسيق بين فصائل المقاومة خلال العدوان؟ وما مستواه؟
** التنسيق لم يكن على المستوى العالي الذي نتوقعه؛ فقد كان التنسيق فقط على أرض الميدان، ولم يكن تنسيق مسبق حقيقةً، ولكن التنسيق الميداني كان له أثره على أرض المعركة، ولكن أؤكد هنا أن التنسيق كان يجب أن يكون على مستوى القيادة بدرجة أعلى، ولكن طبيعة الظروف الأمنية فرضت على المقاومة أن يكون التنسيق ميدانيًّا لكيلا يحدث أخطاء على صعيد العمل المقاوم.
بين التهدئة والتصعيد
* هناك تهديدات صهيونية بشن ضربة جديدة على غزة.. كيف تنظرون إلى ذلك؟
** من وجهة نظري الشخصية فإن الاحتلال لا يبحث عن ضربة بمعنى ضربة كما كانت المعركة السابقة؛ فالاحتلال خسر كثيرًا فيها وفُضح أمام العالم، وربما يقول البعض أنه لا يهمه العالم ولكن في الفترة الأخيرة أصبح يهمه ذلك، وأن يبيِّن الصورة أمام العالم أنه هو الضحية والشعب الفلسطيني هو الجلاد، ولكن الدور الإعلامي الفلسطيني كان مميزًا، وهذا يشكر ويثنى عليه للإعلام بكافة أطيافه والإعلام.
أما على أرض الواقع فنحن لا نتوقع من عدونا إلا أسوأ الاحتمالات، وعلى صعيد احتمال شن حرب أشد ضراوة على قطاع غزة فإن المقاومة جاهزة ومستعدة بكل ما لديها، والمقاومة تكثر من لغة الكلام ولكن سيجد الاحتلال عملاً ميدانيًّا متضافرًا بين كل قوى المقاومة.
* هناك حديث عن تهدئة.. ماذا تقول؟
** موقفنا واضح أن التهدئة لها استحقاقاتها.. نحن والإخوة في ’’حماس’’ والجهاد وباقي الفصائل تحدثنا أنه لا يمكن القبول بأية تهدئة ما لم يتم تنفيذ استحقاقاتها المتمثلة في فتح كافة المعابر؛ بما فيها معبر رفح، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ووقف كافة أشكال العدوان، وعلى الاحتلال أن يلتزم بها ما لم يكن ذلك فتبقى الأمور على ما هي عليها.
* يثار حديث من الاحتلال وأطراف أخرى أن حركة ’’حماس’’ تمنع فصائل المقاومة من إطلاق الصواريخ والرد على اعتداءات الاحتلال لمصلحتها.. أنتم كفصيل مقاوم هل لمستم ذلك على أرض الميدان؟
** نحن لم نلمس إطلاقًا شيئًا من هذا القبيل، سواء من حركة ’’حماس’’ أو الحكومة الفلسطينية، بأنهم قاطعوا أو تدخلوا في عمل المقاومة إطلاقًا؛ فالمقاومة تتحرك بحرية، ولم نلمس أية مشكلة، وإذا كانت هناك أية عقبة على الفور يتم حلها، بينما ادعاءات الاحتلال لتشويه صورة ’’حماس’’ كمقاومة، وهذا الأمر يحاول الاحتلال صياغته أمام العالم وتروِّجه بعض وسائل الإعلام، لكن كفصيل مقاوم لم يتم منعنا بالمطلق من إطلاق الصواريخ، ولم يتم وقف أي عمل مقاوم من قبل الحكومة، وما تحدث به الاحتلال محض افتراء.
* كيف تنظر إلى تعامل الأجهزة الأمنية مع قضية العملاء خلال فترة العدوان وبعدها؟
** أتمنى صراحة أن يكون هناك جهد أكبر فيما يخص هذه القضية، ونحن مع أن يكون هذا الملف كاملاً بيد الأجهزة الأمنية؛ لأننا نستأمن هذه الأجهزة، وأكثر من قضية وأكثر من أمر قدمناه إلى الإخوة في جهاز الأمن الداخلي وتم التحقيق فيه ومعالجته ضمن المحددات المتفق عليها.
وبصراحة فإن جهاز الأمن الداخلي تميز على صعيد قضية العملاء، وكان هناك شبكات كبيرة كشفت في هذه المعركة، وعلى الرغم من الاستهداف المباشر لمقرات الأجهزة الأمنية في غزة أثناء الحرب، عملت حتى اللحظات الأخيرة في المعركة إلى جانب المقاومة.
الحوار الفلسطيني
* الحوار الفلسطيني إلى أين؟ وهل وجِّهت إليكم دعوة للمشاركة في الجولات القادمة؟
** هناك الكثير من الجولات على صعيد الحوار، ونأمل أن يتم إنهاء حالة الانقسام على أساس حفظ الثوابت الوطنية الفلسطينية، ولم توجَّه إلينا أية دعوات للجولة القادمة، وما يهمنا هو إنهاء الانقسام بأسرع وقت بما تستدعي أن نتنازل للشعب الفلسطيني ولمصلحته لا أن نتنازل لصالح للاحتلال.
* انطباعك عن جولات الحوار.
** نأمل ونرجو من الله أن يتم إنهاء حالة الانقسام على أساس حفظ الثوابت الفلسطينية، وعلى أساس عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، ونحن موقفنا واضح، ومع حركة ’’حماس’’ في موقفها بعدم الاعتراف باتفاقيات ’’منظمة التحرير’’ التي تعترف بالاحتلال.
* في ظل ما يحدث بالضفة.. هل يمكن أن ينتهي الانقسام في رأيك؟
** بصراحة أنا أعتقد أن ’’حكومة’’ فياض لن تدوم طويلاً؛ لأنها دخلت في صراع مع حركة ’’فتح’’، ولم يشهد التاريخ سيطرة في الضفة من تيار غير تيار ’’فتح’’ على صعيد السلطة، والآن يحكم فياض، وهناك اتفاق لأول مرة بين ’’فتح’’ و’’حماس’’ على أن هذه ’’الحكومة’’ غير مرحَّب فيها وغير شرعية، وهذا أمر إيجابي، ونحن نؤكد أن هذه الحكومة تنفذ ما يملي عليها الاحتلال علانية، وهي بمواصفات أوروبية وليس لها علاقة بثوابت ولا بحفظ كرامة أصلاً، وهذا مرفوض من أبناء شعبنا الفلسطيني، وأية حكومة لا تستقي شرعيتها من المجلس التشريعي المنتخب لا يمكن أن تُعطى الشرعية.
قضية شاليط
* هل هناك جديد في قضية شاليط؟
** الاحتلال يحاول أن يدخل مساعي أجنبية وأوروبية لتفعيل هذه القضية، ولكن الرسالة كانت واضحة أن مطالب المقاومة لا يمكن أن نتنازل عنها؛ فهناك قائمة قُدمت ولا تنازل عنها، وإذا كانت هناك نية للاحتلال لإنهاء هذا الملف فعليه أن يقبل بها، وهذه الرسالة هي التي وصلت إلى الأوروبيين وكل من تدخل في القضية.
خلال الفترة الأخيرة المتزامنة مع الحوار الوطني في شهر آذار (مارس) المنصرم لولا تعنت الاحتلال ومماطلته ومراوغته لأنجر هذا الملف، ونحن كنا قد قدمنا قائمة إلى الاحتلال للموافقة عليها، وتراجع هو أكثر من مرة في هذا الملف، وكنا نتوقع أن تفشل هذه الجهود؛ لأن الاحتلال غير صادق في إنهاء هذه القضية.
نحن نعتبر أن هذه القضية لها علاقة بأسرانا الذين أمضَوا محكوميات عالية، وهم في الأولويات، وبالأسيرات الباسلات وعدد ممن قتلوا جنودًا صهاينة؛ لذلك لن نخيب ظن أبناء شعبنا بنا، ولن نتنازل مهما كلفنا ذلك من ثمن.
* أشاع الاحتلال أن شاليط قُتل أو أصيب خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.. كيف تردون على ذلك؟
** نحن عندما نعتمد على أسلوب الإفصاح عن معلومات لا نُفصح عن معلومة إلا بثمن، ونحن كمقاومة وفصيلٍ آسرٍ لهذا الجندي نؤكد أن أية معلومة لن تكون إلا بثمن ليس ماديًّا وإنما إطلاق سراح أسرانا؛ لذلك المقاومة لن تطلق أية معلومة تخص هذا الجندي، والإعلام الصهيوني يحاول أن يشيع هذه الأنباء لكي تؤكد المقاومة أو تنفي المعلومة فيصبح لديه معلومة مجانية، والمقاومة يقظة لذلك، ولن تفصح عن أية معلومات متعلقة بالجندي الأسير.
* هل يمكن أن يتحوَّل شاليط إلى ’’رون آراد’’ آخر؟
** إذا استمر التعنت الصهيوني في هذا الملف والتنكر لاستحقاقاته ربما يصبح غلعاد شاليط ’’رون آراد’’ آخر، والأمر ليس مفتوحًا على مصراعيه.
عقبات التفاوض
* ما العقبات التي أدت إلى فشل محاولة إتمام صفقة التبادل؟
** العقبات التي كانت موجودة في مرحلة التفاوض الأخيرة أن الاحتلال كان يصر على عدم إطلاق عدد من كبار القيادات الفلسطينية، وكذلك إصراره على عدم إطلاق أي أسير من أراضينا المحتلة عام 48 وهذا مرفوض، والسبب الثالث سياسة الإبعاد القسري للأسرى إلى خارج الوطن وهي أيضًا مرفوضة.
* أشاعت بعض الأطراف أن قضية شاليط تم فيها عمليات بيع وشراء بين الفصائل الآسرة.. كيف ترد على ذلك؟
** هذه القضية مرتبطة بأسرى أمضوا زهرة شبابهم في السجون، ومن يضحي بأبنائه لا يبحث عن مال أو بيع أو شراء، وقضية الأسرى أغلى من المال وأغلى من متاع الدنيا كله.
نحن لا يمكن أن نفكر في هذا الأمر إطلاقاً، وهو كذب وافتراء لتشويه صورة المقاومة، وهناك تنسيق على أعلى مستوى بين القيادات لكافة المستجدات في هذا الموضوع وكافة الأمور التي تتم في التفاوض في هذه القضية يتم وضعها أمام الفصائل الآسرة.
القضية لدينا مركزية، وسنعمل على أسر العديد من الجنود لكي نبادلهم حتى نبيض السجون الصهيونية من كافة أبناء شعبنا.
* يشاع أن بعض القيادات في السلطة ترفض خروج القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي في الصفقة.. هل تؤكدون إدراجه ضمن الصفقة؟
** نعم صحيح.. هو وعدد كبير من القيادات والكوادر المقاومة من كافة فصائل شعبنا الفلسطيني، وهذا يشرفنا كشعب فلسطيني.
المركز الفلسطيني للإعلان